مفهوم علم الأنثروبولوجيا

خامسا- فروع الأنثروبولوجيا

1- الإثنولوجيا:

إن مصطلح الإثنولوجيا يماثل عبارة عموما الأنثروبولوجيا، استعمل خاصة ضمن المدرسة الفرنسية التي تفضل استعماله بدلا من مصطلح الأنثروبولوجيا التي تستعمله المدرسة الإنجليزية.هو العلم الذي يدرس الأجناس والسلالات البشرية في نشأتها وخصائصها المميزة ونموها وتطورها والعوامل التي خضعت لها في هذا التميز. ويهتم هذا العلم كذلك بدراسة الفروض والنظريات التي وضعت لتصنيف الشعوب على أساس الخصائص والمميزات السلالية والثقافية، وبيان مدى إمكان رد الإنسانية إلى جنس واحد أو أكثر، وما يثار من جدل حول الجنس الأمثل، والفروق العنصرية وأثرها في التنظيم السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وقد يقتصر هذا العلم على دراسة الشعوب والثقافات، وتاريخ حياة الجماعات دون النظر إلى مدى تطورها أو تقدمها. وقد عرفت الإثنولوجيا كذلك بأنها علم تصنيف الشعوب على أساس خصائصه ومميزاتها السلالية والثقافية، وتفسير توزعها في الماضي والحاضر نتيجة لاختلاطها وانتشار الثقافات، وتستفيد الإثنولوجيا عمليا من البيانات التي تزودها بها الإثنوغرافيا، ويقوم الباحث الإثنولوجي بعد ذلك بتصنيف الحضارات مجموعات أو أشكال على أساس مقاييس معينة، وبتحليلها واستخلاص المبادئ منها، ليعمد بعد تحديد موضوع دراسته إلى إقامة الفروض والنظريات التي تتعلق بطبيعة التصرفات الإنسانية، والنماذج الحضارية ووظائفها، ووضع الطرائق والوسائل لمعرفة صحتها، وعلى هذا فالإثنولوجيا تهتم بتحليل معطيات المجتمع المحلي في ضوء النظريات المختلفة، وبإقامة مقارنات بين المجتمعات والأنماط الحضارية، إذ يرمي الإثنولوجي إلى الوصول إلى قوانين عامة للعادات الإنسانية وظاهرة التغير الحضاري، وآثار الاتصال بين الحضارات المختلفة.- هو العلم الذي يهتم بدراسة الشعوب الانسانية واختلافاتها، ويعني علم دراسة الشعوب الانسانية.ويرى محمد حسن غامري أن مصطلح الاثنولوجي يتكون من شقين: Ethnos وتعني الشعوب وهي كلمة يونانية قديمة، وLogy ومعناها علم، فالمصطلح معناه علم دراسة الشعوب. وتعني الاثنولوجيا عند الباحثين دراسة الناس على أساس خصائصهم الثقافية والسلالية إلى جانب الاهتمام بتحركات الأفراد وانتشار وانتشار السمات الثقافية.5[1]

مفهوم الاثنولوجيامعلوماتمعلومات[2]

أ- منهج البحث في علم الإثنولوجيا:

ب- اهمية البحث الميداني والمشاركة في المجتمعات المدروسة:

*التفاعل المباشر: يسمح البحث الميداني بالتفاعل المباشر مع أفراد المجتمع المدروس، مما يساعد على فهم أفضل لسلوكهم وعاداتهم وقيمهم.* جمع البيانات الفعلية: من خلال البحث الميداني، يمكن جمع البيانات الفعلية والواقعية والتي تسهم في إثراء الدراسات وتوفير رؤى دقيقة حول الثقافات.*تجسيد التعاون والثقة: يساهم البحث الميداني في بناء علاقات تعاونية وثقة مع أفراد المجتمعات المدروسة، مما يسهم في تحقيق نجاح البحث والتفاهم الثقافي. من هنا يظهر أن منهج البحث في علم الإثنولوجيا يعتمد بشكل كبير على البحث الميداني والمشاركة المباشرة في المجتمعات المدروسة. هذه العناصر تسهم في تحقيق تفاهم أعمق للثقافات وتقديم أبحاث ذات جودة عالية في مجال الإثنولوجيا.

2- الإثنوغرافيا:

مصطلح الإثنوغرافيا مكون من ethno بمعنى جنس أو شعب، وgraphy بمعنى وصف، أي الإثنولوجيا تعني وصف لثقافات الشعوب والهدف الرئيسي للبحوث الإثنوغرافية هو دراسة المجتمعات البدائية ومع تطور الإثنوغرافيا في العقود الأخيرة أنها اتخذت مسارات عامية متعددة فلم تعد تقتصر على دراسة الثقافات البدائية وإنما تخطت ذلك إلى دراسة الثقافات في المجتمعات الحديثة المتطورة.كما تعني اللإثنوغرافيا الدراسة الوصفية لطريقة وأسلوب حياة لشعب من الشعوب أو مجتمع من المجتمعات، واصطلاحا الإثنوغرافيا في بريطانيا تعني البحوث الوصفية والتحليلية التي قام بها علماء الأنثروبولوجيا البريطانيون حول الشعوب والاقوام البدائية التي درسوها دراسة ميدانية وبالرغم من أن الإثنوغرافي يهتم بالدراسة الوصفية لمجتمعات بدائية والأنثروبولوجي الاجتماعي يهتم بالتحليل البنائي والتركيب للمجتمعات البدائية فإن هناك ارتباطا وتداخلا بين هذين العملين بخصوص الدراسات العلمية التي يقومان بها6[3].

وتعتبر الإثنوغرافيا حسب كلود لفي ستروس المرحلة الأولى من عمل الإثنولوجي التي تتمثل في جمع البيانات والمعطيات والمعلومات حول الظاهرة الغثنولوجية، ويعني هذا القيام عادة بتحقيق ميداني قوامه المعاينة المباشرة الأم الذي يطلق عليه الأنجلو اسم field work.7[4]

ونعد الإثنوغرافيا من أقدم فروع المعرفة في علم الأنثروبولوجيا عندما قام الأوروبيون بوصف القبائل والشعوب المحلية في أمريكا وإفريقيا وآسيا، حيث وصفوا أدواتهم وعاداتهم وتقاليدهم وكل ما يتصل بثقافاتهم المادية المختلفة وسرعان ما بنى الأنثروبولوجيين هذه المعلومات واستخدموها في دراساتهم لتطوير المجتمع البشري.

أ- أهمية الإثنوغرافيا

علم الإثنوغرافيا هو دراسة الثقافات والمجتمعات والتفاعلات الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية وهو أحد العلوم الاجتماعية الذي يهتم بدراسة التنوع الثقافي والاجتماعي والتواصل بين الثقافات والمجتمعات، وتترجم أهمية دراسة علم الإثنوغرافيا في النقاط التالية:- فهم الثقافات المختلفة: يساعد علم الاثنوغرافيا الأفراد في فهم ودراسة الثقافات المختلفة والتنوع الثقافي بين المجتمعات.- مساعدة في حل المشكلات الاجتماعية: يساعد الاثنوغرافيا في فهم المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تنشأ بين المجتمعات المختلفة وأيضا في ايجاد الحلول المناسبة لهذه المشاكل.- تطوير الثقافة العامة: يمكن لعلم الاثنوغرافيا أن يساعد في تطوير الثقافة العامة وتوسيع آفاق المعرفة والثقافة لدى الأفراد.- التواصل الثقافي: يساعد علم الاثنوغرافيا على تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمعات المختلفة، وتعزيز التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الثقافات.- زيادة فهمنا للعالم: علم الاثنوغرافيا يساعد في توسيع فهمنا للعالم وفي فهم الناس وأنماط حياتهم وتعلم الأشياء الجديدة والمهارات المختلفة.

ب- خصائص الأثنوغرافيا:

وتتميز الدراسة الاثنوغرافيا بمجموعة من الخصائص كدراسة الباحث الاثنوغرافي، على مستوى العينة، لحالة واحدة أو جماعة معينة، ضمن البيئة الطبيعية للسلوك الإنساني بغية فهم هذا السلوك بشكل علمي دقيق، وتقديم مجموعة من التفاصيل الدقيقة والعميقة حول هذا السلوك المرصود. ناهيك عن عدم وجود فرضيات مسبقة ينطلق منها ذلك الباحث. علامة على تمثل الملاحظة المباشرة في الاستكشاف والتنقيب. ويعني هذا أن الدراسة الاثنوغرافية غير موجهة بشكل مسبق، بل يستنتج معلوماته عبر العمل والبحث الحقلي الميداني.وتتمثل خصائص الاثنوغرافيا كشكل من أشكال البحث الاجتماعي هي:* طابع ظاهري ومقوي: وهو يتألف من تفسير الظواهر الاجتماعية من منظور المشاركين من تلك المجموعة من الناس، يتيح ذلك للباحث الحصول على رؤية لما تبدو عليه الحياة الاجتماعية من خلال الوصف والتفسير.* أنه كلي وطبيعي: يدرس الواقع العام للأحداث من وجهتي نظر أحدهما داخلي وكأنه عضو في جماعة، والآخر خارجي تفسير الباحث بشكل صحيح كشخص خارج المجتمع المذكور.* الطابع الاستقرائي: الخبرة والاستكشاف هما أداتان للتعرف على البيئة الاجتماعية بشكل مباشر من خلال ملاحظة المشاركين من هذه الاستراتيجية، يتم الحصول على المعلومات.

3-الأركيولوجيا:

أو علم الآثار وهي الدراسة الاثنولوجية والاثنوغرافية لحضارات شعوب بائدة من الآثار التي يجدها العلماء في الحفريات. وهو علم يختص بدراسة البقايا المادية التي خلفها الانسان ويبدأ تاريخ علم الآثار ببداية صنع الانسان لأدواته( القواطع- الأدوات القاطعة)، وهو دراسة علمية لمخلفات الحضارة الانسانية الماضية. وتدرس فيه حياة الشعوب القديمة، وتشمل تلك المخلفات أشياء مثل: المباني والقطع الفنية، والأدوات والفخار والعظام، وقد تكون بعض الاكتشافات مثيرة، مثل قبر فيه حلي ذهبية، أو بقايا معبد فخم. إلا أن اكتشاف قليل من الأدوات أو بذور من الحبوب المتفحمة، ربما يكشف بشكل أفضل عن جوانب كثيرة من حياة الشعوب. وتوثيق أنواع الأكل المستخدمة قديما، ما يكشف أوجه الشبه بين بين حياة أولئك القوم وحياتنا الحالية، وما يكتشفه عالم الآثار، بدءا من الصروح الكبيرة وانتهاء بالحبوب، يسهم في رسم سورة عن معالم الحياة في المجتمعات القديمة، إن البحث الأثري هو السبيل الوحيد لكشف حياة المجتمعات التي وجدت قبل اختراع الكتابة منذ خمسة آلاف عام تقريبا.

أ-أهمية الأركيولوجيا:

- تحقيق الضبط المطلوب لنظريات التطور الثقافي.- إعطاء المادة اللازمة لاختبار القروض المتعلقة بالبيئة والتطور وهي موضوعات تشكل جانب هام من اهتمامات الأنثروبولوجيا.-كما أن البحث الأركيولوجي يساعد على التوصل إلى الحقائق، وهو بخلاف الدراسات الأثرية وجمع التحف .

ب- أهداف الأركيولوجيا:

ترتكز على ثلاث أهداف رئيسية للبحث الأركيولوجي:* تأويل أو بناء تاريخ الوقائع المتسلسلة الزمنية.* إعادة بناء أساليب الحياة البدائية.* البحث في العمليات الثقافية. 8[5]

  1. 5

    بن صافي سميرة: محاضرة بعنوان: مفهوم الأنثروبولوجيا مبادئها وأهدافها، سنة أولى علوم اجتماعية، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية، جامعة قاصدي مرباح ، ورقلة.

  2. زعيتر لمياء

  3. 6

    يوسف مختار الأمين: الأثنوركيولوجيا الدراسة الأثرية، دار القوافل، الرياض –السعودية، ، 2008،ص.20.

  4. 7

    جاك لومبار : مدخل إلى الاثنولوجيا : ترجمة حسن قبيسي، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى، الدار البيضاء-المغرب، 1997، ص.12.

  5. 8

    د/ نادية أحمد محمد: قسم أنثروبولوجيا البحث الأركيولوجي، دار المعرفة الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، جامعة الاسكندرية-مصر، 2016، ص.90.

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبعتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)