كيفية اختيار وضبط عنوان الدراسة و اعداد خطة بحث علمي
اعداد خطة بحث علمي
ان التخطيط لأي عمل من الاعمال هو الجسر الذي نعبر من خلاله للوصول الى اهدافنا، اذ يساعدنا ذلك على سرعة انجاز العمل بالكفاية المطلوبة، ويمنعنا من التخطيط والعشوائية ويحافظ على الوقت والجهد والمال وكذا ترتيب واختيار الطرق المناسبة لتحقيق الأهداف المنشودة، ومعرفة جوانب القوة والضعف في اعمالنا، ومن المسلم به انه مالم يتوفر للبحث العلمي عنوان ومشكلة بحثية واضحة ومحددة، اختيرت من مصادر مناسبة، ووضعت لها الخطة البحثية السليمة، فان كل عمل يقوم به الباحث سيكون مشكوكا في قيمته، ونظرا لصعوبة الحصول على نموذج واضح يستدل به في اعداد خطة الدراسة، فقد يعتري البحث العلمي او البحث المصغر الذي يجرى في الحصص التطبيقية خللا من ناحية ترتيب عناصر الخطة، فلابد ان يسبق كل بحث علمي خطة بحثية واضحة، يتم اعدادها وفق أسس علمية ومنهجية دقيقة

كيفية اختيار وضبط عنوان الدراسة
بالرغم من أن المجالات والموضوعات المختلفة مفعمة بمشاكل متعددة تتطلب البحث والاستقصاء، وبالرغم من أن الاكتشافات الجديدة التي تتم في كل يوم تفتح إمكانيات لا محدود لها بالنسبة لمزيد من الدراسات والبحوث، إلا أن اختيار موضوع او عنوان الدراسة المناسب للبحث العلمي، يعتبر أحد المهام الصعبة التي تواجه الباحث، وعلى وجه الخصوص طلبة السنة الثالثة ليسانس كونهم طلبة مبتدئين، كذلك نلمح نفس المشكل وبشكل كبير لدى طلبة الماستر بمعهد علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية، ذلك لأن الطالب يميل إلى اختيار المواضيع العريضة في نطاقها أو تلك التي تتعلق بجوانب أو أجزاء متفرقة من مشكلة معينة.
فاختيار عنوان البحث يجب أن يكون مهمة الباحث وأن يكون الموضوع متفق مع اهتماماته ورغباته واحساسه بالمشكلة، وأن يوافق عليه أستاذه المشرف في نهاية صياغته وتحديده، وذلك حتى يكون الموضوع ذا دلالة كافية يبرر إنفاق الوقت والجهد المبذولين.
هذا ويؤكد المشتغلون بالبحث العلمي أن اختيار موضوع او عنوان المذكرة وتحديده، ربما يكون أصعب من إيجاد الحلول له، كما أن هذا التحديد والاختيار سيترتب عليه أمور كثيرة منها : نوعية الدراسة التي يستطيع الباحث أن يقوم بها، طبيعة المنهج الذي يتبع، خطة البحث وأدواته، بالإضافة إلى نوعية البيانات التي ينبغي على الباحث أن يحصل عليها.
وعموما ينبغي على الباحث اثناء اختياره وضبطه لعنوان الدراسة الجيد، ان تتوفر فيه ثلاث صفات اساسية وهي كالاتي:
- الشمولية: يجب ان يشمل العنوان بكل عباراته وكلماته ومصطلحاته (المتغيرات) العامة والخاصة، المجال المحدد والموضوع الدقيق الذي يدرسه الطالب الباحث، اضافة الى تحديد المجال المؤسسي او الجغرافي الذي يخصه (المجال المكاني)، وكذلك زمن اجراء البحث ان تطلب الامر (المجال الزمني).
- الوضوح: ينبغي ان يكون عنوان الدراسة واضحا في مصطلحاته وعباراته: وان تختار الفاظه بلغة علمية بسيطة، وسهلة، بعيدة عن الخيال، وان لا يكون قصيرا مخلا ولا طويلا مملا.
- الدلالة: ونقصد بها ان يعطي عنوان المذكرة دلالات واضحة محددة للموضوع الذي يجرى بحثه، والابتعاد عن العموميات، أي ان يكون العنوان محددا للموضوع ودالا عليه دلالة واضحة ومحددة (1)[1].
تقويم عنوان البحث: على الباحث النظر الى دقة صياغة عنوان المذكرة من خلال عدد من الاستفسارات، والتي يمكن ايجازها في الاتي:
- هل من الضروري ان يكون الموضوع جديدا لم يتطرق إليه من قبل (2).[2]
- هل يغطي العنوان جوانب الموضوع والمشكلة، ويحددها تحديدا دقيقا؟
- هل العنوان واضح ووصفي، وموجز من جهة، وشامل وذو دلالة، بحيث يغطي كل جوانب الحدود الموضوعية والمكانية (الجغرافية، والمؤسسية) وكذلك الزمنية ان وجدت؟
- هل من الضروري ان يشتمل العنوان الرئيسي للمذكرة على عنوان ثانوي او فرعي مكمل وضروري (3)[3] ؟
- هل ترسم علامات الفهم او الغموض على القراء والمستمعين او المناقشين للعنوان عند سماعهم او قراءتهم له؟