ثانيا: التربية البدنية في اسبرطة
وﻛﺎﻧت اسبرطا إﺣدى دوﯾﻼت اﻹﻏرﯾق وﻗد ﺗﺄﺛرت ﺑﺎﻟﻣوﻗﻊ اﻟوﻋر ﺑﯾن اﻟﺟﺑﺎل ﻣﻣﺎ ﯾﺗطﻠب اﻟﺟﻠد، ﻛﻣﺎ ﻗﺳم اﻟﻧظﺎم
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻧﺎس إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن أوطﺑﻘﺗﯾن واﺿﺣﺗﯾن ﻫﻣﺎ، اﻟﺳﺎدة واﻟﻌﺑﯾد.
وﻗد ﻛﺎﻧت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺗﻧﺣوا وﺗﺗﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻌدووﻓرض اﻟﺳﻠطة ﺑﺎﻟﻘوة ﻋﻠﻰ اﻟدوﯾﻼت واﻟﻌﺷﺎﺋر
اﻟﻣﺟﺎورة.
وﻛﺎﻧت اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﻫﻲ ﺗﺣكم اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻔرد، وﻛﺎن اﻹﺳﺑرطﯾون ﯾﻌﺗﻘدون أن اﻟﻐذاء اﻟدﺳم ﯾﺳﺑب اﻟﺳﻣﻧﺔ واﻟﺗرﻫل وأﻧﻪ ﯾﻌوق ارﺗﻔﺎع ﻗﺎﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن وﻧﺣﺎﻓﺗﻪ... وﻛﺎن اﻹﺳﺑرطﯾون ﯾﻛﺷﻔون ﻋن ﻣواﻟﯾدﻫم ﻓﻣن ﻛﺎن ﻣﺷوﻫﺎ أوﺿﻌﯾﻔﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﯾوأد أوﯾﺗرك ﺣﺗﻰ ﯾﻣوت ﻓوق ﻗﻣم اﻟﺟﺑﺎل.
وﻓﻲ ﺳن اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻛﺎن اﻷطﻔﺎل ﯾرﺳﻠون إﻟﻰ اﻟﻣﻌﺳﻛر اﻟﻌﺎم ( وﻛﺎن ذﻟك ﺷرطﺎ ﻟﺣﺻول اﻟﻣواطن ﻋﻠﻰ ﺣﻘوﻗﻪ اﻟﻣدﻧﯾﺔ)، وﻛﺎن ﯾدﯾر اﻟﻣﻌﺳﻛر ﻣدرب ﻣﺳؤول ﻋن اﻟﺗدرﯾب اﻟرﯾﺎﺿﻲ ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟﺧﺷوﻧﺔ وﻛﺎﻧت اﻷﻧﺷطﺔ ﺗﻘﺳم ﺑﺣﺳب اﻟﺳن وﻛﺎن اﻷطﻔﺎل ﻛﺑﺎر اﻟﺳن (10-9) ﯾﻧﺿﻣون إﻟﻰ ﻓرﯾق اﻟﻛرة وإن ﻛﺎﻧت اﻟﻠﻌﺑﺔ أﺷﺑﻪ ﺑﺎﻟﻣﻌرﻛﺔ اﻟﺣرﺑﯾﺔ وﻛﺎﻧت اﻟﺗﻣرﯾﻧﺎت ﺗﺑدأ ﺑﺳﯾطﺔ ﻣﺗدرﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻧف: ( ﻓﻲ ﺷﻛل ﺳﺑﺎﻗﺎت ﺟري، وﻗﻔز ورﻣﻲ اﻟﻘرص واﻟرﻣﺢ، ورﻛوب اﻟﺧﯾل واﻟﻣﻼﻛﻣﺔ واﻟﻣﺻﺎرﻋﺔ) ﺑﻬدف اﻟﻘوة واﻟﺟﻠد ﻻ اﻟرﺷﺎﻗﺔ.
وﻛﺎﻧت ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﺗﻬدف إﻟﻰ اﻹﻧﺧراط ﻓﻲ ﺳﻠك اﻟﺟﻧدﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻧظم اﻟﺷﺑﺎب ﻓﻲ ﺳن اﻟﻌﺷرﯾن إﻟﻰ وﺣدات اﻟﺟﯾش وﯾﻘﺳﻣون ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء ﻹﺳﺑرطﺔ وﯾرﺳﻠون إﻟﻰ اﻟﺣﺻون ﻋﻠﻰ ﺣدود اﻟﺑﻼد، وﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﺗرﺑوي ﻋرف ﺑﺎﺳم ( ﻧظﺎم أﺟوج(
وﻗد ﻣﺎرﺳت اﻟﻔﺗﯾﺎت ﻓﻲ إﺳﺑرطﺔ اﻟرﯾﺎﺿﺔ ﺣﯾث ﻛﺎن اﻟﻐرض ﻣﻧﻬﺎ ﻫوﺗﻘوﯾﺔ أﺟﺳﺎﻣﻬن ﻻﻋﺗﻘﺎدﻫم أن اﻟﻔﺗﺎة اﻟﻘوﯾﺔ اﻟﺑدن ﺳﺗﻧجب أطﻔﺎﻻ أﻗوﯾﺎء وﻟﻘد اﺗﺻﻔت ﻧﺳﺎء اﺳﺑرطﺔ ﺑﺎﻟﺷﺟﺎﻋﺔ.
ﺗﻣﺳك اﻹﺳﺑرطﯾون ﺑﺷدة ﺣول اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎﻟﯾدﻫم، ﻓﻣﺛﻼ ﯾﻌﺎﻗب ﻛل ﻣن ﯾﺗﺟرأ اوﯾﺣﺎول ﺗﻐﯾﯾر أوﺗﺑدﯾل ﻗواﻋد اﻟﻠﻌب ﻷﻧﺷطﺔ اﻟرﯾﺎﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳوﻧﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ أﺑﺎح اﻹﺳﺑرطﯾون ﻧوﻋﺎ ﻗﺎﺳﯾﺎ ﻣن اﻟرﯾﺎﺿﺔ ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻣﻼﻛﻣﺔ واﻟﻣﺻﺎرﻋﺔ ﯾﺳﻣﺢ ﻓﯾﻪ ﺑﻛل اﻟﺳﺑل ﻟﻠﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻم وﻟوأدى ذاﻟك ﻹﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﻌﺎﻫﺔ ﻣﺳﺗدﯾﻣﺔ.
واﺣﺗل اﻟﺻﯾد ﻣﻛﺎﻧﺎ ﺑﺎرزا ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ وﻛﺎن ﯾﻣﺎرس ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﻔراغ.
وقد وصفت الحضارة بالجمود لسيطرة الطبقة العسكرية والاهتمام بالجانب العسكري وتهميش باقي الجوانب في الدولة,مما جعل الاسبرطيين يكرسون حياتهم كلها للخدمة العسكرية وكانت الحكومة توفر لهم الأرض وتخصص لهم العبيد ليخدموها
· أهم مميزات البرنامج التدريبي المعد من الدولة في اسبرطة:
-1البرنامج التدريبي في أسبرطة كان يستند على اساس التدريب.
-2 البرنامج يشمل على الركض وفنون القتال والوثب العريض والسباحة والمصارعة والملاكمة وركوب الخيل والعاب الكرة .
-3 البرنامج التدريبي اخذ تدريجياً بنظر الاعتبار التطور البيلوجي من حيث العمر والجنس.
-4 التمارين تعطى للصغار كالركض والوثب وتمارين الاعداد البدني العام .
-5 أن التربية البدنية في اسبرطة كان المقصود منها أكساب المواطن المهارة والقوة العضلية والقدرة على التحمل
-6 أن اكتساب السرعة والقوة والمطاولة لا قيمة لها اذ لم تستخدم لخدمة الدولة للغرض العسكري.
-7 الشباب الاسبرطي ومشاركاتهم في الدورات الاولمبية القديم كانت عاملاً مساعداً على تطوير اللياقة البدنية لديهم خدمة للغرض العسكري .
-8القوة الجسمية والقدرة الحربية هي الخصال المفضلة لدى الاسبرطيين الذي كانوا هدفهم الوحيد تكوين أبطال وجنود مما أدى الى خلق الشجاعة والبسالة والتقشف.
-9الدولة كانت تجري اختبارات سنوية لفحص قابليات شبابها البدنية وروحهم المعنوية وخاصة للشباب ما بين سن الثامنة عشر ولحد العشرين.
10- اخيرا كان هدف الاختبار معرفة مدى شجاعة وقدرة الشباب على تحمل الالم والحياة الخشنة اضافة الى معرفة مهاراتهم العسكرية.
أغراض التربية البدنية عند الاسبرطيين:
الهدف الأساسي من التربية هوالتربية البدنية لخلق جندي مطيع يكون بدرجة من التحمل للآلام والمشاق لغرض اعداد جيش قوى وشمل التدريب العسكري الرجال والنساء، إذ كانت المرأة الاسبرطية مطالبة بالحصول على لياقة بدنية مناسبة لاعتقادهم بأن الأم التي تمتلك صحة جيدة وجسم قوي تلد أبناء أصحاء وأقوياء
وكذلك استدعاؤهم للدفاع عن الوطن عند الحاجة، وكذا اشراف الام على تدريب أبنائها منذ السنة الأولى للولادة حتى السادسة بالنسبة للطفل والبنت حتى السابعة، ثم تتبناهم الدولة للتدريب. حيث كانت الدولة تجهز الطفل منذ الولادة وكانت تحدد ما إذا كان يستحق الحياة أوالموت، والطفل الذي يولد ضعيفا مشوها يوأد أويترك على جبال TAYGETUS أما الطفل والبنت اللذان يرسلان الى التدريب العسكري:
- يبدأ تدريب الاناث من سن السابعة حتى بلوغهن سن العشرين وهوالسن الذي يسمح لهن بالزواج وبعدها التخلي عن التدريب البدني والتفرغ الى رعاية الأولاد.
- يتشابه التدريب الذي تتلقاه الفتاة مع البرنامج المخصص للرجال مع الأخذ بعين الاعتبار الخصائص البيولوجية للانثى وتطوراته، حيث كانت التمرينات أقل شدة.
- وتمارس المرأة الاسبرطية الركض والمصارعة ورمي السهام فضلا عن السباحة والرقص.
- اما الأولاد فيعتبرون مجندين في الخدمة العسكرية حتى بلوغ الخمسين سنة من عمرهم.
- يتخلل التدريب مناورات عسكرية والتدريب على استخدام الأسلحة والقيام بالاستكشاف بعد بلوغ سن 18 من عمر الشاب
- بعد بلوغ الشاب سن 20 سنة يبدأ بالمشاركة في المناورات العسكرية الكبرى، والمعارك الحقيقية ويكون ملزما بأداء تمارين رياضية فضلا عن التدريب العسكري بدون انقطاع.
- بعد بلوغ الشاب 30سنة يمنح له كل حقوقه باعتباره قد اجتاز مرحلة الاختبار وأصبح مواطنا يمكن الاعتماد عليه ويستمر في الخدمة العسكرية
- بعدها يبقى يدرب الناشئين حتى بلوغه سن 50 سنة وهذا كله كان في اطار الخدمة العسكرية
أما بالنسبة للمسابقات الرياضية فقد اشترك الشباب الاسبرطي في الألعاب الأولمبية وحققوا اول فوز لهم في عام 720 قبل الميلاد كما فازوا بعدها عدة مرات وبجانب ذلك فقد نظمت اسبرطة المهرجانات الرياضية حيث كانت تقام هذه المهرجانات لتكريم الاله ( ابوللو) في شهر أغسطس (أوت) من كل عام
كما تميز برنامج التربية البدنية لدى الاسبرطيين بالعنف والنظام لذلك كان يعود الأطفال أن يأكلوا كل ما يقدم لهم وكذا التعود على عدم الخوف من الظلام وتحقير البكاء وتعويدهم على أن البكاء ليس من صفات الاسبرطي,ولم يكن للأطفال وقتا للتمتع باللعب وبالحياة العائلية، اذ كان يشرف عليهم فتيان أكبر منهم يحرسون ويقودونهم حتى يصبحوا بالعشرين.