الافتراضات الأساسية للفينومينولوجية

- هوسرل وأزمة المعرفة العلمية:

يعتبر ادموند هوسرل( 1859- 1938) المؤسس التاريخي للاتجاه الفينومينولوجي الفلسفي، كما أنه الأول من حاول إعطاء تعريف له، هذا الفكر الذي ظهر في ألمانيا خلال العقود الأخيرة من القرن 19 واوائل القرن 20 كرد فعل للظروف الاقتصادية و التاريخية و السياسية و الاجتماعية ما قبل ظهور النازية إبان حكم هتلر، حيث حاول أن يعيد المجد القديم للفلسفة واعتبارها أم العلوم الحديثة، وانتقد النظريات الوضعية التي تخضع الظاهرة الاجتماعية للدراسة الامبريقية التجريبية ونادى بضرورة تبني المبادئ التي تؤمن بأهمية العقل والوعي في تفسير الظاهرة.

كما امتزجت افكاره بالعديد من الآراء السيكولوجية من علماء النفس الذين اكتسبوا شهرة متميزة خلال معاصرته لهم.

- أسس الفينومينولوجية عند هوسرل:

- الظاهرة الاجتماعية والسيكولوجية: وضع هوسرل تصوراته على أساس مهاجمته للنزعات الوضعية والسيكولوجية التي سيطرت أفكارها على الفكر الأوروبي آنذاك حيث بالرغم من أن حياته بدأت بالرياضيات والفيزياء إلا أنه سرعان ما تأثر بتحليلات علم النفس وعلمائه، ولقد طرح في كتابه الأساسي فلسفة الرياضيات ضرورة تحليل الأفكار على أساس سيكولوجي خالص، واعتبر أن علم النفس الميداني قادر على إعطاء الكثير من المعارف الرياضية.

كما رأى أن تبني المذهب الوضعي يؤدي إلى عدم فهم الظواهر السيكولوجية و الاجتماعية.

- المعرفة وعلم الحياة: جاءت محاولات هوسرل لوضع المنهج الظاهراتي لفهم عالم الحياة والبحث عن الحقيقة والمعرفة الموجودة فيه، هذا العالم الذي يشير إلى وعي الإنسان بالعالم الذي يقوم على منهج التأمل والاستقراء و الدراسة بصورة عقلية واقعية لتفسير طبيعة العالم، الذي لا يمكن إدراكه إلا عن طريق الوعي من خلال الإدراك الحدسي، من خلال أنشطة الحياة اليومية، التي تعتبر المصدر الأساسي للمعرفة العلمية ككل، حيث أكد هوسرل على ضرورة إعادة الصلة بين المعرفة العلمية وهذا المصدر وهو خبرة الحياة اليومية أو ما اسماه بعالم الحياة. (عبد الله محمد عبد الرحمن، 2006، ص212- 218)