لقد أظهرت الاستطلاعات بأن مالكي المؤسسات الصغيرة يعتقدون بأن العمل الشاق يحقق عائدات أفضل ومرضي أكثــر من العمــل لدى شخص آخــر.

أولا: الايجابيات الاقتصادية:

1-1. الايجابيات بالنسبة للمقاول:

 فقبل تقديم أي مشروع جديد على المقاول أن يهتم بالمنافع الاقتصادية التي تقدمها المقاولاتية له وهي:- (Zimmerer&Scarborough,2008:8)

- فرصة التفرد: المقاول يبدأ بالاعمال لأنه يرى في ذلك الاستقلالية والفرصة لتحقيق التميز في الإنتاج أو الخدمة وبهدف الحصول على الميزة التنافسية ولضمان النمو السريع والنوعية الجيدة .

- الفرصة لتحقيق أقصى الإمكانات : العديد من الأفراد يرون في بداية أعمالهم أنها لا تكون فيها تحديات أو صـعوبات ولكن المقاولين يرون عكس ذلك إذ يحتاج العمــل إلى الجد والمثابرة والتحدي (العمل بخطط مدروسة ) فالعمل بالنسبة للمقاول هو أداة تحقيق الذات والتعبير عنها وهو يدرك بان وجود حدود وحواجز النجاح هي الإبداع والرؤيا والحماس .

- فرصة لجني أرباح محترمة : رغم أن النقود هي ليست القوة الأساسية للمقاول فان الأرباح يمكن أن تكون عنصراً محفزاً في قراراتهم لتقديم مشاريع جديدة للسوق وأغلب المقاولون لم يصبحوا يوماً أغنياء جداً ولكنهم قد يحققون ثروات لا بأس  بها .

1-2. بالنسبة للاقتصاد الوطني:

تلعب المقاولاتية دوراً كبيراً في الاقتصاد الوطني كونها قادرة على أن ُتسهم وبشكل فعّال في إعادة تقويم وهيكلة الإنتاج في العديد من الدول النامية فهي ُتعد الأساس الذي تقوم عليه التنمية  الشاملة وعليه فلها العديد من الآثــار والمنــافع الاقتصادية التي يمكن توضيحها  كالآتي :

- زيادة متوسطة في دخل الفرد : تعمل المقاولاتية على زيادة متوسط الدخل الفردي إذ تكون المقاولاتية في العديد من المواقع مصحوبة بنمو وزيادة المخرجات وهذه تسمح بتشكيل الثروة للأفراد عن طريق زيادة عدد المشاركين في التنمية .

- الزيادة في جانبي العرض والطلب : إن تأمين رأس مال جديد يوسع جانب النمو في العرض, كما أن الانتفاع من المخرجات والطاقات الجديدة في المشروع تؤدي إلى نمو في جانب الطلب إذ تعمل على زيادة كلا من العرض والطلب .

- التجديـــد والابتكار : يعتمد التطــوير على الابتــكار, ليس فقط بتطــــوير منتج معين أو خدمة جديدة للأسواق, ولكن أيضاً الاهتمام بالاستثمار لتامين مشاريع جديدة, ومن هنا فأن المقاولاتية مصدر من مصادر التجديد .

- توجيه الأنشطة للمناطق التنموية المستهدفة : تستطيع الدولة أن تشجع الاتجاه نحو المقاولاتية في أعمال معينة مثل: الأعمال التكنولوجية, أو مناطق معينة عن طريق تشجيع المقاولين لإقامة مشاريعهم في تلك المناطق أو التخصصات .

- التكامل مع المؤسسات الكبيرة وترابط الإعمال التجارية : إن المقاولين هم الذين يعطون دم الحياة للاقتصاد الحديث وتبقى الحاجة ضرورية على مستوى ألاقتصاد القومي للان العمل الحديث ليس قائماً بذاته فصاحب العمل يشتري ويبيع من والى المشروعات الأخرى وهذا يؤكد فرصة المقاول لان يقدم شيئاً يحمل قيمة وبأسلوب فعال للمؤسسات الكبيرة مما يخفف كلفة الإنتاج .

- العمل على تطوير الاقتصاد: إن المشروعات المقاولاتية الصغيرة في الغالب هي الأصل في  تطور الاقتصــاد وهي النـواة التي ترفد الاقتصــاد القومي فيما بعد بالمشروعـــات الكبيرة العملاقة سواء بتطويرها أو رفدها بألا فكار التي تقدمها, فمشروعات اليوم الصغيرة هي مشروعات الغد الكبيرة  .

ثانيا: الإيجابيات الاجتماعية::

2-1. الايجابيات بالنسبة للمقاول:

اما المنافع الاجتماعية Social Benefits فتتمثل من خلال الآتي:

- الفرصة للمساهمة في عمل المجتمع : غالباً ما يكون المقاول من بين الناس المحترمين في المجتمع والأكثر ثقة, وإذ أن التعاملات التجارية تعتمد على الثقة المتبادلة فان الفرصة أمامه كبيرة لخدمة المجتمع من خلال المساهمة في تطوير الاقتصـاد وزيــادة النمو, كما أنهم يلعبون دوراً أساسياً في نظام العمل المحلي, وتأثير أعمالهم على وظائف الاقتصاد المحلي. إن مالكي المؤسسات الصغيرة من بين أكثر الناس احتراماً وثقة لدى المجتمعات ويتمتع مالكي هذه المؤسسات بثقة وتقدير من قبل الزبائن الذين قدموا لهم خدمات ممتازة لسنوات طويلة.

 - اكتساب الرضا عن النفس والمتعة : إن المقاولين وبسبب اختيارهم لأعمالهم يشعرون بالمتعة حيث أن أعمالهم هي جزء من أفكار ومشاعر طالما حلموا بتحقيقها, وهذا ينعكس على المجتمع الذي يعيش فيه المقاول. إن امتلاك المقاول للعمل يعطيه الاستقلالية والفرصة لتحقيق كل ما هو مهم له من حيث الطموح والتطلع لصنع مستقبل ناجح ضمن ما خطط له من أهداف.

 

 

2-2. الايجابيات بالنسبة للمجتمع ككل:

 إن للمقاولاتية منافــع اجتماعيـــــة كثيرة لها تأثير كبيـــر على المجتمع, فالمنتجات والخدمات الجديدة تجعل الحياة أسـهل للأفـراد وتحسـن من إنتاجيـة العمل وتحسـن في الصحـة والرفاهيــة وتولد منافـع اجتماعيــة عــدة وهي كآلاتي:

- المجال الصحي: للمقاولاتية دور مهم في دعم الابتكارات والاكتشافات الصحية ووضع الحلول اللازمة للمعالجة .

- المجال الخدماتي: ُتسهم المؤسسات المقاولاتية بإيجاد وتوفير الخدمات التي يحتاجها الفرد, و توسيعها وتطويرها بما يتلاءم مع المتطلبات الضرورية للمجتمع .

- مجال الرفاهية: فالاهتمام برفاهية المجتمع يتم من خلال توفير فرص العمل, وتحسين وتطوير المنتجات, ومواكبة التقدم التكنولوجي.

- مجال العدالة والتنمية الاجتماعية وتوزيع الثروة : إن المقاولين وفي مشروعاتهم المختلفة سواء كانت  صغيرة  أم متوسطة ( ومن خلال انتشارها جغرافياً  وعلى نطاق واسع ) قادرون على تهيئة تنمية إقليمية شاملة ومتكافئة ومتوازنة من خلال استغلال الموارد والإمكانيات المحلية المتاحة وهذا بدوره سوف يوزع مكاسب التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المناطق المختلفة, مما يجعلها ُتسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية بين تلك المناطق.

- مجال امتصاص البطالة وتامين فرص عمل جديدة : يلعب المقاولون في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دوراً مهماً في الاقتصاد الحديث بسبب المرونة والإبداع التي تتمتع بها, إذ لهم دور رئيساً في إيجاد فرص العمل, وامتصاص البطالة إذ تكلفة العمل فيها اقل من تكلفة العمل في المؤسسات الكبيرة وبالتالي تستوعب أعداد لا بأس بها من الأيدي العاملة.

- مجال المساهمة في تشغيل المرأة : تلعب المقاولاتية دوراً كبيراً في الاهتمام بالمرأة العاملة من خلال دورها الفاعل في مجال إدخال العديد من الأعمال التي تتناسب مع قدرات المرأة مثل العمل على الحاسوب ومشاغل الخياطة وغيرها .

يتضح لنا من خلال ما ذكر سابقا, أن الايجابيات والمنافع الاجتماعية التي تقدمها المؤسسات المقاولاتية تلعب دوراً مهماً في تحسن الوضع الصحي والاجتماعي و النفسي, وُتسهم في استقرار المجتمعات من خلال التوزيع العادل للثروة الاقتصادية ومعالجة البطالة وتعمل على نمو الاقتصاد الوطني .


Modifié le: lundi 15 février 2021, 09:49