مخطط الموضوع

  • محتوى المقياس

    • أولا - مدخل الى شعبة للنشاط البدني والرياضي المكيف

      مدخل الى شعبة للنشاط البدني والرياضي المكيف.

      1- مدخل لنظرية ومنهجية النشاط الرياضي المكيف:

      تعددت المفاهيم التي تناولها المختصون والعاملون في ميدان التربية الخاصة فقد استخدم بعض الباحثون مصطلحات النشاط الحركي المكيف أو النشاط الحركي المعدل أو التربية الرياضية المعدلة أو التربية الرياضية المكيفة، فبالرغم من اختلاف التسميات من الناحية الشكلية يبقى الجوهر واحدا أي أنها أنشطة رياضية وحركية تفيد الأفراد المصابين، نذكر من هذه التعاريف ما يلي:

      o      تعريف حلمي إبراهيم وليلى فرحات: يعني الرياضات والألعاب والبرامج التي يتم تعديلها لتلائم حالات الإعاقة وفقا لنوعها وشدتها ويتم ذلك وفقا لاهتمامات الأشخاص غير القادرين في قدراتهم.

      o      تعريف ستور (stor): تعني به كل الحركات والتمرينات وكل الرياضات التي يتم ممارستها من طرف أشخاص محدودين في قدراتهم من الناحية البدنية، النفسية، العقلية، وذلك بسبب أو فعل تلف أو إصابة من بعض الوظائف الجسمية الكبرى.

      o      تعريف الرابطة الأمريكية للصحة والتربية البدنية والترويح والرقص والتربية الرياضية الخاصة:    هي تلك البرامج المتنوعة للنمو من خلال الألعاب والأنشطة الرياضية والأنشطة الإيقاعية لتتناسب مع ميول وقدرات وحدود الأطفال الذين لديهم نقص في القدرات ليشتركوا بنجاح في أنشطة البرامج العامة للتربية.


      2- أهداف  النشاط الرياضي المكيف:

               يعمل النشاط البدني والرياضي المعدل على تحقيق أهداف التربية الرياضية العامة للأفراد العاديين، كما يستمد أسسه من إطار التربية العامة، ويراعى عند وضع أسس النشاط البدني والرياضي المعدل مايلي:

      ü    العمل على تحقيق أهداف التربية الرياضية المعدلة

      ü    تقوم على أساس التربية العامة

      ü    تهدف إى إتاحة الفرص للأفراد والجماعات للتمتع بنشاط بدني وتنمية مهارتهم الحركية وقدراتهم البدنية

      ü    يهدف البرنامج إلى التأهيل والعلاج والتقدم الحركي للمعاق وغير القادر وذلك لتنمية أقصى القدرات والإمكانات لديه

      ü    يمكن تنفيذ تلك البرامج في المدارس والمستشفيات والمؤسسات العلاجية

      ü    للمعاقين بمختلف فئاتهم الحق في الاستفادة من برامج التربية الرياضية كجزء من البرنامج التربوي بالمدراس

      ü    تمكن المعاق من التعرف على قدراته وإمكاناته، وحدود إعاقته حتى يستطيع تنمية القدرات الباقية له، واكتشاف ما لديهم من قدرات

      ü    يمكن المعاق من تنمية الثقة بالنفس واحترام الذات وإحساسه بالقبول من المجتمع الذي يعيش فيه، وذلك من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية المعدلة


      3- اغراض النشاط الرياضي المكيف:

      للنشاط البدني والرياضي المعدل أغراضه عديدة منها النمو البدني والنمو العقلي، والنمو الحركي والنمو النفسي والإجتماعي، حيث أن ممارسة ذوي الإحتياجات الخاصة للفعاليات والأنشطة الرياضية تحقق لهم الأغراض التالية:

        أولا: النمو البدني: إن ممارسة الرياضة تعمل على رفع القدرات العملية إضافة إلى تطوير القوة العضلية وكذلك الرشاقة والمهارات الحركية المختلفة، والتي هي من المستطاع وتعمل أيضا على التنسيق بين الحركات وبين عمل مختلف الأعضاء سواء في القسم العلوي أو السفلي، وتسمح المهارات الحركية للمستفيدين من إمتلاك استقلال ذاتي. 

                        إن الممارسة البدنية تسمح بتسريع  الاسترجاع العضلي واكتساب ردود أفعال جديدة، وايجاد بعض الاستقلالية في الحركات،  وكذلك تعطي المعاق الوسيلة في البحث عن قدرات جديدة أي البحث عن القدرات التعويضية وتحريضها.

       ثانيا: النمو العقلي:  يسعى النشاط البدني والرياضي إلى جعل الجسم نشيطا قويا وذلك لأن أداء الحركات الرياضية تحتاج إلى تركيز ذهني، كما أنها تجعل الجسم صحيحا قادرا على العمل، فالنشاط الرياضي ليس زينة أو مجرد ألعاب  يمارسا المعوق لقضاء وقت الفراغ، وإنما يعيد جانبا أساسيا في العملية التربوية فهي تسعى لازدياد قابلية الفرد المعوق واكتسابه المعلومات المختلفة، ولكي يتعلم مهارات رياضية معينة أو لعبة ما فإنه يجب أن يستعمل تفكيره الخاص ونتيجة لهذا الاستعمال تحدث المعرفة لتلك المهارات أو فعاليه، كما أن ذلك يقود إلى استعمال التوافق العضلي العصبي، فعن طريق الممارسة المستمرة للنشاط البدني الرياضي تنمو قدرة الفرد على التفكير والتصور والتخيل والإبداع.

       ثالثا: النمو الحركي: يقصد بالنمو الحركي أداء الحركات الرياضية بأقل جهد ممكن وبرشاقة وكفاءة عالية وهذا يعتمد على العمل المتناسب الذي يقوم به الجهازان العصبي والعضلي للشخص المعوق، وهي بذلك تسعى إلى مساعدة الفرد في عمله اليومي بكفاءة واقتدار وتعمل على مساعدته في السيطرة على درجة أدائه للمهارات الحركية، ولذلك كان لازما على الفرد المعوق أن يمارس الأنشطة الرياضية والمهارات البدنية لكي يكتسب التوافق اللازم لأداء الحركة، كما أن التمارين البدنية تنمي النشاط والشجاعة والصحة وتساعد على تكوين الجسم وتربيته تربية متّزنة فتكسبه مرونة تمكنه بالقيام بالحركات واسعة النطاق كبيرة المدى في المفاصل وتقوي أجزائه المختلفة باتزان وتناسق كما أنها تزيد من انتفاعه في علاج تشوهات القوام التي تحصل جراء عدم الحركة، كما أن عدم حركة الأجزاء الصحيحة للجسم تعمل على ضمور العضلات وجعلها غير قادرة على العمل الحركي المهم لبناء القدرات والكفاءات لدى المعوق.

      رابعا: النمو النفسي الإجتماعي: ممارسة الألعاب الرياضية المختلفة تنمي في الشخص المعوق الثقة بالنفس والتعاون والشجاعة فضلا عن شعور باللذة والسرور للوصول إلى النجاح عن طرق الفوز، كذلك تساعده في تنمية الشعور نحو الجماعة –الإنشاء- ونحو الحياة الرياضية والذي يساعده في نموه لكي يكون مواطنا صالحا يعمل لمساعدة مجتمعه، كما أن للمجتمع والبيئة والأسرة والأصدقاء الأثر الكبير عن نفسية الفرد المعوق ولذلك فإن نظرة المجتمع إليه ضرورية ولها أهدافها وممارستها.

      4- الإعاقة والتصنيف:

      الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة هم الذين يحتاجون إلى خدمات التربية الخاصة والتأهيل والخدمات الداعمة لهم ليتسنى لهم تحقيق أقصى ما يمكنهم من قابليات إنسانية، وهم يختلفون جوهريا في واحدة أو أكثر من مجالات النمو والأداء التالية:

      المجال المعرفي، المجال الجسدي، المجال السلوكي، المجال اللغوي، المجال التعليمي، وبناءا على ذلك فإن الفئات الرئيسية التي تحتاج إلى خدمات التربية الخاصة والخدمات لها هي الفئات الثمانية التالية:

      1.    الإعاقة العقلية

      2.    الإعاقة الجسدية

      3.    الإعاقة السمعية

      4.    الإعاقة البصرية

      5.    صعوبات التعلم

      6.    إضطراب السلوك

      7.    إضطراب التواصل

      8.    الموهبة والتفوق

      01-    الإعاقة العقلية: وتعرف بأنها إنخفاض ملحوظ في مستوى الذكاء والسلوك التكيفي وتصنف الإعاقة العقلية إلى أربع مستويات كالتالي:

      أ‌-  الاعاقة العقلية البسيطة وتكون درجة الذكاء فيها (55 - 70)

      ب‌-   الاعاقة العقلية المتوسطة وتكون درجة الذكاء فيها (40- 55)

      ت‌-   الاعاقة العقلية الشديدة وتكون درجة الذكاء فيها (25- 40)

      ث‌-   الاعاقة العقلية الشديدة جدا وتكون فيها درجة الذكاء فيها (أقل من 25).

      02-    الاعاقة الجسمية (الحركية): أنواع مختلفة من العجز أو الإضطراب الجسمي أو الصحي مما يحد من قدرة الفرد على استخدام جسمه بشكل طبيعي أو التحمل الجسدي أو القدرة على التنقل بشكل مستقل.

      03-   الإعاقة البصرية: وهي فقدان البصر كليا ( العمى) أو جزئيا (ضعف البصر) مما يحد من قدرة الفرد على استخدام حاسة البصر بشكل وظيفي في الحياة اليومية.

      01-   الإعاقة السمعية: فقدان السمع الكلي (الصمم) أو جزئيا (الضعف السمعي) مما يحد من قدرة الفرد على استخدام حاسة السمع في تعلم اللغة والتواصل مع الآخرين.

      02-   صعوبات التعلم: إضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات السيكولوجية الأساسية اللازمة لفهم اللغة واستخدامها أو القراءة أو الكتابة أو الهجاءة او الحساب.

      03-   إضطرابات السلوك: إختلاف السلوك الإنفعالي أو الاجتماعي إختلافا جوهريا عما يعتبر سلوكا طبييعيا، مثل: الانسحاب، العدوان، عدم التكيف، الافتقار إلى النضج، اضطراب الشخصية.

      04-   إضطرابات كلامية ولغوية: أخطاء أو عجز في الكلام أو اللغة مما يحد من قدرة الفرد على التواصل مع الآخرين بشكل طبيعي.

      05-   الموهبة والتفوق: قدرات متميزة في الأداء العقلي أو التحصيل أو القيادة الاجتماعية أو الإبداع والتميز في الفنون الأدائية والبصرية وغيرها مما يتطلب توفير برامج وخدمات لا توفرها المدارس تقليديا.

      ثانيا: أسباب حدوث الإعاقة:

                 يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية المؤدية أو المحتملة لحدوث الإعاقة مايلي:

      01-  أسباب وراثية:

                   تعتبر الأسباب الوراثية من الأسباب الرئيسية التي تؤدي الظى حدوث الإعاقات حيث أن صفة وراثية لدى أحد الوالدين تحتمل ظهورها بنسبة كبيرة لدى الأطفال، ومما يجدر ذكره هنا إلى ارتفاع العوامل الوراثية المسببة لبعض الإعاقات في الوطن العربي نتيجة زواج الأقارب وعدم الفحص الطبي قبل الزواج، وتعتبر الإضطرابات الكرومسورية أيضا من العوامل الوراثية المسببة لحدوث الإعاقات وكذلك الإضطرابات في عملية التمثيل الغذائي والأيض.

      02-  أسباب ما قبل الولادة:

      تعتبر الأمراض التي تصيب الأم الحامل قبل الولادة أو أثناء الحمل كالحصبة الألمانية حيث يعمل فيروس الحصبة على حدوث خلل في الجهاز العصبي المركزي للجنين وخاصة في المراحل الأولى من الحمل مما يؤدي للإصابة بإحدى الاعاقات، وكذلك إصابة الأم بأحد الأمراض الجينية أو سوء التغذية للأم الحامل أو تعرضها لأشعة X أو تناول الأدوية والعقاقير دون استشارة الطبيب من العوامل المسببة أيضا لحدوث الإعاقات وكذلك إختلاف العمل الرايزيسي RH بين الأم والجنين والذي يعمل على تكوين أجسام مضادة تقضي على الجنين أو تؤدي إلى حدوث إعاقة.

      03-  أثناء الولادة:

      تعتبر الأسباب التالية من العوامل المسببة لحدوث الإعاقة أثناء الولادة وهي:

      أ‌-   نقص الأكسجين أثناء عملية الولادة والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى الوفاة أو الإصابة بإحدى الإعاقات وذلك تغذية خلايا الدماغ أو القشرة الدماغية عند المولود مما يؤدي إلى تلفها.

      ب‌-   الصدمات الجسدية التي تحدث للجنين خصوصا في منطقة الدماغ مما يؤدي لإصابة خلايا الدماغ، وسببها خطأ طبي من الطبيب أو القابلة.

      ت‌-   الالتهابات المختلفة التي قد تصاب بها الطفل والناتجة عن استخدام أدوات غير معقمة أثناء الولادة أو ولادة الطفل في جو ملوث مما يشكل خطر على الطفل المولود.

      04-  أسباب ما بعد الولادة:

      حيث تعتبر الأسباب التالية من العوامل المسببة لحدوث الإعاقة بعد الولادة وهي:

      1.      سوء تغذية الطفل والذي يؤدي بشكل من أشكال الإعاقة ويعتبر سوء التغذية من العوامل المسببة للإعاقة عند الفئات الفقيرة.

      2.      الحوادث والصدمات وخاصة التي تحدث في الرأس.

      3.      الأمراض والالتهابات وخاصة التي يصاحبها ارتفاع درجة الحرارة مما يؤدي إلى الإصابة بالسحايا وخاصة في السنوات الثلاث الأولى من العمر.

      4.      إصابة شبكة العين مما يؤدي إلى إعاقة بصرية.

      5.      إصابة طبلة الأذن أو زيادة المادة الصمغية قد تسببان الإعاقة السمعية دون غيرها.

       



    • ثانيا: مدخل الى شعبة الإدارة والتسيير الرياضي



       

      1-الادارة العامة

       

      1-1- ماهية الإدارة:  

      الإدارة هي نشاط إنساني يرمي إلى تحقيق نتائج معينة باستخدام امثل لكافة الموارد المتاحة للمنشأة، في ظل المتغيرات و الظروف البيئية الداخلية و الخارجية المحيطة بها، و لتحقيق هذا النشاط فإن الأمر يتطلب القيام بعدد من الوظائف الأساسية، بدأ بتحديد الأهداف المراد بلوغها و مرورا بالتخطيط و التنظيم و التنسيق و التكوين،  و تنمية الكفاءات و توجيه القيادة و الإشراف و انتهاءا بالرقابة و تقييم الأداء.

      1-2- تعريف الإدارة:

      هناك عدة تعاريف لكلمة الإدارة سردها كثير من الباحثين و الكتاب، و قبل ذلك نود أن نلقي الضوء على التعريف اللفظي لهذه الكلمة.

      إدارة)  يدير( manage تعني: يخطط و ينظم نشاطات و أعمال الناس اللذين تجمعهم مهمة معينة.        الإدارة هي management: فن أو علم توجيه و تسير و إدارة عمل الآخرين بقصد تحقيق أهداف محددة. 

      لقد تعددت و تباينت المحاولات التي قام بها المفكرون للوصول إلى تعريف محدد و مقبول للإدارة العامة بالرجوع إلى مختلف التعاريف نجد أن نظرة هؤلاء المفكرين تختلف من حيث صيغة التعريفات و الزمن الذي صيغت فيه و من هذا يمكن لنا تميز بعض التعاريف لمفكرين و باحثين حيث عرفها (وايت White) بأنها "جمع العمليات التي تهدف إلى تحقيق أو تنفيذ سياسة عامة" أما (فيثنر Phiffner) فقد عرفها على أنها "تنسيق الجهود المختلفة بقصد تحقيق سياسة عامة" و يعرفها (ولسن Wilson) بأنها "الغاية أو الهدف العملي للحكومة إذ أن موضوعه هو انجاز المشروعات العامة بأكبر قدر ممكن من الفعالية و الاتفاق مع رغبات الأفراد و احتياجاتهم"، من خلال هاته التعاريف تبين انه تم الربط بين الإدارة العامة و كذلك السياسة أي دور الإدارة العامة في تنفيذ السياسات.

      كما قد عرفها من جهة أخرى (تايلور Taylor) بأنها "الإدارة هي المعرفة الصحيحة لما تريد من الرجال أن يقوموا بعمله، ثم رؤيتك إياهم يعملونه بأحسن طريقة و أرخصها".

         و يعرفها كذلك (فايول Fayol) بأنها "التنبؤ و التخطيط و التنظيم و إصدار الأوامر و التنسيق                   و المراقبة".

      و تعبر هاته التعاريف عن الوجهة الحديثة لتعريف الإدارة و ذلك بأن الإدارة العامة هي أداة للمساهمة في تشكيل السياسات العامة و تنفيذها.

       

      1-3- نظريات الإدارة:

         هناك أربع مدارس إدارية تندرج تحتها نظريات الإدارة و هي:

      1-3-1- المدرسة الكلاسيكية:

      هي مدرسة ظهرت في العالم الغربي في الفترة التي أعقبت الثورة لصناعية، حيث تجسد هذه المدرسة التيار الكلاسيكي و ابرز رواده فريدريك وانسلوا تايلور friederich. w .Taylor الذي لقب بأبوا الإدارة العلمية من خلال غرسه لمفهوم البحث العلمي و الإدارة، بالإضافة إلى ماكس ويبر Max Weber و هنري فايول Henry Fayol  و تندرج تحتها النظريات التالية:

      1- نظرية الإدارة العلمية:

        و أهم الركائز التي قامت عليها الإدارة العلمية ما يلي:

      1-                 وجوب تحقيق الكفاية الإنتاجية: و تعنى بها نسبة من كمية الإنتاج و جودته و سرعته و بين الموارد المستخدمة للحصول عليه أي نسبة بين النتائج و التكاليف.

      2-                 البحث العلمي: أي اللجوء إلى الملاحظة و التجربة و خضوع العمل للبحث العلمي و المعرفة بدلا من الاعتماد على الأفراد التقليدية القديمة.

      3-                 القواعد و الأصول: للإدارة أصول علمية و قد نادى تايلور بان الإدارة الرشيدة علم يعتمد على قوانين  و قواعد و أصول واضحة يجب اكتشافها و إحلالها محل التخمين.

      4-                 تقسيم العمل و التخصص به: من الضروري أن يقسم العمل بين الإدارة و العمال، فيجب منح الإدارة سلطات اكبر للتخطيط و الإشراف و التبسيط في طرق تشغيل العمال و الآلات، و وضع هذه الطرق في صورة قواعد و أسس، مما يؤدي إلى معاونة العمال على أداء أعمالهم بأقل تكلفة، مما يعود على صاحب العمل بربح وفير.

      2- نظرية البيروقراطية:

         و تعتبر نموذج مثالي للتنظيم يتصف بعدة سمات هيكلية تجعله أكثر التنظيمات كفاءة و دقة في تحقيق الأهداف المحدد و من أهم خصائصها:

      ·       عدم التحايز.

      ·       تقسيم الأعمال و تنظيمها.

      ·       تدرج الوظائف و مستويات السلطة.

      ·       إستخدام الخبراء.

      ·       القواعد و التعليمات.

      ·       التدوين الكتابي.

      ·       وجود نظام الخدمة.

      ·       التفكير في الموظف الرسمي و علاقاته الشخصية.

      ·       السرية.

      3- نظرية المبادئ العامة:

         و نلخص مبادئها فيما يلي:

      1-                 مبدأ التنسيق الذي يضمن وحدة العمل و الهدف.

      2-                 مبدأ التدرج الهرمي الذي يؤكد على التسلسل الرأسي.

      3-                 المبدأ الوظيفي الذي يكمن على أساسية تقييم العمل و تنظيمه.

      4-                 مبدأ المشاورة.

         مما سبق نجد أن هذه النظريات تشترك في النقاط التالية:

      1-                 النظرة المحدودة للإنسان.

      2-                 التأكيد على المفاهيم السلطاوية كأساس للقيادة.

      3-                 تعتبر أن كل إتصال أو تنظيم خارج القنوات الرسمية غير صالح للتنظيم.

      4-                 تركز على اهتمامها  بالهيكل التنظيمي الهرمي كمحدد رئيسي لزيادة الإنتاج.

       

      1-3-2- المدرسة السلوكية:

      1- مدرسة العلاقات الإنسانية:

      كانت بدايتها اثر الحرب العالمية الأولى، و التي أثارت الاهتمام بالعلاقات الإنسانية من خلال انعقاد أول مؤتمر حول العلاقات الإنسانية في الصناعة عام 1918 و من أهم أفكارها:

      1-                 لا يتحدد حجم العمل الذي يؤديه الفرد على مستوى كفائتة و طاقته الفسيولوجية فحسب، وإنما تحدد إدارته خلفيته الاجتماعية.

      2-                 يواجه العمال سياسات الإدارة كأعضاء في الجماعة.

      3-                 الاهتمام بتدريب الرؤساء و المشرفين على أساس المعاملة الإنسانية.  

      2- مدرسة تنمية التنظيمات:

          ركز أفرادها على ضرورة فهم السلوك الإنساني الفردي و الجماعي، كأساس لتحسين و تطوير العمل الإداري باتجاه تحقيق الأهداف عن طريق تحديد الحاجات الإنسانية و دوافعها.

         و تندرج تحت هذه المدرسة نظرية (ماسلوا) للحاجات الإنسانية، و نظرية (ماجروجر) "  x . y".


      2-2- نظرية  xو y لماجروجور:

      تعتبر نظرية ماجروجر التنظيمية وجود طريقتين لتصنيف و فهم سلوك الأشخاص في مكان العمل.

      يفترض المدراء الذين تنسب لهم نظرية x أن الأشخاص يهتمون فقط بأهدافهم الإنسانية، فهم غير محفزون و يكرهون العمل، و يجب دعمهم للقيام بعمل منتج كما يعتقد هؤلاء المدراء انه لابد من وجود مراقبة ثابتة لتحقيق النتائج المرغوبة في المشروع.

       كما يفترض المدراء الذين يمارسون النظرية y أن الناس محفزون طبيعيا للقيام بعمل جيد ويعتقد مدراء هذه النظرية أن أعضاء فريقهم يحتاجون للقليل من التحفيز الخارجي، و يمكن الوثوق بهم للعمل على تحقيق أهداف المنظمة أو المشروع.     

      1-3-3- المدرسة الكمية للإدارة:

      من خلال تعريفها للإدارة، على أنها مجموعة من القرارات و العمليات أكثر من كونها هيكل تنظيمي و من أهم مبادئها:

      ·       التأكيد على أهمية عملية اتخاذ القرارات، و على القدرة المحدودة للفرد على الاختيار.

      ·       النظر للتنظيم على انه مجموعة من النشاطات لشخصين أو أكثر.

      ·       أهمية النشاطات الجماعية و التعاونية للتغلب على محدودية قدرة الأفراد على الأداء.

         و تعتمد هاته المدرسة على الخصائص التالية:

      1-                 تطبيق التحليل العلمي على المشاكل الإدارية.

      2-                 العمل على تحسين قدرة المدير على اتخاذ القرارات.

      3-                 إعطاء أهمية كبيرة للمعيار  الفعالية الاقتصادية.

      1-3-4- المدارس الإدارية الحديثة:

      1- مدرسة النظم:

      لقد اعتمدت هاته المدرسة على اعتبار أن الإنسان و السلوك الإنساني من المتغيرات الإنسانية المحددة للسلوك التنظيمي، و من بين أهم ما تنص عليه:

      1-                 الجوانب التي تعتبر موضوع التركيز لدراسة الإنسان هي تكوينه النفسي و الاجتماعي.

      2-                 إن البيئة و المجتمع متغير رئيسي آخر، في تحديد السلوك التنظيمي.

      3-                 تعتبر النظريات الجديدة منطلقا لتفصيل وضع التنظيم الغير الرسمي على التنظيم الرسمي.

      2- المدرسة الموقفية:

      ترى هذه النظرية أن الطريقة المثلى للتنظيم، هو الاعتماد على طبيعة الهدف، أي انه ليس بإمكان المدير تحقيق مختلف الأهداف إلا بالفهم الجيد لطبيعة العمل و الأهداف، الذي بدوره يساهم في اختيار التنظيم الإداري المناسب و تحديد مختلف الوظائف من تخطيط و تدريب، و قيادة مناسبة و هذا عن طريق الفهم الجيد لطبيعة الحاجة النفسية للعاملين.

      3- الإدارة بالأهداف:

      هي نظرية بسيطة تقوم على فرضيات بديهية للإدارة، و ذلك عن طريق اشتراك العاملين ما أمكن في وضع القرارات و تحديد الأهداف و النتائج المتوقعة في العمل، حسب مبدأ الديمقراطية في الإدارة من خلال الخطوات التالية:

      أ‌-       زيادة الحوافز و الابتعاد أكثر عن المركزية في القرار.

      ب- التشاور و المشاركة في الإدارة تشد العاملين للأهداف المنظمة.

      ج- إتباع طرق جديدة في تقييم العاملين و محاولة الوصول إلى فلسفة النقد الذاتي.

      4- الجودة الشاملة:

      و تعتمد هذه النظرية على مختلف أنشطة و وظائف الإدارة التي تحدد سياسة الجودة و أهدافها، ذلك من خلال ما يلي:

      أ- المستفيد هو المحور الأساسي لوجود الخدمة، و بناءا عليه يتم اتخاذ القرار.

      ب- تطوير العاملين من خلال التعليم و التدريب على عمل كل ما هو مناسب لخدمة المستفيد.

      ج- توحيد الرؤى المستقبلية و نماذج القيم للمستفيد و تحسين الجودة.

      1-4- المبادئ العامة للإدارة:

      استخدم (فايول Vayole) لفظ المبادئ بدلا من القواعد أو القوانين لأنه رأى انه من الصعب استخدام مؤثرات ثابتة يجب الالتزام بها حرفيا، و يرى فايول انه من الضروري تفهم كيفية استخدام المبادئ العامة للإدارة في مجال التطبيق، فقد توصل إلى مبادئ أكثر فعالية و قد قسمها إلى ما يلي:

      ×    1- تقسيم العمل:

      حيث يرى أن الغرض الرئيسي  في تطبيق مبدأ تقسيم العمل هو تحسين الأداء، من حيث رفع إنتاجية الأفراد

      و ذلك عن طريق الجهد المبذول، و يرى أن تطبيق مبدأ تقسيم العمل يلائم جميع الأعمال التي تشمل مجموعة معينة من الأفراد.

      ×    2- السلطة و المسؤولية:

      تعرف السلطة بأن لها الحق في إصدار الأوامر إلى الغير، و القوة التي تعمل من اجل فرض الطاعة على الآخرين داخل أي تنظيم، و انه من الضروري التفريق بين السلطة الرسمية للإداري التي يكتسبها من مركزه داخل التنظيم    و بين السلطة الشخصية، و يرى فايول أننا كلما تدرجنا في التسلسل الإداري كلما زادت درجة الصعوبة لتحديد المسؤوليات.

      ×    3- الإمتثال بالنظام:

      حيث لا تقتصر على المستويات الدنيا، بل تسود كذلك المستويات العليا، و يقصد به الطاعة و القبول و الجهد و السلوك التي يلتزم بها الرئيس و المرؤوسون، من خلال العقود القائمة بين الموظفين.

      ×    4- القيادة:

      في أي تنظيم أو هيئة لابد من وجود رئيس أو قائد و هو الوحيد الذي يعطي الأوامر لأي مشروع و يجب بأن يتصف القائد بالقدرة على التأثير و حسن المعاملة و احترام مبدأ الإمتثال للنظام لتحقيق الأهداف المرغوبة.

      ×    5- مكافئة الأفراد:

      و تعتبر عنصرا مهما للحفاظ على تحفيز العاملين لخلق الاتجاه الايجابي لديهم، من خلال الربط بين الهداف الشخصية و أهداف المنظمة أو الهيئة.

      ×    6- العدالة:

      يرى فايول أن العدل هو وضع الأشياء موضع التنفيذ، لكي يؤدي الأفراد واجباتهم على أحسن وجه.

      ×    7- روح الجماعة:

      يجب على أي إداري السهر على رعاية الجماعة بالتعاون و الاتحاد بين الأفراد، حيث يتم الحفاظ على تماسك التنظيم و تضافر الجهود لتحقيق الأهداف المرجوة.

      ×    8- السلم الإداري:

      يتكون من سلسلة الرؤساء التي بدورها تتفاوت من أعلى إلى أدنى سلطة و هذا المستوى الإداري يسمح بنقل المعلومات و البيانات، من ناحية، و تحديد القيادة من ناحية أخرى.

      ×    9- المركزية:

      تتصل المركزية بنظام طبيعي مثلها مثل تقسيم العمل، و معنى ذلك انه في كل جسم مهما كان نوعه يتوفر على مجموعة الإحساسات التي تتجه نحو الذهن، و هو الجزء الموجه إذ أن هذان العنصران يصدران الأوامر إلى جميع أنحاء الجسم الحي.

      ×    10- مبدأ النظام:

      يتوقف مبدأ النظام على القيادة التي تتضمن على ضرورة إعداد مكان لكل شيء و كل شيء لمكانه و تنطبق

      القاعدة عن النظام الإنساني لكي يسود النظام الاجتماعي داخل التنظيم.

      ×    11- وحدة التوجيه:

      و يعبر هذا المبدأ عن وجود رئيس واحد، و خطة واحدة لمجموعة الأنشطة التي لها الأهداف نفسها و يعتبر من الشروط الأساسية لوحدة العمل و التنسيق.

       

       

      2- الإدارة الرياضية:

      2-1- تعريف الإدارة الرياضية:

      الإدارة الرياضية هي عملية تخطيط و قيادة و رقابة أفراد المؤسسة الرياضية، باستخدام جميع الموارد لتحقيق أهداف محددة.

      وتعرف أيضا" الإدارة الرياضية تعني الخدمة، و أن من يعمل في الإدارة يقوم بخدمة الآخرين أو يؤدي خدمة عن طريق الإدارة، و هي عملية تنفيذ الأعمال بواسطة آخرين عن طريق تخطيط و تنظيم وتوجيه ورقابة مجهود أدائه، وهي كذلك تنسيق عناصر العمل والمنتج الرياضي في الهيئات الرياضية، وإخراجه بصورة منظمة من أجل تحقيق أهداف هذه الهيئات".

      عرف كل من دوسونس كيلي و بلاتن و باتل De Sens Kelly Blanten. And. Beitel (1990)، الإدارة الرياضية على أنها "المهارات المرتبطة بتخطيط والتنظيم والتوجيه والمتابعة والميزانيات والقيادة والتقييم داخل هيئة تقدم خدمة رياضية أو أنشطة بدنية ترويحية".

      و قد تبارى المتخصصون في وضع التعريفات الجامعة و الشاملة لمعنى الإدارة سوف نرى منها:

      ماري باركر: فن انجاز الأعمال بواسطة الناس.

       فايول fayol: يقصد بالإدارة التنبؤ و التخطيط و التنظيم و إصدار الأوامر  و التنسيق و الرقابة.

      فريدريك تايلور: فن الإدارة هو المعرفة الصحيحة لما تريد من الرجال أن  يقوموا بعمله، رؤيتك أي ملاحظاتك و مباشرتك إياهم و هم  يعملونه بأفضل  الطرق  و أرخصها ثمنا.

      2-2- أهمية الإدارة الرياضية:

         تعتبر الإدارة الرياضية كباقي الإدارات الأخرى، في اعتمادها على الموارد البشرية و المادية المتاحة لها في وظائفها الإدارية المتناسقة و المنسجمة و المرئية، بدأ بالتخطيط الذي يحدد الأهداف و السياسات المسطرة، و البرامج و الخطوط و الإجراءات و القواعد، في إطار زمني محدد، و انتقالا إلى التنظيم الذي يحدد الأعمال و الأنشطة المطلوبة لبلوغ الأهداف، و تقسيمها و توصيفيها للوظائف و توزيع المهام، ثم توجيه العاملين بإعطاء الأوامر و التعليمات و الإرشادات الدقيقة و الفعالة لتحقيق الأهداف العامة، و ختاما بالرقابة التي يتم فيها قياس و تصحيح أداء المرؤوسين لغرض التأكد من تحقيق الأهداف.

       و يمثل المجال الرياضي أهم مجالات الاستثمار الحقيقي للصورة البشرية حيث يحوي العديد من العمليات التربوية ذات الاتجاهات و الجوانب المتشعبة، و التي تهدف إلى تربية الأجيال لإثراء كل مجالات الحياة، و النشاط يمثل محركا يحول لطاقة البشرية الكامنة لدى الفرد إلى طاقة منتجة، و يميز المجال الرياضي على سائر المجالات الأخرى، انه مجال التفاعل و الممارسة الذي يدور حول تعديل سلوك الكائن البشري، في الاتجاه المرغوب و خلق المواطن الصالح عن طريق تهيئة المناخ الملائم و تكوين اتجاهات ايجابية لدى الأفراد نحو المجتمع الذي يعيشون فيه.

      و عليه فمجال التربية البدنية و الرياضية يعد من أنجع مجالات  التربوية تأثيرا في الأفراد، و ترتبط أهدافها التربوية إلى حد كبير، حيث نشر جل هذه الأهداف إلى ممارسات واقعية ملموسة، تصبح عادات متأصلة لدى الفرد،و من هنا تتضح أهمية هذا النوع من التربية في تحقيق النمو الشامل المتكامل المتزن لدى الفرد و حتى التربية البدنية و الرياضية، في تحقيقها لأهدافها المنشودة عن طريق إتباع أسلوب علمي، في أنشطتها و هذا يستلزم الأساليب التالية: تخطيط، و تنظيم، و توجيه و رقابة من خلال السياسات و القرارات و الإجراءات الموضوعية المحددة للإطار العام للعمل، و يتمكن العاملون بمقتضاها من التخطيط و التنظيم وصولا لتحقيق الأهداف.

      فلو تناولنا الحركة الرياضية التي يعمل بها قطاع ضخم منن الشباب من خلال ما في الأندية و الاتحاديات و اللجان و الوزارات، فالضمان نجاح أي مجال من مجالاتها، يستلزم إلمام العاملين بها بالأسس و الوظائف التي تحكم العمل، كما يتطلب ذلك دراية و وعي بالأهداف الموضوعة، حتى يتسنى للعاملين بمختلف مستوياتهم الثقافية تحقيقها، فالمعلمون و الموجهون و الموظفون و المشرفون الرياضيون و المدربون و الإداريون و المحكمون كل في مجال عمله يسعى للتحقيق أهداف إدارته.

      فمعلم التربية البدنية و الرياضية الذي يغفل أهداف المنهج لن يتمكن من التخطيط و التنظيم و التنفيذ من أجل تحقيق الأهداف فعملية التخطيط و التنظيم تجعل من السهل على المعلم التماس مدى تحقيق الهدف كما تساهم هذه العملية في تحديد مراحل تنفيذ العمل بسهولة و الانتقال من مرحلة لأخرى دون ظهور المشكلات الغير متوقعة نتيجة عن غياب التخطيط و التنظيم فلا تعني وفرة الإمكانات المادية في  تحقيق المنشأة لأهدافها. ما لم يتواجد الفرد الإداري القادر على تحديد أهداف المنظمة و الأسلوب الأمثل في الوصول إليها  و توزيع الأفراد في العمل و التنسيق بين مختلف الجهود و الاستغلال الجيد للإمكانات المادية و البشرية المتوفرة ضمانا لتحقيق الأهداف المرسومة.

      يتضح ما سبق أهمية الإدارة في المجال الرياضي فمهما بلغت قوة و صلاحيات أنشطة التربية البدنية و الرياضية فلا يمكن الوصول إلى تحقيق أهدافها ما لم يتوفر لها القدر الكافي من التخطيط و التنظيم والتنفيذ الجيد و التوجيه و المتابعة.

       

      2-3- تطور الفكر الإداري في المجال الرياضي:

      ظهرت الحاجة لإدارة منذ نشأة الإدارة، و ازدياد الاهتمام بها منذ عرف الإنسان ضرورة و أهمية التخطيط لأنشطة و تنظيمها و الرقابة عليها منذ ألاف السنين، و يرجح البعض نشأة الإدارة إلى ثلاث و أربعة ألاف سنة ماضية، و لقد تعرض الفكر الإداري إلى تطور ملموس في شكل كتابات الموثقة و العلمية خلال القرن العشرين.

      على الرغم أن الإدارة في مجالات التربية البدنية و الرياضية من المهن التي ارتبطت بظهور هذه المجالات، فإن هناك عدة ملاحظات على تطور الفكري الإداري الرياضي هي في الواقع ملاحظات على التطور الفكري الإداري بشكل عام، لكنها تجسدت في المجال الرياضي لتنوع أنشطتها، و تباين مستويات العمل الإداري فيها هذا بالإضافة إلى ارتباطاتها أصلا بالعمل في الأداء البشري، الذي بدوره مملوء بالمشكلات و المعوقات النفسية و الاجتماعية و من أهم الملاحظات أن أهم روافد علم الإدارة و العلاقات الاجتماعية، تمثل هذه العلاقات و الانعكاسات للواقع السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي للمجتمع ككل، فالفكر الإداري في المجال الرياضي هو المحطة طبيعة لنواتج هذه المتغيرات في أي مجتمع و في أي صورة من أطوار نموه.

      فتطور الفكر الإداري الرياضي مرتبط ارتباطا وثيقا بما يحدث تطور في الفكر الإداري، على مستوى الدولة ككل و في مختلف قطاعتها بل و انه يمكن القول بأن الرياضة بمجلاتها المختلفة، إنما تعكس مدى ما حققه الفكر الإداري من تطور فهي تحقق في قيمتها ما قد لا تحققه مجالات أخرى من مكانة دولية.

      هذا بالإضافة إلى أن الاهتمام في الدول النامية يتركز على أنشطة المجال الرياضي التطبيقية نفسها، و تعتبر الإدارة عنصرا ثانويا لذا فإن التاريخ التطور الفكري الرياضي و بخاصة في الوطن العربي لم يظهر إلا منذ فترة قصيرة و هذا يعني أننا نحمل المسؤولية على من يؤرخون للفكر الإداري الرياضي، و لكن عدم ثبات القوانين و كثرة التشريعات و تغيير الإدارات العليا، جعل من الرياضة في الوطن العربي مجالا يزخر بالمبدعين و هواة العمل التطوعي شكلا إلزاميا موضوعيا فقط، مما أدى إلى انشغالهم بأمور بعيدة كل البعد عن دعم الفكر الإداري الرياضي، و تسجيل تاريخه  و ما يطرأ عليه من تطور و ان كانت المدارس الفكرية في الإدارة علم عام و قد تصارعت على القمة فان انتساب حقيبة تاريخية معينة لمدرسة فكرية معينة، لا يعني أبدا اقتصار هذه الفترة على نشاط الفكر دون غيره، فظهور أي فكر إداري جديد لا يعني إلغاء ما قبله، فهو لم يكتب له الظهور إلا من خلال تأثير ما سبقه، و حاله في ذلك حال المذاهب الفلسفية و مدارس علم النفس.

      فأصحاب مدارس الفكر الإداري هم أشبه ما يكون بأصحاب النظريات في علوم النفس و الاجتماع، إذ يتناولون الإدارة من وجهة نظر صحيحة، في كل حالة و يبنون تصنيفاتهم و تقسيماتهم و مبادئهم على أسس منطقية، و الإدارة كعلم عام أسبق من أن يكون علما تطبيقيا في الحياة المختلفة، بمعنى أن معدلات الانجاز المختلفة التي حققها علم الإدارة تفوق بكثير ما يمكن أن يكون قد حققه أي مجال تطبيقي، و إذا ما قارنا المجال الرياضي بأي مجال أخر من مجالات الحياة في الوطن العربي، نجد انه لم يحظى بالإهتمام الكافي من علماء الإدارة لكي يطبقوا في مبادئهم و نظرياتهم، زانه من المجالات التي تركت للخبرة الشخصية، و الانتماءات السياسية و الرغبة في تحقيق المنفعة الخاصة.

       

      2-4 مكونات الإدارة الرياضية:

      لقد حلل الإداري الأمريكي ( Kanz ) الإدارة الرياضية فوجد أنها تتضمن أربعة مكونات أساسية و هي:

      - العمل البشري.

      - العمل الجماعي.

      - المنظمة التي تعمل الإدارة لأجلها.

      - القائد الإداري.

       

      2-5 المهارات الأساسية في الإدارة الرياضية:

      لقد أشاد الإداري الأمريكي (Kanz  ) بأن الإدارة الناجحة تعتمد على ما يلي:

      2-5-1 المهارات الفنية:

      و قد وصفها (  Kanz) بأنها التفهم الكامل و الكفاءة في نوع خاص من الفعاليات وهي تتضمن معلومات خاصة و قابلية  كبيرة للتعليل في ذلك الاختصاص و القدرة على كيفية استخدام التقنين في المجال الرياضي.

      2-5-2 المهارات الإنسانية:

      القابلية الدقيقة للعمل بشكل فعال كمجموعة واحدة من العاملين لغرض تعاون و تجانس تام في ذلك الفريق الذي يعمل معه أيضا و تتضمن معرفة الآخرين و القدرة على العمل معهم بشكل فعال و بعلاقة جيدة.

      2-5-3 مهارة الاستيعاب الفكري:

      القدرة على ربط الأجزاء الدقيقة و هذا يعني النظرة الشاملة و الكلية للمنظمة التي يعملون فيها و كيفية اعتماد أقسام تلك المنظمة على بعضها البعض.

         إن إدارة التربية الرياضية تعتبر من أهم و أصعب الوظائف الإدارية في أي مجتمع يسعى لرعاية شبابه و بذلك فهي تعتمد بالدرجة الأولى على القادة و الرواد و المشرفين و الموظفين و جميع العاملين في مجالاتها و ميادينها الواسعة كما تعتمد على المؤسسة بالدرجة الثانية و على المنشأة و المرافق و المعدات و الأدوات بالدرجة الثالثة.

       

       

      2-6- وظائف الإدارة الرياضية:

      ×                2-6-1- وظيفة التخطيط:

      يعتبر التخطيط الوظيفة الإدارية الأولى، للقيام بأي نشاط و هو التحليل بيانات عن الماضي و اتخاذ قرارات في الحاضر لبناء شيء في المستقبل، لذا فان أول ما يميز التخطيط هو ارتباطه كوظيفة إدارية بالمستقبل، و بالتالي بالقيمة التنموية، و قد يفسر ذلك عدم لجوء الكثير من العاملين في المجال الرياضي لمختلف قطاعاته، إلى التخطيط  في أعمالهم خوفا من المخاطرة في اتخاذ القرارات، و اختيار من بين البدائل المتاحة ما يرتبط بشيء غير معلوم.

      و يعرفه فايول بأنه "الواقع الذي يشمل التنبؤ بما يكون عليه المستقبل مع الاستعداد لهذا المستقبل". و يعرفه إبراهيم سعد الدين على أنه "مجموعة النشاطات و الترتيبات و العمليات اللازمة لإعداد و اتخاذ القرارات المتصلة بتحقيق الأهداف الاقتصادية و الاجتماعية  والسياسية بالمجتمع في وقت معين".

      كما عرفه علي السلمي بأنه "تحديد الأهداف التي يسعى المشروع إلى تحقيقها و رسم الخطط و البرامج الكفيلة بتحقيق تلك الأهداف آخذا بعين الاعتبار الإمكانيات و القيود التي تفرضها ظروف مناخ العمل المحيطة بالمشروع".

      من خلال ما سبق يمكن تعريف التخطيط بشكل عام على انه جهد موجه و مقصود و منظم لتحقيق هدف أو أهداف معينة في فترة زمنية محددة و يجهد و مال.

      أ‌-                   أهمية و مزايا التخطيط:

      التخطيط هو الذي يرسم صورة العمل في شتى المجالات و يحدد مساره  وبدون التخطيط تصبح الأمور متروكة للقدر أو للعمل العشوائي غير الهادف و من أهم مزايا التخطيط:

      تتجلى فيما يلي:

      ü                 1- يوضح الطريق الذي يجب أن يسلكه جميع الأفراد عند تنفيذ الأعمال و كذا توضيح الأهداف لكي يسعوا لتحقيقها.

      ü                 2- - يبين مقدما جميع الموارد اللازم استخدامها  كما و نوعا و بذلك يمكن الاستعداد لكل الضر وف و الاحتمالات.

      ü                3- يساعد على التخلص من المشاكل و العمل على تفاديها قبل حدوثها مما يزيد الشعور بالأمن           و الاستقرار.

      ü                 4-يمكن بواسطة التنبؤ بالاحتياجات البعيدة ( العمالة و الموارد المستقبلية على المدى البعيد أو ما يسمى بالتخطيط الاستراتيجي ).

      ü                 5- يعمل على الاستغلال الأمثل للإمكانات المتاحة مما يؤدي إلى تخفيض تكاليف المنشآت إلى أدنى حد.

      ü                6- الأساس الأول لعمليات الإدارية و بالتالي المساهمة في تناسق الوظائف الأخرى و لا يمكن أن تكون وظائف أخرى دون أن يكون التخطيط.

      ü                7- يحقق الأمن النفسي للأفراد و الجماعات ففي ظل التخطيط يطمئن الجميع إلى أن الأمور التي تهمهم قد حسب حسابها و أعدت عدتها.

      ب‌-               مراحل التخطيط:

              - تحديد الهدف بوضوح.

                      - جميع الحقائق و المعلومات المتصلة بالمشروع.

                      - تبويب المعلومات في أبواب متجانسة.

                      - تحليل هذه المعلومات.

                      - وضع عدد من الخطط البديلة.

                      - وضع فروض العمل على تحقيق الأهداف.

                      - دراسة الخطط و اختيار الأصلح منها.

                      - وضع برامج التنفيذ وفق للأولويات في التنفيذ و الترتيب الزمني.

       

       

       

      ×                2-6-2- وظيفة التنظيم:

      هو مجموعة من الأفراد تعمل بطريقة معينة للوصول إلى هدف معين، أي أن التنظيم يعني بناء هيكل داخلي للأعمال و علاقتها ببعضها البعض و بناء الهيكل يتضمن تحديد المهام و الأنشطة التي يجب أن تؤدي إلى لتحقيق أهداف المنظمة.

      و يعرف أيضا على أنه عملية تجميع و تحديد العمل المطلوب أدائه مع تحديد السلطة و المسؤولية و تصميم العلاقات بهدف تمكين الأفراد بأكثر فاعلية لتحقيق الأهداف.

      و يعرفه هنري فايول بأنه " إمداد المشروع بكل ما يساعد على تأدية وظيفته مثل المواد الأولية أو الآلات و رأس المال و المستخدمين و تقتضي وظيفة التنظيم من المديرين إقامة العلاقات بين الأشخاص بعضهم ببعض، و بين الأشياء ببعضها البعض ".

      و يعرفه شيلدون انه "عملية أو مرحلة تجمع بين العمل الذي يجب على الفرد أو المجموعات القيام به مع الإمكانيات أو القدرات اللازمة لتنفيذه من اجل أن نعطي الواجبات بهذا الشكل، و هو أحسن الطريق لتطبيق الايجابي الكفء المتناسق المنظم".

       

      أ‌-                   أهمية التنظيم:

      التنظيم هو تحديد المسؤولية و السلطات و العلاقات بين الأشخاص في الجهد الجماعي يقصد تحقيق الأهداف المحددة و يتم التنظيم وفق خريطة تنظيمية صحيحة، بصورة مباشرة أو غير مباشرة حيث يوضح ما يلي:

      ü                1- تقسيم العمل على الإدارات أو الأقسام أو المجموعات يسهل إدارتها.

      ü                2- تحديد العلاقات و طرق الاتصال بين الإدارات و الأقسام المختلفة في المنشاة.

      ü                3- تحديد التسلسل في الصلاحيات و السلطات جميع العاملين في المنشاة و بالتالي المسؤولية المرتبة عليم نتيجة الصلاحيات و السلطات.

      ü                4- يهيئ التنظيم الكيفية التي يتم بها إرسال و استقبال القرارات الصادرة من مراكز السلطة المختلفة.

      ü                5- يكفل التنظيم بتهيئة سبل الاتصالات الرسمية و غير الرسمية بين مختلف أنحاء هذه الوحدة الإدارية.

      ü                6- يهيأ التنظيم الجو الملائم للتدريب أعضائه و تنمية مواهبهم  و تزويدهم بما هم في حاجة إليه من

       أساليب معروفة بما يحفزهم و يضاعف من إخلاصهم و ولائهم.

      و يتم التنظيم الوظيفي على مرحلتين:

        أ - تصميم الهيكل الوظيفي.

       ب- الجمع بين المناصب الإدارية و بين الأشخاص الملائمين بها وتظهر أهمية التنظيم في خمس زوايا رئيسية هي:

                      - التنظيم يقسم العمل بين العاملين.

                      - التنظيم ينقل القرارات إلى أجزاء منظمة سواء من الأعلى إلى الأسفل أو من الأسفل إلى الأعلى.

                      - التنظيم يحدد أسلوبا نمطيا في العمل.

                      - التنظيم يوفر نظاما و معلومات للاتصالات.

                      - التنظيم يوفر و يحقق التنمية و تدريب العاملين.

      كما أن هناك عدة مبادئ هامة تزيد من أهمية و فاعلية التنظيم هي:

      * مبدأ ضرورة التنظيم: إذا زاد عدد الأفراد في أي عمل عن واحد وجب تقسيم الواجبات و المسؤوليات            و إعطاء السلطات المناسبة.

      * مبدأ هدف التنظيم: ضبط المجهودات الجماعية في قالب واحد للوصول إلى الأهداف الكلية دون تضارب.

      *مبدأ التخصيص في العمل: تخصيص و تقسيم العمل يؤدي إلى سرعة تنفيذه و تحسن أدائه.

      *مبدأ الوظيفة : هو أن يقوم المشروع على أساس وظائف و ليس حول الأشخاص.

      *مبدأ وحدة الهدف : اتفاق الأهداف القومية مع أساسيات المشروع.

      *مبدأ التجانس في العمل: تقسيم أوجه النشاط المتشابهة في العمل تجنبا للتضارب.

      * مبدأ تكافؤ السلطة مع المسؤولية.

      * مبدأ نطاق الإشراف: و يشرف كل إداري على عدد معين من المرؤوسين حتى تتحقق الفاعلية في الإشراف.

      * مبدأ تفويض السلطة: تفويض السلطة في المستويات الإدارية الأقل بقدر الإمكان حتى يتم تنفيذ الأعمال

      بسرعة و على خير وجه.

      * مبدأ إمكانية إدارة المشروع: إعطاء الاستقلال الإداري إلى حد كبير للوحدات الإدارية إذا زادت الأعمال في المشروع بشكل يصعب إدارته.

      * مبدأ مرونة التقسيم: يجب أن يكون التنظيم مرنا أي يسمح بمقابلة التغيرات التي تحدث داخل المشروع  و خارجه دون الحاجة إلى إحداث تعديلات جوهرية في الهيكل التنظيمي.

       

      ب- أنواع التنظيم

               - التنظيم الرسمي.

               - التنظيم غير الرسمي.

         1- التنظيم الرسمي: و هو الذي يهتم بالهيكل التكويني للمؤسسة و بشكلها أو مظهرها الهندسي و بتحديد العلاقات و المستويات و تقسيم الأعمال و توزيع الاختصاصات كما أراد لها المشروع أو المخطط أو كما وردت في الوثيقة الرسمية للمؤسسة و تحاول نظرية التنظيم الرسمي الوصول إلى البناء المنطقي و التحديد العلمي لوظائف

      كل الأجزاء و أداء كل عملية من العمليات التي تكون الناتج النهائي لعمل المؤسسة و يقتضي التنظيم الرسمي أن تضم كل مؤسسة حتى التنظيم الحكومي على شكل هرم ذي قاعدة عريضة تضم الوحدات على المستوى التنفيذي و هذه القاعدة تدعم التكوين الهرمي المدرج لأعلى في شكل أقسام و إدارات و مصانع و هكذا حتى قمة التنظيم حيث تتركز القيادة في شخص يمارس السلطة الكاملة على المؤسسة كلها.

         2- التنظيم غير الرسمي: و هو الذي يهتم بالاعتبارات و الدوافع الخاصة بالأفراد و التي لا يمكن توضيحها بطريقة رسمية مخططة على أساس أنها تتولد تلقائيا و تنبع من احتياجات العاملين بالمؤسسة و سلوكهم، و التنظيم غير الرسمي ينشأ نتيجة للدور الاجتماعي الذي يلعبه بعض الأفراد في حياة المؤسسة و هذا التنظيم غير الرسمي يرتب أنماط سلوك غير رسمية و طريقة معينة يتبعها الأفراد في الواقع في تصرفاتهم.

      و من ثم فالتنظيم غير الرسمي قد لا يتفق بالضرورة مع المخطط الرسمي و هو يهتم بالتنظيم كما هو كائن لا كما يجب أن يكون رسميا والجماعة الصغيرة هي احد عناصر التنظيم غير الرسمي الهامة،و من الملاحظ أن الأعضاء في الجماعة الصغيرة قد تنمى لديهم مشاعر انتماء قوية إليها بما لا يتوافق بالنسبة للمؤسسة الكبيرة التي يعملون بها، و التنظيم غير الرسمي لا يأخذ قوانينه و قواعده الغير الرسمية من الأعلى إلى الأسفل في صورة أمرة أو تعسفية بقدر ما  تنمو خلال التجربة العلمية و الاحتكاك و التفاعل المستمر الحادث في المؤسسة من أسفل لأعلى.

       

      × 2-6-3- وظيفة التوجيه:

          التوجيه وظيفة أساسية للعملية الإدارية و هو مثل باقي الوظائف مرتبط مع الوظائف الأخرى و يتم عن طريق الإشراف على المرؤوسين و الاتصال بهم بهدف إرشادهم و ترغيبهم في العمل و قيادتهم أثناء سير العملية التنفيذية ثم تقويم أداء العاملين بالوظائف التنفيذية فالتوجيه ليس إلا عملية اتصال و أسلوب من أساليب القيادة  و يرتبط التوجيه أيضا بوجود الدوافع و الحوافز أو عدم وجودها.

      و يعرفه إبراهيم عصمت و أمينة احمد حسن بأنه "عملية اتصال بين الرؤساء و الإداريين و الفنيين على اختلاف مستوياتهم بأجهزة التنفيذ و إصدار التعليمات إليهم و إرشادهم على كيفية تنفيذ الأعمال".

      و يرى صلاح الشنواني أن " التوجيه هو الخطوة التنفيذية ".

        و يعرفه علي الشرقاوي و عمر غنايم بأنه " العملية التي يتم بها الاتصال بالعاملين من مرؤوسيهم لإرشادهم  و التنسيق بين جهودهم و قيادتهم لتحقيق الأهداف ".

      و يعرفه إبراهيم الغمر بأنه "العملية التي تضمن تنفيذ العاملين للمهام الملقاة على عاتقهم فأغلب الأعمال التي يتم تنفيذها تتطلب تضافر جهود من الأفراد و يتم ذلك تحت قيادي ملائم يسعى لتحقيق نوع من الاتصال مع الأفراد و ذلك بتحفيزهم  بالأسلوب الملائم لحاجاتهم البشرية ".

      كما يعرفه السيد الهواري على انه " الاتصال بالمرؤوسين و إرشادهم و ترغيبهم للعمل لتحقيق الأهداف  و بذلك يحلل التوجيه إلى عنصرين مترابطين:

                      - الاتصال بالمرؤوسين من قبل الرئيس (لإعطاء التعليمات و الحصول  على المعلومات).

                      - القيادة و تنمية التعاون الاختياري.

      أ‌-     أهمية التوجيه:

       تتجسد فيما يلي:

      ü   1- تتيح الفرص لإيجاد الثقة ممن يصدر الأوامر و بالتالي إحاطته الشاملة بالمواقف و قدرته على المواجهة الأزمات.

      ü                2- يوفر و ينمي الإخلاص للرئيس من طرف المرؤوسين.

      ü    3- يسمح التوجيه بزيادة نسبة الثقة في المرؤوسين من خلال تكليفه حيث ينمي ثقته بنفسه و قدراته  و كفاءاته المهنية و تزيد من أدائه الإداري.

      ü                4- التوجيه ركن أساسي من أركان العملية الإدارية لا يمكن التخلي عنه.

      ü                5- التوجيه يتيح للمرؤوسين العمل ضمن ضرورات التنظيم السليم برجوعهم إلى الرئيس الواحد.

         ب- مبادئ التوجيه:

                    - إيجاد الثقة بمن يصدر الأمر و بعمله و بإحاطته الشاملة بالموقف و القدرة على مواجهته.

                    - تنمية الإخلاص للرئيس.

                    - إشعار المرؤوسين بالثقة بهم و تنمية ثقتهم بأنفسهم و بقدراتهم.

                    - أن يكون التوجيه واضحا و مفهوم و في اختصاص من يصدر إليه و في حدود قدرته على التنفيذ.

         ج - الأبعاد الرئيسية لعملية التوجيه:

                    - انه عمل ديمقراطي يسيره التفاهم و التعاون عن طريق النصح و الإرشاد بدلا من إصداره.

              - انه يركز على مساعدة العاملين في تحسين مستويات أدائهم.

              - انه يعطي الموجه قيمته من حيث قوة أفكاره و مهاراته و معلوماته المتجددة و خبراته المتطورة و ليست من حيث مكانته و سلطته.

            - انه برنامج متكامل و محدد و هادف نحو تحسين العملية الإدارية مستخدما  أساليب الاتصال المتنوعة.

            - انه لا يعتبر التقييم هدفا في حد ذاته بل  وسيلة لتحسين الأداء و الارتفاع بمستواه.

         د- أغراض التوجيه و أهدافه:

           - تحسين الأداء.

      -       تقييم عمل المؤسسات و تقديم المقترحات لتحسينها.

      -       تطوير النمو المهني و الفني للعاملين و تحسين مستوياتهم و أدائهم.

      -       تحسين استغلال و توجيه الإمكانات البشرية و المادية.

         و- أنواع التوجيه: يوجد نوعان من التوجيه:

                  - التوجيه الفني.

                  - التوجيه الإداري.

       

       

      × 2-6-4- وظيفة الرقابة:

      الرقابة عبارة عن السلسلة أو الحلقة الأخيرة من سلسلة العمليات الإدارية إن صح القول حيث تشمل التصرفات الفعلية بالخطط الموضوعة و اتخاذ الإجراءات التصحيحية الضرورية في حينها.

      و الرقابة هي متابعة عمليات التنفيذ لتبين مدى تحقيق الأهداف المراد إدراكها في وقتها المحدد و تحديد مسؤولية كل ذوي سلطة والكشف عن مواطن العيب و الخلل التي يمكن تفاديها و الوصول بالإدارة إلى أكبر كفاية ممكنة.

      و تعرف الرقابة على أنها "عبارة عن التأكد من أن ما تم عمله يتماشى مع ما تم التخطيط له مسبقا"، و هو أيضا "التحقق من أن فعاليات العمل تسير وفقا للخطط المعتمدة و التعليمات و الإجراءات و السياسات الموضوعة في ذات الوقت تهدف إلى التعرف على مواضيع الإخفاق و إصلاحها كما أن الرقابة تقوم النتائج المتحصل عليها و مقارنتها بأهداف الخطط أو معايير الانجاز و من ثم التعرف على أسباب انحراف النتائج الفعلية عن النتائج لمطلوب تحقيقها مع اتخاذ إجراءات التصحيح عندما يكون ذلك ضروريا".

       

      أ‌-     أهمية الرقابة:

      يرى فايول: "أن مهمة الرقابة في أي منشأة هو التحقق من كل شيء يحدث وفقا للخطة الموضوعة و التعليمات الصادرة و المبادئ المقررة،كما و تهدف الرقابة إلى إظهار نقاط الضعف و الأخطاء حتى تعمل المنشآت على تفادي وقوعها أو تمنع من حدوثها مرة أخرى".

      و للرقابة أهمية كبيرة يمكن أن نلخصها فيما يلي:

      ü      1- الرقابة تقوم بالتطبيق القوانين و التشريعات القضائية المعمول بها على أرض الواقع.

      ü      2- تحدد المشكلات و العقبات و المعوقات التي تعترض العمل التنفيذي و تأثر في مدى كفايته.

      ü      3- تتيح الفرص لمعرفة السياسات المالية و كيفية التعرف عليها و هل هي وفق الخطط المسطرة والمقررة.

      ü      4- تحدد العناصر أو الموظفين (المرؤوسين) ذوي الكفاءات من عدمهم و تتيح فرصة ترتيب الموظفين كل حسب درجته.

      ü      5- تحافظ و تصون حقوق الأفراد و العاملين.

      ü      6- الرقابة تساهم في ترشيد عملية اتخاذ القرارات.

         ب- أبعاد الرقابة:

      تحقق الرقابة بعدين هامين في الهيئات الرياضية هما:

      1- تحقيق الوقاية:حيث تعمل على حماية الهيئة الرياضية من الأخطاء التي قد تتعرض لها من العاملين فيها.

       2- تحقيق التنمية الكافية: حيث تهدف إلى التأكد من أن السياسات و النظم الإدارية الموضوعية و الخطط قيد التنفيذ تسير دون انحرافات من أجل تحقيق الأهداف بأكبر قدر من الكفاية.

       

        ج- فوائد الرقابة للإدارة الرياضية:

                  - تسهم في تحقيق الأهداف بفاعلية أكبر و في زمن أقل.

                  - حث و تشجيع الأفراد على القيام بأدوارهم.

                  - تحلل أسباب الخطأ و الإخفاق و تتعرف على وسائل التصحيح و العلاج.

                  - تكشف الأخطاء و الانحرافات قبل حدوثها أو في بدايتها للإسراع بعلاجها.

                  - التعرف على معوقات العمل و المشكلات التي تعترض العمليات الإدارة.

       

         د - خطوات الرقابة:

              - وضع المعايير الرقابية.

              - تقويم الأداء من خلال قياس ما تم انجازه فعلا.

              - تحديد ما إذا كان هناك انحرافا و تحديد درجته و ذلك من خلال مقارنة النتائج بمعايير الأداء.

              - تحديد أسباب الانحراف و تحليل هذه الأسباب.

              - تصحيح الاختلافات بين النتائج التي تم تحقيقها و النتائج المتوقعة طبقا للخطة.

      و- خصائص النظام الرقابي الفعال:

       كي يكون للنظام الرقابي فعالية يجب أن يتوفر فيه عدد من الخصائص منها ما يلي:

      1- الموضوعية: و ذلك حتى يستوعب المخطأ خطئه و يسعى لتصحيحه.

      2- المرونة: و تعني التلاؤم مع الواقع في حالة حدوث بعض التغيرات و لكن لابد للمرونة من حدود  و ضوابط بمعني أن لا يكون ذلك على حساب دقة العمل و ملائمته.

      3- التحديد الدقيق للعناصر الرقابية: مثل المطلوب رقابته و معايير القياس.

      4- الابتعاد عن تصيد الأخطاء: استخدام التشجيع بدلا من التصيد و البحث عن العمل الجيد.

      5- مراعاة البعد الإنساني: بث أجواء التعاون و المودة بدلا من إظهار صورة التفتيش و تولد الضغوط.

      6- الاستمرارية: من المهم أن تكون الرقابة على فترات متقاربة.

      ه-كيف تتم الرقابة: فيما يلي نحدد خطوات الرقابة:

                  - تحديد معاير الرقابة.

                  - قياس الأداء الفعلي.

      أ-  المعايير الرقابية: يجب أن تتناسب المعايير الرقابية من العملية الرقابية بما يحقق سرعة و دقة قياس الأداء حتى تحقيق أهداف الرقابة بأكبر درجة كافية ممكنة، و هناك أنواع الرقابة كما يلي:

      *الأهداف كمعيار رقابي: الهدف هو الأساس الأول لقيام الهيئة الرياضية و تحقيق الهدف من وجودها هو معيار نجاحها و تسعى الرقابة هنا  إلى تقيم درجات تحقيق الأهداف.

      * اللوائح و النظم و الإجراءات و السياسات كمعيار رقابي: اللوائح و النظم و الإجراءات و السياسات لها وسائل لتحقيق أهداف الهيئة أو المشروع الرياضي أو الالتزام بتنفيذها يعكس بقدر كبير مدى النجاح في تحقيق الأهداف.

      * الزمن كمعيار رقابي: المشروعات غالبا ما يتم تقسيمها إلى مراحل زمنية يعتبر  منها مرحلة و بيان ما تم انجازه في نهاية كل مرحلة يجعل من الزمن معيارا رقابيا.

      ب- قياس الأداء و أساليبه: بعد الانتهاء من تحديد المعايير  الرقابية تأتي مرحلة قياس الأداء و التي يتم في ضوءها و في ما يلي نقدم أساليب قياس الأداء:

      * القياس الفعلي باستخدام التقارير: هذا الأسلوب هام جدا خاصة في حالة تعدد المستويات الإدارية في الهيكل التنظيمي للمشروع أو الهيئة الرياضية برفع التقارير الرقابية.

           1- بنود التقرير: تتضمن بنود التقرير ما يلي:

                  - الهدف من العملية الرقابية.

                  - النتائج المتوقع تحقيقها.

            - ما تم تحقيقه فعلا من النتائج.

            - تحديد مدى الانحراف عن النتائج  المتوقعة و الأداء الفعلي.

           2- أشكال التقرير: هناك شكلان رئيسيان للتقارير هما:

            - التقارير التحريرية.

            - التقارير الشفوية.

      * القياس الفعلي بالملاحظة الشخصية: و تعني أن يقوم المراقب بالاطلاع بنفسه على الأداء ثم تسجيل الملاحظات في ضوء المعايير المحددة فيما يلي نحدد مزايا و عيوب الرقابة بالملاحظة الشخصية.

      1- مزايا القياس الفعلي بالملاحظة الشخصية:

             - سرعة اكتشاف و تصحيح الانحراف عن النتائج المتوقعة و الأداء الفعلي.

             - سهولة اكتشاف الانحراف.

             -  اختصار الوقت.

      2- عيوب القياس الفعلي بالملاحظة الشخصية:

             - غير صالحة لكافة الأغراض.

              - تعتبر مصدر إزعاج للقائمين على تنفيذ الأعمال.

              - تحتاج إلى مهارات عالية لانجاز المهمة الرقابية.

       

      2-7- النماذج الحديثة للإدارة الرياضيـــة:

      2-7-1- الإدارة بالأهداف في المجال الرياضي:

      الإدارة بالأهداف هي أسلوب علمي يجمع مختلف أساليب الإدارة التي تثبت فاعليتها و يستخدمها لتحقيق أهداف المنشأة من خلال تحقيق كل مستوى إداري لأهدافه و التي تسهم بدورها في الوصول لأهداف عليا للتنظيم، ذلك أن هذا النظام إذا طبق بالأسلوب الصحيح يشكل أساسا فعالا للتطوير و التنمية الإدارية حيث يرشد الإدارة لترجمة أهدافها إلى خطة عمل متكاملة وفق ظروف الوحدات الإنتاجية ثم التطبيق الواقعي لهذه الخطة، وصولا إلى الأهداف المخططة و يرجع اغلب المتخصصين في الإدارة بالأهداف إلى (بيتر دروكر)، الذي أشار إلى أن الإدارة بالأهداف قد وجدت منذ المبكرة للتعاون بين بني الإنسان، و قد أدمج (دروكر) بعض العناصر لنخرج منها الفلسفة المعروفة بالإدارة بالأهداف، حددها في النقاط الآتية:

             - إرساء أهداف واضحة و موجزة و مفهومة.

             - أن يشارك في عملية تحديد الأهداف كل من ينتظر منهم أن يعملوا في ظل الهيئة.

             - أن يكون تقييم الأداء على أساس النتائج.

      ومن المعروف أن مشكلة  تقويم الإدارة كانت  ومازالت تشغل بال المديرين حيث أن كل مدير يريد أن يتأكد أن:

      أ- العمل قد تم كما يجب طبقا للمعايير الموضوعية.

      ب- العامل قد أخذ حقه من التقدير المناسب و العائد الملائم.

      كانت و مازالت هناك طرق عديدة لتقويم أداء العاملين و لكن معظمها كان  تقليديا و إما يفتقر إلى الموضوعية أو لا يعطي الصورة الحقيقية لإنجازات العاملين، كما أن كل طرق تقويم الأداء تنصب على الماضي، فهي تنظر إلى أن ينتهي أداء العامل و تبدأ عملية التقويم. حيث فكر جماعة من الباحثين بطريقة مختلفة:

      لماذا لا نبدأ من نقطة النهاية؟  لماذا لا تكن بداية التقويم هي النتائج؟ و هنا  ظهرت طريقة جديدة تعرف باسم تخطيط و مراجعة العمل و هي أن:

      -         يتم تحديد الأهداف التي يراد من المرؤوس بلوغها.

      -         يتم وضع الخطة الآمنة لبلوغ هذه الأهداف.

      -         يتم صياغة المعايير التي  تقاس بها النتائج.

        كما أنها في السنوات الأخيرة بدأت تتطور و تستفيد من المستجدات الحديثة في الإدارة و تضيف أساليب متنوعة تلاءم التغيرات الجارية و خاصة في التسعينات و استعدادا لدخول القرن الجديد.

      و يمكن تقسيم نشأة و تطور الإدارة بالأهداف إلى أربعة مراحل:

       - المرحلة الأولى: و فيها نشأة الإدارة بالأهداف كطريقة لتقويم الأداء و تحسين الإنتاجية.

       - المرحلة الثانية: أصبحت أداة للتخطيط و الرقابة، يقوم الرؤساء و المرؤوسون فيها بتحديد الأهداف والمعايير.

       - المرحلة الثالثة: تبلورت في شكل عملية إدارية كلية تشمل وظائف الإدارة جميعا.

      - المرحلة الرابعة: بدأت الإدارة بالأهداف تتطور و تستفيد من النظريات و النماذج الإدارية الحديثة الابتكار.  

       

      2-7-1-1 مبادئ الإدارة بالأهداف:

      لا يزال هناك جدل حول أسلوب ممارسة الإدارة بالأهداف، فلم تظهر بعد مجموعة مبادئ متفق عليها في هذا الصدد، و قد نرى بعض التداخل في المبادئ سنتعرض لها كذلك فإنها ليست جامعة أو شاملة و هذه المبادئ هي:

         أ- التمييز بين الغايات و الوسائل:

      و يتضمن ذلك التعهد بفرض عام شامل لتحقيقه ثم تحديد مجموعة من الوسائل لانجاز هذا الفرض و أخذ كل من هذه الوسائل باعتباره غرضا فرعيا منفصلا و بذلك تصبح كل من الغايات و الوسائل أكثر عملية و تفصيلا و قابلة للحكم.

        ب- وضوح الهدف النهائي:

      إن وضوح الهدف النهائي مهم للغاية و من المحتمل أن يكون لكل تغيير في الظروف بعض التأثير على طبيعة الهدف لدى بعض المستويات، و بذلك فإن الفوضى قد تصيب بعض الأهداف الفرعية و تؤدي إلى انخفاض كفاءة الأداء.

         ج- المساندة التنظيمية:

      يجب أن يظهر التماسك داخل المشروع و لاسيما التي تظهر ظهورا واضحا في أوقات و ان تكون مشاركة الإدارة العليا ظاهرة لباقي التنظيم بشكل واضح.

         د- المرونة في تطوير الأهداف الأساسية:

      و تتضح هذه الظاهرة عندما يحاول مشروع ما أن يبقي على وجوده كمؤسسة بعد أن  ينجز مهمته الأصلية فقد يأتي وقت في حياة كل مشروع فيفكر في تغيير أهدافه كلية و لا يجب على نظام الإدارة بالأهداف أن يكون عديم الحساسية لهذه الغاية إذا ما  اضطرت الظروف لظهورها.

      2-7-1-2 خطوات تطبيق الإدارة بالأهداف:

      في ما يلي الخطوات الفعالة لتطبيق الإدارة بالأهداف:

         - تحديد الأدوار والمهام.

         - تحديد مجالات النتائج الرئيسية.

         - وضع مؤشرات الأداء.

         - الاتفاق على الأهداف.

         - تصميم خطة عمل.

         - المراجعة و الرقابة.

      2-7-1-3 مهارات الإدارة بالأهداف:

          - المهارات القيادية( تحسين التخطيط، كفاءة الرقابة، فعالية الإتصالات، زيادة التنسيق، تماسك النظم...).

          - المهارات السلوكية( المشاركة و الحوار، تحفيز العاملين، تعميق الروابط، الرقابة الذاتية، التفكير الإبداعي..).

          - المهارات النمطية و البيئية( إستغلال ثروات المجتمع، جودة السلع و الخدمات، تحقيق أهداف المجتمع...).

          - مهارات حل المشكلات( تحسين الأساليب، تنمية الموارد، زيادة الإنتاجية، فاعلية تقويم الأداء...).

          - مهارات التغير و التطوير.

       

      2-7-1-4 عناصر الإدارة بالأهداف:

      في ضوء ما تقدم يمكن القول أن الإدارة في الأهداف هي نظام تطبيقي و عملي للإدارة بموجب يشترك المدير و مرؤوسه في تحديد الغايات و الأهداف ثم تحديد العناصر المسؤولية لكل موظف في شكل نتائج منتظرة منه  و متوقع من تحقيقها، يلي ذلك إعداد خطة واضحة لتحقيق النتائج ثم الاتفاق على معايير لقياس الأداء ثم قياس نتائج التنفيذ و في نهاية الأداء يتم التقييم الإفادة في ضبط الأداء في المستقبل ليكون أكثر فاعلية نحو تحقيق الأهداف، إلا انه واقع التعامل في مجالات الإدارة المختلفة فانه يمكن تلخيص العناصر الأساسية التالية و التي تعتبر ضرورية لتطبيق ناجح للإدارة بالأهداف في الآتي:

      *الأهداف الرئيسية و الفرعية: و يحدد فيها بوضوح ما الذي يجب عمله و كيفية قياسه و في خلال أي فترة زمنية.

      *الخطة: سلسة الأنشطة التي عندما يتم استكمالها  بنجاح فإنها تؤدي انجاز الأهداف الأساسية.

      *الأداء: ما الذي يجب على الفرد أن يعمله للوصول إلى هدفه؟

      *أحوال العمل: الظروف المحيطة في  منطقة العمل.

      *معايير الأداء: العوامل التي يقاس الأداء بموجبها.

      *قياس الأداء: قياس ما يتم انجازه بناءا على المعايير المتفق عليها و التي توضح ما إذا كان التنفيذ نتيجة لتحقيق الأهداف من عدمها.

      *التقييم: مراجعة الانجاز النهائي للأهداف و تحديد مدى النجاح في إحرازها و مراجعة أسباب الأداء الجيد             و اتخاذ القرارات الجديدة للتغيير في  ضبط الأداء في المستقبل.

      2-7-1-5 مزايا الإدارة بالأهداف:

      - توجيه اهتمامنا لأداء العاملين في المستقبل و تؤدي إلى تغيير  في سلوك العاملين.

      - تنمى القدرة التخطيطية لكل المديرين المرؤوسين فهي ترفع من وعي المديرين بأهداف المؤسسة.

      - تجعل مهمة الإشراف و التوجيه سهلة عند إتباع منهج الإدارة بالأهداف.

      - تساعد على التعرف على المشكلات الفعلية للعمل الحالية أو المستقبلية.

      - يعتبر منهج الإدارة بالأهداف  ذو قيمة تعليمية لأنه  يرشد المديرين إلى  مهارات.

      - طرق توجيه و استثمار المرؤوسين و طاقاتهم.

      - تقوم بتقوية الاتصالات بين الإدارة و العاملين و نشر المعلومات بين الطرفين.

      - تساعد على وضع مقاييس موضوعية لأداء العمل.

      2-7-1-6 عقبات تطبيق أسلوب الإدارة بالأهداف:

                - عدم مرونة اللوائح.

                - عدم تقدير الإدارة العليا.

                - عدم الاستقرار في إدارة الأندية و عدم كفاءة بعض مجالس الأندية.

                - عدم توفر الإمكانات و قلة الإعتمادات المخصصة للإدارة الرياضية...

       

      2-7-2-إدارة الوقـت في المجـال الرياضــــي:

      إن النظرة الحديثة لإدارة الوقت تركز على إدارة وقت المدير أو من يعمل في مجال الإدارة الرياضية، باعتباره صاحب سلطة يؤثر على من يليه في الهرم الإداري إلى أن يصل هذا التأثير إلى العامل، فإدارة الوقت بالنسبة للعامل حسب النظرة الحديثة لإدارة الوقت هي مشكل رقابية يمكن التحكم فيها بسهولة من خلال وضع معايير محددة لوقت العمل و زمن ابتدائي و انتهائي وفق ما ورد في الخطة و التنظيم، أما إدارة الوقت بالنسبة للمدير هي أكثر تعقيدا نظرا لطبيعة و نشاطاته و علاقاته برؤسائه و مرؤوسيه و من يتعامل معهم من الزبائن و غيرهم في بيئة العمل الداخلية و الخارجية بالنسبة للمنظمة الرياضية.

         مهما كانت وظيفتك و مهما كان موقعك في السلم الوظيفي سواء كنت موظفا رسميا أو  متطوعا في  إحدى الهيئات الرياضية فإن عنصر الوقت يشكل موردا  أساسيا و مهما لابد أن  نتعامل معه بحكمة و مقدرة عالية، فقد أصبح الوقت يقاس بالثانية و الدقيقة بعد أن كان يقاس باليوم، و حسن استخدام أي من العاملين للوقت و بصفة خاصة أي من المشرفين و المديرون أصبح هو الفيصل للضمان تحقق الأهداف الكاملة، فلماذا لا نجيد استخدام الوقت في عملياتنا الإدارية ؟ و بكل  بساطة فإننا لا نخصص الوقت الكافي و لا الطاقة الكافية للتخطيط للاستفادة المثلى من أحد المصادر الرئيسة المتاحة لنا و هو الوقت.

      2-7-2-1 ما هـو الوقــــت:

      الوقت هو أهم ما نملكه من مصادر و لا نستطيع تخزينه فهو من الأشياء التي يستحيل تخزينها و كل ثانية أو دقيقة أو ساعة أو يوم يمر لا يمكن استعادته، و الوقت لا يمكن شرائه و كل ما  نملكه هو أن تصرف فيه و نستخدمه إما بطريقة سلمية أو نتركه يمضي دون استخدام مفيد، فالوقت ثمين و كما قيل" الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"، و لا يمكن تعويضه لأنه من المصادر النادرة و يمثل عنصرا ايجابيا و أساسيا للعملية الإدارية.

      2-7-2-2 أين يذهــب الوقــت:

      كل مدير مسؤول عن تنفيذ حجم معين من الأعمال و لكنه يحتاج لوقت يخصصه للترويح و الراحة من ضغط العمل. و لن يتحقق له ذلك إلا بتنظيم وقته فمن يستطيع التحكم في الوقت هو الذي يحصل على عشرة ساعات خارج نطاق العمل اليومي العادي دون حساب عدد ساعات  النوم. و المدير الناجح هو الذي يعلم أن القدرة هي التنفيذ الصحيح للوظيفة بينما الكفاءة هي القيام بالوظيفة الصحيحة ، و كم من مديرين لديهم القدرة على القيام بأعباء الوظيفة و رغم انشغالهم بأعبائها إلا أنهم لا ينجزون من الأعمال إلا القليل. فالمدير الكفء هو الذي يستخدم وقته في انجاز أعماله وفق أولويات يضعها لنفسه.

      2-7-2-3 كيف تنظم وقتك جيد ؟

      يعتقد كل مدير انه أحسن من ينظم وقته و يعتقد البعض أن مراكزهم الوظيفية هي التي تعكس ما يتمتعون به من قدرات و سلطة في إدارة و تنفيذ واجبات وظائفهم.

      و إذا أردت أن تتعرف على الطريقة التي  تدير بها عملك و هل هي سليمة أم لا فراجع القائمة التالية التي توضح السلبيات التي تتصف بها  الإدارة الغير سليمة  و كم من  هذه  السلبيات تنطبق على أسلوب عملك:

      - ليس  هناك وقت إطلاقا  لإنهاء الأعمال المهمة.

      - تستهلك الأعمال العاجلة وقتا  طويلا أكثر من الأعمال المهمة.

                      - الاستمرار في العمل لساعات متأخرة.

                      - إنهاء بعض الأعمال المنزلية.

                      - ليس هناك وقت للاطلاع على معلومات الحديثة في مجال عملي. 

                      - القيام غالبا بأعمال الآخرين.

                      - الشعور بالأهمية و عدم إمكان الاستغناء عن جهودك.

                      - الشعور الدائم بالقلق و ضغط الوقت. 

                      - حضور اجتماعات كثيرة جدا.

       

      2-7-2-4  نصائح إدارة الوقت بفاعلية:

      v   حدد أهدافك أولا ثم اكتبها و بعد ذلك ضع الأولويات.

      v   ركز على الأهداف و ليس على الأنشطة.

      v   حدد هدفا واحدا على الأقل  يوميا و حاول تحقيقه.

      v   سجل  وقتك بصفة دورية حتى تستطيع تحليل  كيفية استخدامك لوقتك.

      v   حلل  كل شيء  تقوم به نحو تحقيق  أهدافك.

      v   خطط وقتك  وضع خطة لكل  أسبوع و ما تتمنى  تحقيقه.

      v   اكتب  قائمة أعمال  يومية و لا تعتمد على النمط الارتجالي. 

      v   تأكد أن الساعة  الأولى من عملك  اليومي هي أكثر  الأوقات إنتاجا.

      v   لا تهدر  أوقاتك في الأشياء ذات الأهمية البسيطة.

      2-7-2-5 مراحل الوقت:

      و هناك أربعة مراحل  لعملية استخدام الوقت:

      أ- احتياجاتنا لتنظيم استخدام الوقت: يجب  في البداية أن يكون  هناك  اقتناع من  المدير للحاجة الملحة لإعادة  تنظيم استخدام الوقت فلن يتحقق  أي نجاح دون وجود هذا الدافع، و لم و لن يضيف أي مدير جديد في طريقة  أسلوب عمله الذي سيستمر من سيء إلى أسوء.

      ب- تجميع المعلومات: هناك عدة وسائل يمكن استخدامها في تجميع المعلومات و المهم أن يتم  ذلك بطريقة  منظمة. يعتقد بعض المديرين أنهم يتحكمون جيدا في وقتهم كما يعتقدون أيضا أنهم يعرفون أين يذهب وقتهم بالتحديد و لكنهم للأسف يعتقدون ذلك من واقع نضرتهم و حكمهم على أنفسهم أنهم أكفاء، و هذا ما يعرضهم لعدم الدقة حيث يرون ما يتمنونه فقط، و هناك فرق بين ما هو قائم و ما يجب أن يقوم  و يرتبط التنظيم باستخدام الوقت بتجميع المعلومات الصحيحة.

      ج- تحليل الوقت: عندما تكون لدينا قائمة توضح كيفية استخدام الوقت فإننا نستطيع من خلال تحليل  معلوماتها و التعرف على من سيستخدم وقته بطريقة سليمة و من يضيع وقته و لا يستفيد منه و الأسباب التي أدت إلى ذلك، و عندما تتضح لنا هذه الأسباب يمكن وضع السياسات و الخطط التي تجعلنا نتخلص منها  و نوجه جهدنا للطريق الصحيح.

       د- خطة العمــل: و هذه هي المرحلة الأخيرة حيث يقوم فيها المدير بوضع تصوره الجديد في  نظام استخدام وقته اليومي. و معنى ذلك أن تكون هناك أولويات حقيقية للأعمال المطلوبة و التي  تهدف إلى  تحقيق  الأهداف في الوقت المتاح.

      2-7-2-6 السلوك الإداري في  تحديد قيمة الوقت:

      يعرف السلوك بأنه سيرة الإنسان و مذهبه و اتجاهه في علم النفس بأنه حاجة الاستجابة الكلية التي يبديها كائن حي إزاء  أي موقف يجابهه.

      و هناك أربعة مراحل يمكن من خلالها تحديد السلوك الإداري المناسب لقيمة الوقت:

      - المرحلــة الأولى: تحليل الأنشطة تستنفذ الوقت.

      - المرحلــة الثانية: تحديد الأعمال لا تحقق عائدا أو إضافة.

      - المرحلــة الثالثة: تحديد الأعمال المكررة أو المعادة.

      - المرحلة الرابعة: تحديد الأعمال المستفيدة في الاتصالات.

      و هناك الكثير من المبادئ التي تساعدنا في تنظيم و تعديل سلوكياتنا نحو انجاز اكبر قدر من العمل بالاستخدام الأمثل لما هو متاح لدينا من الوقت و معلومات و قدرات العاملين.

      و كثيرا ما تقابلنا بعض المواقف نضطر فيها إلى تأجيل ما بأيدينا من أعمال للتفرغ لها و في بعض الأحيان يطلب منك إبداء رأيك في موضوع لم تنتهي من دراسته، فتضطر إلى تأجيل  إبداء رأيك، فنحن نؤجل جميعا بعض الأعمال من لآن آخر، و لكن هناك فرق بين تأجيل موضوع لأنه يتطلب مزيدا من الدراسة و بين تأجيل الموضوع لأنه غير مشوق أو لأنه من الموضوعات التي تتطلب جهدا  كبيرا، و كذلك كم مرة دخل عليك شخص و أبعدك عن تركيزك في ما تقوم به من أعمال، كم من مرة أمكنك أن تقول لهم ليس لدي وقت الآن، لذلك يجب أن تتعلم كيف تقول (لا) في الوقت المناسب.



    • ثالثا: مدخل الى شعبة الاعلام والاتصال الرياضي


      (01) مفهوم الاتصال

      يحيل مفهوم الاتصال على دلالات عديدة، وهو ليس بالأمر الجديد، إلا أن تكاثر التكنولوجيات الحديثة و اتساع دائرة الممارسات الاعلامية و اكتسابها شرعية لم يعد يجادل فيها الكثيرون قد ألحق بالمفهوم أبعادا جديدة أضيفت إلى ما هو موجود من رؤى، حيث جعلت من الاتصال قيمة محورية لمجتمعاتنا خاصة و نحن في بداية الألفية الثالثة.

      وفي الواقع أن تنوع وتعد تعريفات الاتصال مرده الى تصورات اصحابها و المدارس التي ينتمون اليها من ناحية، ومن ناحية اخرى فان الوسيلة الاتصالية و نوعية الموقف الاتصالي واهدافه، و غاياته و نوعية الجمهور المستقبل، اضافة الى زمان و مكان حدوث عملية الاتصال تتحكم هي الأخرى في تعريف الاتصال.

      ولعل التعدد في التعريفات دعا الكثير من الخبراء و الباحثين الى محاولة تصنيف هذه التعريفات في مجموعات و تناول كل مجموعة في اطار المعرفة المتخصصة.

      ويمكن الاشارة الى هذه التصنيفات و تطبيقاتها بصورة موجزة وذلك على سبيل المثال لا الحصر على النحو التالي :

       التعريفات الخاصة بالجوانب الإعلامية:

       التعريفات الخاصة بالجوانب الإعلامية:

      حيث تركز التعريفات التي تندرج تحت هذه المجموعة على الجانب الاعلامي للاتصال و من بين التعريفات نذكر :

      ديفيد برلو والذي يوضح بان الاتصال هو: العملية التي تتم بها نقل المعلومات والافكار والاتجاهات من شخص لأخر.

      اندرسون عملية الاتصال يقصد بها: العملية التي ينقل فيها شخص معين المعنى الى مستمع او اكثر من خلال استخدام رموز واضحة صوتية أو مرئية.

      التعريفات الخاصة بالجوانب التأثيرية او التوجيهية:

      ويركز الباحثون في تعريفهم في هذا الجانب على الآثار الممكنة للرسالة الاتصالية ومن بين هؤلاء الباحثين نذكر :

      تعريف سكينر: الاتصال هو سلوك شفوي او رمزي للمرسل و ذلك للتأثير على المستقبل.

      تعريف كارل هوفلانة : الاتصال هو العملية التي ينتقل بمقتضاها الفرد القائم بالاتصال منبهات عادة ما تكون رموز لغوية لكي يعدل سلوك الأفراد الاخرين.

      التعريفات الخاصة بالجوانب الاجتماعية:

      و تجد تحت هذه المجموعة التعريف الذي قدمه كل من :

       فيليبو : الذي يرى بأن الاتصال هو: تصرف اقناعي يحث الآخرين على تفسير الأفكار بالطريقة المقصودة لدى المتحدث و الكاتب.

       فيليبو : الذي يرى بأن الاتصال هو: تصرف اقناعي يحث الآخرين على تفسير الأفكار بالطريقة المقصودة لدى المتحدث و الكاتب.

       التعريفات الخاصة بالتفاعل:

      تعريف الندبرج : الاتصال هو عملية استخدام الاثارة و التفاعل بواسطة العلاقات و الرموز، وقد يكون الرمز حركات او صور او لغة او اي شيء اخر يعمل كمنبه للسلوك، وعموما ان الاتصال نوع من التفاعل الذي يحدث بواسطة الرموز والعلاقات.

      التعريفات الخاصة بالظروف و مشاركة المرافق الاتصالية:

      تعريف موريس : الاتصال هو اي ظرف يتوافر فيه مشاركة عدد من الأشياء في امر معين، و من ثم نجد ان الاتصال لا يتم عن طريق استخدام الرموز كوسائل للاتصال و لكن عن طريق عامل المشاركة وهذا ما جعل موريس يؤكد على أن وسيلة الاتصال هي تلك التي تحقق نوعا من المشاركة و التألف حول رمز او قضية او فكرة معينة و هذا ما جعله يرادف مشاركة الاتصال بأنه نوع من الشيوع حول وسيلة الاتصال ذاتها.

      تعريف موريس : الاتصال هو اي ظرف يتوافر فيه مشاركة عدد من الأشياء في امر معين، و من ثم نجد ان الاتصال لا يتم عن طريق استخدام الرموز كوسائل للاتصال و لكن عن طريق عامل المشاركة وهذا ما جعل موريس يؤكد على أن وسيلة الاتصال هي تلك التي تحقق نوعا من المشاركة و التألف حول رمز او قضية او فكرة معينة و هذا ما جعله يرادف مشاركة الاتصال بأنه نوع من الشيوع حول وسيلة الاتصال ذاتها.

       (02) أساليب و أنواع الاتصال

      ينقسم الاتصال إلى قسمين الاتصال اللفظي والاتصال الغير لفظي والذي يقوم على أساس اللغة المستخدمة وهو النوع الأول والثاني يعتمد على مستوى الاتصال من حيث أنه ذاتي وشخصي وجمعي وعام ووسطي وجماهيري.

      أولاً: الاتصال من حيث اللغة المستخدمة:

      ويقوم الاتصال في جملته على أشكال رمزية مستمدة من الثقافة التي يرتبط بها الشخص أو يتعلمها من خلال الخبرة الشخصية، فالطفل حينما يتعلم - كلمة معينة فإنها ترتبط في ذهنه بمعنى محدد كالصلاة مثلا وبالتالي هذه الكلمة مستمدة من الثقافة التي ينتمي إليها أما حينما يختار المراهقون الذين ينتمون إلى شلة معينة كلمة ما ليعطوها معنی خاصة فأنهم في هذه الحالة يتعلمون من الخبرة الشخصية ولكن كلا الشكلين قابل للانتقال طالما أن الرموز مسائل يمكن للإنسان أن يتعلمها وفي هذا المجال يتميز الإنسان تميزا واضحة عن غيره من الأنواع .

      ومن المؤكد أن اللغة صورة الاتصال، فهي التي تميز الإنسان عن الحيوان ولها مفاهيم متعددة حيث أنها الوسيلة الأكثر أهمية الاتصال الإنسان وهي تميل إلى الرمزية فمع تعريفات اللغة يمكننا أن نصل إلى أن وظيفتها الأساسية هي توصيل المعلومة السائدة وصيفة للسلوك الإنساني، ففي اللغة هناك ما يسمى بالإشارات والرموز، الذي يجب علينا التفريق بينهما والتمييز فكل منهما يستخدم بوضوح حيث يكون الفرق بينهما واضح ولديهم دلالة عند كل من المتصلين والمتلقين .

      فعالم الرموز هو دائما عالم للإنسان وهو ليس عالما وهميا بل إن الإنسان يستخدم الرموز كوسيلة للاستمرار في هذا العالم فهي جزء لا يتجزأ من تعاملاته المتبادلة أقرانه وبيئته ومن ثم فإنها لا تكتسب واقعیتها أو معناها إلا من خلال هذه التعاملات.

      هذا وتتميز الرموز بخصائص معينة لها مغزاها العميق بالنسبة للاتصال وهي:

      أولا أن الرموز تنتج بواسطة كائنات بشرية إذ ليس ثمة دليل مقنع على أن الكائنات غير البشرية تنتج الرموز وتستخدمها.

      وثانية أنها تتميز بالمغزى الاتصالي بقدر ما يكون هناك اتفاق مسبق من القائمين بعملية الاتصال وبين المتصل بهم على معانيها، ولذلك لا تكون للرموز أهمية في الاتصال.

      وثالثا أنها تنتج بقصد ترکيب أو بناء مواقف معينة يتميز أطرافها بأن لها مصلحة مشتركة

      وأنها تتصور وجود المصلحة.

      وهكذا نرى أن الإنسان هو الذي يعطي الرموز معناها ، من خلال استجابته لها، هذه الاستجابة التي تتحدد في اطار بيئة ثقافية واجتماعية مشتركة، تحقق نوع من المشاركة في المعنى وإعطاء الرموز مدلولاتها المعنية بها، من خلال الفهم المشترك العناصر البيئة الثقافية التي تشكل الإطار المرجعي للعملية الترميز هذه، وتضفي عليه درجة عالية من الفهم والتوقع لمعنى الرمز الذي يستقبله أو يرسله.

      وعلى ذلك فإن عملية الاتصال الجيد يتطلب وجود أرضية اجتماعية وثقافية مشتركة بين أطراف العملية الاتصالية، يعطي للرمز معناه وجميع الخبرات الإنسانية على اختلافها تخضع لعملية الترميز سواء كانت في صورة أفكار أو معلومات أو مهارات أو اتجاهات... إلخ.

      هذا وقد تحدث عملية الترميز هذه بشكل تلقائي مباشر " وقد تتطلب مهارة عالية ومتخصصة كي تتم ويتوقف ذلك على طبيعة العملية الاتصالية ذاتها من خلال عناصرها والهدف منها وأيضا من حيث طبيعة الموقف الاتصالی المحيط بها بشكل عام.

      ونستطيع التعبير عن النسق الرمزي باتجاهين :

      الاتجاه الأول: التعبير اللفظي.

      الاتجاه الثاني: التعبير غير اللفظي.

      وهناك علاقة بين الرسالة الغير لفظية والرسالة اللفظية فقد تكون شارحة لها أو - لها وكذلك قد تكون مدعمة لها أو معوقة لها.

      فالرسالة هنا جزء منها لفظي يؤيد تلك الرسالة أو ينفيها والتواصل بين اللفظ يعتمد على الجانب السلوكي والحركي والتعبيري لدى الأفراد.

      1- الاتجاه الأول: التعبير اللفظي:

      التعبير اللفظي ويتم من خلال استخدام الرموز اللفظية ويطلق عليها اللغة سواء كانت مكتوبة أو مسموعة أو منطوقة ويشمل كل أنواع الاتصال .

      يستخدم فيها اللفظ كوسيلة لنقل المعاني إلا أن اللفظ ذاته يدخل فيه أيضا التنوع والاختلاف، مثل درجة وشدة وحدة الصوت أو النغمة وبنط الكتابة أو وضوح الصورة بالإضافة إلى وضوح المعنى أيضا فهناك مثلا المعنى المتضمن للكلمة والمعنى المشار فيه فالأمر يتوقف فهمه على قدرة الإنسان على فهم دلالات الرموز ومعناه كما يقصده المرسل.

      والتعبير اللفظي هنا ضرورة لكل مجتمع إنساني، فمن خلال اللغة اللفظية يتم صناعة الفكر من خلال البحث والتخطيط والتنفيذ الذي بدونه يصعب تطور الثقافة الإنسانية، وعن طريق اللغة أمكن تسجيل الجزء الأعظم من التراث الإنساني ونقل الخبرات إلى الحاضر حيث عمر الإنسان الثقافي هو عمر البشرية ومن خلال قدرة الإنسان على نقل ثقافته عبر الزمان والمكان عن طريق استخدام النسق اللغوي باعتبار أن استخدام الألفاظ والكلمات تعد وسيلة الناس غالبا ما يقدرون قيمة الكلام، ويعتبرون الصمت مؤشر ضعف في كثير ولكن هذا الاتجاه الشائع نحو الصمت أو نحو غياب الصوت الكلامي هامة لنقل المعرفة والمعلومات وتحويلها إلى خبرات مشتركة لها دلالاتها ومعانيها".

      2- الاتجاه الثاني: التعبير غير اللفظي

      تعتبر دراسة التعبير غير اللفظي حديثة نسبية، حيث ظل الناس يعتقدون لفترة طويلة أن الاتصال لا يمكن أن يحدث بغير استخدام للكلمات ، وربما يرجع ذلك إلى أن معظم الثقافات تعلق أهمية كبرى وتأكيدا عظيما على تأثير الكلام، وفعاليته، وبرغم وجود بعض الأقوال المأثورة كذلك القول الذي يشير إلى أن «السكوت من ذهب، وأن وصورة واحدة خير من ألف كلمة، إلا أن من المواقف الاجتماعية، وليس أدل على ذلك من أن الأعضاء الصامتين في

      الجماعة ينظر إليهم عادة باعتبارهم أقل الأعضاء فعالية وتأثيرا فيها.

      هو في حقيقته إغفال بل وسوء فهم لطبيعة الاتصال ذاته فالإنسان لا يستطيع إلا أن يتصل، وهو لا يجد للاتصال بديلا، إن نماذج الصمت ومختلف مظاهر الاتصال غير اللفظي الأخرى، هي في حقيقة أمرها تعبيرات منظمة تشير إلى مجموعة معاني يستخدمها الإنسان أو يقصدها في احتكاكاته بالآخرين.

      ولذلك فإن الاتصال الفعال بين الأشخاص يعتمد إلى حد بعيد على الصمت، لأن الناس لا يتحدثون بصفة غير منقطعة، بل يتخلل حديثهم وقفات، يفكرون خلالها فيما سوف يقولون كما يقومون فيها بصياغة عباراتهم واختيار ألفاظهم، وفضلا عن ذلك فهم يصمتون عندما ينصتون إلى حديث الآخرين وللصمت نماذج كثيرة جدا، لكل منها معناه ومضمونه ونتائجه بالنسبة

      العملية الاتصال ذاتها. ومن بين هذه النماذج - على سبيل المثال لا الحصر -

      نذكر:

      ّ صمت الإنسان عندما يكون غاضبا أو مصابا بحالة من الإحباط، ولا يريد أن يعبر بكلمة واحدة عن حالته هذه.

      ّ الصمت أثناء الاستماع إلى حديث أو نشرة أنباء أو محاضرة أو رواية.

      ّ صمت الملل، الذي يعبر من الانسحاب من موقف، أو تقييم سلبي لما يجري، وعادة ينطوي على نزهة على التعالي الموجه إلى الطرف الآخر.

      ّ  الصمت الذي يحدث عندما لا يستطيع الشخص أن يفكر في شيئ يقوله.

         ّ صمت الشخص الذي يفكر في نقطة أثارها متحدث معين وهو يختلف عنه فيها.

         ّ الصمت عندما لا يفهم الشخص ما قاله المتحدث، إلى درجة أنه لا يستطيع يوجه سؤالا استفساريا.

      ّ  قد يكون الصمت علامة وقار وتبجيل أو تأمل.

         ّ الصمت الذي يعقب توجيه عبارة بطريقة ديماغوجية قاطعة، وكأن صاحبها يقول : هذا كل ما يمكن أن يقال ولا شيئ أكثر من ذلك.

         ّ صمت الأصدقاء أو المحبين عندما يلتقون ولا يحتاجون إلى أن يقولوا شيئا لكي يعبر عن مشاعرهم وعواطفهم ويكتفون بالابتسامة أو التسليم باليد، وهذا النموذج من نماذج الصمت يعكس أعمق مستوى العلاقات الإنسانية لأن الأشخاص الذين يعرف كل منهم الأخر معرفة جيدة لا

      يحتاجون إلى الكلام من أجل أن يكون اتصالهم وثيقة ، بل يكتفون بلمحة أو نظرة أو ابتسامة مفهومة .

       ّ صمت البلية ، وهو صمت مهيب قد يلجأ إليه الإنسان في حالة إحساسه بالأسى أو بالحزن العظيم، أو قد يضطر إلى اللجوء إليه عند مشاطرته الأحزان إنسان آخر.

      ّ صمت التحدي، وهو الذي يحدث مثلا عندما يعاقب الطفل ولا يعبر عن ألمه، أو يسال سؤالا ولا يجيب عليه أحيانا.

      والواقع أن ردود الفعل تجاه كل نموذج من هذه النماذج ينبغي أن تكون مختلفة، لأن كل نموذج منها يعبر عن شيء مختلف تماما عن الآخر.

      بعض نماذج الاتصال غير اللفظي الأخرى :

      1- نظائر اللغة: ليست الكلمة المنطوقة كلمة محايدة، بل إنها تتأثر بنبرة الصوت أو نغمته وبالتوكيد، وبالتغيير في مقامات الأصوات، والوقفات التي تتخلل إلقاء عبارة معينة، ودرجة الخشونة أو عبارة معينة، ودرجة الخشونة أو الليونة، وغيرها من العوامل غير اللفظية التي يطلق عليها نظائر اللغة Paralanguage ، فكلمة (نعم، وهي كلمة بسيطة، يمكن أن تعبر - في صورتها المنطوقة - عن العديد من المشاعر: كالغضب، أو الخوف، أو الإحباط، أو التمني، أو الموافقة ، أو اللامبالاة، أو التحدي، وذلك حسب الطريقة التي تنطق بها أو أسلوب التعبير الصوتي الذي تتخذه ونحن لا نأخذ الكلام في حياتنا اليومية بألفاظ فقط وإنما بخصائصه الأخرى غير اللغوية التي تسمى نظائر اللغة، حتى نستطيع أن ندرك معاني ما يقوله الآخرون لنا.

      وفي هذه الحالة لا نركز اهتمامنا على ما يقوله الآخرون فقط، بل نهتم أكثر بكيفية» قولهم له.

      2-  الإشارات: ربما تعتبر الإشارات Gestures، أول وسيلة من الوسائل التي طورها الإنسان في اتصاله بالآخرين، وتنطوي كل ثقافة من الثقافات المختلفة على نسق من الإشارات ذات المعنى والدلالة، والتي إما أن تصاحب لغة الكلام أو تؤدي بمفردها من أجل أن تغطي معنى معينة أو ترسل رسالة خاصة، وأما المعنى الذي يكمن وراء الإشارات فهو مسالة ثقافية خالصة وبالتالي يعتبر نسبية إلى درجة كبيرة، ومثال ذلك أن إيماءة الرأس تشير في بعض الثقافات إلى معنى الموافقة والتأييد، بينما تعني الرفض في ثقافات أخرى، وعادة ما يلجا الأشخاص إلى عدد كبير من إشارات اليد أثناء حديثهم، ومن أكثر الثقافات اعتمادا على التعبير اليدوي أثناء الكلام: الثقافة الفرنسية، والإسبانية، والإيطالية، وثقافات البحر المتوسط بوجه عام.

      3- تعبيرات الوجه وحركات الجسم: نادرا ما يكون الشخص المتحدث أو غير متحرك، بل أن الوجه يتحرك كثيرة أثناء الكلام، وكذلك جسم الإنسان، وهذه الحركات إنما تعبر تعبيرا بالغا عن المشاعر، والانفعالات، والعواطف، وردود الفعل، سواء كانت حركات مقصودة أو غير مقصودة.

      4- لغة الأشياء: بعض الثقافات تعلق أهمية كبيرة على المظهر الفيزيقي للإنسان، وعلى جاذبية هذا المظهر، تلك الجاذبية التي قد يختلف تعريفها من عصر إلى آخر ومن أسلوب متحدث إلى أسلوب آخر.

      وفي هذا الصدد أحد المهتمين بشؤون الاتصال غير اللفظي إلى العبارة التالية: إنك تعبر عن هويتك الخاصة وتنقلها إلى الآخرين بواسطة ذاتك المرئية.

      وتقوم الملابس بوظائف هامة من وجهة نظر الاتصال، فهي تعبر عن الانفعالات والمشاعر فضلا عن إنها تؤثر في سلوك من يرتديها وسلوك الآخرين نحوه، ومن ثم فهي تعتبر ذات قيمة اتصالية كبيرة، والمقصود بلغة الأشياء أي تلك المعاني التي يخلعها الإنسان على الأشياء التي يغلف بها ذاته، كالملابس ، والحلي وطريقة تصفيف الشعر، أو التي يجمل بها منزله كالقطع الأثرية أو التصميمات الجمالية وما إلى ذلك.

      5- الاتصال عن طريق اللمس: يعتبر اللمس أداة اتصالية قوية تعبر عن العديد من المشاعر: كالخوف، والحب، والقلق، والدفئ، والبرودة، وتعلق معظم الثقافات اهتماما كبيرا على اللمس كاداة اتصالية، فضلا عن أهميته كعامل من عوامل نمو الحياة الإنسانية في مراحل الطفولة المبكرة.

      وجدير بالذكر أن الاتصال بين الأشخاص لا يحدث في فراغ ولكنه يقع في سياق ثقافي معين، أي يتحدد طبقا لمجموعة معايير وقواعد، وقد لا يعي الإنسان ذلك السياق الثقافي الذي يمارس فيه اتصالاته مع الآخرين ويؤثر في سلوكه الاتصالي لأنه اعتبر مسألة مألوفة ومعتادة بالنسبة له، لكنه قد يدرك هذا السياق عندما يحتك بثقافات أخرى تختلف عن ثقافته، ومن العوامل التي تؤثر في الاتصال بين الأشخاص: الوقت، والمكان. حيث يمثل الوقت شكلا من أشكال الاتصال، ونقصد بذلك أنه يعامل - في كثير من الثقافات – باعتباره شيئا، فالإنسان يكسب وقته، ويخسر وقته، ويمنح وقته للآخرين، ويأخذ وقته والوقت سلعة نادرة في بعض الثقافات والمحافظة عليه تعتبر موضع احترام شديد في معظمها، بل أن هناك صلة وثيقة بين الوقت ونماذج السلوك المختلفة، حيث يتحاشى الناس الإتيان بنماذج سلوكية معينة في أوقات معينة بينما يمارسونها في أوقات أخرى.

      كذلك يؤثر المكان، أو الحيز في الاتصال بين الأشخاص بطرق مختلفة ، ولقد أكدت الدراسات التي أجريت على العلاقات المكانية أن إدراك الإنسان المكان أو الحيز هو وظيفة لظروف وعوامل ثقافية واجتماعية أكثر منها بيولوجية والإنسان يحب أن يمتلك المكان بل ويعتبره امتداد له، فتلك حجرة المدير، وهذا مكتب الرئيس، فضلا عن أن المكان يعتبر رمزا اجتماعية للتفوق أو  السلطة أو الهيبة ... إلخ. وعندما يلعب فريق كرة القدم على أرضه، فإنه يمارس سلوكه في مكانه الذي يملكه، وليس ثمة شك في أنه يستشعر الأمن والثقة أكثر مما يقوم باللعب على أرض فريق آخر، كما يلجا الناس في كثير من الأحيان إلى منطقة محايدة و عندما يقومون بعملية صلح بين طرفين متخاصمين أو إبرام اتفاقية أو حل مشكلة معينة، وذلك لما للمكان من تأثير تجاه القائمين على حيازته أو شاغليه، فضلا على تأثيره على الغرباء أيضا.

      إن من أهم خصائص الاتصال غير اللفظي أنه أمر لا يمكن تحاشیه او الهروب منه، فعندما لا يقول المرء شيئا ويظل صامتة فإنه في الحقيقة لم ينقطع عن الاتصال، بل يعكس نموذجا من نماذجه ، وإذا استطاع أن يكف عن الكلام فإنه لا يستطيع أن يكف عن الحركة وعن التعبير عن ذاته بوسائل أخرى :تحركات الجسم واليدين وتعبيرات الوجه.

      ولهذا يمكن الإشارة إلى أهم مزايا الاتصال غير اللفظي في التعبيرات التالية:

      أولا: أنه يعبر عن معلومات وجدانية، في مقابل تعبير الاتصال اللفظي عن معلومات تتصل بالمضمون». وتكون نماذج الاتصال غير اللفظي قادرة على إيصال المحب، والبغضاء، والكره، والاهتمام، والثقة، والرغبة، والدهشة والموافقة... وكذلك التعبير عن فئة عريضة من الوجدانيات الإنسانية التي لا يعبر عنها بطريقة لفظية.

      ثانيا: أن الاتصال غير اللفظي ينطوي أيضا على معلومات متصلة بمضمون الرسالة اللفظية، فهو يمدنا بأدوات لتفسير الكلمات التي نسمعها، وينطبق ذلك على نبرة الصوت مثلا، والتوكيد... إلخ.

      فضلا على أنه يوفر المعلومات التي تفيد في فهم طبيعة العلاقة بين الأطراف المشتركة في عملية الاتصال وثالثا، أن الرسائل غير اللفظية تتميز بصدقها، ويحتاج الإنسان عادة إلى نماذج كثيرة للسلوك غير اللفظي التي يصدرها الآخرون حتى يثق فيهم.

      ثايناً: الاتصال  من حيث حجم المشاركين في العملية الاتصالية.

      ينقسم هذا النوع على أساس حجم المشاركة إلى أنواع ست، وهي كالآتي:

      1.   الاتصال  الذاتي:

      هو الذي يحدث داخل الفرد حيث يتحدث الفرد مع نفسه ويكون داخل عقل الإنسان ويتضمن تجاربه و مدركاته و مشاعره و أحاسيسه وفي هذا النوع يقوم الإنسان بإعطاء معاني للأشياء ويقيم أفكار وأحداث وتجارب محيطة به.

      يفيد هذا النوع من الاتصال في تشكيل الاتجاهات والإدراك التي يطلق عليها على أنها عمليات معرفية نفسية.

      2.   الاتصال الشخصي:

      وهو الاتصال  المباشر أو المواجهي حيث يتم فيه استخدام الحواس لدى الانسان ويحدث فيه التفاعل ومن خلاله تتكون الصداقة والعلاقات الحميمة بين الأفراد وتتيح مراحله  التعرف الفوري والمباشر على تأثير الرسالة, ويمكن كذلك تعديل الرسالة وزيادة فعاليتها ومن أهم مميزاته انخفاض تكلفته واستخدام مستويات من اللغة وسهولة تقييم حجم الرسالة وتلقائية الرسالة.

      3.   الاتصال  الجمعي.

      وهو الذي يحدث بين مجموعة من الأفراد مثل الأسرة و زملاء المدرسة الجامعة و العمل  و جماعات الأصدقاء و المصلين في الصلوات وخلاله يتم التحادث والحوار والنقاش واتخاذ قرارات لحل النزاعات والمشاكل حيث تتاح المشاركة  للجميع.

      4.   الاتصال  العام:

      وهي العمليات التي تتم بين الفرد ومجموعة كبيرة كما هو الحال في المحاضرات والندوات والعروض المسرحية والأمسيات الثقافية،  ويمتاز هذا النوع بالتفاعل بين الأعضاء.

      5.   الاتصال  الوسطي:

      سمي وسطي لأنه يحتل مكاناً وسطاً بين الاتصال  المواجهي والجماهيري, ويشتمل على الاتصال  بالهاتف- التلكس الراديو الفيديو كنفرنس ،  الرسالة ذات طابع شخصي والمتلقي شخص واحد في الغالب, وهو خليط من أنواع مختلفة من الاتصال  وخاصة الجماهيري.

      6. الاتصال  الجماهيري :

      هو عملية تتم باستخدام وسائل الإعلام الجماهيري, ويتميز برسائله العريضة والمختلفة, ومن أهم شروط الاتصال الجماهيري :

      ·       وجود قاعدة قوية لتمويل عملية الاتصال.

      ·       وجود قاعدة علمية ثقافية في المجتمع.

      ·       وجود قدر معقول من الكثافة السكانية.

      ·       وجود مناخ حرية رأي وتعبير.

      ·       وجود إمكانيات تكنولوجية متاحة.

      خصائص الاتصال  الجماهيري:

      يختلف الاتصال  الجماهيري عن أنواع الاتصال  الأخرى من عدة نواحي:

      1.   يعتمد الاتصال الجماهيري على التكنولوجيا أو وسائط النقل سواء كانت ميكانيكية أو إلكترونية.

      2.   يعمل الاتصال الجماهيري على تقديم معاني مشتركة لملايين الناس الذين لا يعرفون بعضهم البعض.

      3.   مصادر الاتصال الجماهيري مصادر رسمية، حيث أنها عبارة عن إنتاج جماعي.

      4.   تتسم رسائل الاتصال الجماهيري بالعمومية والتنوع، حتى تكون مفهومة وملبية لجميع الرغبات.

      5.   يتم التحكم في الاتصال  الجماهيري من خلال العديد من حراس البوابات الاعلامية.

      6.   يحدث رجع الصدى متأخراً في الاتصال الجماهيري إذا ما قورن بالأنواع الأخرى من الاتصال.

       (03)عناصر العملية الاتصالية و نماذج الاتصال

       

      أولا : عناصر عملية الاتصال:

      الاتصال بصفة عامة فيما يقول لوسيان باي - هو نسيج المجتمع الإنساني، فهو من ناحية حقيقة أساسية من حقائق الوجود الاجتماعي وعنصر محوري في بنية العملية الاجتماعية من ناحية أخرى، وضمان أكيد أيضا التواصل الحياة الاجتماعية واطراد تطورها من خلاله يتم التفاعل بين الأفراد والجماعات وبواسطته يسهل انسياب مدخلات الفعل الاجتماعي وديناميته.

      ومن ثم يقال : إن عملية الاتصال لا يمكن أن تتم أو تحدث بذاتها ولكن تحدث كافتراض مبدئي للعملية الاجتماعية التي تعد هي الأخرى شرطا أساسيا للاتصال الممكن ومعنى هذا كله أن الاتصال لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال ديناميت، التفاعل الاجتماعي، وبما أن الانسان يعيش سحابة يومه ويقضي حياته في تفاعل مستمر - أي في اتصالات لا تنتهي من أجل اشباع حاجاته العديدة والمتنوعة - مفيد هي إذن أن يكون الاتصال هو العملية

      الاجتماعية المحوريه - الاساسية والدائمة - التي من خلالها يتفاعل الفرد مع البيئة التي تحيط به والجماعة التي يرتبط بها وينتمي إليها ونظرا لان حيوية العلاقات الانسانية تتمثل بشكل جدي في قدرة الانسان على بث واستقبال العديد من الرسائل - المقصودة وغير المقصودة - فإن الاتصال على هذا الأساس يستغرق الوجود الاجتماعي بأكمله وتتخلل البيئة الاجتماعية، وتتجلى بالتالي في كل مظهر من مظاهر الحياة الجمعية وتعكس في الوقت ذاته حقائق ومحددات أو معطيات البناء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي الذي يجري في سياقه.

      ومن ثم يقال: أن بناء الاتصال الاجتماعي تعكس بنية وتطور المجتمع. كما أن حجم النشاط الاتصالي - أي تطور وسائل الاتصال - وجماهيرها، وتطور ادوار الاتصال الفردية القائمة في المجتمع إلى مؤسسات وتعدد قنوات الاتصال إنما يعكس التطور التقليدي للمجتمع كما يعكس ملكية امكانات الاتصال والاستخدام الهادف للاتصال والسيطرة عليه في ضوء التطور السياسي للمجتمع وفلسفته.

      كما أن مضمون الاتصال يعكس الاطار القيمي للمجتمع كما أن الأنماط الخاصة الشبكة الاتصال والتي تحدد أين وإلى من تتدفق المعلومات ومع من نتقاسمها ومدى التجانس الثقافي والجغرافي في داخل المجتمع".

      وفي مناقشة عملية الاتصال نرى أن هناك طريقة واحدة لتعريف عملية الاتصال وهي كما يلي: شخص ما (أ) (المصدر ينقل رسالة محددة من خلال قناة معينة إلى شخص آخر (ب) (متلقي) مع مثال للتأثير، هذا التأثير يكون ملاحظة ومفسرة من (أ) مصدر الرسالة الذي يجيب الاستجابة للمتلقي (ب) ، فالتفاعل بين (أ) (ب) يطلق عليه التغذية الاسترجاعية.

      وهذا التفاعل يمكن أن يلقب بإجراء الاتصال.

      وفي ضوء ذلك فإنه يلزم توافر حد أدنى من العناصر الضرورية لقيام العملية بدورها وهذه العناصر هي:

      1-  مرسل Sender أو مصدر Source أو قائم بالاتصال Communicator يقوم

      بنقل المعلومات أو الأفكار أو الآراء أو المعاني إلى آخرين.

      2-رسالة Message تحتوي على الرموز لغوية، لفظية، أو غير لغوية، أو غير لفظية - التي تعبر عن المعلومات أو الأفكار أو الآراء أو المعاني.

      3- مستقبل Reciever أو ملتقي Andience يستقبل الرسالة ومحتواها.

      وقديما اهتم أرسطو بهذه العناصر الثلاثة حتى تحقق الخطبة أهدافها بين الناس :

      - الخطيب (مرسل).

      -الخطبة (رسالة).

      -الجمهور أو الجماعة المستقبل.

      وكذلك اهتم ابن خلدون بهذه العناصر الثلاثة، عندما اهتم بالإطار الاجتماعي (العمران الإنساني) في نقل الأخبار وقبولها.

      ثم كانت بعد ذلك النظريات والنماذج الغربية التي اهتمت بعملية الاتصال في المجالات الاجتماعية والنفسية، وكذلك المجالات الرياضية، هذه النظريات أو النماذج قد اهتمت بهذه العناصر الثلاثة، التي تعتبر قاسما مشتركا في كافة العمليات الاتصالية مهما اختلفت الأساليب أو الطرق المستخدمة في الاتصال، أو الهدف منها، أو المجال الذي تعمل فيه.

      4- وسيلة Channel أو وسيط Mediem لنقل الرسالة من المرسل إلى  المستقبل.

      خاصة إذا تباعدت بينهم المسافات، أو زاد عدد المستقبلين أو المتلقين، وتتطور هذه الوسيلة في الحجم والقدرة بازدياد المسافة وعدد المتلقين وانتشارهم.

      يتعارض مع .. يضاف إلى ذلك أن المرسل عندما يصيغ رسالته في محتوی ما، بواسطة

      رموز معينة، فإنه يسعى إلى تحقيق أهداف معينة من العملية الاتصالية ويتوقع من المستقبل رد فعل Reaction أو استجابة Response ما تشير إلى تحقيق الهدف من عدمه.

      وهذه الاستجابة أو ما نسميها رد فعل الرسالة يجب أن ترتد مرة أخرى إلى المرسل في شكل من أشكال التعبير أو صوره ويدخل في ذلك تعبيرات الوجه أو الإشارات أو الإيماءات... وغيرها من الرموز التي تفيد حدوث رد فعل للرسالة، سواء كان رد الفعل إيجابيا يتفق مع أهداف المرسل أو سلبيا هذه الأهداف، وهذا ما يطلق عليه في العملية الاتصالية ، التغذية العكسية أو المرتدة، أو المراجعة، أو ما يسمی رجع الصدى Feed back.

      وخلال العملية الاتصالية تتم عمليات فرعية أخرى تعتبر ضرورية لاستكمال دورة الاتصال بين أطرافها.. فالرسالة ليست شيئا جامدا،  يرسله المرسل إلى المستقبل، ولكنها تكون في البداية فكرة أو خبرة أو معلومة ، يرى المرسل أن انتقالها إلى المستقبل سوف يحقق هدف الاتصال له.

      وبعد أن تبلور الفكرة في ذهن المرسل فإنه يحولها إلى رسالة ذات محتوى يعبر عنه بالجمل أو العبارات أو الكلمات وهي الوحدات اللفظية أو ما تسمى بالرموز اللغوية، أو رموز مصورة أو موسيقية على سبيل المثال لكنها تتفق بداية مع إطار الخبرة والتجربة الخاصة بالمستقبل حتى يمكن إدراك معانيها، فيستجيب إليها بشكل أو بآخر.

      وهذه الاستجابة ترتد إلى المستقبل ليدرك من خلالها مدى تأثير الرسالة، وتحقيق هدف الاتصال، فتكتمل دورة العملية الاتصالية.

      ومنذ بداية الاقتراب من التقنين العلمي لعمليات الاتصال والظواهر المرتبطة بها ساهم عدد كبير من الخبراء والباحثين بعدد من النماذج التي تهدف إلى التعريف بعملية الاتصال في مستوياتها وأشكالها المختلفة وتفسيرها.

      والنموذج هو عبارة عن بناء شكلي أو صوري أو رياضي للعلاقة بين العناصر والتغيرات التي نقوم بدراستها وذلك للإسهام في تبسيط المعرفة وتنظيمها وشرح الظواهر العملية ومساعدة الباحثين على التفسير والتوقع.

      وربما كان أفضل ما قدم من تحليلات في هذا الصدد هي التي عرفها هارولد لازوریل H. D. Lass well وضمنها عبارته الجامعة المانعة الشهيرة (من) وماذا يقول؟ وبأي وسيله؟ ولمن وبأي تأثير تلك Who Says what in which channel to whome with what effect?

      حيث قدمت تلك العبارة الموجزة المعقدة - وبكل المقاييس - أدق وصف  تفصيلي لعملية الاتصال واوضح تصوير لدوره هذه العملية ومسارها، كما تضمنت في الوقت نفسه اغلب العناصر التي وردت في تحليلات غيره من الباحثين وأهم مقومات عملية الاتصال ومكوناتها الأساسية فهي أو توجه: السؤال (من؟) انما نقصد بذلك الوقوف على مصدر الاتصال (أي المرسل).

      وحين نتساءل ماذا يقول انما نستفسر بذلك عن مضمون الاتصال (أي الرسالة).

      أما حین نوجه السؤال (بأي وسيلة) فهي تبغي بذلك البحث عن كيفية الاتصال رأي الأداة). وعندما تطرح السؤال (لمن) فهي ترمي بذلك إلى معرفة وجهة الاتصال (أي المستقبل).

      أما السؤال (بأي تأثير) فتهدف به الإحاطة بنتيجة الاتصال (أي الأثر).

      وردود الأفعال ( أي التغذية المرتدة).

      وهذا النموذج استخدمه كثير من الخبراء والباحثين، كقاعدة البناء نماذج أخرى، بالإضافة إلى اتخاذه أساسا لتصنيف البحوث والدراسات الخاصة بعلوم الاتصال بصفة عامة.

      وبجانب النماذج اللفظية الشبيهة بما سيأتي ذكره بعد، هناك عدد من النماذج الرمزية الاخرى التي استحدثت عناصر ومتغيرات جديدة رأى الخبراء تأثيراتها في حركة العملية الاتصالية وعناصرها.

      ثانيا: تحليل عناصر الاتصال في ضوء بعض النماذج

      أ- تحليل عناصر الاتصال في نموذج ديفيد بيرلو:

      اهتم ديفيد بيرلو D. Berlo بأربعة عناصر أساسية فقط للاتصال، وهي المصدر والرسالة والوسيلة، والمستقبل أو المتلقي. ولم يتعرض إلى رد الفعل أو رجع الصدى.

      ولذلك فإن الاتصال في نموذج بيرلو يسير في اتجاه واحد.

      إلا أن أهم ما يلفت النظر في هذا النموذج هي العوامل التي ساقها في تحليله لهذه العناصر. والتي يتوقف عليها نجاح الاتصال أو فشله في اتجاهه إلى المستقبل.

      وهناك متطلبات هامة لان من انجازها حتى يتم الاتصال بكفاءة ومقدره وفعالية ويمكن استعراض هذه المتطلبات فيما يلي:

      1- أن يكون المرسل متأكدا من كفاية معلوماته ووضوحها.

      2- أن يكون ترميز الرسالة على درجة كافية من الدقة وأن تكون الإشارات والعلامات قابلة للانتقال بسرعة وكفاية ودقة بغض النظر عن التداخل والمنافسة.

      3- أن تفسر الرسالة تفسيرا يتفق مع ما كانت تقصده عملية الاعداد الرمزي.

      4- أن تعالج الوجهة أو المقصد التفسير الرمزي لرسالة بحيث تحدث الاستجابة المرغوبة.

      ويتوقف نجاح عملة الاتصال بالنسبة للمتلقي أو المستقبل على نفس العوامل الخاصة بالمصدر السابق ذكرها.

      وبصفة خاصة مهاراته الاتصالية ، وتأثير السياق الاجتماعي والثقافي على المشاركة في العملية الاتصالية وتحقيق أهدافها.

      والأدوار الوسيطة، في نموذج ويستلي، وماكلين أغفل نموذج ديفيد ... پیرلو رجع الصدى في العملية الاتصالية ، واهتم بالاتصال في اتجاه واحد من خلال العلاقة بين المصدر والمتلقي فقط،

      ولكن في نموذج ويستلي، وماكلين M. Maclin  &   B. Westlyكان الاهتمام بجانبين من جوانب العملية الاتصالية والتي تسمح بتطبيق النموذج على الأنواع المختلفة للاتصال، وهما:

       1-   إن المتلقي يتعرض للمعلومات ويختار منها بنفسه ما يتفق وحاجاته. في إطار إدراكه عن صحتها وأهدافها بجانب ما يتلقاه عن مصادر أخرى بصفة مباشرة، أو عن طريق وسيط يعتبر في عملية الاستقبال مصدرا اخر بجانب المصدر الأول.

      1- اهتم النموذج أيضا برجع الصدى، أو التغذية المرتدة أو العكسية ليس إلى المؤسسة أو المنظمة فقط، ولكن إلى المصدر رقم (2) أيضا في هذه العملية، والذي ينقله أيضا إلى القائم بالاتصال أو المصدر رقم (1) سواء كان رجع الصدى مقصودا نقله إلى أ.

      (مصدر رقم -1) أو لا Purposive non - purposive feed back

      ولم يغفل النموذج أيضا تقويم المتلقي للرسائل إلى رسائل هادفة أو غير هادفة Purposive

      - non purposive وكذلك تقويم المصدر لها في هذا الإطار، من خلال علاقة هذه الرسائل بالتأثير في إدراك الفرد للوقائع والأحداث أو لا، أو في إطار علاقتها بالتعرض أيضا سواء كان مقصودا أم لا.

      أهمية  "الخبرة المشتركة"  في نموذج ويلبور شرام:

      استعارة ويلبور شرام W. Schramnm عددا من النماذج السابقة في بنائه للنموذج الذي قدمه في عدد من الأشكال المتتالية التي تمثل مرحلة التفسير عند كل من المصدر أو القائم بالاتصال، والمستقبل أو المتلقي وقيام كل منهما بعملية الترميز بشقيها.

      وعلاقة عملية الترميز عند كل منهما بمجال الخبرة المختزنة Stored experience

      لكل منهما، أو الإطار الدلالي Frame of References للمعاني الخاصة بكل منهما والتي تتأثر كثيرا بالعادات والتقاليد والقيم والمهارات المكتسبة ... إلى آخره، والتي تؤثر في إدراك الأفراد المعاني الرموز الاتصالية".

      إن اللغة هي التي تحدد كفاءة هذه العمليات، فلكل لغة سياقها الخاص من المفردات والصوتيات المضبوط بضوابط معينة. فإذا لم تكن هناك قواعد تحكم اللغة وتضبطها فإنها تصبح ضربا من الهراء، إلا أننا نشير إلى أن هناك حجما أو مدی نسبيا للحرية المسموح بها في الكتابة والتحدث بأي لغة، وبالتالي فإنه كلما كان هناك ثراء في اللغة ازدادت فرص الإعادة والتكرار بصيغ مختلفة حتى يتمكن المستقبل من فهم مضمون الرسالة، كما أن ثراء اللغة لا يمكن من التكرار والإعادة فحسب وإنما يمكن أيضا من الاستعانة بالحكم والأمثال التي توضح مضمون الرسالة وتيسر على المستقبل فهمها.

      والعنصر الضروري في نسق الاتصال يتمثل في التوافق والتناغم بين المرسل والمستقبل، إذ أنه بدون وجود هذا التناغم تنعدم إمكانية الاتصال، وهذا العنصر واضح في جهاز الراديو بين المرسل Transmitter والمستقبل Receiver ولكن المسالة تصبح أكثر تعقيدا حينما نقول إن المستقبل الإنساني ينبغي أن يكون قادرا على فهم المرسل الإنساني، وهنا وحتى يتحقق هذا الفهم لابد أن تكون الرسالة الموجهة من المرسل إلى المستقبل من مجال خبرة مشترك بينهما حتى يحدث ذلك التناغم والتوافق، أي الفهم.

      وبمعنى آخر هناك علاقة طردية بين الخبرة المشتركة والاتصال المتناغم مما يمكننا من التنبؤ بأنه إن لم يكن هناك مجال مشترك من الخبرة يصبح الاتصال مستحيلا، أما إذا كانت مجالات الخبرة المشتركة محدودة فإن عملية الاتصال تصبح غاية في الصعوبة تلك الصعوبة التي يواجهها غير المتخصص في الطبيعة حينما يقرأ كتابا عن نظرية النسبية، وحينما ينتقل شخص ما إلى ثقافة مغايرة  لثقافته.

      ثانيا نماذج الاتصال:

      أي علم يهدف إلى زيادة فهمنا للظواهر التي تحيط بنا من خلال مجاله، وهذا يتطلب معرفة الظروف المحيطة وكذلك يتطلب أدلة علمية وموضوعية لتفسير بعض الظواهر المرتبطة بهذا العلم.

      وفي العادة تتم عملية الفهم بواسطة نماذج رمزية ونستخدمها جميعاً في تفكيرنا لكي تسهل علينا استيعاب وفهم الظواهر والمكونات الاساسية.

      وتعريف النموذج: "هو عبارة عن محاولة لتقديم العلاقات الكامنة التي يفترض وجودها بين المتغيرات التي تصنع حدثاً أو نظاماً معيناً في شكل رمزي.

      تعريف أخر " هو عبارة عن أدوات رمزية تساعدنا على فهم الظاهرة أو النظام وإدراك العلاقات بين العناصر الأساسية في تلك الظاهرة.

      النموذج يتيح أبسط وأفضل الطرق لتفسير التفاعل البشري الذي يتسم بالتعقيد الشديد.

      أنواع النماذج

      تنقسم النماذج إلى قسمين رئيسين:

      أ‌.       النماذج البنائية: وهي التي تبرز الخصائص الرئيسة للحدث أو الظاهرة أي المكونات وعدد وترتيب الأجزاء المنفصلة للظاهرة التي نصفها.

      ب‌. النماذج الوظيفية: هي التي تسعى إلى تقديم صورة مطابقة للأسلوب الذي يعمل بمقتضاه النظام, وهي  نماذج تشرح طبيعة القوى و المتغيرات التي تؤثر على النظام أو الظاهرة.

       

       

       

      أهداف نماذج الاتصال :

      1.   تنظيم المعلومات /  النموذج يحاول إعادة بناء العلاقات التي يفترض وجودها   بين الأشياء والظواهر التي ندرسها, وذلك في شكل رمزي أو مادي.

      2.   تطوير الأبحاث العلمية /  النماذج تصور أفكار الأشخاص الذين درسوا الظواهر بشكل يتيح للمتلقي تحليل الأسلوب الذي تعمل بمقتضاه تلك المتغيرات.

      3.   التنبؤ /  من خلال الفهم لمكونات النماذج فإننا نستفيد من النتائج التي توصلنا إليها وتقدم بناء مواقف أخرى مشابهة  في عمليات أخرى لأن هنالك علاقة قوية بين الفهم  والتنبؤ.

      4.   التحكم/  وهو عبارة عن محاولة السيطرة على الظواهر واستخدامها لصالح الانسان لأن التحكم يأتي بعد الفهم والتنبؤ فيحدث التحكم.

      أهم الصعوبات التي تواجهها عند وضع النماذج:

      1.   إغفال بعض العناصر, أو الفصل بين عناصر لا يمكن الفصل بينها.

      2.   استخدام اللغة في الوصف واللغة نفسها عملية متغيرة من وقت لآخر.

      الفرق بين النموذج والنظرية

      النظرية / هي صياغة علمية لمجموعة فرضيات تعبر عن الحقيقة

      النموذج / هو دراسة تقترب من الحقيقة .

      أهم تعريفات النماذج

      1.   تعريف ديوتش :

      عبارة عن بناء من الرموز والقوانين العاملة التي يفترض أن تماثل مجموعة من النقاط ذات الصلة ببناء قائم أو بعملية ما .

      2.   تعريف بل وهارد جريف

      هو تمثيل نظري مبسط للعالم الحقيقي ، وهو ليس بحد ذاته أداة تفسيرية ولكنه يلعب دورا هاما وموجها مباشرة لبناء نظرية .

      3.   تعريف شرام وبورتد

      النموذج طريقة نافعة للتفكير حول عملية ما ، أو بناء ما إذ أنه وصف واضح جدا يتيح لنا النظر إلى الأجزاء الرئيسية بدون أن يعطيها غموض في التفصيلات .

      النماذج الخطية التاريخية (أحادية الاتجاه)

      النموذج الأول

      نماذج "أرسطوا":     "هذه النماذج ترى أن  الاتصال  عملية أحادية الاتجاه وليست تفاعلية"

      يرى أرسطوا في كتابه (فن البلاغة) ويعني بها (الاتصال ) و هي البحث عن جميع وسائل الاقناع المتاحة, وقد نظم أرسطو دراسته تحت العناوين الرئيسية الآتية:

      الخطيب "المرسل" الخطبة "الرسالة" المستمع "المتلقي".

      هذا النموذج يسمى نموذج خطي لأن الخطابة كانت الوسيلة الأساسية للاتصال الذي نعرفه الآن, فقد كانت الخطابة وسيلة اتصالية في المدن اليونانية والرومانية سابقاً, وكان الإقناع النفسي هو أقرب الشبه بالاتصال  الذي نعرفه في هذه الأيام مع اختلاف الظروف والوسائل.

      نموذج  لا زويل

      يقترح لازويل مجموعة من الاسئلة ويرى أن الإجابة عليها تكون بمثابة عملية الاتصال :

      Who ?                     من ؟

      Says what ?              ماذا ؟

      In which channel ?     بأية  وسيلة ؟

      To whom ?              لمن ؟

      With what effect ?     بأي تأثير ؟

      عند الإجابة عن الأسئلة الخمس تكون قد كونت عملية اتصالية واضحة المعالم.

      نموذج (جورج جربنر)

      هذا النموذج يختصر العملية الاتصالية في عشرة عناصر وهي على النحو التالي:

      1. شخص          2. يدرك حدثاً       3. ويستجيب        4. في موقف ما

      5. عبر وسائل             6. ليضع مواد مناسبة       7.بشكل ما          8.وسياق

      9.ينقل محتوى             10. له نتائج.

      مكونات عملية اتصالية تكاملية كما يراها "جربنر":

      نموذج (ديفيد برلو)David Berlo :

      يقترح  برلو أربعة عناصر يعتبرها مكونات العملية الاتصالية:

      1. المصدر source              2. الرسالة message     3. الوسيلة channel

      4. المتلقي receiver

      هذا النموذج يعتبر من النماذج الأولى التي أعطت معنى للعملية الاتصالية بهذه الطريقة.

      نموذج  (شانون, و, ويفر) Shannon and Weaver:

      هذا النموذج تم اعتماده على نظرية المعلومات التي قدمت من قبل الباحث "كلود شانون".

      حيث أن هذا النموذج يقوم على مفاهيم رياضية تجعل الاتصال  شبيهاً بعمل الآلات التي تنقل المعلومات.

      مكونات هذا النموذج هي:

      1. مصدر معلومات        Source

      2. ينقل رسالة                    Massage

      3. عبر جهاز ارسال       Transmitter

      4.يحمل الإشارة                   Encoding signal

      5. يحدث تشويش          Noise

      6.جهاز استقبال يتلقى اشارة Decoding

      7. الهدف                  Destination

       

       

       

      ملخص هذا النوذج:

      مصدر يختار رسالة ثم يضعها في كود بواسطة جهاز إرسال, يحول الرسالة إلى إشارات ثم يقوم جهاز الاتصال  بفك كود الإشارات ويحولها إلى رسالة يستطيع الهدف ( المتلقي أن يتلقيها, وقد يحدث تشويش ويعود ذلك  إلى اختلاف بين العلاقات أو الإشارات التي تدخل الجهاز أو تخرج منه.

      ثانياً: النماذج التفاعلية (ثنائية الاتجاه)

      الاتصال  البشري ليس عملية واحدة بل هومركب أو تجميع للعديد من العمليات أو القوى المعقدة والمستمرة التي تتفاعل في ظرف ديناميكي ليس له بداية أو نهاية .

      حين نصف شيء أنه عملية process  فنحن نعني بذلك أنه ليس له بداية أو نهاية فالعملية ظاهرة تتغير بشكل مستمر بمرور الوقت.

      النظر إلى الاتصال  كعملية يتطلب مراعاة العديد من الاعتبارات مثل :

      الجماعات – الاتجاهات عند الافراد -  الظروف الاجتماعية, وليس مثل النماذج الخطية التي تصف الرسالة و  غيرها.

      نموذج روس Ross:

      وهذا النموذج يعتمد على التفاعل بين ستة عناصر أساسية هي:

      المرسل sender – الرسالة message – الوسيلة channel – المستقبل receiver  - رجع الصدى  feedback – السياق context

      جوهر النموذج

      مرسل يضع أفكاره في كود ويحتوي على منبهات تتفق مع وجهات نظره وقناعاته.

      ·       الظرف الذي يحدث فيه الاتصال  يعمل كمؤثر يحدد المعنى العقلي للفكرة.

      يتم نقل فكرة الرسالة من خلال القنوات والوسائل التي تحمل الرسالة إلى المتلقي.

      ·       يقوم المتلقي بفك الكود ويختار المنبهات التي تتفق مع ثقافته وخبراته   ومن خلال تجاربه الماضية حيال تلك المعلومات ومن مشاعره  وأحاسيسه وعواطفه وقت التلقي.

      ·      بعد أن يفسر المتلقي الرسالة يمكنه أن يستجيب لها, وهذة الاستجابة هي رجع الصدى أي رد الفعل الذي يتيح للمرسل معرفة مدى تحقيق الرسالة لهدفها.

      ·      يؤكد روس  على أهمية الظرف أو المناخ العام للحالة التي يحدث فيها الاتصال .

      ·      السياق العام يتضمن مشاعر أو اتجاهات وعواطف كلا الطرفين (المرسل والمتلقي)

      مكونات  عملية الاتصال

      في ضوء النماذج السابقة سواء كانت خطية أم تفاعلية, يمكن عرض المكونات الأساسية لعملية الاتصال .

      عملية الاتصال  تعتمد على مجموعة من العناصر المتصلة والمتداخلة والمتشابكة مع ظروف نفسية واجتماعية تؤثر في النهاية على انتقال الأفكار والمعلومات بين الأفراد و الجماعات وهي على النحو الأتي:

      1.   المرسل  sender:

      هو الشخص الذي  يصيغ أفكاره في رموز تعبر عن معنى وتحول إلى رسالة توجه إلى جمهور معين.

      يؤثر على المرسل أمور كثيرة وفي ضوء ذلك يحدد ديفيد برلو أربعة شروط أساسية يجب أن تتوافر منه:

      أ‌.      مهارات الاتصال :

      توجد خمس مهارات أساسية يجب توافرها وهي خمس (الكتابة- التحدث – القراءة- الاستماع- القدرة على التفكير ووزن الأمور) لأن القدرة على التفكير تساعد في تحديد الأهداف.

      ب‌.  اتجاهات المصدر:

      اتجاهات المصدر تكون نحو نفسه ونحو الموضوع ونحو المتلقي ،  اهتزاز الثقة في النفس يؤثر على عملية الاتصال  وقوة الثقة في النفس تساعد في قو ة عرض الرسالة (مثل المذيع أمام الجمهور – الخطيب )

      ج. مستوى المعرفة:

      مستوى المعرفة يؤثر في طبيعة وتكوين عملية الاتصال  لدى المرسل لاننا لا نستطيع أن ننقل رسالة لا نعرف مضمونها ولا نستطيع أن نقول شيء لا نعرفه فكلما كانت المعرفة ومستوياتها متساوية أو متشابهة لدى الطرفين كانت العملية أكثر وضوحا.

       

      د. النظام الاجتماعي والثقافي:

      يتأثر المرسل بمركزه في النظام الاجتماعي والثقافي لكي نحدد فاعلية الاتصال  علينا أن نعرف أنواع النظم الاجتماعية التي تعيش فيها من خلال الإطار الثقافي والاجتماعي الذي نعيشه (معتقدات- عادات وقيم- أنواع السلوك المقبولة والغير مقبولة التطلعات- التوقعات الخاصة وغيرها)

      لأن مركز  المصدر في النظام الاجتماعي والثقافي سيؤثر عليه وعلى سلوك الشخص بشكل عام.

      2. المتلقي receiver :

      المتلقي هو أهم حلقة في عملية الاتصال , فالقارئ هو الشخص المهم عندما نكتب و المستمع المهم عندما نتحدث, ويجب أن يضع المصدر في اعتباره  طبيعة المتلقي حتى يضمن تحقيق الهدف من الرسالة, والمتلقي لا يستقبل الرسالة ويتأثر بها مباشرة, وإنما يقوم بعملية تنقيح وتنقية   حسب سماته النفسية والاجتماعية ومستوى تعليمه واتجاهاته.

      3.   الخبرة المشتركة Field of Experience:

      كل فرد منا يحمل نطاقا من الخبرات والعادات والتقاليد والمعارف والاتجاهات والسلوكيات التي تصاحبه أينما ذهب, وحيثما يكون الأشخاص الذين نتصل بهم لديهم خبرة حياتيه مشابه لنا, فإن فرص التفاهم وتحقيق النجاح في الاتصال  يكون متاحاً بطريقة فعالة.

      4.   الرسالة message:

      الرسالة هي مضمون السلوك الاتصالي, فالإنسان يرسل ويستقبل كميات ضخمة ومتنوعة من الرسائل, بعض الرسائل يتسم بالخصوصية (مثل الحركات والايماءة والإشارة والابتسامة والنظر, وبعض الرسائل يتسم بالعمومية مثل (الندوات- المحاضرات المؤتمرات الصحف- المجلات- الراديو -  التلفزيون-  السينما).

      ·       يوجد ثلاث أمور يجب أن نأخذها في الاعتبار بالنسبة للرسالة :

      1- كود الرسالة.           2- مضمون الرسالة.       3- معالجة الرسالة.

      5. الوسائل (القنوات) channels:

      الرسائل تصل المتلقين عبر قنوات متعددة, فالرسائل الشخصية نستقبلها عن طريق الحواس (السمع- النظر- الشم- اللمس- التذوق) والرسائل العامة نتلقاها عن طريق وسائل الاتصال  الجماهيرية, تتسم بعض الوسائل بكونها أكثر فاعلية من وسائل أخرى وتشير التجارب إلى أن كل  فرد لديه قنوات مفضلة في استقبال الرسائل عن القنوات الأخرى ويتحكم في استخدام وسيلة الاتصال  العوامل التالية:

      1.   طبيعة الفكرة المطروحة أو الهدف التي تسعى إليه

      2.   خصائص الجمهور المستهدف من حيث عاداته الاتصالية وقابليته للتأثير  من خلال أسلوب معين.

      3.   تكاليف استخدام الوسلية بالنسبة لأهمية الهدف المطلوب تحقيقه.

      4.   أهمية عامل الوقت بالنسبة لموضوع الاتصال .

      5.   مزايا كل وسيلة وما تحققه  من تأثير على الجمهور المستهدف.

      6. التشويش noise:

      التشويش هو أي عائق يحول دون القدرة على الارسال أو الاستقبال وينقسم التشويش إلى نوعين:

      1.   تشويش ميكانيكي: وهو تشويش يحدث من خلال عيوب صوت المرسل أو ترددات غير مناسبة أو ضعف حاسة السمع أو البصر, أو الضوضاء.

      2.   تشويش دلالي: وهو يحدث حين يسئ  الناس فهم  بعضهم البعض مثل استخدام معاني مختلفة وعبارات غير مفهومة من خلال المعنى أو النطق, والتشويش يكون عائق في عملية الاتصال .

      1.   رجع الصدى Feedback:

      يقصد برجع الصدى إعادة المعلومات للمرسل حتى يستطيع أن يقرر ما إذا كانت الرسالة حققت أهدافها من عدمه. وهناك أربعة طرق للنظر إلى رجع الصدى هي:

      1.   قد يكون رجع الصدى إيجابي فتتواصل العملية, أما إذا كان سلبي تتغير أو تتوقف العملية.

      2.   رجع الصدى قد يكون نابعا  من إحساس المرسل بفاعلية الرسالة وتأثيرها وقد يكون خارجياً.

      3.   قد يكون رجع الصدى فورياً كما هو الحال في الاتصال  الوجاهي أو مؤجلا كما في الاتصال  الجماهيري.

      4.   رجع الصدى يمكن أن يكون حراً يصل من المتلقي إلى المرسل بدون عوائق, أو مقيد يصل إلى المرسل بعد المرور على حراس البوابات الإعلامية ويستغرق  وقتاً طويلا حتى تحقيق أهدافه  ، رجع الصدى يتيح وظائف مفيدة للعملية الاتصالية مثل قياس مدى الفهم  و الاستيعاب ويتيح التأثير في عملية الاتصال .

      2.   الأثر Effect:

      الأثر  هو نتيجة الاتصال , وهو يقع على المرسل والمتلقي على السواء  وقد يكون الأثر نفسي أو اجتماعي, ويتحقق أثر وسائل الإعلام من خلال تقديم الأخبار والمعلومات و الاقناع وتحسين الصورة الذهنية.

      3.   السياق (بيئة الاتصال ) context:

      كل اتصال يحدث في مكان ما, لا بد أن يعبر عن سياق ما, و أحياناً يكون السياق طبيعي لا نلاحظه, وفي أحيان أخرى, فالسياق في المكان والزمان والأشخاص, ولا يمكن فصل السياق الاجتماعي عن السياق الثقافي أو السياسي أو الاقتصادي, فكلما كان السياق التي تتم فيه العملية الاتصالية منسجما وكان هناك جوانب مشتركة بين المرسل والمستقبل كلما كانت فرصة النجاح للعملية الاتصالية أفضل.


       (04) عوامل نجاح عملية الاتصالية و أنماطها.

      أولا: عوامل نجاح عملية الاتصالية:

      إن العلاقات والنظم الاجتماعية عملية معقدة للغاية ويقترح أن يكون النظام الاجتماعي على هيئة (شكل) للاتصال واللغة هي أقرب وسائل الاتصال وكم هي مرتبطة بالأفكار الاجتماعية والثقافية  فهي الأساس الذي يربط الناس ببعضهم على كل طبقات المجتمع من نطاق الأسرة وحتى الطبقات السياسية، فاللغة دائما ما تعكس الاختلافات الاجتماعية والثقافية وأحيانا تؤدي إلى سوء فهم ثقافي وعادة ما نستخدمها في الطقوس والشعائر وبالتالي نوع من الاتصالات التي ترتبط بالمجتمع ولكي ينجح الاتصال يجب أن يكون الهدف ملائما، ذلك أن المعرفة لن تترجم إلى عمل إلا إذا توافر الواقع وهو أمر يصعب فهمة إلا في ضوء المجال الاجتماعي.

      ويضاف إلى ذلك، مجموعة من الأسس التي تجعل من الاتصال عملية مثمرة في المجتمع، ويمكن إيجاز هذه الاسس فيما يلي:

      أ- يجب أن تكون لغة الاتصال مفهومة لجمهور المستمعين، فاستعمال اللغة الفصحى مثلا مع جماعة الفلاحين قد يجد استجابة للصوت وموسيقاه وليس لمعانيه بينما الحديث العادي الذي يستخدم لغتهم الدارجة يصل بالمعاني إليهم.

      ب- لابد أن يبني الاتصال على الخبرة السابقة للمرسل إليه أو المستقبل فالحديث عن التركيب الكيماوي للقنبلة الذرية أو الهيدروجينية لا يفهمه سوى الذين سبق لهم معرفة الكيمياء والطبيعة وتركيب الذرة.

      ج- يحسن الاستعانة بالرسالة السمعية والبصرية في تبسيط الصورة وتيسير توصيل المعلومات.

      د- أن العواطف المتقدمة تحول دون التوصل الفعال بين المرسل والمرسل إليهم فالحب الشديد والكراهية الشديدة والتعصب القوي كلها تحول دون التوصل الفعال.

      ويتوقف نجاح عملية الاتصال على نجاح كل عناصره في أداء الدور المطلوب منها ويمكن تفسير هذه العوامل إلى كل من:

      عوامل تتصل بالمرسل (المصدر).

      يعد المرسل من أهم العوامل المؤثرة في نجاح أي عملية اتصالية، ومن ثم الوصول إلى تحقيق الأهداف، التي يسعى الاتصال إلى تحقيقها، فعلى ضوء ما يتمتع به المرسل من قدرات وكفاءات في الأداء يتحدد مصير عملية الاتصال برمتها.

      ومن أهم العوامل الواجب توافرها في المرسل حتى يتحقق الاتصال الناجح ما يلي:

      1- أن يكون المرسل موضع ثقة من المستقبل، باعتبار أن هذه الثقة تعد الأساس الذي يبني عليه المستقبل تفاعله.

      2-أن تتوافر مهارات اتصالية عالية، من خلال مهاراته في عملية الترميز بأبعادها المختلفة، وذلك عن طريق استخدام عنصريها اللفظي وغير اللفظي، الأمر الذي ينعكس على مدى قدرته في صياغة الرسالة المعبرة عن هدفه بوضوح، والمراعية في ذات الوقت لطبيعة المستقبل ، من الناحية الفكرية والاجتماعية والنفسية،  حتى تكون جاذبة ومفهومة بالنسبة له، وبالتالي توقع درجة تأثير عالية لها على المستقبل.

      كما يجب أن تتوافر لدى المرسل مهارة متابعة رد الفعل لدى المستقبل، حتى يتأكد من تحقيق هدفه من الاتصال، على النحو المأمول.

      3-حسن اختيار الوقت والزمان والوسيلة الملائمة لطبيعة المستقبل، والملائمة الطبيعة الرسالة وهدفها، حيث يشكل ذلك في النهاية منظومة متكاملة النجاح المرسل في صياغة رسالته، وإرسالها، مع ضمان تأثيرها على المستقبل.

      عوامل متصلة بالرسالة :

      عند إعداد الرسالة الاتصالية يجب مراعاة بعض الشروط الضمان استجابة المستقبل لها، ومن هذه الشروط:

      1- أن يتناسب موضوع الرسالة مع المستقبل، من حيث اهتمامه، ودرجة استيعابه، ومستوى إدراكه، وتلبية احتياجاته حيث أن تأثير الرسالة هنا يتوقف على الفائدة المرجوة منها والجهد المبذول في استقبالها ومن ثم فهمها، والاستفادة منها.

      2- حسن صياغتها وتضمينها عنصر التشويق والإثارة، الذي يخاطب إدراك المستقبل، ويضمن قوة تفاعله معها، بالإضافة إلى حسن استخدام النسق الرمزي، بما يتلاءم وهدف الرسالة، وطبيعة المستقبل لها.

      عوامل متصلة بالمستقبل :

      المستقبل هو الشخص أو مجموعة الأشخاص التي تستقبل الرسالة ، وتقوم بترجمة رموزها، وتفهمها في ضوء خبراتها السابقة وحاجاتها، وكلما تشابهت خبرات المستقبل مع موضوع الرسالة، أزداد فهمه لها، ومن ثم ازدادت احتمالات نجاح عملية الاتصال. وسوف نتناول هنا العوامل المتصلة بالمستقبل:

      1- يؤثر الإطار الدلالي للمستقبل على استجابته للرسالة، حيث يقوم بتفسير رموزها طبقا لهذا الإطار، باعتبار أن لكل فرد أو جماعة مجموعة من التصورات، والاتجاهات الدلالات تتحكم في سلوكه، وفي نظرته للأشياء، هذه التصورات مشتقة من بيئته وثقافته وشخصيته بشكل عام.

      2- مستوى الإدراك الحسي للمستقبل، والمتمثل في حواسه من سمع، بصر، المس وتذوق، باعتبار أنها الطريق إلى التعرف على الرسالة، فإذا كانت هذه الحواس معطلة لسبب أو لآخر، فإن ذلك يمثل عائقا لا يمكن التغلب عليه، مهما بذل المرسل من جهد في إعداد رسالته.

      3- دافعية المستقبل إلى المعرفة حيث أنه من الخطأ القول بأن المستقبل يدرك الرسالة بمجرد إرسالها، حيث لوحظ أن الإنسان يدرك ما يريد أن يدركه ويترك ما لا يريد إدراكه، وذلك طبقا لدوافعه، أو حاجاته التي يريد إشباعها، كل ذلك في ظل حريته في اختيار ما يشاء من الرسالة المتاحة له.

      وعليه فكلما كانت الرسالة محققة لحاجات معينة لدى المستقبل، كلما سعى إليها هو بنفسه دون غيرها من الرسائل فالإنسان هنا في مجال الإدراك لا يدرك ما هو موجود، وإنما يدرك ما يريد أن يستوعبه، ويحدث ذلك بشكل يتوافق مع حاجاته وقيمه، وعواطفه، وخبراته السابقة ،

      واهتماماته المستقبلية وبالتالي فهو عند إدراكه للرسائل الإتصالية يكون انتقائيا، متوافقا العمليات السيكولوجية والبناء السيكولوجي له، ليس إدراكا عشوائيا وبالتالي فإن هذا الانتقاء قد يحد من مجال تأثير عملية الاتصال.

      4- الظروف المحيطة بالمستقبل حيث تدعم هذه الظروف من نوعية رسائل معينة، تكسبها قوة وقدرة على التأثير.

      عوامل متصلة بوسائل الاتصال :

      رسائل الاتصال متعددة ومتنوعة (الرمز، الشكل، اللغة المنطوقة، اللغة المكتوبة، رسائل غير لفظية... إلخ) ولكل من هذه الرسائل مزاياها وعيوبها، وعلى ذلك فكلما توفر عدد من الرسائل أمام المرسل كلما ازدادت الفرصة أمامه لاستخدام الوسيلة المناسبة لرسالته، والتي تتناسب مع الهدف المقصود، وصياغة الرسالة، ومع طبيعة المستقبل وخصائصه ، لذلك فإن التنويع

      في استخدام الوسائل المختلفة يزيد من فرص مقابلة الفروق الفردية بين الأفراد المستقبلين، وهذا من شأنه أن يساعد على إنجاح عملية الاتصال.

      ثانيا: انماط الاتصال

      ولما كانت كيفية التعبير البليغ ، عما لدينا من أفكار ومعلومات نود ایصالها للآخرين موضوعا لكثير من النقاش والجدل ومعلوم لدينا أن المعايير المحددة للحكم على التعبير تختلف، كما هو الحال في كل أنواع المعلومات تبعا للسياق الذي تعرض فيه الآراء.

      فالتعبير والعرض الناجح يعني أن اتصالا حقيقيا قد حدث، إذ لا يقتصر ردود مستقبل المعلومات المعروضة فقط على سماعها وفهمها، بل تتعدى إلى فهم وجهة نظر مقدم المعلومات كذلك... والتي قد لا يتفق معها ولكنها على أقل تقدير تكون مفهومة لديه.

      فالاتصال الحقيقي شأن ذو اتجاهين : إذ يبدأ الفهم اللازم له من المقدم (المرسل الذي يجب أن يتكبد او المشقة لفهم الحالة الذهنية للمستقبل فإذا لم يفعل فلربما جاء عرضه متحيزا إلى فهم وجهة نظره الخاصة .

      ولما كان الاتصال هو عملية نقل المعلومات والأفكار وتبادلها بين الناس فإنه لا يأخذ شكلا واحدا أو نموذجا واحدا وبعبارة أخرى أن للاتصال أنماطا مختلفة من الممكن أن نميز بينها ولكن ليس معنى أن هناك انماطا .

      مختلفة للاتصال أن هناك عمليات مختلفة للاتصال أيضا له ، بل يجب أن نضع موضع الاعتبار أن العملية الأساسية واحدة وعناصرها واحدة أيضا، إلا أن هذه العناصر تختلف تبعا للموقف - من حيث الشكل أو البساطة أو التعقيد  ومن الممكن أن نصنف أنماط الاتصال في ضوء العمليات الأساسية الأولية Primary Processes أي أن هناك أساليب فنية أولية، عالمية 

      الانتشار من ناحية وأساليب فنية ثانوية تسهل عملية الاتصال ومن هذه الزاوية يمكن تصنيف الإشارات واللغة بوصفها أساليب أولية وعامة، والكتابة تسهل عملية انتقال اللغة والأشكال الرمزية الأخرى، وتمكن الوسائل الفيزيقية التي قد تنقل بواسطتها الرموز كالرسول، أو المبعوث أو الحيوانات والدواب والنقل الآلي، تمكن هذه الوسائل من تمثل الرموز الصورية أو الكتابية ولكن في نسخ معدودة وأطر محدودة.

      إلا أن الطباعة الضخمة، والتطور الآلي في الاتصال البرقي والتليفوني والإرسال الإذاعي والتليفزيوني والسينما - كل ذلك قد وسع من انتشار الرموز.

      من الممكن إذن أن نصف أنماط الاتصال في ضوء العمليات الأساسية إلى نمطين:

      1- نمط اتصال أولي: وهو يشير إلى ذلك الأسلوب الذي تم فيه عملية انتقال الأفكار والمعاني في إطار علاقات أولية، ببساطة يشير هذا النمط إلى اتصالات الوجه للوجه.

      2- نمط ثانوي: وهو يشير إلى الأسلوب الذي تنتقل به الأفكار والمعلومات بين الناس ومن أشخاص إلى أشخاص آخرين دون أن يكون هناك تفاعل بينهم، أو بمعنى أصح دون أن يكون هناك تفاعل مكاني يمكن من المواجهة التي تنمو العلاقات الأولية في ظلها، ويشير هذا النمط إلى الاتصالات الجمعية .

      وغياب الاتصالات المباشرة بشكل جوهر ظاهرة الاغتراب الاجتماعي) ويذهب كثير من علماء الاجتماع والنفس إلى أن العزلة ومحدودية تلك الاتصالات الاجتماعية هي أساس كل الظواهر السلبية المنتشرة في المجتمعات الجماهيرية المعاصرة وهي قبل كل شيء علة من العلل التي تؤدي إلى خلل التكامل الداخلي لشخصية الإنسان الحديث).

      وقد تكون هناك أسس أخرى مختلفة لتصنيف أنماط الاتصال كأن نقول مثلا إن هناك نمطا اتصالا منظم، ونمطا آخر غير منظم ونقصد هنا بالنمط المنظم كل تلك الأجهزة والمؤسسات والتدابير التي تؤسس وتقام بقصد نقل المعلومات والأفكار وتوصيلها إلى الناس، بينما النمط غير المنظم يشير إلى الانتقال التلقائي لتلك الأفكار والمعلومات، بمعنى أن الصحيفة والراديو والتليفزيون والسينما ومؤسسة الإرشاد الزراعي بالقرية ومكتب تنظيم الأسرة والندوات وغير ذلك مما يمكن أن يطلق عليه مؤسسات التغيير تندرج تحت النمط الاتصالي المنظم بينما النمط الثاني يشير إلى المصادر المحلية - مادة - للأخبار والأفكار والثرثرات، وهنا قد نقابل بشيء من الخلط الذي لا يميز بين أنماط الاتصال وفقا للعمليات الأساسية بمعنى أن القروي قد يحاط علما بأسلوب زراعي جديد من مناقشته للمشرف الزراعي في القرية، وهو هنا يكون قد تلقی معلومات من مصدر منظم للمعلومات أو نمط اتصالي منظم، أما حينما يحصل على هذه المعلومات من مناقشته لجاره أو قريبه فإنه يكون حصل عليها من مصدر معلومات غير منظم أو غير نظامي، علما بأن العملية الأساسية التي جرى لها الحصول على المعلومات واحدة. وهي المناقشة الشخصية المباشرة.

      كما قد يكون التمييز بين نمط اتصال جمعي Communication  Mass ونمط اتصالي شخصي Personal Communication وحيث يشير النمط الأول إلى مؤسسات الاتصال القائمة أساسا لهذه العملية كالصحف، والإذاعة، والتليفزيون، والسينما وغيرها، بينما يشير النمط الثاني إلى الانتقال والانتشار عن طريق التفاعل ، ولكن ليس معنى ذلك غياب التفاعل بين مستقبل الاتصالات الجمعية ومصدرها حيث إن هناك درجة معينة من التفاعل لكننا لا نستطيع القول بأن عملية التفاعل بجميع أبعادها - موجودة بينما يميز التفاعل التام النمط الثاني وهو النمط الشخصي، وهنا نستطيع أن ندرج ضمن النمط الشخصي الندوات وموظفي الإرشاد بالقرية وما الى ذلك بالإضافة الى الاتصالات التلقائية بين أهل القرية، ولكننا نجد إدراجنا لمؤسسات الإرشاد في القرية تحت النمط الشخصي يتميز بدرجة غير قليلة من التعسف وبخاصة إذا وضعنا في اعتبارنا أن موظفي هذه المؤسسات قد يكونون - وغالبا ما يكون الأمر كذلك - غرباء من نسق القرية، ولذلك فقد تكون هناك عوائق وعقبات في طريق الاتصال الشخصي - بأبعاده الحقيقية - بينهم وبين القرويين.

      ويجب أن نسجل هنا ملاحظة مؤداها أن ليس هناك فصل تعسفي بين المشاركة في كل نمط من الأنماط الاتصالية، بمعنى أن الشخص قد يتلقی معلومات وأفكارا من نمط جمعي ونمط شخصي في الوقت نفسه، وهو نمط يضف ذلك الشخص الذي يحصل على معلومات عن طريق مصادر جمعية لينقلها للناس بتأثير وفعالية وهو ما يطلقان عليه النمط ذو الخطوتين Two Step Flow

      of Communicatin وهو نمط يتميز بوجود عنصر وسيط قد نطلق عليه قائد رأي

      Opinion Leader كما يفضل کاتز ولازارسفلد.

      وترجع أهمية النمط الثالث إلى إدراكه للارتباط بين الاتصال والتأثير بمعنى أنه من المتوقع أن يمارس الاتصال تأثيرا معينا على الشخص داخل الأنساق الاجتماعية المتدرجة من حيث البناء أو الحجم.

      وبالإضافة إلى التقسيم السابق لأشكال وأنماط الاتصال، فهناك تقسيمات أخرى لأشكال الاتصال بناء على معايير عديدة وضعها خبراء الاتصال منها على سبيل المثال لا الحصر:

      تقسيم بناء على أسلوب تبادل الرسائل:

      - الاتصال الشفوي.

      - الاتصال المكتوب أو المطبوع .

      تقسیم بناء على استخدام الرموز:

      - الاتصال اللفظي أو اللغوي.

      - الاتصال غير اللفظي.

      تقسيم بناء على استخدام الحواس :

      - الاتصال المسموع

      - الاتصال المرئي.

      - الاتصال المرئي المسموع.

      تقسيم بناء على وظائف الاتصال:

      - الاتصال الاعلامي

      - الاتصال التعليمي

      - الاتصال الثقافي.

      - الاتصال الإعلاني.

      - الاتصال الترفيهي

      تقسيم بناء على مجالات الاستخدام :

      - الاتصال في المجالات الاجتماعية.

      - الاتصال في المجالات التعليمية.

      - الاتصال في المجالات الإدارية.

      وتثير التقسيمات السابقة ضرورة التفرقة بين عدد من الوظائف التي يقوم بها الاتصال في المجتمع، والتي تستخدم فيها الأشكال المختلفة للاتصال السابق ذكرها.

      والتي كثيرا ما تتردد في كتابات ودراسات خبراء الاتصال.