تعريف النظرية الفينومينولوجية (الظاهراتيية)
أول من اصطنع مصطلح الفينومينولوجية أدموند هوسلر ثم شاع استعماله عند أتباعه أمثال جاسبروهيدجر وماكس شيلر، وكان هذا الاخير الممثل الحقيقي لهذا التيار الذي يؤكد على الوصف الدقيق لمعطيات الواقع في في تجاربنا المباشرة،لمعرفة مكونات الظاهرة دون الالتفات الى جوانبها السطحية(معن خليل عمر،2005،243)
كما كان هوسلر أول من طرح تعريفا الفينومينولوجية بأنها «محاولة لدراسة الأشياء» التي يمكن التعرف عليها بواسطة حواسنا،وهذا يعتبر عنصرا أساسيا لفهم الفينومينولوجيةphenomenology (الظاهرة) فهي تعني أنه لا يمكن التعرف على الأشياء أكثر مما لدى الأفراد من خبرات حصلوا عليها مباشرة من حواسهم. (عبد الله محمد عبد الرحمن،2006،ص207)
قصد هوسلر بالظاهرية محاولة لوصف الأساس النهائي ultimate للتجربة الإنسانية، عن طريق محاولة النظر إلى ما وراء المرئي في التجارب اليومية، لوصف حيثيات هذه التجارب.
كما رأى أن تجارب الفرد هي التي تحدد قدراته في تحديد أصل ومنبع الظاهرة المعاشة، وتحديد أصل أو الطبيعة الأولية للظاهرة هي الأساس لكل التجارب، لأنه من خلالها يمكن فهمها والوعي بها، ومن ثم يجب التوقيف أو التعليق epaoche . وهو أن يحرر الباحث أو الاجتماعي نفسه من جميع المواقف المسبقة وتحييد نفسه خارج أفكاره المعتادة عن العالم.
وفي رأيه هذه الوسيلة الوحيدة التي تمكن الباحث في اختيار منبع الوعي ومصدر التجارب في الماضي والحاضر والمتوقعة مستقبلا، والتي تحكم وجود الإنسان ومعرفته. (فادية عمر الجولاني،2009،ص13-14)
كما تركز الظاهراتية على مفهومها الأكبر " التخلل الذاتي " أو الذوات المتداخلة التي تعني إجابات على التساؤلات الآتية:
كيف تعرف افكار الاخرين؟
كيف نعرف أنفسنا؟
كيف يتم تبادل رؤانا وإدراكاتنا مع الآخرين؟
كيف يحصل التفاهم المشترك بين المتفاعلين؟
كيف يتصل الفواعل فيما بينهم؟ (معن خليل عمر،2005،ص246)
وقد تعددت المصادر المعرفية للظاهراتية الاجتماعية، و خاصة كما تجلت في كتابات ألفرد شوتز حيث شملت الفلسفة الظاهراتية خاصة عند هوسرل، وما جاء به فيبر عن الفعل الاجتماعي، وعملية الفهم التي تقوم على استنباط المعنى وتأويله، ثم ما جاء به منهايم خاصة في مجال علم اجتماع المعرفة. (ابراهيم عيسى عثمان،2008،ص239-240)
إن تطور الظاهراتية في الفلسفة يمثل تحد لكل الفرضيات الأساسية في الطبيعة التجريبية للعلم، فالظاهراتية تطرح تساؤلات جادة ونوعية حول الوجود التجريبي لعلم الاجتماع، وهي بذلك تتحدى المعنى المتضمن في معرفه علم الاجتماع التقليدي، إذ أن بعض الاجتماعيين يميل للاعتقاد بأن الظاهراتية الحديثة تمثل النقيض للوضعية المحدثة في علم الاجتماع.
(فادية عمر الجولاني،2009،ص11)