كلية الأداب واللغات

دروس موجهة لطلبة الدكتوراه : تخصص : أدب جزائري / أدب حديث / الخطاب السردي 

 يتناول  هذه المقياس مسيرة النقد في الجزائر منذ بداياته الأولى ؛ أي منذ الثلث الأخير من القرن التاسع عشر إلى غاية ظهور المناهج النقدية الحديثة ( الانطباعي / التاريخي... ) مبرزا أهم القضايا والإشكالات المطروحة ، وكيف تم التعامل معها من طرف النقاد الجزائريين الذين حاولوا إعطاء مبررات وحجج منطقية تنسجم وطبيعة الظاهرة المدروسة ، مما جعل مهمّة الناقد الجزائري في كثير من الأحيان تتعدى عملية النقد إلى الوقوف على الظروف المتحكمة  في عملية الإنتاج الأدبي كالظروف التاريخية والبيئية والسياسية ، وهو ما أفرز جهودا نقدية فردية  وأخرى مدرسية تلونت بلون الايدولوجيا السائدة التي غالبا ما كانت تحرّكها...

وبهذا يكون  النقد في الجزائر قد مر بحركتين  نقديتين كبيرتين شكلتا ملامحه وأسهمتا في إثرائه وتطوره ، وقد استطاع هذا النقد مواكبة الجهود النقدية التي عرفتها الساحة العربية والعالمية ، وإجمالا يمكن اختصار هذه المسيرة التي بدأت منذ الثلث الأخير من القرن التاسع عشر إلى يومنا في :

-        الحركة الأولى :حركة النقد الجزائري الحديث، وينضوي تحت هذه الحركة النقدية مسارين :

أ / مسار تأصيلي ( النظرة التقليدية ):منذ الثلث الأخير من القرن التاسع عشر إلى غاية نهاية الحرب العالمية الثانية.

ب/ مسار مدرسي تجديدي : بعد الحرب العالمية الثانية إلى غاية سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم.

-       الحركة الثانية :حركة النقد المعاصر منذ ثمانينيات القرن المنصرم إلى غاية يومنا هذا. ويمكن حصر مخرجاتها أيضا ضمن مسارين :

أ/مسار ألسني بنيوي : يقوم باستخدام طروحات النقد الألسني الذي تنضوي تحته عديد المناهج النصانية كالمنهج البنيوي والسيميائي والأسلوبي والنقد السردي ... 

ب/ مسار ما بعد بنيوي : يقوم بتوظيف طروحات ما بعد البنيوية ، وهي طروحات مقوّضة للمقولات الرئيسية التي بنيت عليها المناهج التي تنضوي تحت ما يسمى بالنقد الألسني ، ومن بين هذه المقاربات : التفكيك والنقد الثقافي والنسوي ....