ﻋﻧدﻣﺎ وﻟد اﻟﻣﺳﯾﺢ ﻛﺎﻧت اﻻﻣﺑراطورية اﻟروﻣﺎﻧﯾﺔ ﻗد ﺑﻠﻐت ذروﺗﻬﺎ وﻋظﻣﺗﻬﺎ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻟﻛن ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎﻟك ﻋواﻣل ﺳﺎﻋدت ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻛك ﻫذﻩ اﻻﻣﺑ ارطورﯾﺔ وﻣن اﻫﻣﻬﺎ اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ، اﺑﺗﻌﺎد اﻟروﻣﺎن ﻋن اﻟﺻﻔﺎت واﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد واﻟﺿواﺑط اﻟﺧﻠﻘﯾﺔ، أن ﻫذﻩ اﻟظروف اﺧذت ﺗﺿﻌف اﻻﻣﺑراطورية اﻟروﻣﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﻋواﻣل ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎح اﻟدﻋوة اﻟﻰ اﻟﻣﺳﯾﺢ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗدﻋوا اﻟﻰ اﻻﯾﻣﺎن ﺑﺎﻟﻪ واﺣد واﻟﻌطف ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر واﻟﺧوف ﻣن اﻟﺣﺳﺎب ﺑﺎﻻﺧرة .

أن ﻣن أﻫم اﻻﻏراض اﻟﺗرﺑوﯾﺔ اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺳﻣوواﻟوﺿوح وﻫدﻓﻬﺎ إﻋداد اﻟﻔرد ﻓﻲ ظل

اﻻﯾﻣﺎن ﺑﺎﻟﻪ ﻣﻘدس واﯾﺟﺎد ﻋﻼﻗﺎت اﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻻﻓراد، ﻟﻘد رﻛز رﺟﺎل اﻟدﯾن اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻻوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘرون اﻟوﺳطﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻧواﺣﻲ اﻟروﺣﯾﺔ واﯾﺟﺎد ﻣﺛل ﺗرﺑوي وﺧﻠﻘﻲ ﻟذا ﻧﺟد اﻛﺛر رﺟﺎل اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ ﻗد عارضواﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ إﻻ اﻟﻘﻠﯾل ﻣﻧﻬم ﻣﺛل ( ﻛﻠﯾﻣﻧت ) اﻻﺳﻛﻧدري اﻟذي ﻛﺎﻧت ﻟﻪ اﻓﻛﺎرة واراء ﻓﻠﺳﻔﯾﺔ، ﺣﺎول ﻫذا اﻟرﺟل ان ﯾوازن ﺑﯾن اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻻﻏرﯾﻘﯾﺔ واﻟﺗﻌﺎﻟﯾم اﻟدﯾﻧﯾﺔ وذﻟك ﻻﻋﺗﻘﺎدة ﺑﺎن اﻟﺗﻣﺎرﯾن واﻻﻟﻌﺎب اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ذات ﻓواﺋد ﺻﺣﯾﺔ ورﻏم ذﻟك ﻧﺟد أن اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ ﻗد أﺑﻌدت ﻛل ﻣﺎﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل ﺗرﺑوﯾﺔ وﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ وﻋﻣﻠت اﻟﻛﺛﯾر ﻓﻲ ﺳﺑﯾل إﻟﻐﺎء اﻟﻛﺛﯾر ﻣــــن اﻷﻟﻌﺎب واﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺎت اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ .

· -أسباب الغاء المسابقات والألعاب في العصر المسيحي:

-1 طرﯾﻘﺔ اﻻﻟﻌﺎب اﻟروﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟوﺿﯾﻌﺔ واﻟﺻﻠﺔ ﻣﺎﺑﯾن اﻻﻟﻌﺎب اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ واﻟﻧﺷﺎط اﻟﺑدﻧﻲ اﻟروﻣﺎﻧﻲ واﻟدﯾﺎﻧﺔ

اﻟوﺛﻧﯾﺔ واﻟﻔﻛرة اﻟﻣﻬﯾﻣﻧﺔ ﺑﺎﻻﺧﻼق اﻟﺷرﯾرة ﻓﻲ اﻟﺑدن.

-2 ﻛﺎن رﺟﺎل اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ ﻗﻠﻘﯾن ﻣن دور ﻫذﻩ اﻻﻧﺷطﺔ اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﯾن ﻓوﺟدوﻫﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻣﺛﯾل ﻋﺑﺎدة اﻻﻣﺑراطورﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﺣﺗﻔﺎﻻت اﻟﺗﻲ اﻗﯾﻣت ﻟﺷرف اﻻﻟﻬﺔ اﻟوﺛﻧﯾﺔ وﻗد اﺣﺗوت ﻫذﻩ اﻟﻣﻬرﺟﺎﻧﺎت ﻋﻠﻰ طﻘوس دﯾﻧﯾﺔ وﺛﻧﯾﺔ ﻋرف اﺑﺎء اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ أن ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﺧطﯾرا ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ ﻟذﻟك ﺣﺎوﻟوا ﻣﻧﻌﻬﺎ ﺗﻣﺎﻣﺎ.

3- أﻋﺗﻘﺎد ﺑﺄن اﻟﺟﺳد ﻛﺄداة ﻟﻺﺛم واﻟﺧطﯾﺋﺔ ﻟذﻟك ﯾﺟب اﻫﻣﺎﻟﻪ واﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧواﺣﻲ اﻟروﺣﯾﺔ ﻓﻘط.

وﻛﺎﻧت ﺻﯾﺣﺔ اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ " اﻧﻘذوا أرواﺣﻛم " .

لذا لقيت التربية البدنية ظروفا غير مشجعة بل حوربت إذ عمد الرهبان إلى تحريم جميع الأنشطة البدنية الجمالية التي تمارس من اجل المتعة الدنيوية والتسلية والترويح كما حاربت الكنيسة الحمام الروماني لاعتقادهم إن التدهور الخلقي هوالذي اوجد حالة العري والاختلاط في الحمام كما منعت المسيحيين من حضور حفلات السيرك وأعطت عقوبة صارمة لمن يخالف ذلك ولم يسمح للمصارع باعتناق الدين المسيحي إلا بعد إن يتعهد باعتزاله المصارعة.

أما الرقص فقد اعتبر وسيلة من وسائل الدين ولكن بمرور الأيام اندثرت الرقصات الدينية إذ حرمت العروض الراقصة وكانت الأديرة هي المدارس الوحيدة والتي ظهرت ما بين القرنين السادس والحادي عشر والتي شمل التعليم فيها على البنات والبنين

وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻛﺎﻧت ﺣرﻛﺔ اﻟرﻫﺑنة اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ ﻗد اﻧﺗﺷرت ﺑﻔﻌل ﻋدم الاﺳﺗﻘرار اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣﻣﺎ

دﻓﻊ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺎس اﻟﻰ اﻟﻠﺟوء اﻟﻰ اﻻدﯾرة طﻠﺑﺎً ﻟﻼﻣﺎن واﻟراﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ، واﻟرﻫﺑنة ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﻬدف ﺗﻐذﯾﺔ اﻟﻛﯾﺎن اﻟروﺣﻲ ﺑدون اﻟﺑدﻧﻲ اي أن اﻟﺟﻣﺎل ﯾﻣﺛل ﻟدﯾﻬم اﻟﺟﻣﺎل اﻟروﺣﻲ وﻟﯾس ﺑﺎﺟﺳﺎﻣﻬم، ﻟذا ﻟﻘﯾت اﻟﺗرﺑﯾﺔ ظروﻓﺎ ﻏﯾر ﻣﺷﺟﻌﺔ ﺑل ﻣﺣﺎرﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟﻣظﻠﻣﺔ اذ ﻋﻣد اﻟرﻫﺑﺎن اﻟﻰ ﺗﺣرﯾم ﺟﻣﯾﻊ اﻻﻧﺷطﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﻣن اﺟل اﻟﻣﺗﻌﺔ اﻟدﻧﯾوﯾﺔ واﻟﺗﺳﻠﯾﺔ واﻟﺗروﯾﺢ، وﻛﺎﻧت اﻷدﯾرة اﻟﻣدارس اﻟوﺣﯾدة ﻣﺎﺑﯾن اﻟﻘرﻧﯾن اﻟﺳﺎدس واﻟﺣﺎدي ﻋﺷر وﻫﻲ ﺗﺿم اﻟﻔﺗﯾﺎن واﻟﻔﺗﯾﺎت وﻛﺎﻧت ﻫداف اﻟﻣدارس:

·   أهداف المدارس على ما يأتي:-

1- القيام بالإرشاد والوعظ الديني.

2- التحق الطفل فيها عند بلوغه السابعة أوالثامنة من العمر.

3- شملت المناهج الدراسية على علوم اللاهوت والتدريب على تعلم بعض الحرف والزراعة.

4- تطورت البرامج الدراسية وأصبحت تشمل قواعد اللغة والبيان والمنطق والحساب والهندسة وعلم الفلك والموسيقى

وﺑﺎﻻظﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻧظرة ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟرﻫﺑﺎن وﻋدم ادﺧﺎﻟﻬﺎ ﺿﻣن اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ ﻓﻘد ﺣﺎوﻟوا اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟدواﻓﻊ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻌب ﻟدى اﻻطﻔﺎل.


Modifié le: mardi 9 janvier 2024, 16:54