- العلم والمعرفة

تعريف العلم: إن كلمة العلم لغة تعني إدراك الشئ بحقيقته، وبعبارة أخرى "مجموعة المبادئ والقواعد التي تشرح بعض الظواهر والعلاقات القائمة بينها".  والبعض الآخر يعرفه "ذلك الفرع من الدراسة التي تتعلق بجسـد مترابط من الحقائق الثابتة المصنفة والتي تحكمها قوانين عامة، وتحتوي على طرق ومناهج موثوق بها لاكتشاف الحقائق الجديدة".

أقسام العلوم: تنقسم الى ثلاثة أقسام:

1- العلوم المجردة: مجموعة النظريات والقوانين التي لا تدخل بعين الاعتبار الاحاسيس والعواطف وتتعامل بلغة الاعداد والارقام مثل الرياضيات والاحصاء.

2- العلوم الطبيعية: مجموع النظريات والقوانين التي تدرس العلاقة بين المواد في الطبيعة مثل الفيزياء، الكيمياء، البيولوجيا.

3- العلوم الانسانية: مجموع النظريات التي تدرس العلاقة بين الانسان والانسان من جهة والانسان والمادة من جهة اخرى، من بين هذه العلوم: علم الاجتماع، علم التاريخ، علم الاقتصاد...الخ.

- المعرفة: أشمل وأوسع من العلم، ذلك لأنها تشمل كل الرصيد الواسع والضخم من المعارف والمعلومات التي استطاع الانسان باعتباره كائن ومخلوق مفكر يتمتع بالعقل، أن يجمعه خلال وعبر التاريخ الانساني الطويل بواسطة فكره. والمعرفة ثلاثة أنواع:

1- المعرفة الحسية: وهي مجموعة المعارف التي تعرف عليها الانسان حسيا بواسطة السمع، البصر، اللمس، الذوق والشم. ومن أمثلتها تعاقب الليل والنهار، تكاثف السحب، تهاطل الأمطار.

2- المعرفة التأملية: مجموعة من المعارف والمعلومات التي يتحصل عليها الانسان بواسطة فكره لا حواسه مثل التأمل في اسباب الحياة والموت، خلق الكون ...الخ.

3- المعرفة التجريبية: تتحقق على أساس المعرفة والملاحظة العلمية المنظمة والتجارب المختلفة.

- الثقــافــــة: انماط وعادات وتقاليد وسلوك ومعارف وقيم واتجاهات اجتماعية ومعتقدات واساليب تفكير، ومعايير يشترك فيها افراد جيل معين ثم تتناقلها الاجيال، جيل بعد آخر بواسطة وسائل الاتصال والتواصل الحضاري.

2- التعاريف المختلفة لعلم الاقتصاد

- مفهوم كلمة اقتصاد: إن هذه الكلمة أصبحت أكثر تداولا بين أفراد المجتمع في عصرنا اليوم، إذ نسمعها ونقرأها في مختلف وسائل الاعلام. ويعني بها الاستخدام الأمثل والعقلاني والرشيد لمختلف الموارد الطبيعية دون تبذير أوشح من أجل تلبية مختلف الحاجات.

  الاصل اللغوي لعلم الاقتصاد في الحضارة الاغريقية، علم قوانين الاقتصاد المنزلي "القوانين والنظريات التي تنظم اقتصاد الاسرة"، وفي العصر الحديث، كنتيجة للتطور الفكري، أصبح مفهومه "القوانين التي تنظم اقتصاد الدولة". ومع حلول القرن العشرين تعددت المذاهب والافكار الاقتصادية فنتج عنها تعدد وتنوع التعاريف:

1- التعريف الاول: استقر عنده جميع الاقتصاديين، وهو يحاول ربط التناقض الموجود بين الحاجة والندرة من جهة واجتهاد الانسان لمواجهة هذه الندرة من جهة اخرى. اذن علم الاقتصاد يبين لنا السبيل الذي يتبعه الافراد والمجتمعات لمواجهة احتياجاته العديدة بوسائل محدودة، ونستخلص من هذا ان علم الاقتصاد يهتم بظاهرتين:

          أ - اجتهاد الانسان في الحصول على كل الخيرات التي يحتاجها من الطبيعة لاشباع رغباته.

         ب- ندرة الاشياء في الطبيعة.

2- التعريف  الثانى: مجموع النظريات والقوانين التي تنظم العلاقات بين الافراد داخل المجتمع، هذه العلاقات تنشأ عن طريق تبادل واستخدام الاشياء المادية بهدف الوصول الى الرفاهية العامة للمجتمع، من هذا التعريف نستنتج ان علم الاقتصاد يهدف الى:

         - تنظم العلاقات بين افراد المجتمع.

         - الوصول الى الرفاهية.

         - تنظيم الخيرات وتوزيعها على كل الافراد .

3- التعريف الثالث: مجموع النظريات والقوانين التي تهدف الى جمع الثروة.

- التعريف الرابـع: الاستخدام الامثل والعقلاني والرشيد لعناصر الانتاج، بهدف الحصول على منتجات يمكن تداولها في المجتمع.

مستويات التحليل الاقتصادي.

1 -التحليل  الاقتصادي الكلي : Macro-économique  

يتناول المواضيع الاقتصادية ذات الحجم الكبير، والتي من شأنها تحديد مستوى الرفاهية الاقتصادية.وتشمل هذه النظرية مواضيع مثل الثروة الوطنية والنقود، الدخل الوطني، البطالة، وأسعار صرف العملات الأجنبية. فموضوع التحليل الاقتصادي الكلي يهتم بتوزيع الدخل الوطني لجميع أفراد المجتمع داخل التراب الوطني، والبطالة التي يتعرض لها أفراد المجتمع ككل داخله ،والأسباب التي أدت إلى زيادة عدد العاطلين عن العمل، وبيان الكيفية التي بواسطتها استطاعت دول أخرى أن تحافظ على نسبة البطالة منخفضة بين عمالها ، كما يتناول معدل التغير الحاصل في المستوى العام لأسعار جميع السلع والخدمات.

2-التحليل  الاقتصادي الجزئي : Micro-économique

يهتم بتحليل سلوك الوحدات الاقتصادية ،وتفسير ما يحتمل أن يكون عليه سلوك المستهلك الفرد أو المشروع الواحد، أو الصناعة الواحدة  أو علاقات التشابك بين قطاعات الاقتصاد الوطني والأسعار والتنبؤ بمثل هذا السلوك. فهم صميم اهتمام النظرية الاقتصادية في منظورها الوحدوي ، إضافة إلى  الاهتمام بما  يتعين أن يكون عليه هذا السلوك، حتى تتحقق الرفاهية الاقتصادية لهذه الوحدات.

رابعا: منهجية البحث في العلوم الاقتصادية.

إذا كانت بعض المراجع ترى ان الرياضيات هي ملكة العلوم ، فإن الإقتصادي  الأمريكى بول ساميلسون يرى أن علم الإقتصاد هو ملك العلوم الإجتماعية . على إعتبارأنه يجمع بين مختلف المناهج العلمية  وهذه المناهج باختصار هي :

   1-المنهج الإستنباطي :فيه يتم استخلاص النتائج من الافتراضات أي أننا نتدرج من العام إلى الخاص للوصول إلى القوانين الإقتصادية والتعميمات .ويستخدم هذا المنهج فى النظرية الإقتصادية  وفى الاقتصاد الرياضى.

 2-المنهج الإستقرائى:فيه يتم استخلاص النتائج العامة من حالات جزئية أى أننانتدرج من الخاص الى العام.

ويقوم هذا المنهج على الملاحظة وجمع البيانات واختبارالفروض. ويستخدم هذا المنهج فى الإ قتصاد التطبيقى.

3-المنهج الحديث :يجمع بين منهجى الاستنباط والإستقراء و يستخدم فى الإ قتصاد القياسى .

4-    المنهج  الوصفي التحليلي : وينقسم إلى البحوث المسحيَّة والبحوث الوصفيَّة طويلة الأجل وبحوث دراسة الحالة، وبحوث تحليل العمل والنشاط والبحث المكتبيِّ والوثائقيِّ.

5-    المنهج التاريخيُّ: وهذا المنهج يعتمد على الوثائق ونقدها وتحديد الحقائق التاريخيَّة، ومن بعد مرحلة التحليل هذه تأتي مرحلة التركيب حيث يتمُّ التأليف بين الحقائق وتفسيرها؛ وذلك من أجل فهم الماضي ومحاولة فهم الحاضر على ضوء الأحداث والتطوُرات الماضيـة.


Modifié le: mercredi 9 décembre 2020, 15:18