الفرق بين الخبر الصحفي والخبر الإذاعي والخبر التلفزيوني
يكمن الفرق ين هذه الأنواع الثلاثة في أنّ لكل منهم خصائص تميزه عن الآخر فجميع المبادئ الخاصة بأخبار الراديو تكاد تنطبق على أخبار التلفزيون؛ فقد استمد التلفزيون كثير من قواعد عمل الراديو منذ البداية لأن العاملين في التلفزيون عند بدء انتشاره كانوا قد تلقوا تدريبهم في الراديو(سامي الشريف، وأيمن منصور ندا: 2004، ص98). وهناك تشابه وثيق بين الراديو والجريدة بحيث أن كاتب التعليق الإذاعي يسمى في أدبيات الإذاعة والتلفزيون كاتب الافتتاحية على الأثير ويعرف التلفزيون أحيانا جريدة الهواء المصورة؛ فكاتب الأخبار الإذاعية او التلفزيونية يستحسن أن يكون قد أتقن أصول كتابة وتحرير أخبار الجريدة لأن هذه الأصول تفرض حضورها في كل نشرة أخبار إذاعية وتلفزيونية، ورغم التشابه الكبير إلا أن هناك فروق أساسية بين الأسلوب الصحفي والأسلوب الإذاعي والتلفزيوني، ونذكر أهم هذه الفروق فيمايلي: (طارق الشاري: 2010، ص ص92-93 )
- في أخبار الإذاعة والتلفزيون يتم تجنب البنية المعكوسة، وتكون الجملة قصيرة وبسيطة، أي عدم استخدام الجمل المعقدة والكلمات النادرة
- في الخبر الإذاعي الكلمات كتبت لكي تقرأ ولذلك لا بد أن تكون سهلة النطق.
- إن ما يكتب للجريدة يخاطب القارئ وليس المستمع وهذا ما لا ينسجم تمام الانسجام مع فن الكتابة للأذن.
- يتميز الخبر الإذاعي بالإيجاز الشدبد عكس الخبر الصحفي يتميز بالتفصيل والإحاطة بزوايا الحدث(حسني نصر، وسناء عبد الرحمان: 2009، ص52).
- الصحف تملك فرصة نشر جميع أنواع الأخبار(داخلية وخارجية، بسيطة ومركبة، سياسية، اقتصادية، رياضية...، في حين أن الإذاعة والتلفزيون يذيعان أنواعا أقل من الأخبار، فهي لا تستطيع أن تجاري الصحف وخاصة الصحف اليومية في تقديم الأخبار بأنواعها المتعددة(فاروق أبو زيد: فن الخبر الصحفي، 1992، ص ص376-377)
- تتميز الأخبار الإذاعية والتلفزيونية بالفورية، إذ أنه في حالة ورود خبر مهم تستطيع الإذاعات ومحطات التلفزيون قطع برامجها وبث الخبر، بينما في الصحف تتحول الفورية إلى عنصر الجدّة الذي قد يطول زمنيا، فالخبر الإذاعي والتلفزيوني خبر فوري، أما الخبر الصحفي فهو خبر جديد. (حسني نصر، وسناء عبد الرحمان: 2009، ص52)وهناك فرق آخر بين هذه الأخبار كذلك من ناحية الجمهور، فالخبر الإذاعي والتلفزيوني لا يتطلب مستوى تعليمي عال للمستمع أو المشاهد حتى يستطيع فهمه، على عكس الخبر الصحفي(حسني نصر، وسناء عبد الرحمان: 2009، ص58)
وفي الأخير يمكن القول انه إذا كان هناك أي اختلاف بين أخبار الإذاعة والتلفزيون والأخبار الصحيفة، فإن هذا الاختلاف ليس اختلافا في مضمون الخبر؛ فالخبر هو حقيقة ما حدث، ولكن الاختلاف سيكون في أسلوب معالجة وتحرير الخبر، لأن هناك اختلافات جوهرية بين كتابة الأخبار الإذاعية والتلفزيونية، والأخبار المطبوعة، لأن الإنسان المستمع يختلف عن الإنسان القارئ.. وكتابة الأخبار الإذاعية، والتلفزيونية ليست عملية قراءة أخبار مطبوعة بصوت عال؛ فالصحف تتطلب تركيزا تاما من القارئ التي يجب أن يطلق لخياله العنان، أما التلفزيون فإنه ينقل الأخبار إلى المشاهد الذي لا يعمل خياله إلا قليلا.. أخبار الإذاعة، وأخبار التلفزيون لا يمكن أن تقدم كمية كبيرة من الحقائق، كما تفعل الصحف، وعلى الكاتب للأخبار الإذاعة والتلفزيونية أن يدرك هذه الحقيقية، لان المشاهد، أو المستمع لا يستطيع أن يستوعب جرعة كبيرة من التفاصيل ومن الحقائق.. إن محرر الأخبار في كل من الإذاعة، والتلفزيون يهدف إلى إحداث تأثير لدى المشاهدين، والمستمعين، إنه يجعلهم ينفعلون لحادث من الأحداث..أهم هدف يمكن أن تحققه أخبار الإذاعة، وأخبار التلفزيون، هو الانطباع(يوسف مرزوق: 2007، ص246).