أسباب اختيار الموضوع و المفاهيم الأساسية

أسباب اختيار الموضوع

يخضع اختيار الموضوع لجملة من الاعتبارات الذاتية والموضوعية تجعل الباحث يختار الموضوع الذي بإمكانه دراسته دراسة جادة، و من أهم هذه المعايير ما يلي :

1. المعايير الذاتية (الاسباب الذاتية):

*الرغبة الشخصية في دراسة موضوع البحث: إذ أن من أهم شروط نجاح البحث في بحثه رغبته فيه لأنه أعلم من غيره بميوله وبرغباته، ولهذا فإن لوائح الأبحاث المرغوب فيها من قبل المؤسسات ومراكز البحوث والجامعات يجب أن تنوع من محاورها بما يتفق مع الرغبة النفسية للباحثين.

* الاستعدادات والقدرات الذاتية: يمتلك الباحث قدرات ذاتية وميول نحو بعض المواضيع نظرا لأن له مهارات ومعرفة مسبقة بهذه المواضيع أو يرى بأنها جديرة بالبحث والدراسة، مما يجعل الاستعداد النفسي لمناقشتها من أجل إظهار تلك القدرات، وأهم هذه القدرات :

* القدرات العقلية التي تمكن الباحث من الفهم والتحليل والربط والمقارنة والاستنتاج في مراحل إعداد وتنفيذ البحث.

*الصفات الشخصية والأخلاقية مثل الرزانة وقوة الملاحظة والإبداع.

* القدرات المالية على الإنفاق على البحث (تكاليف دراسة ميدانية، تكاليف شراء مراجع، تكاليف زيارة مواقع الإنترنت. تكاليف النسخ والتصوير والطباعة...

* الاستعدادات العلمية واللغوية (اللغات الأجنبية)، والتمكن من تقنيات البحث وإتقان التمرن على الحاسوب وملحقاته.

* معيار التخصص العلمي: يختار الباحث موضوع بحثه في نطاق تخصصه العلمي بوجه عام أو في إحدى فروع تخصصه، فعامل تخصص الباحث العلمي معيار أساسي في اختيار الموضوع.

* معيار التخصص المهني: يختار الباحث موضوع بحثه في نطاق الوظيفة التي يمارسها لأسباب ذاتية من أجل تعميق معلوماته ومعارفه حول مهنته ،أو لكي يستغل نتائج بحثه في تحسين وتطوير مهنته، فالباحث في نطاق هيئات البحث العلمي يختار موضوع بحثه بما يتناسب ومركزه المهني كباحث، بالإضافة إلى ذلك فإن المهنة الممارسة تسمح للفرد من اكتساب معارف علمية ناتجة عن الممارسة والخبرة مما يسهل عليه اختيار بحثه في نطاق الوظيفة الممارسة.

* توفر الوقت الكافي لإعداد وتنفيذ البحث (15).[1]

2. المعايير الموضوعية (الاسباب الموضوعية):

 لقيمة العلمية لموضوع البحث: يتم اختيار الموضوعات ذات القيمة العلمية وفقا لمعايير موضوعية تنبثق عن طبيعة التخصص.

 أهداف سياسة البحث العلمي: تلتزم مؤسسات التكوين والبحث العلمي بتوجيه سياسة البحث العلمي التي تشرف عليها لتتجاوب مع أسس وأهداف هذه المؤسسات

 وفرة المصادر المراجع العلمية: يعتبر هذا المعيار من أهم المعايير لأن الباحث يعمد إلى مواضيع خيالية ليس لها واقع ملموس في المصادر والمراجع، حيث يظن ان وفرة المصادر

والمراجع للموضوع الذي اختاره، ولتجنب هذه الحالة يجب المداومة على المطالعة استشارة أهل الاختصاص ومتابعة الجديد من الإصدارات العلمية والمشاركة في المحاضرات والندوات.

 حصر موضوع البحث: كلما كان موضوع البحث ضيقا كان أكثر صلاحية، لأن الباحث يعالجه معالجة علمية دقيقة، عكس ما إذا كان موضوع البحث واسعا فإن الباحث سيعالجه معالجة سطحية لا تحقق الغرض من البحث.

 أن يكون الموضوع ملائم لبيئة البحث: سواء من الناحية السياسية أو الاجتماعية، والثقافية... بحيث لا تتضارب مع منظومة القيم السائدة في المجتمع (16).[2]

المفاهيم الأساسية

ان تحديد المفاهيم والمصطلحات من ضمن الشروط المنهجية الضرورية لأي بحث علمي، اذ تعد مفاتيح البحث، فمن خلالها يستطيع القارئ ان يفهم الموضوع المراد دراسته، فعلى الباحث ان يكون ذا قدرة وكفاءة على استخراج هذه المصطلحات بما فيها الصريحة والضمنية او ما يطلق عليها المصطلحات المستترة والتي لا تتضح جليا في العنوان انما تحتاج الى فهم واضح وتفكيك جيد لموضوع الدراسة، ويأتي هذا العنصر بعد تحديد اهداف وأسباب اختيار الموضوع، ومن هنا سنتعرف على كيفية تحديد مفاهيم ومصطلحات البحث العلمي، لمعرفة ذلك، وجب علينا توضيح بعض المفاهيم والتعريفات:

- المفهوم والمصطلح: عرف قاموس ويستر Webster المفهوم بأنه «لفظ عام يعبر عن مجموعة متجانسة من الأشياء، وهو عبارة عن تجريد للواقع بما يسمح لنا بأن نعبر عن هذا الواقع من خلاله». كما عرف المصطلح بأنه: الوسيلة الرمزية التي يستعين بها الإنسان للتعبير عن المعاني، والأفكار المختلفة بغية توصيلها لغيره من الناس.

إن المفهوم إذن تعبير عن أشياء متجانسة، دون أن يعني شيئا واحدا؛ فهو عبارة عن وصف تجريدي لوقائع ملحوظة، ولكنه لا يتحدث عن واقعة بعينها، مثلا عندما نقول نظام سياسي، فنحن هنا نقصد أي نظام سياسي دون تحديد، هل هُو نظام رئاسي أو نيابي، ملكي أو جمهوري، ديمقراطي أم ديكتاتوري، عادل أم ظالم؟ الخ...، فمفهوم نظام سياسي مع أنه متفق على معناه العام، إلا أن كل شخص يملك تصورا ذهنيا خاصا عن شكل هذا النظام السياسي، وعليه، فإنه اذا لم يحدد الباحث الذي يستعمل هذا المفهوم منذ البداية أيا من الأنظمة السياسية يعني، فإنه يخلق إرباكا عند القارئ يؤثر على عملية البحث بمجملها، أيضا إذا أراد باحث مثلا أن يبحث في موضوع (المثقفون والتحولات الاجتماعية في العالم العربي)، فعليه أن يحدد ماذا يقصد بـ «المثقفون»، هل المثقف هو من يعرف القراءة والكتابة؟ وهذا تفسير واسع لمفهوم (مثقف) لأنه قد يشمل 70% من عدد سكان بعض المجتمعات، أم أن المثقف هو من يحمل شهادة جامعية؟ أم أن المثقف هو من يشارك في إنتاج ثقافة المجتمع؟ ثم على الباحث أن يحدِّد ماذا يقصد بالتحولات الاجتماعية، هل يقصد التغيير الاجتماعي الإصلاحي ضمن قواعد الشرعية القائمة؟ أم يقصد الثورات العنيفة في المجتمع؟

- كيفية تحديد المفهوم : يتم عن طريق:

- ربط المفهوم بالتعريفات السابقة له :فكلما أمكن ربط المفهوم العلمي بالتعريفات السابقة له أصبح من اليسير الوصول إلى تحديد دقيق لهذا المفهوم. ويكون ذلك عن طريق:

- الرجوع إلى التعريفات السابقة والحالية للمفهوم.

- الوصول إلى المعنى المتفق عليه في أغلب التعريفات.

- تكوين تعريفاً مبدئياً يتضمن المعنى الذي تجمع عليه أغلب التعريفات.

- اخضاع التعريف للنقد على أوسع نطاق.

- إدخال تعديلات نهائية على التعريف على ضوء النقد الصحيح الذي تتلقاه.

- شروط المفهوم: وتتضمن: أن تتوفر فيه صفة الإيجاز، أن يعبر عن فكرة واحدة، أن تتوفر فيه صفة العمومية، أن يرتبط بالفكرة التي يعبر عنها.

- تحديد الخصائص البنائية والخصائص الوظيفية للمفهوم: وتضم:

ا- البنائية : توضح المادة خصائص الأشياء إلى المادة التي تتكون منها هذه الأشياء، وكذا التغيرات التي تطرأ على خصائص المواد.

ب- الوظيفية : تشير إلى الوظيفة أو مجموعة الوظائف التي تؤديها هذه الأشياء.

- فعلى الباحث ان يتمكن من تفكيك عنوان دراسته الى متغيرات، ومن تلك المتغيرات يستخرج المصطلحات الضمنية والصريحة ويعرفها بالمفهومين: اللغوي والاصطلاحي، وعليه الا يكتفي بتعريف واحد بل وجب عليه سرد مجموعة من التعاريف المتعلقة بالموضوع كي لا يخرج عن نطاقه، ثم يستنتج من خلال قراءته المفهوم او التعريف الاجرائي كي يتسنى للقارئ فهم موضوع الدراسة.