التربية البدنية في الجزائر:

إن التربیة البدنية  بالجمهوریة الجزائریة عرفت منذ عصور غابرة عدة تحولات من خلال سیرتها

الطویلة، فمنذ أمد بعید وهذه المادة تمارس بشهادة الباحثین والعلماء، وعلماء الآثار والحضارات، حیث

وجد بقایا الإنسان في الجزائر وهویمارس الجري والمصارعة والفروسیة والرمایة وما شابه ذلك من أعمال بدنیة وحربیة مثلها مثل بقیة دول العالم الأخرى.

·        -التربية البدنية في الجزائر في فترة ماقبل الاستعمار:

حسب الدراسات التي قام بها الباحثون وعلماء الاثار والحفريات فوجدوبأن هناك ثقافة بدنية في الجزائر يرجع تاريخها الى ماقبل التاريخ حيث وجدت رسوم وتماثيل للصيد والركض والقفز والرقص في مناطق الطاسيلي بالجنوب الجزائري مما يدعونا الى الظن بأن في تلك الفترة كانت هناك عدة دول من العالم تمارس التمارين البدنية وكانت تشكل جزء من حياتها اليومية ولون من الوان المعيشة والعادات بالجزائر في ذلك الزمن وبعد احتلال الفينيقيين للجزائر واستيلائهم على سواحلها واحتلت افريقيا الشمالية من طرف الرومان في القرن الثالث قبل الميلاد وتركواثرية مازالت شاهدة على تلك الحقبة الزمنية تحتوي على سرك وقاعات لممارسة الرياضة وحمامات معدنية في هذه الأماكن حيث كانت تقام الاستعراضات والألعاب والاستعدادت للحرب واما بالنسبة للجزائريين الذي قادومعارك ضد المحتل بقيادة ماسينيسا ويوغرطة تجعلنا نظن بأن الاعداد البدني والجسدي كان مماثلا للاعداد البدني لدى الرومانيين وغيرهم من الشعوب القديمة.

وفي القرن الثامن دخل العرب المسلمين الى افريقيا الشمالية وخاصة الجزائر حيث كانت هناك مقاومة من طرف السكان الأصليين لجزائر ووجدوفيه الخير الكثير من العلوم والفنون والثقافة وحتى التربية البدنية وتضيف أيضا الدراسات أيضا بأن الفارس الجزائري كانت له هيئة جيمانية وبدنية جد قوية وانه كان يتحلى بالمطاولة والشجاعة وان سكان الجزائر كانويمارسون عدة العاب من بينها (الكرة والرقص والمبارزة ,المصارعة وسباقات الخيل والعربات..)ويذكر أيضا الاسطول الجزائري البحري الذي سيطر على سواحل البحر الأبيض المتوسط كانت له سمعة دولية بفضل مهارة وقوة طاقمه الجسدية والاعداد البدني الجيد له.

     أغراض التربية البدنية في الجزائر قبل الاستعمار الفرنسي:

1-عاشت الجزائر لعدة قرون في توازن دائم بسبب المحتل والحروب الداخلية مما إستلزم من مواطني المنطقة الإعداد المتواصل للمواجهة بدنيا وعسكريا واستعملت فيها التمارين البدنية وسباقات الخيل والرماية بأنواعها والمبارزة بالسيوف وبدونها لتكوين الجيوش.

-2 مثل ما يذكر"حامدي محمد" بعض أنواع النشاطات البدنية تجلت في الحفلات مثل الرقص وسباق الخيل والرمانية بأنواعها فظهرت منافسات شعبية أثرت على النمط المعيشي لتلك الفترة.

-3 النظافة الجسديةكانت تشكل لون من ألوان المعيشة للشعب والحمامات المعدنية ما ا زلت شاهدا على ذلك إلى يومنا هذا.

-4 فيما يخص التربية البدنية للشباب ورغم النقص الكبير في الم ا رجع لهذا الشأن نفترض بأن هناك نوع من التلقائية في الممارسة هذه حيث أن الطلب للدفاع عن القبيلة وعن النفس يستلزم نشاط بدني مكثف لكن الفرق والوسائل المستعملة في ذلك، المؤدية إلى الحقيقة تبقى مجهولة

بالنسبة الجزائر ولبقية دول العالم الا أن الشيء الذي يجب ذكره هوأن الشعب الجزائر كان

يتلقى تكوين للحياة في الجوالفسيح ليزاول النشاط البدني الذي يمكنه مستقبلا بأن يكون رجل كامل الهيئة الجسمانية.

 -التربية البدنية في الجزائر في فترة الاستعمار الفرنسي:

هذه المرحلة تميزت بالتدمير الشامل لكل الهياكل الإجتماعية والإقتصادية من طرف المحتل مما يتسبب في إنهيار تام وشامل للمستوى المعيشي بالج ا زئر وأثر على التنظيم الإجتماعي والعائلي وعلى عدة أجيال وعلى العباد والطبيعة والثقافة.

لا نتطرق إلى هذه العوامل فالمطلوب منا التطرق إلى التربية البدنية التي كان حظها مثل بقية الجزائر الثقافة الجزائراية بحيث محيت وطمست ماعدا بعض التما رين التي بقيت تمارس في قطاع الفلكلور وبعض الألعاب والرقصات خلال الأعياد والحفلات بين الأسر والقرى ولا يفوتنا أن نذكر بأن الإستعمار الفرنسي قد إستولى على الأراضي وعلى القطيع والخيول وغيرها لم يحرم الاحتلال الفرنسي الجزائريين من التعليم فحسب بل حرمهم من الرياضة أيضا، فبعدما استهدف تجهيلهم معرفيا قرر تحطيمهم جسديا.

تحريم الرياضة على الجزائريين جاء بمرسوم حكومي سنته السلطات الاستعمارية في 18 أبريل 1904، واستند المرسوم إلى قانون 1 يوليو1901 المسمى "قانون الجمعيات الفرنسي".

تلاعب الاستعمار الفرنسي في قضية تحريم الرياضة، فلم يصدر قرارا مباشرا يمنع الجزائريين من ممارستها ولكنه نفّذ ذلك بأسلوب التضييق وتشديد شروط إنشاء الجمعيات الرياضية.

وفي بداية القرن العشرين تم انشاء الكشافة الإسلامية من طرف السيد من طرف السيد محمد بوراس وقد كانت أهدافها:

تكوين الفرد بدنيا وأخلاقيا وتلقينه المثل الوطنية وحب الوطن والتطلع للحرية والاستقلال مع قدوم الحرب العالمية الثانية تكاثر عدد النوادي الإسلامية وعدد الممارسين الجزائريين وظهر هنا نوع من التلاحم بين الفرنسيين والجزائريين في شكل نوادي فرنسية إسلامية لكن حوادث 08ماي 1945 أحدثت القطيعة وأصبحت الرياضة والتربية البدنية وسيلة للإعلام وتوعية الضمير من أجل الاستقلال وأصبحت النوادي الرياضية مراكز لنشاطات الحركة الوطنية الجزائرية.

ومع انطلاق الحرب التحريرية توقفت كل النشاطات البدنية والرياضية خشية أن تتعرض الجماهير الشعبية الجزائرية للتمثيل الجماعي بحجة من الحجج.

والتحق الرياضيون بصفوف جبهة التحرير الوطني وجيشه وفي سنة 1956 أنشأ بتونس فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم وأوكلت له مهام توعية الرأي العام العالمي بالقضية الجزائرية عن طريق الرياضة, وكانت تعتبر الحركة الرياضية الوطنية الواجهة السياسية للإيديولوجية السياسة الاستعمارية.

·        -التربية البدنية في الجزائر بعد الاستقلال:

حتى جويلية 1962 لم يكن موجود في الجزائر إلا فرع أكاديمي للتربية البدنية والرياضية تحت إشراف المديرية العامة للتربية الوطنية ومسيرة من طرف مفتش عام وهذا الأخير لا يهتم إلا بالامتحانات والرياضة المدرسية، وبعد الاستقلال عمدت الدولة إلى تنظيم هذا الفرع الهام من أجل الصحة والتوازن الفكري والأخلاقي للشباب الجزائري فأنشئت وزارة الرياضة والسياحة التي كانت لها المهام التالية:

الإشراف على التربية البدنية المدرسية والجامعية.

الإشراف والتكوين الإداري لمعلمي التربية الرياضية والبدنية وتنظيم المناسبات الرياضية وكان دور الجزائر يتمثل في إخراج الرياضة والتربية البدنية من التهميش الذي أصابها.

وكان من الاهتمامات الأساسية لوزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية الوطنية حيث كانت لها مهام البرمجة والإشراف على النشاطات الرياضية داخل المؤسسة التربوية القاعدية نواة التربية الوطنية والتعبئة الجماهيرية.

ومن سنة 1978 إلى سنة 1987 لم تكن توجد التربية البدنية  إلا في المعاهد الجهوية للتربية البدنية والرياضية (بسيرأيدي)، ( الشلف) اللذان أوكلت لهما مهام تكوين إدارة التربية البدنية والرياضية بفتح معاهد تربية البدنية والرياضية  ، معهد قسنطينة، والمهام التي أوكلت لهم هي:

ملئ فراغ الأساتذة في تربية البدنية والرياضية  بالنسبة للثانوي والتقني.

- ضمان تعليم مقياس التربية البدنية والرياضية في معاهد التعليم والنصوص التشريعية الخاصة بتنظيم التربية البدنية والرياضية في الجزائر وتطوير مهنة التربية البدنية والرياضية

أصبحت التربية البدنية والرياضية في العصر الحديث من المجالات التي توسعت بشكل كبير على المستوى الاجتماعي ، بعد أن زاد وعي الجماهير بقيمها الصحية والترويحية والتربوية ، ولقد أصبحت من الأنشطة الإنسانية المتداخلة في وجدان الناس جميعا على مختلف أعمارهم وثقافاتهم وطبقاتهم ...الخ فالطفل الصغير والمرأة المسنة وابن القرية وابن الحضر جميعا قد استوعبوا مفهوم الرياضة وادركوا معناها ومغزاها.

    -قانون التربية البدنية والرياضية في الجزائر  لسنة 1976:

يتجه القانون نحو06 محاور أساسية وهي:

1-القواعد العامة للتربية البدنية والرياضية

2- تعليم التربية البدنية وتكوين الإطارات.

3- تنظيم الحركة الرياضية الوطنية.

4- التجهيزات والعتاد الرياضي.

5- حماية ممارسة الرياضة.

6-الشروط المالية.

 

 

   تاريخ الألعاب الأولمبية في الجزائر:

شاركت الجزائر في الألعاب الأولمبية منذ الألعاب الأولمبية الصيفية 1964، بعد إنشاء اللجنة الأولمبية الجزائرية سنة 1963، ولقد شاركت في كل الدورات بعدها ما عدى دورة 1976، وحققت خلالها 17 ميدالية أولمبية.

وقد عرفت الرياضة الجزائرية على مدار 60 عاما من الاستقلال أحداثا وطنية هامة ومشاركات في أكبر المنافسات العالمية وتتويجات في مختلف أنواع الرياضات وكذا تنظيم تظاهرات دولية.

شاركت الجزائر لأول مرة في الألعاب الأولمبية في 1964 (أولمبياد طوكيوباليابان) بعد إنشاء اللجنة الأولمبية الجزائرية في 1963 وقد كان محمد لزهاري أول من مثل الجزائر في هكذا ألعاب, بينما كانت أولى الميداليات الجزائرية من البرونز حيث توج بها الملاكمان محمد زاوي ومصطفى موسى في 1984 بالألعاب الأولمبية بلوس أنجلس الأمريكيةغير أن الفترة التي صنعت فيها الجزائر مجدها كانت ما بين 1990 و2000 وخصوصا في رياضة الملاكمة وألعاب القوى, وكان للعداءة حسيبة بولمرقة شرف منح أول ذهبية أولمبية للجزائر في سباق 1500 متر بالألعاب الأولمبية التي جرت ببرشلونة بإسبانيا في 1992وتوجت بولمرقة أيضا بالذهب في اثنتين من بطولات العالم لألعاب القوى, الأولى في 1991 بطوكيووالثانية في 1995 بغوتنبرغ بالسويد, بالإضافة لميداليات ذهبية أخرى في عدة دورات للألعاب المتوسطية, في نفس المسافة.

أما المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية لسنة 1996 بأطلنطا بالولايات المتحدة فقد كانت الأوفر في حصاد الميداليات الذهبية مع تتويج نور الدين مرسلي في سباق 1500 متر والمرحوم حسين سلطاني في الملاكمة وزن الخفيف, وقد فاز هذا الأخير أيضا بالميدالية البرونزية في الألعاب الأولمبية ببرشلونة في فئة وزن الريشةكما يمكن لمرسلي أن يفخر بحصوله على ثلاث بطولات عالمية (1991-1993-1995) وكأس العالم داخل القاعة في 1991, كما تمكن خلال مشواره من تحسين خمسة أرقام قياسية عالمية في الهواء الطلق واثنين داخل القاعة.

وكانت ألعاب القوى الجزائرية قد عادت لتتألق مرة أخرى في الألعاب الأولمبية بتتويج بينيدا نورية مراح بذهبية 1500 متر بسيدني عام 2000, وبسيدني أيضا فاز العداء عيسى جبير سعيد قرني, المختص في مسافة 800 متر, بالبرونزية.


Modifié le: jeudi 11 janvier 2024, 17:09