مقدمة
تعود أولى التجارب للإدارة الإلكترونية إلى منتصف الثمانينات في الدول الإسكندنافية، تمثلت في ربط القرى البعيدة بالمركز، وأطلق عليها اسم القرى الإلكترونية، وكان الهدف من تطبيقها الوصول والاطلاع على المعلومات بواسطة استخدام التقنيات الحديثة المتوفرة آنذاك، من أجل تلبية حاجات سكان القرى البعيدة عن المدن، في الحصول على بعض الخدمات، وأطلق على مثل هذه المبادرات: المراكز البعدية، أو الأكواخ البعدية، أو المجتمعات البعدية. وفي سنة 1989، واعتمادنا على تجربة القرى الإلكترونية في الدانمارك، تبنت المملكة المتحدة مشروع قرية مانشستر الإلكترونية، حيث قد أنشئ مضيف مانشستر بوصفه مرحلة أولى يهدف إلى ترقية ومتابعة التطورات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية. وفي سنة 1992 عقد مؤتمر الأكواخ البعيدة في المملكة المتحدة لمتابعة هذه المشاريع، قمت، كما تبنى مجلس لندن، مشروع بونتيل، الاتصالات اللي بعيدية التقنية الذي أكد على جمع ونشر وتنمية المعلومات بالوسائل الإلكترونية، والوصول على بعد المصادر وقواعد البيانات. في الولايات المتحدة الأمريكية كانت بداية ظهور الإدارة الإلكترونية عام 1995 في ولاية فلوريدا الأمريكية من خلال مشروع تبنته، وهيئة البريد المركزي، ثم تبع ذلك ظهور مبادرات محاولات عديدة، وفي مختلف الدول، كما تبنتها العديد من المنظمات الدولية، حيث قامت المفوضية الأوروبية على سبيل المثال بإطلاق مبادرة أوروبا الإلكترونية، بمشروع البو شونه بالبرتغال سنة 2000، والتي هدفت في الأساس إلى إتاحة فرصة الوصول السهل والسريع، ولكل المواطنين المعلومات والخدمات في مجال الإدارة العامة، مع تأمين الحفظ الجيد والمناسب للبيانات.
بالرجوع إلى الوطن العربي، فقد بادرت حكومة إمارة دبي في الإمارات العربية المتحدة بإنشاء منظمة حرة للتكنولوجيا سميت بمدينة دبي للانترنت، وكان ذلك على إثر الحكومة إعلان حكومة دبي عن تحول إلى الحكومة الإلكترونية في 2001.ثم الكويت، وانتقلت بعد ذلك بصورة جزئية إلى مصر، السعودية، قطر، لبنان، اليمن، المغرب، الأردن، تونس، والجزائر من خلال مشروع الجزائر الإلكترونية 2013.