بين يدي الشعر وميزانه

كان الشعر عند العرب لسان حالهم وأنيسهم وذاكرتهم على مرّ الأجيال، فقد اختزن الشعر أحاسيسهم، وسجل انفعالاتهم ومواقفهم ويومياتهم، وبه أرّخوا للذّات وللآخر، وللمكان والزمان.

لقد كانوا  يتكلمون لغة سليمة ويطبقون بالفطرة قواعد النحو والإعراب والصرف قبل بروز النحويين، وعند قولهم الشعر لم ينتظروا الخليل ابن أحمد لاستعمال الوافر والكامل والبسيط والرجز، لإنهم ببساطة هم المخترعون الأوائل للأوزان. هذه الأوزان التي اكتشفها الخليل واستنبط قواعدها وقدمها لنا كي نميز صحيح الشعر من سقيمه،بما سمي بعروض الشعر وموسيقاه،فإذا كان للّغة ميزان ونحو،فالعروض هو ميزان ونحوالشعر

                                         د عبد الرزاق بعلي،أستاذ مقياس العروض وموسيقى الشعر جامعة المسيلة