مفهوم التسويق ومراحل تطور الفكر التسويقي

مفهوم التسويق ومراحل تطور الفكر التسويقي

مراحل تطور الفكر التسويقي

مر التسويق منذ ظهوره و إلى يومنا هذا بالعديد من المراحل التي عكست الفلسفة الأساسية التي كانت تحكم نظرة المسييرين للسوق، وكذا الطريقة التي يتم بها إدارة النشاط التسويقي بالمؤسسات.

لقد قدم KING.R خلال فترة الستينات دراسة تحليلية حول التطور الذي عرف المفهوم التسويق كفلسفة أعمال، حيث أقر بأنه يمكن تمييز ثلاث مراحل أساسة في توجه الفكر الفلسفي لمؤسسات الأعمال

مرحلة التوجه نحو الإنتاج أو بالإنتاج( فلسفة أو مفهوم الإنتاج)

متدت هذه المرحلة  من 1900 إلى 1930 حيث يعتبر من أقدم المفاهيم التي سيطرت على تفكير المسييرين، ولقد ساد هذا المفهوم في الدول المتقدمة خلال القرن 19 وامتد حتى الربع الأول من القرن 20 .

ففي عصر الثورة الصناعية إتجهت النوايا إلى مضاعفة الإنتاج، حيث كان الطلب عليه متزايدًا إثر تحول عدد كبير من الأفراد إلى العمل بالمصانع و هجرتهم للأرياف؛ طبقًا لهذا المفهوم فإن الإهتمام الأساسي لإدارة المؤسسة يتمثل في تحقيق الكفاءة الإنتاجية العالية والتغطية الواسعة للسوق

مرحلة التوجه نحو البيع (فلسفة أو مفهوم البيع)

ساد هذا المفهوم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ منتصف العشرينيات أي من 1930 إلى 1950 وهو من أكثر التوجهات المسيطرة على إدارة المؤسسات يقوم هذا المفهوم على أساس اعتبار أن المستهلك لا يشتري تلقائيًا السلعة أو الخدمة المقدمة وإنما و جب حثه على القيام بذلك من خلال بذل مجهود بيعي و ترويجي قوي لإقناعه بالشراء .

كما أن إدارة المؤسسة تهدف إلى بيع أكبر قدر ممكن لأكبر عدد ممكن من الزبائن دون التركيز على الأهمية الفعلية للمنتوج بالنسبة إليهم أو محاولة كسب ثقتهم

مرحلة التوجه بالتسويق

عتبر هذا المفهوم فكرا حديثا نسبياً في تاريخ علاقات التبادل، فقد ساد في الولايات المتحدة الأمريكية مع بداية الخمسينيات أي من 1950 فما بعد ذلك ، ثم انتقل إلى أوروبا الغربية مع بداية الستينات .

فرغم اهتمام المسييرين بأنشطة البيع والترويج لم تحدث زيادة في المبيعات، ويقوم هذا المفهوم على خلق علاقة مع الزبون، حيث لا تنطلق المؤسسة من منتوج ترغب في تصريفه مهما كان الثمن بل من المستهلك الذي يبحث عن تصميم عرض يناسبه .

فنجاح المؤسسة مرهون بقدرتها في تحديد حاجيات السوق المستهدفة وعلى خلق تواصل مستمر مع الزبائن عن طريق تقديم سلع و خدمات تحقق الإشباع بدرجة أعلى مقارنة بما يقدمه المنافسون.

وهناك من يرى أن هناك مراحل أخرى تلت هذه المرحلة حيث قام KOTLER.P خلال فترة السبعينات بإضافة مرحلتين لصيقتين بكل من المرحلة الأولى والثالثة :

-مرحلة التوجه نحو المنتج (فلسفة أو مفهوم المنتج)هي إمتداد لمرحلة التوجه نحو الإنتاج ؛

- مرحلة التوجه نحو التسويق المجتمعي (فلسفة التوجه المجتمع) وهي إمتداد لمرحلة التوجه نحو التسويق.

غير أنه كل مرحلة من المراحل سابقة الذكر هي إمتداد للمرحلة الثالثة المرحلة التسويقية أين يكون الإهتمام أساسا بالزبون وما يريده ويحقق رفاهيته، وللمزيد من التفصيل يمكن عرض أهم خصائص كل مرحلة في الجدول الموالي:

خصائص مراحل تطور الفكرالتسويقي

مرحلة التوجه نحو الإنتاج

  • المؤسسة هي مركز الثقل والتركيز على الإشباع الكمي والمنافسة السعرية؛

  • الجودة مبادرة من المهندسين، وعلى المستهلك إستهلاك ما ينتج.

مرحلة التوجه نحو البيع

  • السوق وقوى البيع هم مركز الثقل، حيث وبسبب الزيادة في الإنتاج، إزداد الإهتمام بوظيفة البيع والتصريف ؛

  • زيادة إستخدام الإعلان وظهور بحوث التسويق.

مرحلة التوجه نحو التسويق

  • زيادة شدة المنافسة لجذب المستهلكين وكسب رضاهم، أدى هذا إلى السرعة في الإبتكار

  • مركز الثقل هو المستهلك وجعل حاجاته ورغباته الموجه الأساسي لنشاطات الأعمال.

مرحلة التوجه المجتمعي

  • ضمان سلامة المستهلكين والمجتمع، حيث أصبح لديها مسؤولية إجتماعية وجب الإلتزام بها و الإلمام بالآثار السلبية التي تخلفها المنتجات على المستهلك و المجتمع.

ملاحظة

للمزيد من المعلومات يمكن مشاهدة الفيديو هنا

مفاهيم مختلفة عن التسويق

إن كلمة التسويق " Marketing" مشتقة من المصطلح اللاتيني "Mercatus " الذي يعني السوق.; ويمكن تمثيل أصل الكلمة في الشكل التالي:

فالتسويق بذلك يعبر عن مجموع نشاطات المؤسسة المستمدة من السوق والموجهة نحوه،

وقد تعددت التعاريف التي تحدد الأبعاد المختلفة أهمها:

عرفت الجمعية الأمريكية التسويق سنة (1985) بأنه « العملية الخاصة بتخطيط وتنفيذ، وخلق وتسعير، وترويج وتوزيع، الأفكار أوالسلع أو الخدمات اللازمة لإتمام عملية التبادل والتي تؤدي إلى إشباع حاجات الأفراد و تحقيق أهداف المنظمة » .

تعريف (Levy et Zaltman) » إن التسويق كمفهوم يعبرعن توجه المؤسسة نحو المستهلك مدعمة بجهود تسويقية تضمن تلبية حاجات المستهلك وتحقيق الربح على المدى البعيد.

أما تعريف (kotler) فكان من وجهتين:

- الوجهة الإجتماعية: يعتبر بأن التسويق « هو ذلك النشاط الإقتصادي والإجتماعي الذي عن طريقه يمكن إشباع حاجات الفرد و المجتمع، من خلال عمليات تبادل لسلع وخدمات ذات قيمة »

ونجد أن هذا التعريف ركز على البعد الإجتماعي للتسويق، حيث اعتبر أن لأفراد المجتمع حاجات و التسويق هو سبيل المؤسسة في الكشف عنها و من ثمة إشباعها.

- الوجهة الوظيفية  يرى بأن «التسويق عبارة عن علم و فن اختيار الأسواق المستهدفة و جلب و المحافظة على الزبائن عن طريق خلق و إيصال قيم » .

واتسع هذا التعريف ليشمل البعد الوظيفي للتسويق، فأشار إلى خطوات العملية التسويقية التي تبدأ باختيار الأسواق المستهدفة، ثم تصميم باقي الأنشطة المتمثلة في التسعير والترويج والتوزيع من أجل خلق تواصل مستمر مع الزبائن.

من خلال ما قدم من تعاريف نستنتج أن التسويق هو فلسفة أو فكريوجه أعمال المؤسسة الاقتصادية باختلاف طبيعة نشاطها و أحجامها، وهو مجموعة من الوظائف والأنشطة التي تؤديها هذه المؤسسة قصد تحقيق أهدافها.

فالفلسفة التسويقية تقوم على اعتقاد المسير في المؤسسة بأن تواجده و استمراره في السوق في ظل المنافسة القائمة مرتبط بمدى تفهمه لرغبات المستهلكين، والسعي إلى تلبيتها بأحسن طريقة، مقارنة بالمنافسون، أما التسويق كوظائف فيشمل مجموع الممارسات التي من شأنها أن تلبي احتياجات المستهلكين في الأسواق المستهدفة، بدءاً بدراسة السوق وامتدادًا إلى إعداد المنتجات و تسعيرها وتوزيعها والترويج لها.

.ويمكن تمثل المفهوم التسويقي في الشكل الموالي: