مقدمة و اشكالية بحث علمي

مقدمة البحث

لقد أصبح محتوى المقدّمة في البحوث المعاصرة واسعًا يشمل عناصر هامة وهي:

-بيان أو توضيح لموضوع البحث: أي انه على الباحث تبيان مفاهيمه؛ إذ إن لكل موضوع علمي مفاهيمه المتميزة، والخاصة بعملية الاتصال والبحث.

-بيان الحالة العلمية للبحث: بحيث تتناول تاريخ المشكلة، ومدة تطوّرها، والنقص الناجم عن عدم القيام بدراستها، وسبق أن درسها باحثون آخرون، والجوانب والأبعاد التي تتطلب اهتمامًا أكثر، بحيث تصبح نقطة البدء في البحث، وتمييز نقاط الضعف والقوة من حيث المنهج المتَّبع أو الإطار النظري بخاصة إذا أدى البحث إلى تعديل في هذا الإطار.

-بيان أسباب اختيار البحث او الموضوع واهميته: (توظيف الاسباب الذاتية والاسباب الموضوعية لاختيار موضوع البحث وكذا ابراز اهمية الموضوع)، وينبع ذلك من اهتمام الباحثين بالمشكلة المطروحة اهتمامًا شخصيًا، وعدم دراسة المشكلة سابقًا من قبل باحثين آخرين، وابراز الفائدة او الغاية او الاهمية العلمية التي يرجوها الباحث من إجراء بحثه في تقدم المعرفة حول المشكلة، والاستفادة من البحث نظريًا كان أم عمليًّا تطبيقيًّا، وفتح المجال أمام بحوث أخرى يمكن الاستفادة منها.

-الهدف والغرض من البحث: وهو شرط اساسي في تحرير مقدمة البحث العلمي، وذلك لحلّ المشكلة بشكل موضوعي، والتوصل إلى حلول لم يَتوصل إليها باحثون آخرون، والاستفادة من نتائج البحث من قِبل باحثين آخرين، أو في المجال الذي تَمُتُّ إليه المشكلة بِصِلة.

-تحديد المشكلة من خلال تحليل العنوان بصفة مختصرة وغير مفصلة، لان الباحث سيتطرق الى ذلك في اشكالية البحث العمي.

- بيان حدود المشكلة، أي: بيان جوانب المشكلة التي سيتناولها البحث، وبيان أبعادها ومجالاتها الثلاث.

- التعريف ببعض المصطلحات التي استعملها الباحث في دراسته بخاصة، إذا وُجدت معانٍ مختلفة لنفس المصطلح، حتى يتبيَّن للباحث المعنى الدقيق الذي يَقصده باستخدامه لها. ويُفضَّل عدم استخدام المصطلحات التي تحمل أكثر من معنًى.

- ذكر بعض الصعوبات التي لاقاها الباحث خلال قيامه بالمراحل السابقة، وسُبُل التغلب عليها، بخاصة شمولية البحث -إن كان شاملًا-، وعدم وجود دراسات موضوعية تساعد الباحث في البدء على بلورة مشكلة البحث وتحديد أبعادها ومجالاتها ممّا يحول دون وجود فرصة واسعة أمام الباحث بالرجوع إلى الأطُر النظرية والفروض التي تعتمدها مثل هذه الدراسات والمسلّمات التي تتبنَّاها والنتائج التي توضّحها، ويحول أيضًا دون تزويد الباحث بمصادر ومراجع أوَّلية.

كذلك عدم الاستفادة من نتائج الأبحاث والدراسات السابقة لبناء مسلَّمات البحث اعتمادًا على النتائج التي توصَّل إليها آخرون، واستكمال الجوانب التي وقفت عندها هذه الدراسات، ومن الصعوبات عدم التمكن من استخدام وسائل البحث العلمي للحصول على بيانات كافية، وكذلك ندرة البيانات الإحصائية أحيانًا أو تناثرها، وإذا كان موضوع البحث شاملًا، فإن المشكلة الرئيسة التي يجدها الباحث هو: التوفيق بين اتّساع الموضوع والحيِّز المتاح لإنجازه زمانًا وحجمًا (5).[1]

إشكالية البحث

تتطلّب صياغة الإشكاليّة من الباحث دراسةَ جميعِ جوانبِ المشكلة؛ حيث إنّ تحديدها ليس سهلاً، بالإضافة للتثبت من أهميّتها العلميّة لتكون جديرةً بالدراسة، كما يجب أن تُصاغ بشكلٍ تدريجيّ ابتداءً من العام إلى الخاصّ، والأخذ بآراء المتخصّصين في ذلك المجال، أما شروط صياغتها فهي كما يلي:

-التخلّي عن الأفكارِ التي ليست لها علاقة بموضوع البحثِ والتّركيز على أفكار المشكلة نفسها بأسلوب جيّد وواضح.

-استخدام لغة علميّة وليس لغة عاميّة.

-إبراز العلاقات القائمة بين المتغيرات وتعريفها والابتعاد عن التناقض في الآراء.

- تجنّب استخدام جملٍ اعتراضية قد تؤدّي إلى أن يفقدَ القارئُ الفكرةَ الأساسيةَ المطروحة.

- عدم إبراز الرّأي الشخصيّ وعدم استخدام ضمير المتكلّم (6).[2]

ويرى جبارة عطية جبارة أن هنالك ستة شروط علمية يجب أن تتوفر في إشكالية البحث الجيدة وهي كما يلي:

1-أن يكون الموضوع جديدا لم يتطرق إليه من قبل وأن تكون الإشكالية لم يوجد لها حل وبقيت مطروحة.

2-أن يكون الموضوع مرتبطا بحياة المجتمع ويملك قابلية للمعالجة.

3-أن تكون الإشكالية إضافة معرفية للتراكمية العلمية.

4-يجب أن يكون الموضوع أو الإشكالية واضحة.

5-أن تكون بيانات الدراسة متاحة، يستطيع الباحث الوصول أليها واختبارها.

6-وجود علاقة وثيقة بين الموضوع المختار وميول واهتمامات الباحث العلمية (7)[3].

اذن على الباحث ان يتمعن جيدا في كيفية طرحه لإشكالية الدراسة فهي عمادها ومنطلقها الاساسي.