فن بناء المدن قديم يمتد إلى بداية نشأة المدن القديمة،  لكن التطرق إلى هذا المصطلح ”فن بناء المدن“ بصورة فعلية وصريحة بدأ منذ ظهور المدينة الحديثة، ويعود ذلك إلى عصر النهضة  واكتشاف الآثار والفنون القديمة التي تم الرجوع إليها واستعمالها في تجميل المدن، مما سمح بتأسيس طرق جديدة تهدف إلى إعطاء صورة متناغمة وجمالية للمدينة

 (القرن الخامس عشر) بدأ ”عصر النهضة" في نهاية العصور الوسطى في إيطاليا ثم انتشر إلى بقية أوروبا بعد فترة وجيز

.خلال هذه الفترة ، تم إعادة تقييم البعد الجمالي للبيئة الحضرية ليصبح مفهومًا متكاملًا تمامًا في تصميم المدن

عند تصميم فضاء حضري ، كما هو الحال مع أي إبداع ثقافي، فإن إعطاء  صورة جمالية عامة للوسط المبني وغير المبني يتطلب ”تشكيلا عمرانيا“ الذي هو الوسيلة الأساسية لتحقيق هذا الهدف

ينص مجلس العمرانيين الأوروبيين في "ميثاق أثينا الجديد" الذي كتب في نوفمبر 2003 على ما يلي: "... وهكذا ، سيكون الفن العمراني والتشكيل العمراني العنصرين الأساسيين لنهضة المدن، إنهما يجعلان من الممكن تصحيح الاضطرابات بين أجزاء المدينة ومتابعة الحفاظ على الطابع الخاص لكل مدينة من خلال أشكال مختلفة من سياسات الفضاء الحضري وأنواع من التدابير والتدخلات التي سيلعب العُمراني فيها الدور الرئيسي…".

—في "قاموس العمران والتهيئة" الذي كتبته ”ميرلين بيير“ مع ”فرانسواز تشواي“، تخبرنا ”فرانسواز تشواي“ أن التشكيل العمراني ، بالإضافة إلى الرسم الناشئ ، ولد من الفن العمراني : "لقد أدخل الفن العمراني التناسب والانتظام ، والتناسق ، والمنظور في المدن الغربية من خلال تطبيقها على الشوارع ، والساحات ، والمباني ، ومعالجة علاقاتها مع عناصرها المتصلة (الأروقة ، والأعمدة ، والبوابات الضخمة ، والأقواس ، والحدائق ، والمسلات ، والنوافير ...). تشكيل مشتق من فن الرسم ... ”.