مخطط أسبوعي

  • قانون العلاقات الدبلوماسية

    يعتبر مقياس قانون العلاقات الدبلوماسية من الوحدات الأساسية لطلبة السنة الثالثة حقوق تخصص قانون عام ، لما له من أهمية كبيرة في تزويد الطلبة بأهم المعارف الأساسية للعلاقات الدبلوماسية وانعكاسها  في انعاش الجانب السياسي والأقتصادي  للدول ،بحيث يشتمل محتوى المقياس على عدة محاضرات تقدم كل منها مجموعة من المفاهيم والمبادئ وتوضح أهم القواعد الدولية التي جاءت بها الاتفاقيات الدولية المنظمة لهذا المجال 

    • 1/أصل مصطلح الدبلوماسية

      الدبلوماسية كلمة يونانية الأصل، وهي مشتقة في لغتها الأصلية من الفعل Diploma المأخوذ من الفعل Diplôme ومعناها يطوي ، ثم انتقلت إلى اللغة اللاتينية القديمة ثم إلى لغاتها الحية كالإنجليزية والفرنسية ثم بعد ذلك جرى استعمالها في اللغة العربية . 

      وكانت هذه الكلمة في بداية عهدها تطلق على جزء من الوثائق الرسمية التي كانت تصدر عن الرؤساء السياسيين للمدن التي كان يتكون منها المجتمع اليوناني القديم ، حيث ركزو على شكل الوثيقة وليس على حاملها ، ولكن هذا المصطلح اتسع معناه عند انتقاله إلى الرومان سواء في لغتهم الأصلية أو في لغاتهم الحية الحديثة.حيث أصبحت تشمل الوثائق الرسمية والأوراق والمعاهدات ،وبتعدد هذه الوثائق أصبح من الضروري استخدام موظفين للعمل في تبويب هذه الوثائق وحل رموزها وحفظها ،وبالتالي فإن هذا المصطلح أصبح يشير إلى شكل الوثيقة وصفة حاملها . 

      ولم يشير هذا المصطلح إلى العمل الذي يشمل توجيه وإدارة العلاقات الدولية إلا في أواخر القرن التاسع عشر (6)، وبالتحديد أثناء مؤتمر فيينا سنة 1815.

      أما في اللغة العربية فإن هذا المصطلح يعد من المصطلحات الدخيلة على اللغة العربية فلا يوجد لها أصل لغوي في المعاجم العربية، لسان العرب وتاج العروس وغيرها ، وكما أنه يلاحظ عدم وجود ترجمة حرفية مقابلة ومناسبة لمصطلح الدبلوماسية في اللغة العربية ، وقد كان العرب قد استخدمو كلمتين لللتعبير على النشاط الدبلوماسي أو الممارسة الدبلوماسية فكانت الأولى هي كلمة "كتاب" للتعبير عن الوثيقة التي يتبادلها أصحاب السلطة فيها بينهم، والثانية هي كلمة "سفارة" والتي تستخدم بمعنى الرسالة أي التوجه والإنطلاق إلى القوم بغية التفاوض. (7)

      التعريف الفقهي للدبلوماسية

      لقد اختلف الفقه الدولي في وضع تعريف جامع مانع للدبلوماسية ويرجع ذلك إلى الزاوية التي ينظر منها لهذا المصطلح، فمنهم من يركز في تعريفه إلى طبيعة الدبلوماسية والغرض منها في حين ركز البعض الآخر على أسلوب أدائها والأشخاص القائمين بها .(8)

      فالإتجاه الفقهي الأول الذي يركز في تعريفه للدبلوماسية على الطبيعة والغرض منها ومنهم ريفييهRIVIER عرفها بأنها علم وفن تمثيل الدول وإجراء المفوضات .(9)

      الفقيه شارل كالفوCH.CALVO عرفها بأنها علم العلاقات القائمة بين مختلف الدول أو هي بتعبير أسط فن إجراء مفاوضات .أما الفقيه شارل مارتينس CHARLES DE MARTINES فيعرفها بلأنها علم العلاقات الخارجية أو الشؤون الخارجية للدول وبمعنى آخر هي علم أو فن المفاوضات.(10)

      وفي الفقه المعاصر عرفها الدكتور عبد العزيز محمد فرحان بأنها " الطريقة التي يسلكها أشخاص القانون الدولي العام من أجل تسهيل قيام علاقات ودية وسلمية بينها ،للقضاء على التضارب في الآراء والمصالح المتبادلة" . (11)

      أما الإتجاه الثاني الذي يركز في تعريفة للدبلوماسية على الأشخاص القائمين بها ،ومنهم الكاتب الدبلوماسي البريطاني هارولد نيكلسون الذي عرفها بأنها " إدارة العلاقات الدولية" عن طريق المفاوضات أو أسلوب معالجة وإدارة هذه العلاقات من قبل السفراء و المبعوثين.(12)

      عرفها آخر بأنها الوظيفة التي يؤديها الدبلوماسي حين يقوم بتمثيل دولته في الخارج أو خلال مفاوضات تجريها دولته مع غيرها من الدول. (13)



    • الدبلوماسية والعلاقات الدولية

      إذا كانت العلاقات الدولية ترتكز على موضوع التفاعل بين الوحدات الدولية ، والتي هي في الغالب الدول باعتبارها صانعة القرار والمؤثرة على إدارة العلاقات الدولية، وكذلك العلاقات القائمة بين الدول والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية ،وعلى هذا الأساس فإن العلاقات الدولية تعرف بأنها مجموعة من الإتصالات والتبادلات التي تتم بين أشخاص القانون الدولي في شتى المجالات ( الثقافية ، التجارية، الإقتصادية). 

      فإن الدبلوماسية كذلك أصبحت ضرورة تقتضيها طبيعة العلاقات الدولية إذ هي تعد بمثابة الجهاز الرئيسي التابع للدولة خارجيا والذي يشرف على إدارة تلك العلاقات .

      وإذا كانت العلاقات الدولية هي نتيجة للسياسات الخارجية التي تسلكها الوحدات الدولية اتجاه بعضها البعض،فإنه عن طريق الدبلوماسية تتم إقامة العلاقات الدولية وتدعيمها وتعالج كافة الشؤون التي تهم مختلف الدول ويتم التوفيق بين المصالح المتعارضة وتسيير حل الخلافات وتسويها. 

      الدبلوماسية والسياسات الخارجية

      إذا كانت السياسة الخارجية هي مجموعة القرارات والسياسات التي تحدد بها كل دولة مواقفها ووجهات نظرها في العلاقات الدولية، فإن الدبلوماسية هي الفنون و الأساليب التي تنفذ بها الدولة سياستها الخارجية.

      فالدبلوماسية ترتبط ارتباطا وثيقا بالسياسة الخارجية بل ويحدث بينها بعض التداخل لدرجة أن الدبلوماسية تستخدم أحيانا للدلالة على السياسة الخارجية لدولة ما دون التمييز بينها .