ثانيا-أهداف دراسة الأنثروبولولجيا
استنادا إلى مفهوم الأنثروبولوجيا وطبيعتها، فإن دراستها تحقق مجموعة من الأهداف، يمكن حصرها في الأمور التالية:- وصف مظاهر الحياة البشرية والحضارية وصفا دقيقا ، وذلك عن طريق معايشة الباحث المجموعة أو الجماعة المدروسة، وتسجيل كل ما يقوم به أفرادها من سلوكيات في تعاملهم في الحياة اليومية.- تصنيف مظاهر الحياة البشرية والحضارية بعد دراستها دراسة واقعية وذلك للوصول إلى أنماط إنسانية عامة، في سياق الترتيب التطوري الحضاري العام للإنسان: بدائي- زراعي-صناعي- معرفي- تكنولوجي. - تحديد أصول التغير الذي يحدث للإنسان، وأسباب هذا التغير وعملياته بدقة علمية.. وذلك بالرجوع إلى التراث الإنساني وربطه بالحاضر من خلال المقارنة، وإيجاد عناصر التغيير المختلفة.- استنتاج المؤشرات والتوقعات لاتجاه التغيير المحتمل، في الظواهر الإنسانية الحضارية التي تتمم دراستها، وبالتصور بالتالي لإمكانية التنبؤ بمستقبل الجماعة البشرية التي أجريت عليها الدراسة. ومن هنا كانت أهمية الدراسات الأنثروبولوجية في تحديد صفات الكائنات البشرية، وإيجاد القواسم المشتركة فيما بينها، بعيدا عن التعصب والأحكام المسبقة التي لا تستند إلى أية أصول علمية.وإذا كان علم الأنثروبولوجيا بدراساته المختلفة، قد استطاع أن ينجح في إثبات الكثير من الظواهر الخاصة بنشأة الإنسان وطبيعته، ومراحل تطوره الثقافي الحضاري، فإن أهم ما أثبته هو، أن الشعوب البشرية بأجناسها المتعددة تتشابه إلى حد التطابق في طبيعتها الأساسية، ولا سيما في النواحي العضوية والحيوية3[1].