المحاضرة الرابعة: نشأة وتطور المقاولاتية
لقد كان الأصل التاريخي للمقاولاتية يتمثل في أن يأتي شخص جريء يدرك الفرص وهو المقاول، وينشئ عملا كوسيط بين طرفين لا يعرف احدهما الآخر أو لا يتعامل معه، وكان المقاول يتولى دور المنظم الإداري للحلقة الوسطى التي بينهما.
ويمكن للمقاولاتية أن تقع في كل شيء وكل مجال وعلى أي مستوى، ولأي عدد من الناس أو المؤسسات آو المجتمع بكامله. فقد تكون في الصناعة أو التجارة أو الهندسة أو التكنولوجيا، في العمل السياسي الاجتماعي أو الثقافي أو الفكري أو الرياضي، في النقل أو التمويل او الوساطة او الزراعة او التعليم او السياحة او الجغرافيا او الجغرافيا او الحقوق او شيء آخر. انها اي عمل قابل للتنظيم والتطوير والنمو والتحول الى حالة انتاجية متقدمة مستقرة ورابحة
ولقد استخدم مصطلح (Entrepreneurship) لأكثر من 200 عام إلا أنه يكتنفه الغموض بعض الشيء، حيث أن كلمة المبادرات الفردية والأعمال المقاولاتية مشتقة من كلمات فرنسية وتعنـــي (بين- وتأخذ)، لذلك فإن المبادر أو الريادي يأخذ مكاناً بين المزودين والعملاء أو المنتجين والعملاء، وفي نفس الوقت يأخذ المخاطر لتحقيق النجاح. بيتر دريكر عام 1985 عرف المبادر أو الريادي بأنه الشخص الذي يستطيع أن ينقل المصادر الاقتصادية من إنتاجية منخفضة إلى إنتاجية عالية وجيفري تيمنز 1994 عرف المبادر الفردي أو الريادي بأنه العمل الإنساني المبدع الذي يبني عملاً متميزاً من لا شيء، وتعتبر عملية المقاولاتية اقتناصاً للفرص بغض النظر عن المصادر المتاحة أو نقص هذه المصادر.
وخلال تاريخ تطور الفكر الاقتصادي، ثمة علماء اقتصاديون قلائل من حاولوا تعريف دور رجال الأعمال المبدعين في النمو الاقتصادي، وربما الأكثر تأثيراً هو العالم الاقتصادي جوزيف شومبيتر Joseph Schompeter الذي وصف رجال الأعمال المبدعين بوكلاء للتدمير الإبداعي “Creative destruction” حيث أنه ومن وجهة نظره هؤلاء الرجال المبدعين يقومون بتعطيل وضع التوازن بالنسبة للعرض والطلب في الأسواق عن طريق طرح منتجات ابتكاريه جديدة يحصدون من ورائها أرباح كبيرة ويحتكرون الأسواق لفترة من الزمن ولو بصفة مؤقتة ولهذا فإن الاقتصاديون غالباً ما يربطون بين الأعمال الإبداعية والقدرة على حسن استغلال وتطبيق التكنولوجيا الحديثة. ويمكن توضيح التطور في العالم من خلال الجدول التالي:
جدول رقم (01) يمثل التطور التاريخي للمقاولاتية.
الرقم |
الحقبة |
المفهوم |
01. |
عام 1967 |
المقاولاتية هي في الأساس قدرة المقاول على تطبيق فكرته ووضعها محل التنفيذ. |
02. |
عام 1985 |
المقاولاتية هي سيرورة خلق شيء مختلف له قيمة، وذلك من خلال تكريس الوقت والجهد اللازمين، مع الاستعداد لتحمل المخاطرة المالية والنفسية والاجتماعية المتأتية عن الفشل المالي والنفسي (Robert Hisrish) |
03. |
عام 1994 |
المقاولاتية هي بناء عمل متميز من لا شيء |
04. |
عام 2000 |
المقاولاتية هي الاستحداث والسبق في إنشاء مؤسسة ناجحة |
من خلال التطور التاريخي للمقاولاتية نلاحظ ان المقاولاتية بدات من كونها مشاريع انتاجية كبيرة تعتمد كلها على الربح والخسارة وضرورة المخاطرة، لان تتطور لتصبح تعتمد على المبادرة وخلق القيمة واستغلال الفرصة واقتناصها.