تقييم النظرية الفينومينولوجية

لم تخرج الفينومينولوجية في تصورها للظواهر الاجتماعية عن نطاق النظريات السوسيولوجيةالكبرى، لاسيما البنائية الوظيفية مثل تركيز كل منهما على القيم والأفكار والمعرفة والمعايير باعتبارها أهم اللبنات الأساسية في تشكيل طبيعة النظام الاجتماعي، هذا ما ظهر في تفسير كل من برجر و ليكمان خاصة في تصوراتهما حول التشكيل الاجتماعي للواقع.

 جاءت تصورات أنصار الفينومينولوجية مرتبطة كليا بسوسيولوجيا المعرفة، ومن ثم فهي قد لا ترقى لمستوى النظرية بمفهومها العام ولم تقدم على الاقل منظورا متميزا لدراسة المجتمع أو النظام الاجتماعي.

 جاءت كثير من تصورات ومفاهيم النظرية مبهمة غامضة مما دل على ضعف توضيحها للمفاهيم التي استخدمتها، مثل مفهوم الحياة اليومية أو عالم الحياة والعلاقة بينهما.

 لم يبين أنصار النظرية كيفية تنظيم المعرفة أو الحصول عليها في العالم المتغير السريع الحالي، إلا عن طريق العقل والإدراك، دون الاستفادة من نتائج العلوم الطبيعية الأخرى ونظرياتها ومناهجها، فقط سعت الفينومينولوجية إلى إحياء مناهج الفلسفة العقيمة التي تم هجرها لقرون طويلة بسبب ظهور المناهج العلمية الوضعية التي انتقدتها الفينومولوجية بشدة.

 جاءت تحليلات النظرية مرتبطة بتصورات علماء الاجتماع التقليديين خاصة فيبر ودوكايم وماركس وسيمل، دون الأخذ بمحصلة الانتقادات التي وجهت لهم وبهذا تضاعفت محصله الانتقادات الموجهة للفينومينولوجية. (عبد الله محمد عبد الرحمن،2006ص238)