مقدمة

ظهر مفهوم المحاسبة الإدارية نتيجة التطور الكبير في علم الإدارة ونظريات القرارات، ومعنى المحاسبة الإدارية هو الإدارة من خلال المحاسبة، وبذلك يمكن القول بأن المحاسبة الإدارية هي تطبيق للأساليب الفنية والمفاهيم العلمية في تسجيل وتبويب وعرض البيانات لمساعدة الإدارة في وضع الخطط ومراقبة التنفيذ ثم اتخاذ القرارات اللازمة وهنا يتحدد نطاق المحاسبة الإدارية الذى يشمل )الموازنات التخطيطية، التكاليف المعيارية، التحليل الحدي ونقطة التعادل، التحليل المالي للبيانات المالية، التحليل الإحصائي للبيانات( وجميع هذه المجالات تعتمد وبشكل كبير على البيانات التحليلية التي تقدمها محاسبة التسيير لذلك ليس هناك حد فاصل بين محاسبة التسيير والمحاسبة الإدارية بل إن المحاسبة الإدارية 1 هي امتداد للمحاسبة التحليلية إذا كان هناك خط وهمى فاصل بين المحاسبة المالية وباقي فروع المعرفة المحاسبية يمكن تخيله، فإن الفواصل بين محاسبة التسيير والمحاسبة الإدارية هي في الحقيقة أدوات تلاحم وتكامل وتوافق تجعل من الصعب (إن لم يكن من المستحيل) الفصل بينهما1.

إن مخرجات محاسبة التسيير هي جزء من مدخلات المحاسبة الإدارية المتمثلة في المعلومات التي تقدمها محاسبة التسيير والتي تساعدها في اتخاذ مجموعة من القرارات الإدارية، قرارات التسعير، تحديد مستويات الإنتاج أو البدء بمنتج جديد وإلغاء منتج قديم2.

نتيجة لما سبق يمكن القول بأن نطاق اهتمام كل من محاسبة التسيير والمحاسبة الإدارية هو بالضرورة مرتبط ومتداخل، ومن ثم فهما يعاملن على تحقيق أهدافهما بتكامل وتوافق وانسجام وليس بتنازع أو تعارض3.