مقدمة

نعيش في الوقت الحالي عصرا يتسم بالسرعة والانفجار المعلوماتي والمعرفي الهائل، عصرا أفرزت فيه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات السلكية واللاسلكية تغيرات جذرية وعميقة مست كافة القطاعات الحيوية في المجتمع البشري.
في محاولاتها للتأقلم مع هذه المتغيرات أخذت العديد من المؤسسات على عاتقها مسؤولية التوجه نحو استخدام أساليب أكثر فعالية ومرونة في العمل، بالموازاة مع ذلك أدركت الحكومات بدورها أهمية الاستفادة من التقدم الحاصل في ميدان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وعملت على توظيفها في شتى الميادين.
ترجمت هذه المساعي بالميلاد مفهوم الإدارة العمومية الإلكترونية لتكون بمثابة النسخة الافتراضية للحكومة الحقيقية، والتي تقوم بربط المواطن ومؤسسات الأعمال بمختلف أجهزة ودوائر الحكومة من خلال منافذ تواصل جديدة تعتمد بشكل كبير على استخدام الوسائل والتقنيات الحديثة، مستغلا لها لما توفره من مرونة وقدرة على الاستجابة للتغيرات الداخلية والخارجية المتلاحقة، واختصار الإجراءات التي تبدد الوقت والجهد والنفقات، وبالتالي تطوير المهام والأنشطة والارتقاء بمستويات أداء المرافق العامة.