المنهج المتبع

المنهج الوصفي ومرتكزاته

يحظى المنهج الوصفي بمكانة خاصة في مجال البحوث التربوية، إذ أن نسبة كبيرة من الدراسات التربوية المنشورة هي وصفية في طبيعتها، وان المنهج الوصفي يلائم العديد من المشكلات التربوية أكثر من غيره، فالدراسات التي تعنى بتقييم الاتجاهات، أو تسعى للوقوف على وجهات النظر، أو تهدف إلى جمع البيانات الديموغرافية عن الأفراد، أو ترمي إلى التعرف على ظروف العمل ووسائله، كلها أمور يحسن معالجتها من خلال المنهج الوصفي، فهو ليس سهلاً كما قد يبدو، فهو يتطلب أكثر من مجرد عملية وصف الوضع القائم للأشياء، إنه ككل مناهج البحث الأخرى يتطلب اختيار أدوات البحث المناسبة والتأكد من صلاحيتها، وكذلك الحرص في اختيار العينة والدقة في تحليل البيانات والخروج منها بالاستنتاجات المناسبة. ومع ذلك فإن للمنهج الوصفي عدداً من المشكلات الخاصة به دون سواه، فما هو إذا المنهج الوصفي؟ وماهي مرتكزاته الأساسية؟

تعريف المنهج الوصفي: هو وصف الباحث للظاهرة المراد دراستها أو جمع أوصاف ومعلومات دقيقة عنها، والمنهج الوصفي يعتمد على دراسة الواقع والظاهرة المدروسة وتصويرها كميا عن طريق جمع معلومات مقننة عن المشكلة وتصنيفها وتحليلها وا خضاعها للدراسة الدقيقة (17)[1]، ويتناول المنهج الوصفي الظاهرة النفسية(مثل القلق، الخوف، التسلط، الانطوائية، العدوانية...) أو الاجتماعية ( دراسة العادات التقاليد والقيم...) ويهدف إلى جمع أوصاف علمية كمية وكيفية عن الظاهرة المدروسة كما تحدث في وضعها الطبيعي، دون أن يتدخل فيها الباحث، من أجل توضيح العوامل المتسببة فيها، والنتائج المترتبة عليها، ويتم جمع البيانات المطلوبة من خلال عدة أدوات وأساليب (18).[2]

-أهداف المنهج الوصفي: له أهداف عدة نذكر منها:

 _ وصف ظواهر أو أحداث أو أشياء معينة

 جمع معلومات حقيقية ومفصلة لظاهرة موجودة فعلا في مجتمع معين.

 تحديد المشاكل الموجودة أو توضيح بعض الظواهر.

 إجراء مقارنة وتقييم لبعض الظواهر.

 تحديد ما يفعله الأفراد في مشكلة ما والاستفادة من آرائهم وخبراتهم، وفي وضع تصور وخطط مستقبلية واتخاذ قرارات مناسبة في مشاكل ذات طبيعة مشابهة.

 إيجاد العلاقة بين الظواهر المختلفة

 إن هدف تنظيم المعلومات وتصنيفها هو مساعدة الباحث على الوصول إلى استنتاجات وتصميمات تساعد في تطور الواقع الذي ندرسه فالأسلوب الوصفي لا يهدف إلى وصف الظواهر أو وصف الواقع كما هو، بل الى الوصول الى استنتاجات تساهم في فهم هذ الواقع وتطويره.

- خصائص الأسلوب الوصفي في البحث ومرتكزاته: يتميز الأسلوب الوصفي بعدد من الخصائص تتمثل فيما يلي:

 أنه يقدم معلومات وحقائق عن واقع الظاهرة الحالية يوضح العلاقة بين الظواهر المختلفة والعلاقة في الظاهرة نفسها.

 يساعد في التنبؤ بمستقبل الظاهرة نفسها.

 كما يرتكز المنهج الوصفي على وصف الظواهر أو الأحداث في وقت محدد، ومكان معين في حين يتناول المنهج التاريخي الظواهر او الاحداث خلال فترة تاريخية محددة.

- مرتكزات البحوث الوصفية: ويرى الباحثون أن البحوث الوصفية ترتكز على خمسة أسس رئيسة تتمثل فيما يلي:

1_أنه يمكن الاستعانة بمختلف الأدوات المستخدمة للحصول على البيانات بشكل دقيق وواضح كاستخدام الملاحظة والمقابلة والاستبانة وتحليل الوثائق والسجلات بصورة منفردة أو من خلال استخدام أدوات أخرى مرافقه (19).[3]

2_تهدف البحوث الوصفية أساساً إلى وصف وتحديد كمي لخصائص الظواهر موضوع البحث فإنه لا بد من أن يكون هناك اختلاف في مستوى عمل تلك الدراسات، بينما يسعى البعض منها إلى مجرد وصف الظاهرة وصفاً كمياً أو كيفياً دون دراسة الأسباب التي أدت إلى ظهور المشكلة أو الظاهرة موضوع البحث.

3_ تعتمد الدراسات الوصفية على اختيار عينات ممثلة للمجتمع الذي تؤخذ منه، وذلك توفيراً للجهد والوقت ولغيرها من تكاليف البحث.

4_ لا بد من اصطناع التجريد خلال البحوث الوصفية حتى يمكن تمييز سمات الظاهرة موضوع البحث وخصائصها، خاصة وأن الظواهر في مجال العلوم الاجتماعية تتسم بالتداخل والتعقيد الشديدين الأمر الذي لا يمكن الباحثين من مشاهدة كل تلك الظواهر في مختلف حالاتها على الطبيعة.

5_ ولما كان التعميم مطلباً ضرورياً للدراسات الوصفية حتى يمكن من خلاله استخلاص أحكام تصدق على مختلف الفئات المكونة للظاهرة موضوع البحث، فإنه لا بد من تصنيف الأشياء أو الوقائع أو الظواهر على أساس معيار محدد لان ذلك هو السبيل الوحيد إلى استخلاص الاقدم ومن ثم التعميم (20).[4]

المنهج التجريبي

هو محاولة الحكم على جميع المتغيرات والعوامل الأساسية باستثناء متغير واحد، حيث يقوم الباحث بتطويعه أو تغيره بهدف تحديد وقياس تأثيره في العملية.

- وانه استخدام التجربة في إثبات الفروض عن طريق التجريب.

وعرف ايضا على انه وسيلة منهجية للحصول على البيانات للوصول الى المعرفة بواسطة الرصد، او الملاحظة العلمية بشكل مباشر او غير مباشر (21).[5]

اذن، المنهج التجريبي هو محاولة لضبط كل العوامل الأساسية المؤثرة في تغيير المتغيرات الناتجة من التجربة ماعدا عاملاَ واحدا يتحكم فيه الباحث ويفيد على نحو معين بقصد تحديد وقياس تأثيره على المتغير او المتغيرات التابعة (22)[6].

3- بعض المصطلحات المتعلقة بالمنهج التجريبي: هناك مصطلحات عديدة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمنهج التجريبي، من ضمنها نذكر ما يلي:

- التجريب:وهو قدرة الباحث على توفير كافة الظروف التي من شأنها جعل ظاهرة معينة ممكنة الحدوث في الإطار الذي رسمه الباحث.

ـــــ التجربة: وهي القيام بفحوصات أو اختبارات أو عبارة عن ملاحظة تحت ظروف مسيطر عليها.و التجربة بمعناها العام:

- خبرة يكتسبها الإنسان عمليا و نظريا.

- عبارة عن ملاحظة الظاهرة بعد تعديلهما كثيرا أو قليلا عن طريق بعض الظروف التي يصطنعها الباحث.

4-المصطلحات المتعلقة بالعوامل المؤثرة: تتأثر كل ظاهرة بالعديد من العوامل المؤثرة وعلى سبيل المثال، حوادث السيارات تتأثر حوادث السيارات بعوامل مثل السرعة ومهارة السائق ونوعية الطرق وصلاحية السيارة والأحوال الجوية، وكل عامل من هذه العوامل يؤثر بدرجة معينة على الحوادث فلو أردنا معرفة أثر مهارة السائق فإن ذلك يتطلب أن نبعد أثر العوامل الأخرى.

- العوامل المؤثرة : هي جميع العوامل التي تؤثر على الموقف .

- العامل المستقل العامل أو المتغير التجريبي: هو العامل الذي نريد أن نقيس مدى تأثيره على الموقف.

- العامل التابع العامل أو المتغير الناتج : هو العامل الذي ينتج عن تأثير العامل المستقل .

- ضبط العوامل: إبعاد أثر جميع العوامل الأخرى عدا العامل التجريبي بحيث يتمكن الباحث من الربط بين العامل التجريبي وبين العامل التابع أو الناتج.

5-المصطلحات المتعلقة بمجموعة الدراسة:نجد:

- المجموعة التجريبية: هي المجموعة التي تتعرض للمتغير التجريبي (المستقل) لمعرفة تأثير هذا المتغير عليها.

- المجموعة الضابطة: وهي التي لا تتعرض للمتغير التجريبي، وتكون تحت ظروف عادية، وفائدة هذه المجموعة للباحث أن الفروق بين المجموعتين التجريبية والضابطة ناتجة عن المتغير التجريبي التي تعرضت له المجموعة التجريبية وهي أساس الحكم ومعرفة النتيجة (23).[7]

6- ضبط المتغيرات: يتأثر العامل التابع بعوامل متعددة غير العامل التجريبي ولذلك لا بد من ضبط هذه العوامل وإتاحة المجال للمتغير التجريبي وحده بالتأثير على المتغير التابع ، ويتأثر المتغير التابع بخصائص الأفراد الذي تجرى عليهم لتجربة لذا يفترض أن يجري الباحث تجربته على مجموعتين متكافئتين بحيث لا يكون هنالك أية فروق بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية إلا دخول المتغير التجريبي، كما أن المتغير التابع يتأثر بإجراءات التجربة لذا فمن المفروض أن يميل الباحث إلى ضبط هذه الإجراءات بحيث لا تؤدي إلى تأثير سلبي أو إيجابي على النتيجة ، كما أن المتغير التابع يتأثر بالظروف الخارجية مثل درجة الحرارة والتهوية والإضاءة ...الخ ولذلك لا بد من ضبط هذه المتغيرات بغية تحقيق الأهداف التالية :

‌أ- عزل المتغيرات: فالباحث أحياناً يقوم بدراسة أثر متغير ما على سلوك الإنسان، وهذا السلوك يتأثر أيضاً بمتغيرات وعوامل أخرى، وفي مثل هذه الحالة لا بد من عزل العوامل الأخرى وإبعادها عن التجربة

ب-. تثبيت المتغيرات: إن استخدام المجموعات المتكافئة يعني أن الباحث قام بتثبيت جميع التغيرات المؤثرة ، لأن المجموعة التجريبية تماثل المجموعة الضابطة وما يؤثر على إحدى المجموعتين يؤثر على الأخرى ، فإذا أضاف الباحث المتغير التجريبي فهذا يميز المجموعة التجريبية فقط.

‌ج-التحكم في مقدار المتغير التجريبي: يستخدم الباحث هذا الأسلوب من الضبط عن طريق تقديم كمية أو مقدار معين من المتغير التجريبي، ثم يزيد من هذا المقدار أو ينقص منه لمعرفة أثر الزيادة أو النقص على المتغير التابع (24)[8]

الفرق بين المنهج الوصفي و المنهج التجريبي