عناصر الخبر الصحفي
- الغرابة: الغرابة تعني الخروج عن المألوف، وأن يقدم الخبر عكس ما اعتاد عليه الناس(إسماعيل إبراهيم: 1998، ص ص16-17)؛ فالغرابة من أهم عناصر التشويق الإخباري، فالخبر الغريب المدهش الذي لا يمكن حدوثه ولكن يحدث، يستحوذ على اهتمام الجمهور بشكل يستثير دهشته أو حتى حيرتهم(عبد الستار جواد: 2001، ص49)، فكلما كان الخبر يحتوي على بعض الطرائف استحسنه الجمهور، كذلك فإن الخبر الغريب والممنوع مرغوب عند الجماهير(مشعل سلطان عبد الجبار: 2012، ص82)
- القرب: فالخبر لا بد أن يكون قريبا من حيث المكان، فالجمهور يهتم بالأحداث التي تقع قريبا منه(محمد معوض: 1994، ص11)، فمن الطبيعي أن يهتم الجمهور بالأخبار التي تدور في بلده ومدينته بل حتى في حيهم، مما يستدعي من الصحافة الإخبارية أن تولي اهتمام لهذا لعنصر القرب(عبد الستار جواد: 2001، ص47)، وبالتالي فإن وسائل الإعلام تفضل عند الاختيار بين خبرين أن تنش ما يتناسب مع الاهتمامات الجغرافية لجمهورها(حسن نصر، سناء عبد الرحمان: 2009، ص76). والقرب قد يكون نفسيا، فما يحدث لأبنائنا في الخارج كالجاليات مثلا يكون قريبا إلى نفوسنا، ولذا يؤكد النشر او البث مهما بعدت المسافة(محمد معوض: 1994، ص11)
- الشهرة: وتعني ارتباط الخبر بالشخصيات البارزة في المجتمع، أو بالأماكن التي لها قيمة تاريخية، وتستند هذه القيمة على قاعدة صحفية مشهورة(عبد الفتاح عبد النبي: 1989، ص47)، فكلما ازدادت شهرة الشخص الذي يتناوله الخبر زادت أهمية الخبر وازدادت فرصة بثه أو نشره، فالأسماء الكبيرة تصنع الأخبار(فاروق أبو زيد: فن الخبر الصحفي، 1992، ص98)؛ فالجمهور بطبيعته يتشوق لمعرفة أخبار المشاهير سواء كانوا من السياسيين أو من الاقتصاديين أو الرياضيين، والأدباء والفنانين، والأشخاص الذين اكتبوا الشهرة بأعمالهم الطيبة أو السيئة يستقطبون الكثير من الاهتمام(حسن نصر، سناء عبد الرحمان: 2009، ص77)؛ ويرى الدكتور سليمان صالح في كتابه مقدمة في علم الصحافة أن هذه القيمة الإخبارية(الشهرة) لها أثارها الخطيرة؛ إذ أنه يتم النظر إلى الشعوب والمجتمعات من خلال زعمائها وقادتها دون إعطاء أي أهمية للجماهير، ويتم اختزال المجتمع أو الدولة كلها في شخص واحد(عبد الجواد سعيد ربيع: 2005، ص73)
- الأهمية: وتعني أن الخبر ينطوي على أهمية بالنسبة لجمهور الوسيلة، وهذه الأهمية قد تكون عامة بالنسبة للجمهور، أو خاصة بالنسبة لفئة معينة من المجتمع(حسن نصر، سناء عبد الرحمان: 2009، ص75). وعنصر الأهمية في الخبر هو ناتج عن اتحاد مجموعة من العناصر الأخرى، فاتحاد عنصر الشهرة، مع عنصر من الضخامة قد يؤدي إلى خلق عنصر جديد هو عنصر الأهمية(مشعل سلطان عبد الجبار: 2012، ص83)؛ إذن فعنصر، لأهمية قد يختزل داخل أكثر من عنصر من عناصر الخبر. ولكنه مع ذلك يملك قدرا كبيرا من التميز عن العناصر الأخرى؛ ولعل أبرز ما يميزه هو أنه يحمل في مضمونه معنى جادا، حيث انه لا مجال لوصف أي حدث طريف او غريب أنه هام(فاروق أبو زيد: 1992، فن الخبر الصحفي، ص101)
- التشويق: الخبر المشوق هو ذلك الخبر الذي يدفع القارئ لقراءة تفاصيله للوقوف على تطوره(مشعل سلطان عبد الجبار: 2012، ص84)؛ فالتشويق من عناصر الخبر الجيد، فهو يبتعد عن الموضوعات الجافة المجردة، وتقديمها بأسلوب جيد وممتع يدفع الجمهور لمتابعته والوقوف على كل تفاصيله وتطوراته(محمد معوض: 1994، ص12)؛ وهناك مستويان للخبر المشوق؛ الأول: أن يكون الخبر في حد ذاته مشوقا يجذب الجمهور إلى الإطلاع وقراءته حتى نهايته، أما المستوى الثاني: خبر مشوق في حد ذاته يدفع الجمهور في نفس الوقت لمتابعته في الأيام التالية للوقوف على تطوره وأبعاده المختلفة(فاروق أبو زيد: فن الخبر الصحفي، 1992، ص ص95-96)
-الإثارة: ويقصد بعنصر الإثارة في الخبر الإشارة إلى تلك الخاصية التي توجد في بعض الوقائع والأحداث، وتكسبها جاذبية شديدة إلى لفت انتباه الجمهور ومخاطبة بعض غرائزه الدفينة، وهو ما يحدث في بعض الحوادث التي تتعلق بالجرائم او الجنس أو الفضائح(فاروق أبو زيد: فن الخبر الصحفي، 1992، ص101)؛ إلا أن المبالغة في هذا العنصر شيء يجب أن تحرص المؤسسات الإعلامية التقليل منه قدر الإمكان حتى لا تتحول إلى مجرد نشرات صفراء تخاطب الغرائز(إسماعيل إبراهيم، 1998، ص18)؛ ويهدف التركيز على الأخبار اذات الطابع المثير والشاذ وغير المألوف إلى تحقيق أهداف تجارية عن طرق زيادة التوزيع، وكذا تحقيق أهداف أيديولوجية تتمثل في الإلهاء العام للجماهير عن مشاكلهم الحقيقية(عبد الجواد سعيد ربيع: 2005، ص75)
- الاهتمام الإنساني: يعرف الاهتمام الإنساني بأنه مجموعة العناصر التي تضفي على الموضوع أو لخبر بعدا عاطفيا وإنسانيا وأن يكون لها تأثيرها(عبد الستار جواد: 2001، ص50)؛ فالعنصر الإنساني في الخبر هو ذلك العنصر الذي يثير أو يحرك العواطف الإنسانية عند الجمهور سواء بالحب أو بالعطف(مشعل سلطان عبد الجبار: 2012، ص84)؛ فالإنسان عاطفي بطبعه يميل إلى الأشياء التي تخاطب المناطق الإنسانية فيه، سواء بالحب أو بالعطف أو الشفقة أو الكراهية، أو الخوف، ولذلك نجد أن الأخبار التي تدور حول العنصر الإنساني هي أكثر الأخبار تأثرا على عواطف الجمهور(إسماعيل إبراهيم، 1998، ص17)؛ فالاهتمامات الإنسانية كقيمة إخبارية تنبع من حقيقة أن الخبر ينبغي ان يكون عن الناس ومن أجلهم، وإن كان في كثير من الأحيان تكون لوسائل الإعلام القدرة على تحويل أحداث معينة لتثير هذه العواطف الإنسانية، في حين أن هناك أحداث أخرى يمكن أن تكون بذاتها مثيرة للعواطف لكنها لا تحظى بالتغطية الإعلامية الكافية(عبد الجواد سعيد ربيع: 2005، ص ص76-77).