2- مقدمة:

يهدف هذا المساق إلى تعريف الطالب في الجذع المشترك بعلم من أهم العلوم الاجتماعية والتي تتقاطع فيه مجموعة من العلوم المختلفة، التي ضمنيا سيتناولها الطالب في ثنايا هذا المقياس الذي يعتبر من أهم المقاييس في التكوين القاعدي للطالب في هذا المستوى، الذي يؤهله إلى التوجيه والتكوين إلى مختلف الشعب والتخصصات المفتوحة بعد هذا المسار، والذي يجب على الطالب اكتساب قدر معين من المعارف والمفاهيم الأساسية والتي تعتبر ركيزة، تبنى عليها المعارف والموضوعات التي ستناولها فيما هو الحق في أي تخصص، باعتبار موضوع هذا المقياس يمس التربية التي تعبر عن مشروع حضاري لبناء مجتمع في ظل تحديات تعيشها المجتمعات في الوقت الراهن.

لذا سن تطرق من خلال هذا المساق إلى الحديث بداية عن ماهية التربية، من خلال تناول مفهومها وخصائصها وأهدافها ووظائفها وغيرها من الموضوعات التي توضح الكثير من المفاهيم التي لها عالقة بالتربية، لنتناول بعدها موضوع من أهم المواضيع التي يجب على الطالب اكتسابها والتعرف عليها، ويبقى في مسيرته الدراسية الرجوع دائما إليها، من خلال تجربتنا التدريسية واطلاعنا على تخصصات أخرى، وهي تاريخ التربية وما عرفته من ممارسات عبر العصور المختلفة، والتي سنعرج عليهم بداءا من التربية في المجتمعات البدائية ثم التربية في العصور القديمة لننتقل بعدها إلى الحديث عن التربية في العصور الأولى والعصر الإسلامي.

Ÿ   المسار العلمي لعلم التربية لدى الغرب

لكن الرائج والذائع في الفكر التربوي الغربي هو ربطه التربية بما هو نفسي سيكولوجي، فقد درج رُواد الفكر التربوي على حصر التربية في بُعدها السيكولوجي النفسي باعتبارها وسيلة لإيصال الفرد إلى أقصى ما يمكن من درجات الكمال الروحي البدني والمهاري المعرفي وِفق الشروط الثقافية الاقتصادية الاجتماعية التي ينتمون إليها.

.بشكل اتسعت معه قيمة وأهمية العلوم الإنسانية في فهم، واستيعاب ومواجهات تحديات العصر ومشاكله. وهي المشاكل التي أخذت تتزايد وتتنامى بفِعل الثورة الرقمية التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة.