تعتبر الحضارة المصرية القديمة من أقدم الحضارات البشرية وأكثرها تأثيرا حيث كانت تسمى بالحضارة الفرعونية وكانت متطورة ومتميزة عن باقي الحضارات في عصرها والدليل على ذلك الآثار التي تبقى شاهدة عليها إلى غاية يومنا هذا حيث تميزت بحياة اجتماعية واقتصادية وسياسية خاصة بها حيث تشهد الآثار على اهتمام المصريين القدامى بالنشاط البدني والتربية من خلال البدن من خلال قيام المصريين القدامى من ممارسة العديد من أوجه النشاط البدني الرياضي فكانت تمارس المنافسات والمباريات للترويح عن النفس كما أثبتت دراسات الآثار أنهم كانوا مولعين بالصيد والقنص باستعمال الرمح والقوس والسهم كما عمد المصريون القدامى الى صيد الحيوانات حية وذلك بأسرها والاحتفاظ لها كالغزلان والسباع بالإضافة إلى حيوانات كان يتم استقدامها من الأمم المجاورة من أجل الترفيه . كما عرف المصريون القدامى المنازلات الرياضية كالمصارعة والمبارزة كما وجدت دلائل قوية على ممارستهم استخدام الكرة ووجود رسومات تشبه ممارسة رياضة الهوكي كما مارس الأطفال ما يشبه رياضة الجمباز المعروفة فضلا عن ممارستهم للرقص والسباحة في نهر النيل ، كما أنه ركبوا الخيل واستخدموها في الحرب والسلم كذلك الحال في الرياضة وبالذات في الصيد كما أنهم عرفوا العديد من الأنشطة البدنية والرياضية .

    أبعاد الرياضة في مصر القديمة:

1) اﻟﺑﻌد اﻟﺗرﺑوي ﻟﻠرﯾﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر اﻟﻘدﯾﻣﺔ:

إن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﯾﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ، ﺣﯾث ﻻ ﺗزال اﻟﺷواﻫد واﻵﺛﺎر ﻣﺣﺗﻔظﺔ ﺑﻣﺎ ﺳﺟﻠﻪ اﻟﻣﺻرﯾون اﻟﻘدﻣﺎء ﻋﻠﻰ ﺟدران ﻣﻘﺎﺑرﻫم وﻓﻲ ﻣﻌﺎﺑدﻫم.

وﻻ ﯾﻣﻛن إﻧﻛﺎر اﻟﻘﺻد اﻟﺗرﺑوي ﻣن اﻟرﯾﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﻋﻬدﻫم ﺣﯾث ذﻛرﻩ (ﺗﯾودور اﻟﺻﻘﻠﻲ) ﺑﺄن اﻟﻣﻠك اﻟﻣﺻري ﺳﯾزوﯾس ﻗد ﻧﺷﺄ ﻣﻌﻪ ﻣواﻟﯾد ﯾوﻣﻪ ﻣن أﺑﻧﺎء اﻟﺷﻌب ﻋﻠﻰ ﻗدم اﻟﻣﺳﺎواة ﻣن ﺣرﯾﺔ اﻟرأي، وأﻧﻬم ﻛﺎﻧوا ﯾدرﺑون ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﯾﺛﺎق ﻻ ﺗﻧﻘطﻊ (ﺑﺣﯾث ﻟم ﯾﻛن ﯾﺳﻣﺢ ﻷﺣدﻫم ﺑﺗﻧﺎول اﻹﻓطﺎر إﻻ ﺑﻌد أن ﯾﻘطﻊ المكان المخصص للركض(الملعب) ﻋدة ﻣرات وﻗد ﺛﺑت أن اﻟﺻﺑﯾﺔ واﻟﺗﻼﻣﯾذ ﻛﺎﻧوا ﯾﺧﺗﻠﻔون ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﯾﺎﺿﺔ  ﻋن اﻟﻌﺳﻛرﯾﯾن واﻟﻣﺣﺗرﻓﯾن وﻫذا ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ أن اﻟرﯾﺎﺿﺔ ﻛﺎﻧت وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗرﺑﯾﺔ ﻟدﯾﻬم.

وذﻛر ﺑﻌض اﻟﻣؤرﺧﯾن   أن اﻟﻣدرﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﻣﻰ (ﺑﯾت اﻟﺗﻌﻠﯾم) وﻛﺎن ﻣﻧﻬﺎج اﻟدراﺳﺔ ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟدﯾن، وأدب اﻟﺳﻠوك واﻟﻘراءة واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟﺣﺳﺎب واﻟﺳﺑﺎﺣﺔ واﻟرﯾﺎﺿﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ، وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣدارس اﻷوﻟﯾﺔ.

اﺣﺗﻣﺎل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻠﻌب ﻓﻲ اﻟﻣدارس اﻟﻣﺻرﯾﺔ: ﯾظﻬر ﻣن ﺧﻼل ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺗون ﻣﺻرﯾﺔ اﺣﺗﻣﺎل وﺟود ﻣﺳﺎﺣﺎت ﻟﻠﻌب ﺑﺎﻟﻣدارس:

اﻟﻣﺗن اﻷول: ﻋﺑﺎرة ﻋن رﺳﺎﻟﺔ وﺟﻬﻬﺎ ﻣﻌﻠم إﻟﻰ ﺗﻠﻣﯾذﻩ ودﻋﺎﻩ ﻓﯾﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﻔرغ  ﻟﻠﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟﻘراءة ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻻ ﺗﺻرف ذﻫﻧك ﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﻠﻌب ودع اﻟرﻣﻲ واﻟﻘذف ﺧﻠﻔك واﻗﺿﻲ ﯾوﻣك ﺗﻛﺗب ﺑﺄﺻﺑﻌك واﻗرأ ﺑﺎﻟﻠﯾل.

اﻟﻣﺗن اﻟﺛﺎﻧﻲ: ﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﯾﻘول اﻟﻣﻌﻠم ﻓﯾﻬﺎ: (إن ﻣﺎ أﻋﻣﻠﻪ ﻟك ﻟﯾس ﻓﻲ ذﻫﻧك....؟ وإﻧﻣﺎ (أﻧت) وﺳﺎﺣﺔ

اﻟﻣﻠﻌب (؟)...) ﻫل ﻛﺎﻧت ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣﻠﻌب ﻫذﻩ اﻟﺗﻲ ذﻛرﺗﻬﺎ اﻟرﺳﺎﻟﺗﺎن ﺳﺎﺣﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ ﺗﻣﺎرس ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻘﯾﺔ أﻧواع اﻟرﯾﺎﺿﺔ ﻋدا اﻟرﻣﻲ واﻟﻘذف، وﻟﻬﺎ ﺻﻠﺔ ﺑﻣﺎ درﺳﻪ، أم ﻛﺎﻧت ﻣﺟرد أرض ﯾﺳﺗﻐﻠﻬﺎ اﻟﺗﻼﻣﯾذ ﺗﻠﻘﺎء أﻧﻔﺳﻬم ﻟﻠﻌﺑﻬم اﻟﺧﺎص ﺑﺟوار ﻣدرﺳﺗﻬم.

اﻟﻣﺗن اﻟﺛﺎﻟث:

ﺟﺎء ﻋن ﻗﺻﺔ (اﻟﺻدق واﻟﺑﻬﺗﺎن) وﺗﺣﻛﻲ ﻋن وﻟد اﻟﺣق ﺑﻣدرﺳﺔ ﻓﺗﻌﻠم أنه ﻛﺗب ﺟﯾدا ﺟدا  وﻛﺎن ﯾﻣﺎرس ﻛل ﻓﻧون اﻟﻧزال، وتفوق ﻋﻠﻰ أﻗراﻧﻪ اﻟﻛﺑﺎر اﻟدﯾن ﻛﺎﻧوا ﺑﺎﻟﻣدرﺳﺔ)

2)  اﻟﺑﻌد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠرﯾﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر اﻟﻘدﯾﻣﺔ:

ﻛﺗب ﺑﻌض اﻟﻣؤﻟﻔﯾن اﻷﺟﺎﻧب ﻋن اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻣﺷﯾرﯾن إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻛن ﺟزءا ﻣن أي

ﻣﻧظوﻣﺔ ﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﺑﺑﺳﺎطﺔ أداة ﻻﺳﺗﻛﻣﺎل أﻧﺷطﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﯾوﻣﻲ ﻓﺗطوﯾر ﺑﻌض اﻟﻧظم واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﯾؤﺛر ﺗﺄﺛﯾرا واﺿﺣﺎ ﻓﻲ  أﻧﻣﺎط اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺗرك ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻧﺎس ﺑﻣﺧﺗﻠف طﺑﻘﺎﺗﻬم ﺳواء ﺑﺎﻟﺗوﺟﯾﻪ أوﺑﺎﻻﺧﺗﯾﺎر.

ﻓﻠﻘد أﺗﯾﺢ ﻟﻠطﺑﻘﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓرص ﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟم ﺗﺗﺢ ﻟﻣن دوﻧﻬم.

ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻧﯾل ﯾﻔﯾض ﯾﻘوم ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻧﺎس ﺑﺎﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋﻠﻰ أﻋﺑﺎء اﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ، وﯾﺗﺎح ﻟﻬم وﻗت ﻓراغ ﻛﺑﯾر

ﯾﺳﺗﻐﻠوﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﻣﯾﯾز اﻟﺑﻌض ﻣﻧﻬﺎ (ﻛﺎﻟﺻﯾد اﻟﺑري،

وﺻﯾد اﻟﺳﻣك، واﻟﻛﺛﯾر ﻣن أﻟوان اﻟرﯾﺎﺿﺔ واﻷﻟﻌﺎب...) اﻟﺗﻲ ﺻورت ﻋﻠﻰ ﺟدران اﻟﻣﻌﺎﺑد واﻟﻣﻘﺎﺑر.

وﻗد رﺑط ﻣؤرخ اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ (ﻣﺎﻛﻧﺗوش) ﺑﯾن اﻟﺗﺣﺿر واﻻﺳﺗﯾطﺎن ﺣول ﺿﻔﺎف اﻷﻧﻬر، وﺑﯾن وﺟود أﺷﻛﺎل ﻣﺗﻣﯾزة ﻣن اﻷﻟﻌﺎب واﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ.

وﻷن ﻣﺻر ﻛﺎﻧت ﻣﺣﻛوﻣﺔ ﺑﻧظﺎم طﺑﻘﻲ (أوﺷﺑﻪ طﺑﻘﻲ) ﺣﯾث طﺑﻘﺔ اﻟﻔراﻋﻧﺔ واﻟﻧﺑﻼء ﻫﻲ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ، وﺑﻘﯾﺔ أﺑﻧﺎء اﻟﺷﻌب ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن واﻟﺻﻧﺎع، وﻫﻲ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟدﻧﯾﺎ وﻫم اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ،  وﻛﺎﻧت اﻟطﺑﻘﺔ اﻟوﺳطﻰ ﻣﺷﻛوﻛﺎ ﻓﻲ وﺟودﻫﺎ وﻛﺎن اﻟﺻﯾد ﻫواﻟرﯾﺎﺿﺔ اﻟﻣﻔﺿﻠﺔ ﻟدى اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺳواء اﻟﺻﯾد اﻟﺑري أواﻟﺑﺣري.

أﻣﺎﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﯾﺎﺿﺔ:

-اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺎت اﻟﻣﻧﺎزل واﻟدور: ﻛﺎﻧت اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻣﺎرس داﺧل اﻟدور أوﺧﺎرﺟﻬﺎ ﺣﯾث ﻛﺎﻧت دور ﺳﻛن اﻟﻣﺻرﯾﯾن ﻣن اﻟﺳﻌﺔ ﺑﺣث ﺗﺗﯾﺢ ﻷﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎطﻬم وأﻟﻌﺎﺑﻬم ﺑداﺧﻠﻬﺎ، وﻣﻣﺎ ﯾؤﻛد ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﯾﺎﺿﺔ داﺧل اﻟدور ( اﻟﻣﻧﺎزل) ﻛون اﻟﺑﯾوت اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﺛرﯾﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﺗﺳﺎع أﻓﻧﯾﺗﻬﺎ وﺣداﺋﻘﻬﺎ ﻓﺿﻼ ﻋن أﺳطﺣﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﻬﯾﺄة ﻷن ﺗﺗﯾﺢ ﻷﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ﻛﺛﯾرا ﻣن ﻓرص اﻟﻣرح وﻣﻣﺎرﺳﺔ أﺻﻧﺎف ﻛﺛﯾرة ﻣن اﻷﻟﻌﺎب.

- اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻓﻲ اﻟدروب: إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺑﯾوت اﻟﺛرﯾﺔ ﺗﻣﻠك اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻷﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟرﯾﺎﺿﻲ داﺧﻠﻬﺎ ذﻟك أن اﻟﺑﯾوت اﻟﻔﻘﯾرة وﻛﻣﺎ ﺻورﺗﻬﺎ اﻟرﺳوم واﻵﺛﺎر ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟوﺳطﻰ ﻛﺎﻧت ﺿﯾﻘﺔ، وﻟذﻟك ﻓﯾﻪ ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﻷﺑﻧﺎء ﻫذﻩ اﻟﻌﺎﺋﻼت ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎطﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﻠﻌب اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻷﺑﻧﺎء اﻟﺑﯾوت اﻟﺛرﯾﺔ...وﻟم ﯾﺑق أي ﺳﺑﯾل ﻟﻬؤﻻء اﻷﺑﻧﺎء إﻻ اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻧﺣواﻟﻠﻌب ﻓﻲ اﻷزﻗﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻔﻌل أﻣﺛﺎﻟﻬم اﻟﯾوم وﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟﺣﻘول.

3)  اﻟﺑﻌد اﻟﺣرﺑﻲ ﻟﻠرﯾﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر اﻟﻘدﯾﻣﺔ" إن اﻟﺟﯾش ﯾﻌﺗﺑر طﺑﻘﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻻﻛﺗﺳﺎب اﻟرﺟﺎل اﻟﻣﻬﺎ ارت اﻟﺑدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌدﻫم ﻟﺧوض اﻟﻣﻌﺎرك وﻟﻘد ﺳﺟﻠت اﻵﺛﺎر ﻛل أﻧواع اﻟﺗدرﯾﺑﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻬذا اﻟﻌﺻر واﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺟﻌل اﻟﺷﺑﺎب ﯾﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻷدوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ: اﻟﺳﯾف ، اﻟﻘوس، اﻟﺳﻬم واﻟرﻣﺢ واﻟدرع، وﻛﺎﻧت اﻟﻣﺻﺎرﻋﺔ أﻛﺛر اﻟرﯾﺎﺿﺎت ﺷﻌﺑﯾﺔ.

وﻓﻲ ظروف اﻟﺣروب اﻟﻛﺛﯾرة اﻟﺗﻲ ﺧﺎﺿﺗﻬﺎ ﻣﺻر ﻋﺑر ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ اﻟﻘدﯾم، ﻓﺿﻼ ﻋن ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار ﺑﯾن

اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت ﻛﺎن ﻻ ﺑد ﻣن إﺗﻘﺎن ﻓﻧون وﻣﻬﺎ رات اﻟﻘﺗﺎل  وإﻋداد اﻟﺟﻧد اﻹﻋداد اﻟﺑدﻧﻲ واﻟﺣرﺑﻲ اﻟﻼﺋق، ﺣﺗﻰ أﻧﻬم وﺻﻠوا إﻟﻰ ﻓرض دروس ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗﻌطﻰ ﻟﻸﻣراء واﻟﻧﺑﻼء وأﺑﻧﺎﺋﻬم ﻓﻲ ﻓﺻول ﺧﺎﺻﺔ. وﻟﻘد  ﻣرت اﻟﻣﺗون  اﻟﻣﺻرﯾﺔ رﯾﺎﺿﺎت ﻋﻧﯾﻔﺔ ﺗﺗطﻠب أداؤﻫﺎ اﻟﺟﻬد واﻟﺗﻣرﯾن واﻟﻣﻬﺎرة، وﻣن بين ﻫذﻩ اﻟرﯾﺎﺿﺎت، ﺣﻣل اﻷﺷﻐﺎل، اﻟﻣﺻﺎرﻋﺔ، اﻟﻣﺑﺎرزة ﺑﺎﻟﻌﺻﻲ واﻟﻣﻼﻛﻣﺔ.

 * اﻷﻧﺷطﺔ اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺣرﺑﻲ:

1-اﻟﻌرﺑﺎت اﻟﺣرﺑﯾﺔ: اﺳﺗﻌﻣل اﻟﻣﺻرﯾون اﻟﻌرﺑﺎت ذات ﻣﻘﺻورة ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻟﻔرد واﺣد وﯾﺟرﻫﺎ ﺣﺻﺎن أوأﻛﺛر. ورﺟﺎل وﺣدة اﻟﻌرﺑﺎت اﻟﺣرﺑﯾﺔ ﻛﺎﻧوا ﯾﻌﺗﺑرون ﻣن اﻟﺟﻧد اﻷﻛﻔﺎء ﻓﻲ ﻣﯾﺎدﯾن اﻟﻘﺗﺎل وﻣﻣن ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﻠﯾﺎﻗﺔ ﺑدﯾﻧﺔ ﺗﻌﺗﺑر رﻓﯾﻌﺔ اﻟﻣﺳﺗوى إﻻ أﻧﻪ ﻗد ﻟوﺣظ ﻣن ﺑﻌض اﻟﻣﺻﺎدر أﻧﻪ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻛﺎن رﻛوﺑﻬﺎ ﻣﻘﺻورا ﻋﻠﻰ طﺑﻘﺔ اﻟﺿﺑﺎط واﻷﻣراء.

2- اﻟﻘوس واﻟﺳﻬم: اﺳﺗﺧدم اﻟﻣﺻرﯾون اﻟﻘدﻣﺎء اﻟرﻣﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘوس واﻟﺳﻬم ﺳواء ﻓﻲ اﻟﺣروب أواﻟرﯾﺎﺿﺔ، وﻟﻘد أﺟﺎد اﻟﻣﺻرﯾون ﻗدﻣﺎء اﻟﻣﺻرﯾون ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻷﻗواس ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔل ﻟﻬﺎ اﻟﻘوة ودﻗﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل، ﺣﺗﻰ أن اﻷﺣﺑﺎش واﻟﻠﯾﺑﯾﯾن اﻟذﯾن ﺑرﻋوا واﺷﺗﻬروا ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻟﺳﻼح ﯾﻌﺗﺑر أﻧﻬم أﺧذوا ﻓﻛرﺗﻪ ﻋن ﺟﯾرانهم  ﻗدﻣﺎء اﻟﻣﺻرﯾﯾن.

    *ﻣظﺎﻫر وأﻟوان اﻟرﯾﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر اﻟﻘدﯾﻣﺔ: ﺗﻔطن اﻟﻣﺻرﯾون اﻟﻘدﻣﺎء إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟرﯾﺎﺿﺔ واﻟﻧﺷﺎط اﻟﺑدﻧﻲ ﻣﻧذ أﻛﺛر ﻣن ﺛﻼﺛﺔ آﻻف ﺳﻧﺔ ﻗﺑل اﻟﻣﯾﻼد، ووﺿﻌوا اﻟﻠﺑﻧﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟﻔﻛر اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ واﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ وأدرﻛوا اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟوطﯾدة ﺑﯾن ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺟﺳم وﺳﻼﻣﺔ اﻟﻌﻘل واﻟﻧﻔس  ﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣظﻬر واﻷﻟوان ﻧﺟد:

رﯾﺎﺿﺔ اﻟﺻﯾد: ﻛﺎن اﻟﻧﺑﻼء واﻟوﺟﻬﺎء واﻷﻋﯾﺎن ﯾﻘوﻣون ﺑﺻﯾد وﻣطﺎردة اﻷﺳود واﻟﻧﻣور واﻟظﺑﺎء وﻛﺎﻧت ﺻﺣراء ﻣﺻر ﺗﻌﺞ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟﺣﯾواﻧﺎت ﺑرﯾﺔ.

وﻣن اﻟﺛﺎﺑت أن اﻟﻣﺻرﯾﯾن اﻟﻘدﻣﺎء اﺳﺗﻌﻣﻠوا اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷدوات ﻟﻠﺻﯾد وﻛﺎن ذﻟك ﺑﺣﺳب اﻟﻔرﯾﺳﺔ (اﻟﺷﺑﺎك، اﻟﻘوس، اﻟﺳﻬم، اﻟﺣﯾواﻧﺎت اﻟﻣدرﺑﺔ) وﻫﻛذا ﻛﺎن ﯾﺗطﻠب ﺿرب اﻟﺧﯾﺎم وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﻌﺳﻛرات ورﻛوب اﻟﺧﯾل واﻟﻌرﺑﺎت واﻟﻣﺷﻲ واﻟﺟري واﻟﺳﺑﺎﺣﺔ ورﻛوب اﻟﻣراﻛب واﻟﺗﺟدﯾف.

وﻟم ﯾﻘﺗﺻر اﻟﺻﯾد ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺑري ﻓﻘط ﺑل ﺗﻌداﻩ وﻣورس ﻓﻲ ظﻔﺎف اﻷﻧﻬﺎر واﻟﺑﺣﺎر وﻛذا ﺻﯾد اﻟطﯾور اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾش ﻓﻲ اﻷﺣراش واﻟﻣﺳﺗﻧﻘﻌﺎت واﻟﺑرك, وﻛل ﻫذا أﺛﺑﺗﺗﻪ اﻟﻧﺻوص واﻟﺻور اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ

أﻟﻌﺎب اﻟﻛرة: ﻋرف اﻟﻣﺻرﯾون اﻟﻘدﻣﺎء اﻟﻛرة ﻛﺄداة ﻟﻌب ﻟﻌدد ﻣن اﻷﻟﻌﺎب اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ.

وﯾوﺟد ﺑﺎﻟﻣﺗﺣف اﻟﻣﺻري  أﻋداد ﻛﺑﯾرة ﻣن ﻛرات اﻟﻠﻌب اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺻﻧﻊ ﻣن أﻟﯾﺎف اﻟﻧﺧﯾل أوﻣن ﻗش

اﻟﺷﻌﯾر ﺣﯾث ﺗﻛور وﯾﺧﺎط ﺣوﻟﻬﺎ ﺑﻘﻌﺗﺎن ﻣن اﻟﺟﻠد وﻣن أﻫم اﻟﻣﻧﺎظر اﻟﺗﻲ أﺛﺑﺗت ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﺻرﯾﯾن ﻷﻟﻌﺎب ﺑﺎﻟﻛرة

1-  ﻟوﺣﺔ ﺗﺻور ﺑﻌض اﻟﻔﺗﯾﺎت  ﺗﻘﻣن ﺑرﻣﻲ وﻟﻘف اﻟﻛرة

2-  ﻟوﺣﺔ أﺧرى ﺗﺑﯾن أن اﻟﻔﺗﯾﺎت ﻗﻣن ﺑﺗﻠﻘﻲ اﻟﻛرة اﻟﻣﻣررة وﻗد رﻛﺑن ظﻬور زﻣﯾﻼﺗﻬن.

3-  وﻗد ﻛﺎﻧت أﻟﻌﺎب اﻟﻛرة ﺗﻠﻌب ﺧﺎرج اﻟﻣﻧزل وﯾﺷﺗرك ﻓﯾﻬﺎ اﻷطﻔﺎل واﻟﻧﺳوة واﻟرﺟﺎل وﻓق ﻗواﻋد ﻣﻌﯾﻧﺔ

اﻟﻣﺻﺎرﻋﺔ: ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺻﺎرﻋﺔ ﻣن أﺑرز أﻟوان اﻟرﯾﺎﺿﺔ ﻋﻧد اﻟﻣﺻرﯾﯾن اﻟﻘدﻣﺎء وﯾﺑدوأن ﻗدﻣﺎء اﻟﻣﺻرﯾﯾن وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺷﻌب ﻛﺎﻧوا ﯾﻌﻣدون ﻓﻲ ﺗﺳﻠﯾﺗﻬم إﻟﻰ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب إﺑراز اﻟﻘوة وإظﻬﺎر اﻟﻣﻘدرة. ﻟذﻟك ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺻﺎرﻋﺔ ﻣن أﺣب اﻟرﯾﺎﺿﺎت إﻟﯾﻬم.


Last modified: Thursday, 11 January 2024, 5:13 PM