كيفية توظيف الخلفية النظرية في البحث

وتقوم باختصار على توظيف ثلاث مسلمات وهي: الدراسة الاستطلاعية، الدراسات السابقة، والنظريات المعرفية الملائمة للموضوع المراد دراسته، وتأتي في مقدمة إشكالية الدراسة. فهي تستخدم إذن النظرية في البحث من أجل اقتراح إشكالية للدراسة، وطرح فرضيات من اجل مناقشتها، والتزويد بنماذج مفاهيمية من أجل تحديد الدراسة، والمساعدة في اختيار المتغيرات والبيانات المراد جمعها، كما تسهم النظرية في جعل نتائج البحث واضحة، وهكذا تتمكن النظرية الموظّفة في البحث من تنظيم النتائج الامبريقية وشرح الظاهرة، وتوضيح المتغيرات وعلاقتها ببعضها البعض.

فعلى الباحث في بداية الأمر وبعد اختياره لموضوع ما من أجل معالجته أن يكون على اطلاع عام بمختلف النظريات التي تطرقت لموضوع بحثه، وعليه أن يتجنب قدر المستطاع النظريات العامة الكبرى ويهتم أكثر بالنظريات الخاصة بموضوعه وتتضح هذه النظريات في عنوان الدراسة، لكن عليه أولا ان يكون ملمّا بميدان بحثه، فمثلا إذا اختار دراسة ظاهرة العنف دراسة أنثروبولوجية، عليه أن يكون ملما بميدان أنثروبولوجيا العنف والصراع التي تدرس العوامل المساهمة في حدوثهما وتداخلهما مع طيف واسع من الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية الحاضنة لهما، ثم عليه أن يستعين بالجهود التنظيرية التي ترتبط مباشرة ببحثه، ففي مجال العنف مثلا ظهرت حوله العديد من النظريات التي تناولته ومن بينها؛ نظرية هوبز Hobbe وترتبط بما يطلق عليه "حرب الجميع ضد الجميع (4)[1].