أ. التعريف اللغوي: 
ورد في لسان العرب لابن منظور "الرُشدٌ والرشد والرشاد" هذه الكلمات شرحت نقيض الغي، رشد الإنسان بالفتح يرشُد، رشدًا بالضم ورشد بالكسر. يرشد رشدا ورشادا فهو راشد ورشيد. وهذه الكلمات شرحت نقيض الضلال، إذا أصاب وجه الأمر والطريق وفي الحديث النبوي الشريف» عليكم بسنة وسنة الخلفاء الراشيدين من بعدي «الراشد اسم فاعل من رشد يرشد رشدًا، وأرشدته أنا ورشد أمره: رشد فيه. وأرشده الله وأرشده إلى الأمر ورشده: هداه، واسترشد طلب منه الرشد. ويقال استرشد فلان لأمره إذا اهتدى له، وأرشدته فلم يسترشد. وراشد ومرشد ورشيد ورشاد: أسماء. وفي الحديث: وإرشاد الضال أي هدايته الطريق وتعريفه والرشدي اسم للرشاد. والإرشاد: الهداية والدلالة والرشدى من الرشد. وفي أسماء الله تعالى الرشيد: هو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم أي هداهم ودلهم عليها وقيل: هو الذي تنساق تدبيراته إلى غاياتها على سبيل السداد من غير إشارة مشير ولا تسديد مسدد.
ب. الإرشاد اصطلاحا:
·     يعرفه بيتروفيسيا وزملائه (1978) pietro fesa et al: بأنه" العملية التي من خلالها يحاول المرشد، وهو شخص مؤهل تأهيلا متخصصا للقيام بالإرشاد، أن يساعد شخص اخر في تفهم ذاته، واتخاذ القرارات، وحل المشكلات
·     يعرفه زهران(1980)بأنه "عملية واعية مستمرة بناءة ومخططة تهدف إلى مساعدة وتشجيع الفرد لكي يعرف نفسه ويفهم ذاته ويدرس شخصيته جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا ويفهم خبراته ويحدد مشكلاته وحاجاته، ويعرف الفرص المتاحة له وأن يستخدم وينمي إمكاناته بذكاء إلى أقصى حد مستطاع وأن يحدد اختياراته ويتخذ قراراته ويحل مشكلاته في ضوء معرفته ورغبته بنفسه، بالإضافة إلى التعليم والتدريب الخاص الذي يحصل عليه عن طريق المرشدين والمربين والوالدين، في مراكز التوجيه والإرشاد وفي المدارس والأسرة، لكي يصل إلى تحديد وتحقيق أهداف واضحة تكفل له تحقيق ذاته وتحقيق الصحة النفسية والسعادة مع نفسه ومع الآخرين في المجتمع والتوفيق شخصيا وتربويا ومهنيا وأسريا وزواجيا.
·     وعرفت رابطة علماء النفس الامريكية لعلم النفس (1981) الإرشاد بأنه " مجموعة من الخدمات التي يقدمها أخصائيو علم النفس الارشادي الي يعتمدون في تدخلهم على مبادئ ومناهج وإجراءات لتسيير سلوك الإنسان بطريقة إيجابية وفعالة خلال مراحل نموهم المختلفة ويقوم المرشد بممارسة عمله مؤكدا على الجوانب الإيجابية للنمو والتوافق من منظور انمائي وأن هذه الخدمات تهدف إلى مساعدة الأفراد على اكتساب المهارات الشخصية والاجتماعية وتحسين توافقهم لمطالب الحياة المتغيرة وتعزيز مهاراتهم للتعامل مع البيئة المحيطة بهم واكتساب المهارات والقدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات
·     ويرى باترسون (1986)paterson: أن الإرشاد تنظيم للمقابلة في مكان خاص وآمن يستمع فيه مرشد ذو خبرة وكفاءة ومهارة في الإرشاد، ويحاول فهم المسترشد ومعرفة ما يمكنه تغييره في سلوكه بطريقة أو بأخرى، يختارها ويقررها المرشد، وبالتالي تحقيق الأهداف العامة والخاصة للعملية الإرشادية، ولابد أن يكون المسترشد يعاني من مشكلة ويكون لدى المرشد المهارة والخبرة للعمل معه للوصول إلى حل المشكلة "
·     وعرفه العاسمي (2008) بأنه "عملية مساعدة الفرد على استخدام جميع إمكانياته وقدراته استخداما سليما للتكيف مع الحياة، أو هو عملية مساعدة العملاء لكي يتعلموا أساليب عيش جديدة ينتج عنها الرضا عن الذات والأخرين".
·     ونشرت الجمعية الامريكية لعلم النفس تعريفا لعلم النفس الارشادي بأنه " الخدمات التي يقدمها اختصاصيون في علم النفس الارشادي وفق مبادئ وأساليب دراسة السلوك الإنساني خلال مراحل نموه المختلفة، ويقدمون خدماتهم لتأكيد الجانب الإيجابي بشخصية المسترشد، واستقلاله في تحقيق التوافق لدى المسترشد، ويهدف اكتساب مهارات جديدة تساعد على تحقيق مطالب النمو والتوافق مع الحياة واكتساب قدرة اتخاذ القرار وفهم خبراته وتحديد مشكلاته وحاجاته، وتعرفه على الفرص المتاحة له وأن يستخدم وينمي إمكانياته إلى أقصى درجة ممكنة ويحل مشكلاته في ضوء معرفته بنفسه بالإضافة إلى التعليم والتدريب الخاص الذي يحصل عليه عن طريق المرشدين والمربين والوالدين، في مراكز التوجيه والإرشاد في المدارس وفي الأسرة لكي يصل إلى تحديد أهداف واضحة تكفل له تحقيق ذاته وتحقيق الصحة النفسية والسعادة مع نفسه ومع الأخرين في المجتمع والتوافق شخصيا وتربويا وأسريا وزواجيا
·     ويعرفه الزعبي (2015)بأنه "أحد فروع علم النفس التطبيقي يهتم بإيجاد علاقة دينامية تفاعلية مهنية واعية بين المرشد والمسترشد، تهدف إلى مساعدة المسترشد لكي يعرف نفسه، ويفهم ذاته، من خلال نظرة كلية لجوانب شخصية ليتمكن من تحديد أهدافه بدقة، واتخاذ قراراته بنفسه، ويحل مشكلاته بشكل موضوعي، بما يساعده على النمو الشخصي والمهني والتربوي والاجتماعي وتحقيق التوافق والصحة النفسية.
يتضح من خلال المفاهيم السابقة أن الإرشاد النفسي عملية منظمة ومخططة، هدفه تمكين المسترشد من تغيير سلوكه نحو الأفضل وذلك في إطار العملية الإرشادية التي يتعلم فيها المسترشد حل مشكلاته واتخاذ قراراته والتوافق مع الظروف الحياتية والسيطرة على النفس والأداء الأفضل بهدف تحقيق الصحة النفسية والتوافق النفسي مع نفسه والآخرين وينمي لديه الاستقلال والشعور بالمسؤولية.

Modifié le: jeudi 1 août 2024, 17:59