مخطط الموضوع

  • الموضوع 1

  • بطاقة المعلومات

              بطاقة المعلومات  

       1- معلومات حول المقياس

    جامعة محمد بوضياف المسيلة

    كلية الآداب واللغات

    قسم الأدب العربي

    المقياس: النقد الأدبي القديم

    الفئة المستهدفة: السنة الأولى ليسانس/ جذع مشترك

     الأفواج:10-11-07-08.

    الرصيد:04- المعامل: 05.

    الحجم الساعي: 22.5ساعة أعمال موجهة.

    التوقيت الأحد والإثنين من 08ساعة00-إلى 11ساعةو00د.

    الحجرات:n10-n11-n07-n08

    معلومات حول الأستاذ:

    أستاذ المحاضرات والأعمال الموجهة: الدكتورة: طيهار نسيبة.

    التواصل عبر:nassiba.tihar@univ-msila.dz

    أوقات التواصل في المكتب: أيام الأحد والاثنين والثلاثاء

    المكان: مخبر الشعرية الجزائرية/ أو مكتب رقم 02 بمجمع مكاتب الأساتذة

  • محتوى المقياس

    الرصيد:04

    المعامل:02

    مادة: نقد أدبي قديم 1

    السداسي الأول: وحدة التعليم الأساسية

    مفهومه وتطوره وجغرافيته في المشرق والمغرب

    النقد العربي

    01

     

    بيبليوغرافيا  المصنفات النقدية في المشرق والمغرب

    02

    مفهومه ومجالاته ونماذج من نصوصه

    النقد الانطباعي

    03

     

    مفهوم الشعر عند النقاد المشارقة والمغاربة

    04

    نماذج نصية من المشرق و الأندلس والمغرب

    قضية الانتحال وتأصيل الشعر

    05

    نماذج نصية من المشرق و الأندلس والمغرب

    قضية الفحولة عند النقاد

    06

    نماذج نصية من المشرق والأندلس والمغرب

    قضية عمود الشعر

    07

    عند ابن قتيبة وابن طباطبا وقدامة بن جعفر

    قضية اللفظ والمعنى

    08

    عند نقاد الأندلس والمغرب العربي

    قضية اللفظ والمعنى

    09

    نماذج نصية من المشرق والأندلس والمغرب

    قضية الصدق

    10

    نماذج نصية من المشرق والأندلس والمغرب

    الموازنات النقدية

    11

    نماذج نصية من المشرق والأندلس والمغرب

    نظرية النظم

    12

    نماذج نصية من المشرق والأندلس والمغرب

    النقد البلاغي

    13

    الجرجاني

    تراجم أعلام النقد في المشرق

    14

    1-         طرية التقييم: يجري تقييم المحاضرات عن طريق امتحان في نهاية السداسي، بينما يكون تقييم الأعمال الموجهة   متواصلا طوال السداسي

    2-               المراجع: (كتب، ومطبوعات، مواقع انترنت، رسائل، أطاريح، مقالات،....إلخ

    المقرر الدرسي العام

    محتوى المقياس

  • الأهداف العامة للمقياس

    الأهداف العامة للمقياس

    في نهاية هذا المقياس سيتمكن الطالب من:

    1-تعريف المصطلحات النقدية في الأدب القديم.

    2-تكوين الطالب على البحث والسؤال.

    3-فتح الإشكاليات النقدية أمامه-القضايا-.

    4-تفعيل قدرة الطالب على تلخيص مصدر من مصادر النقد الأدبي+قراءة نصوص نقدية مختارة وتحليلها.


  • ملخص المقياس

      النقد الأدبي القديم
       مقياس "النقد الأدبي القديم " الموجه لطلبة السنة الأولى ليسانس"جذع مشترك"، هو مقياس أساسي يركز فيها الناقد على تقييم الجوانب الجيدة والرديئة في النص، بمعنى أنه لا يقتصر البحث عن عيوب النص فحسب، بل هنالك معايير وأسس يتم من خلالها معرفة بيئة النص وزمنه،ومكانه، ومكانته، وبالتالي فإن النقاد في العصر الحديث والمعاصر استمدوا معارفهم من البيئة الأصل مؤلفيين -في ذلك- أشهر كتبهم من قلب الموروث الأدبي القديم.

       وقد إلتزم النقاد القدامى في تناول وتذوق الأدب على عدة معايير استحدثوها وابدعوا فيها، ومحاورين نصوصهم الغامضة والواضحة، والمنتحلة، والمسروقة، يتذوقون اللفظ والمعنى، مبتعدين في ذلك عن ذلك التذوق الفطري العاطفي الانطباعي الذي يميز بين الخير والشر، وبين القبح والجمال، وبين اللذة والألم، وينفرمن الكلمة الخشنة والجافة ويرتاح إلى الكلمة العذبة السلسة.
          ويهدف هذا المقياس إلى التعرف على طبيعة العلاقة بين الأدب والنقد وفهم هذه الرؤية وتحليلها وتفسيرها، وكذا توطيد العلاقة بين النقد والأدب وفق الأسس والمعايير النقدية العلمية المضبوطة بعيد عن التذوق الانطباعي العاطفي، وانطلاقا من هذا التلازم المفترض فإن هدف من وضع هذه الدروس هو محاورة، ومعالجة القضايا النقدية الأدبية القديمة، والحفر في حيثياتها مثل/ قضية الانتحال، السرقة الأدبية/ قضية اللفظ والمعنى/ المخيال الشعري/قضية الفحولة عند النقاد، قضية عمود الشعر، قضية الصدق والكذب، والموازنات النقدية، ونظريات مثل نظرية النظم... وغيرها" باعتبارها أنها اللبنة الأولى والأساسية في صناعة التفكير العلمي للطالب الجامعي، وبدونها فإنه لن يتمكن من فهم القضايا الحديثة والمعاصرة بمنأى عن القضية الأم التراثية.


  • الخريطة الذهنية للمقياس

    خريطة المقياس

  • ملخص الدرس: قضية الانتحال عند النقاد العرب

    إن ظاهرة الانتحال ظاهرة نقدية قديمة، عرفها النقد العربي، وهي ظاهرة لم يسلم منها أي أدب إنساني على الإطلاق وقد تركت هذه ظاهرة آثار سلبية كادت تهدد أدبنا العربي القديم وهددته في وجوده وكينونته.

    وقد عرفها الأمم الأخرى التي كان لها نتاج أدبي ولم تقصر هذه الظاهرة على الشعر الجاهلي فقط، بل عرفتها العصر الأموي والعصر العباسي، وتجاوزتها إلى عصرنا الحاضر وأصبح النقاد صنوفها في خانة ما صار يطلق عليه بمصطلح"السرقات الأدبية"، ولم يكن الوضع والانتحال مقصوراً على الشعر وحده بل شمل كل ما يرتبط بالأدب كالنسب والأخبار ولم يسلم حتى الحديث النبوي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من الوضع والمتزيد الانتحال.ملخص الدرس

     


  • المكتسبات القبلية

    1-           المتطلبات القبلية:

    عند الانتهاء من المقياس التعليمي/التطبيقي لدرس-قضية الانتحال وتأصيل الشعر-، سيكون الطالب قادرا على-أهداف عامة-:

    ·         مستوى المعرفة والتذكر: يتوقع من الطلاب في هذا المستوى أن يستعيدوا المعلومات من الذاكرة، ولكن لا يتوقع منهم تغيرها بأي شكل من الأشكال.

    -يقوم الطلاب بحفز التعريفات المرتبطة بموضوع دراسي محدد.

    -يتم إعطاء الطلاب أسئلة اختبار متعدد الخيارات، ويطلب الإجابة عليها، كما يمكن إعطائهم أسئلة ملء الفراغات.

    -الهدف هو استحضار كل ما لديه من –مكتسبات قبلية-تتعلق بقضية الانتحال في النقد الأدبي القديم.

    ·         مستوى الاستيعاب والفهم:

    يقوم الطلاب ببناء وصلات جديدة في عقولهم:

    -يقوم الطلاب بتحديد الخصائص الأساسية التي تسمح لهم بتحديد مختلف الخصائص والفروقات والمفاهيم المتعلقة بالمحور الخاص.

    -وهنا نعطي الطالب بعض الأسئلة المتنوعة انطلاقا مما تم الاستفادة منه وفهمه للدرس.

    ·         مستوى التطبيق والتحليل:

    إجراءات معينة أو خطوات يتوقع اتباعها للتمكن من حل مشكلات جديدة.

    -يتعرف الطلاب على مختلف المفاهيم المتعلقة قضية الانتحال وتأصيل الشعر والهدف من هذا هو التعرف على مختلف القصائد المنحولة التي أخذ منها النقاد العرب وتناولوها في كتبهم ودراساتهم.

    - يطلب من الطلاب قراءة كتب أو مصادر النقد الأدبي

    1

    المكتسبات القبلية


  • الأهداف الخاصة بالمحورين/الفصليين

    الأهداف الخاصة بالمحوريين

    الاهداف الخاصة بالمحورين:

    عند الانتهاء من هذا المحور سيكون الطالب ملما بأهداف المحور الأول بناء على مستويات بلوم المعرفية:1

    1- على مستوى المعرفة والتذكر: يتوقع من الطالب في هذا المستوى أن يستعيدوا المعلومات من الذاكرة (المكتسبات القبلية) حيث يقوم الطلاب بحفز التعريفات المرتبطة بموضوع الانتحال في النقد الأدبي، ويتم توزيع أسئلة اختبارية من متعدد، ويطلب منهم الإجابة عليها، كما يكمن إعطائهم أسئلة الفراغات هدفها استحضار ما لديه من مكتسبات قبلية تتعلق بفهم واستيعاب وتعلم المصطلحات في النقد الأدبي.

    2- على مستوى الاستيعاب: يتعرف الطالب على المصطلحات العامة –المصطلح/المفهوم/ الماهية/، ثم ينتقل للتعريف بأهم المصطلحات النقدية التي نجدها داخل المقرر مثل: قضية الانتحال، قضية عمود الشعر، قضية اللفظ والمعنى، قضية الفحولة، قضية الصدق.....، حيث يتم تكليف الطلبة بمجموعة من البحوث وإنجازها.

    3- على مستوى التطبيق: يتعرف الطالب على مختلف المراحل التاريخية لظهور قضية الانتحال في المشرق والمغرب والأندلس، ابتداء من العصر الجاهلي إلى أفول العصر العباسي، من خلال أهم ما مميزات القصيدة العربية وأهم نقادها وروادها.

    +اختبار المتطلبة لكل وحدة أو محور.


  • أهداف التعليم الخاصة بالدرس

    1الاهداف الخاصة بالدرس

    -               أهداف التعليم: إمكانية الطالب من:

    --تحديد المصطلحات للطلبة، وتوجيههم لتوثيق معلوماتهم العلمية خاصة في بحوثهم التي هم مطالبون بإنجازها حول الإنتحال.

    -تحليل القصائد تحليل علمي وأدبي وفق ضوابط ومنهجية سلمية.

    -إيجاد الفروق بين النحل والانتحال والوضع.


  • طريقة التعليم

    1-               طريقة التعليم:

    التقييم النهائي من خلال:                                         

    -         يكون التقييم بواسطة امتحان كتابي حضوري في آخر السداسي يحتوى على كل ما تم التطرق إليه ومناقشته في الحصة، إضافة إلى تمارين من الأعمال الموجهة، ويدخل في النقطة النهائية بنسبة60/*.

    -         التقييم المستمر والذي يكون في حصة الأعمال موجهة يدخل في النقطة النهائية للمقياس بنسةو40م/*، مقسم بين 30/*، وامتحان قصير بعد كل فصل و10/* الحضور والمشاركة في كل حصة.

    -         معدل النجاح في هذا المقياس يكون أكثر أو يساوى 10 من 20.


  • أنشطة التعليم والتعلم

    لكي يستطيع الطالب استيعاب كل المفاهيم التي يتم التطرق إليها أثناء الحصة والقدرة على التعامل مع كل النشاطات التعلم، انتظر منكم الحضور المستمر للحصة وتدوين كل المعلومات، وأخذ رؤوس أقلام لكل ما تم مناقشته في بحوث الطلبة، بالإضافة إلى المشاركة في المناقشات وطرح كل الأسئلة التي لم تتوصلوا إلى الإجابة عنها، وتبادل الآراء ووجهات النظر حول المواضيع المقترحة لإثراء المكتسبات والمعلومات، ومن خلال الأعمال الموجهة يتم تثبيت المعلومات وتوظيف المكتسبات العلمية بالموازاة مع المحاضرة، عن طريق حل التمارين الموجودة على الموودل.

    أنشطة التعلييم والتعلم

  • خطة الدرس

    خطة الدرس

  • الفصل الأول من الدرس

    مقدمة:

         إن ظاهرة الانتحال ظاهرة نقدية قديمة، عرفها النقد العربي، وهي ظاهرة لم يسلم منها أي أدب إنساني على الإطلاق وقد تركت هذه ظاهرة آثار سلبية كادت تهدد أدبنا العربي القديم وهددته في وجوده وكينونته.

       وقد عرفها الأمم الأخرى التي كان لها نتاج أدبي ولم تقصر هذه الظاهرة على الشعر الجاهلي فقط، بل عرفتها العصر الأموي والعصر العباسي، وتجاوزتها إلى عصرنا الحاضر وأصبح النقاد صنوفها في خانة ما صار يطلق عليه بمصطلح"السرقات الأدبية"، ولم يكن الوضع والانتحال مقصوراً على الشعر وحده بل شمل كل ما يرتبط بالأدب كالنسب والأخبار ولم يسلم حتى الحديث النبوي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من الوضع والتزيد الانتحال.

         وتسعى هذه المحاضرة إلى كشف آراء النقاد القدامى والمحدثين، عرباً ومستشرقين حول هذه الظاهرة التي أضرت كثيراً بتراثنا الشعري وهددته في كينونته ووجوده ومصداقيته ومن ذلك نطرح التساؤلات:

    -ما هو مفهوما القضية والانتحال، وما الفرق بين النحل والإنتحال؟

    - ما هي قضية الانتحال عند العرب القدماء؟

    -ما هي قضية الانتحال عند المحدثين؟

    -ما رأي المستشرقين في قضية الانتحال؟

    المبحث الأول:مفاهيم عامة حول القضية والانتحال

    المطلب الأول: مفهوم القضية

    لغة: القضية: الحُكم وهي مسألة يتنازع فيها وتعرض على القاضي أو القضاة للبحث والفصل، والقضية في المنطق: قول مكونٌ من موضوع ومحمول يحتمل الصدق والكذب لذاته، ويصح أن يكون موضوعاً للبرهنة.

    اصطلاحاً: إن القضية هي مصطلح مستعمل في الفلسفة التحليلية في إيضاح بأن فكرة ما قد تقبل الصواب أو الخطأ، أما القضية عند المنطقيين حيث تسمى خبراً وتصديقاً هي قول يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب فالقول أعم من الملفوظ والمعقول، وهو جنس يشتمل الأقوال التامة والناقصة.

       وأشكال على عدّ المبادئ التصورية والتصدقية، ولكن يمكن الجواب عنه بأن هذه هي مبادئ عامة ولذا يمكن يشتر فيها عدة من العلوم.

     المطلب الثاني: مفهوم الانتحال عند كل من:

    لغة: جاء في لسان العرب، والنحلة: الدعوى، وانتحل فلان شعر فلان وقول فلان ادعاه أنه قائله، وتنحله ادعاه وهو لغيره، ونحله ليقول ينحله نحلاً: نسبه إليه، ونحلته القول أنحله نحلاً، بالفتح إذا أضفت إليه قولاً قاله غيره وادعيته عليه، وفلان ينتحل مذهب وقبيلة كذا انتسب إليه وهي من قبيلة غيره.

          ويوجد فرق جوهري بين الانتحال والنحل، فالتاء في الانتحال تجعل العملية ذاتية، وذلك لأن الفعل(انتحل)ووزنه الصرفي-افتعل-يدل على من طاوعته نفسه أن ينسب لنفسه ما لغيره ويستنتج منه أن عملية الانتحال عملية فردية، يتطابق فيها الناحل والمنحول له فيصيران واحدا يختلف الانتحال عن النحل في هذا الأخير يتطلب طرفين ليس طرفا واحدا، ويتضح من ذا أن النحل والانتحال يتفقان في موضوع وهو نسبه الشيء لغير صاحبه، ويختلفان في الفاعل، والفاعل في الانتحال هو المستفيد نفسه دون غيره، أما في النحل فهناك فاعل وهناك مستفيد هما شخصان وليس شخصا واحداً كما في حالة الانتحال.

        والانتحال ضرب من السرقة، وهو أن يأخذ الشاعر قصيدة أو أبياتا لشاعر أخر وينتحاها لنفسه.

        وجاء في كتاب العين انتحل فلان شعر فلان إذا ادعاه أنه قائله، ونحل الشاعر قصيدته إذا رويت عنه وهي لغيره.

    وفي مختار الصحاح:"نحله القول من باب قطع أي أضاف قولاً قاله لغيره وادعاه عليه، وانتحل فلان شعر غيره، أو قول غيره إذا ادعاه لنفسه وتنحل مثله وفلان ينتحل مذهب كذا وقبيلة إذا انتسب إليه.

    اصطلاحا: هو أن يأخذ السارق اللفظ والمعنى معاً بلا تغيير وتبديل الألفاظ كلها أو بعضها بمفرداتها وهذا مذموم وسرقة محضة ما فعل عبد الله بن الزبير يقول"معن بن يونس

    إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته    على طرف الهجران إذا كان يعقل ويركب

    حد السيف من أن تضلمه         إذا لم يكن عن شفرة السيف مزحل

        أما تبديل الألفاظ بمرادفها كما فعل بقول الخطيئة:

    دع المكارم لا ترحل لبغيتها    واقعد فأنك أنت الطاعم الكاسي

    ذر المآثر لا تذهب لمطالبها   واجلس فأنك أنت الأكل اللابس

       وهذان البيتان يحملان المعنى ذاته مع تغيير في الألفاظ فكأن صاحب البيت الثاني جاء بمرادفات البيت الأول ونظمها على شاكته وكأنه يشرح ما جاء به فقط.

    الفصل الأول


  • الانتحال عن العرب

    المبحث الثاني:الانتحال عند العرب

    المطلب الأول: عند القدامى

      ثبت أن العرب لم يدونوا شعرهم في الجاهلية في ديوان أو سفر وإنما كان محفوظا في الصدور تعيه حافظتهم وقلوبهم وأذواقهم وملكاتهم الأدبية الفطرية، ومع هذه الرواية والحافظة القوية فقد ضاع الكثير من الشعر العربي الجاهلي، وأصلب الشعر الجاهلي مع الضياع بالافتراء والاختلاف عليه من قبل بعض الرواة لأسباب كثيرة.

        وحمل ذلك النقاد القدامى على نقد الرواة، وتجريح الواضعين والتنبيه على الشعر المنحول ومنهم المفضل الضبي الذّي نقد حماد الرواية وبين أكاذيبه والأصمعي حين نقد الخلق الأحمر و تابعهم بعد ذلك أبو الفرج الأصفهاني في رفضه روايات ابن الكلبي على دريد بن الصمة وبعض أشعاره، فقد تنبه إلى أنها مكذوبة ملفقة من قبل ابن الكلبي نفسه.

        كما أن أبا عمرو بن العلاء بعد أن ذكر أبياتا من ذي الأصبع العدواني، نص على أنه لا يصح من أبيات ذي الأصبع العدواني، نص على أنه لا يصح من بيات ذي الأصبع إلى الأبيات التي أنشدها، وإن سائرها منحول.

       وكان من أهم النقاد القدامى في هذا الجانب محمد بن سلام الجمحي، فقد دونه في كتابه(طبقات فحول الشعراء) كثيراً من الملاحظات أهل العلم والدراية في رواية الشعر القديم وأضاف إلى ذلك كثيراً من الملاحظات الشخصية.

    المطلب الثاني: قضية الانتحال عند المحدثيين:

       فقد كان أول من بحث في هذا الموضوع من أدباء العرب المعاصرين هو مصطفى صادق الرافعي في كتابه(تاريخ أدب العرب) الذي صدر في سنة1911م، وقد لخص آراءه في هذه القضية الدكتور ناصر الدين الأسد في كتابه(مصادر الشعر الجاهلي)كما يلي:

      تكثر القبائل لتعتاد مما فقدته  بعد أن راجعت الرواية وخاصة القبائل التي قلت وقائعها وأشعارها وكانت أولهما قبيلة قريش، شعر الشواهد في تفسير الغريب ومسائل النحو خاصة عند الكوفيين والشواهد التي كان بعض المعتزلة والمتكلمين يولدونها للاستشهاد بها على مذاهبهم.

      الشواهد على الأخبار لأن لما كثر القصاصون وأهل الأخبار اضطروا أن ينحلوا لشعر لما يلفقونه من الأساطير، الاتساع في الرواية، كان الرواة يتسعون في روايتهم بسبب السباق بينهم فكانوا يضعون على فحول الشعراء قصائدهم، ويزيدون في قصائدهم".

         ثم تناول الموضوع عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، فألف كتابه في الشعر الجاهلي سنة1926، فأثار ضجة كبيرة لما فيه من آراء جريئة يتعرض بعضها للدين، ثم الحذف منه وزاد فيه ووسعه فأصدره سنة 1927م بعنوان "الأدب الجاهلي"، وقد أخذ طه حسين أكثر مادته من روايات بن سلام والاستنتاجات وآراء"مرجليوت"، وتوسع فيها حتى وصل إلى أن قال:"إن الكثرة المطلقة مما نسميه أدبا جاهليا ليست من الجاهلية في شيء، وإنما هي منتحلة بعد ظهور الإسلام، فهي إسلامية تمثل حياة المسلمين وميولهم وأهوائهم كثر مما تمثل حياة الجاهليين وأكاد لا أشك في أن ما بقي من الأدب الجاهلي الصحيح قليل جداً لا يمثل شيئا ولا يدل على شيء ولا ينبغي الاعتماد عليه في استخراج الصورة الأدبية الصحيحة لهذا العصر الجاهلي.

    الانتحال عند العرب


  • الموضوع 17

    المبحث الثالث: قضية الانتحال لدى الغرب

    المطلب الأول: عند الأمة اليونانية والرومانية

     إن ظاهرة الانتحال ليست مقصورة على الأمة العربية وإنما تجاوزت إلى غيرها من الأمم القديمة ولا سيما الأمة اليونانية والرومانية، فلن تكون العربية أول أمة انتحل فيها الشعر انتحالاً وحمل على قدمائها كذباً وزوراً، وإنما انتحل الشعر في الأمة اليونانية والرومانية من قبل وحمل على القدماء من شعرائها، وانخدع به الناس وآمنوا له ونشأت عن هذا الانخداع الإيمان سنة أدبية توارثها الناس مطمئنين إليها، حتى كان العصر الحديث حتى استطاع النقاد من أصحاب التاريخ والأدب واللغة والفلسفة أن يردوا أشياء إلى أصولها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.

        وإذا كان في مصر لأن قوم ينصرون القديم وآخرون ينصرون الجديد، فليس آخرون يظفروا منها بحظ أو لم يظفروا منها إلا بحظ قليل، وانتشار العلم الغربي، كل ذلك سيقضي غدا أو بعد غدا بأن يصبح عقلنا غريبا أهل الغرب في درس آدابهم وأدب اليونان والرومان.

       ولقد أحب نلم إلماما قليلاً بأي كتاب هذه الكتب الكثيرة التي تنشر في أوروبا في تاريخ الآداب اليونانية واللاتينية وأن تسأل نفسك هاتين الأمتين أحق ما كان يعتقده القدماء  في شأن الإلياذة  والأدويسا، هيريودوس...وغيرها من الشعراء القصصين؟ أحق ما كان القدماء يتخذونه أساسا لسياستهم وعلمهم وأدبهم وحياتهم كلها من أخبار اليونان والرومان؟.

        ولكنك لا تكاد تجد شيئا من الفرق بين ما كان يتحدث به ابن إسحاق يرويه الطبري من تاريخ العرب وآدابهم، وما يكتبه المؤرخين والأدباء لم تتأثر بعد هذا المنهج الحديث، ولم تستطيع بعد أن تؤمن بشخصيتها وأن تخلص هذه الشخصية من الأوهام والأساطير.



  • الفصل الثاني: الانتحال عند المستشرقين

        المطلب الثاني: قضية الانتحال عند المسترقين ورآيهم

        أول من تناول قضية الانتحال من المستشرقين هو المستشرق نولدكه سنة1864م، وبعد ثماني سنين تطرق للموضوع المستشرق الوارد في مقدمة دواوين الشعراء الستة الجاهليين منتهيا إلى أن عددًا قليلاً من قصائد هؤلاء الشعراء يمكن التسليم بصحته، مع ملاحظة أن إشكالا يزال يلزم هذه القصائد الصحيحة في ترتيب ألفاظها وأبياتها.

         وتابع الكثير من المستشرقين الوارد في موقعه الحذر من قبول كل مايروى للجاهلين ومنهم موير وباسية، وبروكلمان .......وغيرهم.

        وكان مرجليوت أكبر من آثار هذه القضية في كتاباته حيث ذهب إلى رفض الشعر الجاهلي جملة في مقالة بعنوان "أصول الشعر العربي" نشرها في مجلة الجمعية الملكية الآسيوية سنة1925م وقد بنى رأيه هذا على ضربين من الأدلة : الأدلة الخارجية والأدلة الداخلية.

    أ-الأدلة الخارجية:

       استهل "مرجليوت" مقالته بالحديث عن وجود الشعر في الجاهلية وموقف القرآن الكريم من الشعر متحدثاً عن بدء ظهوره ونشأته وآراء القدماء في ذلك.

       ثم ينتقل إلى الحديث عن حفظ هذا الشعر الجاهلي وينفي أن تكون الرواية الشفوية هي التي حفظته ليقوله أنه لم تكن هناك وسيلة لحفظه سوى الكتابة، ثم يعود فينفي كتابته في الجاهلية ليؤكد أنه نظم في مرحلة زمنية تالية للقرآن الكريم.

      ثم يتطرق بعد ذلك إلى الحديث عن الرواة من علماء القرنين الثاني والثالث الهجريين فيذكر حامدا، ونجادا وخلفا الأحمر، وأبا إسحاق والمبرد، ثم أضاف إلى ذلك آراء هؤلاء الرواة العلماء بعضهم في بعض فقال إن هؤلاء العلماء لم يكن يوثق بعضهم بعضاً، وقال ذلك ليزعم أن الوضع في هذا الشعر كان مستمرا.

    ب-الأدلة الداخلية:

      يقول مرجليوت إن ما في هذا الشعر الجاهلي لا يمثل الجاهليين الوثنيين ولا من تنصروا منهم، فأصحابه مسلمون لا يعرفون التثليث المسيحي ولا الأهلية المعتمدة إنما يعرفون التوحيد والقصص القرآنية وما فيه من كلمات دينية إسلامية مثل الحياة الدنيا، ويوم القيامة والحساب وبعض صفات الله.

       وينتقل في ذلك إلى اللغة فيلاحظ أنها لغة ذات وحدة ظاهرة وهي نفس لغة القرآن الكريم التي أشاعها من العرب ويقول: ولو أن هذا الشعر كان صحيحاً لمثل لنا لهجات القبائل الشمالية العدنانية واللغة الحميرية في الجنوب.

       ثم ينتقل إلى موضوعات القصائد، ولعله يريد أن يستنتج منه أن اتفاق القصائد الجاهلية في التطرف لموضوعات واحدة بعينها تتكرر في كل قصيدة أمر يدل على أنها نظمت بعد نزول القرآن لا قبله"

         وردو فيما كتبوا، ما ذهب إليه مرجليوت وقدموا أدلته وافتراضاته ومنهم(شارلس جميس ليال)، وفي مقدمة الجزء الثاني من المفضليات و(جورجيو ليفي دلا)في مقالته(بلاد العرب قبل الإسلام).

      فإن كان العرب أنفسهم أقرو بأن هناك نوع من الانتحال في الشعر العربي فالمستشرقين آثارو هذه القضية ولكن نيتهم لم تكن طبيبة فهدفهم هو طمس كل الشعر الجاهلي، من الطبيعي أن يهاجموا العرب في تراثهم فهم يعرفون بأن الشعر الجاهلي هو ديوان علمهم، وهم الضمير الذي يعبر عنهم، كما أنه يحمل حضارتهم وثقافتهم لذلك اهتموا بهذه القضية واعتبروها ثغرة لنشر الشك في نفوس العرب.

    الفصل الثاني


  • الخاتمة

        ظاهرة الانتحال في النقد العربي هي موضوع مثير للاهتمام والبحث، حيث تمثل ظاهرة تأثير الكتاب والأدباء على بعضهم البعض سواء بالإيجاب أو بالسلب، وكيف يعم تبني وتكرار الأفكار والأساليب الأدبية من جيل إلى آخر، هذه الظاهرة تمثل عنصراً مهماً في تطور الأدب العربي وتشكيل ملامحه ومساره.

        يمكن القول إن ظاهرة الانتحال في النقد العربي تعكس الآثار العميق للأدباء السابقين على الأجيال اللاحقة، فالنقاد والمفكرون يعتمدون على مفاهيم وأفكار وأساليب سبق وأن استخدمها كتابها قدامى، هم يتأثرون بأفكار النقاد السابقين وينمون فلسفتهم ومنهجيتهم النقدية استنادا إلى هذا التأثير.

        ومع ذلك، يجب أن يتم تناول ظاهرة الانتحال بحذر، وذلك لمناقشة أهميتها وتأثيرها الإيجابي والسلبي، قد يؤدي الانتحال الزائد إلى فقدان الأصالة والإبداع، ويمكن أن يجعل النقد يبدو مكرراً وخالياً من التجديد، لهذا السبب، يجب أن يكون للنقاد القدرة على توجيه الانتحال بطريقة تحافظ على التنوع والإبداع.

        وفي الختام، تعد ظاهرة الانتحال في النقد العربي جزءاً مهماً من تطور الأدب والثقافة العربية، إنها توجز التواصل بين الأجيال و تساهم في إستمرارية التفكير والإبداع، يمكن للنقد العربي أن يستمر في الزيادة والتطور.


  • قائمة المراجع والمصادر

    قائمة المصادر والمراجع:

    1-أحمد بن أبي عبد القادر الرزاني، مختار الصحاح، ص:58.

    2-أحمد الهاشمي، جواهر البلاغة، ضبط وتدقيق يوسف العسيلي،ص373.

    3-الحطيئة، ديوان الحطيئة، تح ابن السكيت،دراسة مفيد محمد قميحة،ص:23.

    4-الأعشى، ديوان الأعشى تح محمد حسين، ص:53.

    5-المعجم الوسيط،دار الدعوة باب الكاف ج2،ص:796"سانو"معجم أصول الفقه، حرف الكاف،ص:367.

    6-حسان بن ثابت، ديوان حسان بن ثابت، تح عبد المصفا،ص:11.

    7-طه حسن، في الأدب الجاهلي، مطبعة فاروق محمد عبد الرحمان محمد،ط3، القاهرة، 1933م،ص63.

    8- لسان العرب لابن منظور، مادة"نحل"دار المعارف، القاهرة،مجلد11 ،ص651.

    9-الخليل ابن أحمد الفراهيدي، العين تح عبد الحميد هنداوي 4/201.

    10-مجدي وهبة وكامل المهندس، معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب،ص:410.

    11-محمد عبد المنعم الخفاجي، دراسات في الأدب الجاهلي والإسلامي، بيروت، دار الجيل1992، ص99.

    12-شوقي ضيف، العصر الجاهلي، تاريخ أدب العرب، طبعة7،القاهرة دار المعارف،ص165.

    13-ناصر الدين الأسد، مصادر الشعر الجاهلي، مرجع سابق،ص:376-377.

    14-ناصر الدين الأسد، مصادر الشعر الجاهلي،ط7،دار الجيل،ص326،1998.

    15-نفس المرجع،ص378-378.

    16-يحي الجبوري، الشعر الجاهلي خصائصه وفنونه،ط5، بيروت، مؤسسة الرسالة،1407/1986،ص:158.

    17-ينظر، الصفحات54،55، طه حسين في الشعر الجاهلي، طه حسين، تقديم ودراسة وتحليل سامح كريم، الدار المصرية اللبنانية،2012.

    قائمة المراجع

  • الموضوع 21

  • الموضوع 22

  • الموضوع 23

  • الموضوع 24

  • الموضوع 25

  • الموضوع 26

  • الموضوع 27