رابعا: علاقة الأنثروبولوجيا بعلم الاجتماع
1- مفهوم علم الاجتماع:
علم الاجتماع هو دراسة المجتمع الإنساني أو التفاعلات أو السلوكات أو العلاقات الاجتماعية، وعرفه "غيدنز" أنه المدرسة العلمية للمجتمع وعرفه "إدوارد روس" أنه علم المجتمع8[1].
وهو أيضا ذلك العلم الذي العلم الذي يحس يبحث فيما يعرفه كل إنسان بحيث بعد صياغته وقراءته لا يفهم أي إنسان صحيح هو الأمر بأن كتابات المختصين بعلم الاجتماع معقدة ولكن المعرفة التي يحتويها علم الاجتماع هي تلك المعرفة التي يجمعها باحثو هذا العلم من الناس أنفسهم ثم ينظرون حول هذه المعرفة ويستخدمون نظريات كثيرة لتفسير الظواهر الاجتماعية والمعرفة المتعلقة بها.ويعرف بأنه العلم الذي يهتم بدراسة المجتمعات الراقية والمعقدة التي تمتاز بارتفاع مستواها المعاشي وتعقد حياتها الاجتماعية وزيادة مشكلاتها الحضارية والإنسانية وبالرغم من تكامل مؤسساتها الاجتماعية فقد يصعب على العالم الاجتماعي مشاهدة تراكيب ووظائف هذه المؤسسات نظرا لتعقد أحكامها وقوانينها وتأثرها بالعادات والتقاليد والسوابق الاجتماعية التي حولتها إلى مؤسسات لا يمكن دراستها ووصفها وتحليلها بسهولة.
2- الأنثروبولوجيا وعلاقتها بعلم الاجتماع
تعرف الأنثروبولوجيا على أنها دراسة شاملة للبشر من منظور واسع جدا ومقارن، وتشمل الحقول الفرعية لعلم الآثار والأنثروبولوجيا الثقافية واللغوية، أما علم الاجتماع فهو دراسة الحياة الاجتماعية وعواقب السلوك البشري، وتبعا لتعبير " سي رايتميلز" فإن علم الاجتماع يبحث عن القضايا التي تكمن وراء المشاكل الخاصة وكلاهما مجالان متميزان للدراسة.تعد العلاقة بين علم الاجتماع والأنثروبولوجيا وثيقة جدا لاسيما في النطاق الاجتماعي، ومجالات الاهتمام والنظريات والمنهجية والممارسة، وفيما يأتي ذكر لإبراز مظاهر هذه العلاقة.
مجال الدراسة والبحث:
توضح النقاط التالية العلاقة بين الّأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع في مجال الدراسة والبحث:- تتقارب الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع في مجال بحثهما الدافعة، وهذا يرجع إلى حقيقة أن علم الاجتماع والأنثروبولوجيا الاجتماعية يدرسان المجتمع البشري ويتشاركان إلى حد كبير مشاكلهما واهتماماتهما النظرية.- ساعدت الأنثروبولوجيا علم الاجتماع من خلال دحض أفكار العنصرية، فقد أثبتت اكتشافات الأنثروبولوجيا أنه لا يوجد عرق في الوقت الحاضر يمكن أن يدعي النقاء أو التفوق على الأجناس الأخرى.
فهم جديد للموضوعات الاجتماعية
- إذ يمكن فهم الموضوعات الاجتماعية مثل: أصل الأسرة وبداية الزواج وما إلى ذلك بشكل أفضل في ضوء المعرفة الأنثروبولوجية.- استعار علم الاجتماع العديد من المفاهيم مثل: المجال الثقافي والسمات الثقافية والسمات المترابطة، إلى ما ذلك من الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية.- تعد معرفة الأنثروبولوجيا الجسدية، وكذلك الاجتماعية والثقافية ضرورية لعلم الاجتماع.- يمكن اكتساب فهم المجتمع من خلال مقارنة الثقافات المختلفة، وخاصة الحديثة بالبدائية.- يتضمن علم الاجتماع والأنثروبولوجيا الدراسة المنهجية للحياة الاجتماعية والثقافية من أجل فهم أساب وعواقب الفعل البشري.- يدرس علم الاجتماع والأنثروبولوجيا هيكل وعمليات الثقافات التقليدية والاجتماعية الصناعية الحديثة في كل مكان من الثقافات الغربية وغير الغربية.- يجمع علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بين المنظورين العلمي والإنساني في دراسة المجتمع.- يدرس علم الاجتماع وعلماء الأنثروبولوجيا عدة مجالات مثل: الثقافة والتنشئة الاجتماعية والانحراف، وعدم المساواة، والبحث، والمرض وأنماط الاسرة والتغير الاجتماعي والعلاقات العرقية.
* الفائدة المتبادلة بين البحور عبر البحوث الاجتماعية
قدمت الأنثروبولوجيا مساهمات بارزة في دراسة الإنسان، مما أثرى الاجتماع على وجه الخصوص وقد استفاد علم الاجتماع بشكل كبير من الدراسات الأنثروبولوجية التي أثبتت أنها ذات قيمة في علم الاجتماع، وذلك كما يأتي:- أثر علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بشكل كبير على بعضهما البعض فعلى سبيل المثال، أثرت إيدولوجية عالم الاجتماع دوركايم بشكل كبير على عقائد علماء الأنثروبولوجيا مثل مالبينوفسكي وارد كليف براون.- أفادت البحوث الأنثروبولوجية علم الاجتماع بشكل كبير فقد القت اكتشافات الفروع المختلفة الأنثروبولوجيا ضوءا جديدا على مبادئ علم الاجتماع.- ساعدت الأنثروبولوجيا علم الاجتماع من خلال الفروع المختلفة الأنثروبولوجيا ضوءا جديدا على مبادئ علم الاجتماع.