مقياس الابستمولوجيا/ أ.د السعيد ملاح/ السنة الجامعية 2021-2022
Topic outline
-
-
Forum
-
-
-
*بطاقة التواصل للمقياس( بطاقة فنية للمقياس)
الكلية:..الحقوق.................. القسم:....العلوم السياسية.............................
المقياس:......ابستيمولوجيا علم السياسة.....................المستوى الدراسي والتخصص:.السنة ثانية ليسانس....................................
السداسي:....الاول................المعامل:.................. الرصيد:................. الحجم الساعي الاسبوعي:....3ساعات...........
اسم ولقب الأستاذ: ..السعيد ملاح.............................
البريد الإلكتروني:.................................
السنة الجامعية 2021 – 2022
-
-
-
الدرس الأول :الإطار المفاهيمي والمعرفي للايبستيمولوجيا
· مدخل إلى اقترابات تحليل المعرفة:[i]
تجمع الدراسات المهتمة بتتبع تطور المعرفة على وجود أربع اقترابات أساسية لتحليل المعرفة:
1- الاقتراب التاريخي: يركز الدراسة التاريخية لتطور الفكر او تطور الفلسفة أو تطور العلم أو تطور التكنولوجيا، وبهذا فهو اقتراب يكتفي بسرد تاريخي لتطور أفكار في حقل معرفي معين.
2- الاقتراب الاجتماعي: ويسمى عادة بعلم اجتماع المعرفة ويبحث في الظروف الخارجية لعملية المعرفة وبالتحديد طبيعة شبكة المعلومات والقاعدة الاجتماعية للجماعة العلمية والمؤثرات الاقتصادية والسياسية التي تؤثر على المعرفة ونتائجها. وحديثا ظهر ما يسمى بعلم اجتماع العلم الذي يهتم بمجتمع المعرفة والعلماء في حد ذاته، أي بنية العلم والمصالح والأهداف المحيطة به. وهذه المقاربة تنظر للعلم على انه يعاني من تأثيرات كبيرة على بنيته قادمة من بيئته الاجتماعية أكثر من كونه عملية محايدة تنتج من عقل العلماء بشكل صرف.
3- الاقتراب السيكولوجي: هذا الاقتراب يهمل تأثير التاريخ والمجتمع على المعرفة ويعطي الأهمية للقدرات الإدراكية الذاتية على إنتاج المعرفة، لذلك فدراسة معرفة معينة يعني دراسة البنية السيكولوجية للعلماء وللجماعة المعرفية.
4- الاقتراب الفلسفي: وفي هذا الاقتراب نصل الى موضوع هذا المقياس لان الدراسة الفلسفية للمعرفة تعني الابستيمولوجيا، وهذا الاقتراب يحاول تتبع تطور المعرفة العلمية من خلال طرح اسئلة حول كيفية الوصول الى نتائج البحث العلمي زما هي الفرضيات والمبادئ الكامنة خلفها.
ماهي الابستيمولوجيا؟:
تتداخل الابستيمولوجيا مع عدة مصطلحات:
. ontologie- الانطولوجيا :
gnoséologie- الغنوسولوجيا(نظرية المعرفة).
Axiologie - الاكسيولوجيا
méthodologie - الميتودولوجيا
وهي كلها مفاهيم دقيقة تحتاج الى تحكم مفاهيمي لرسم حدود اختصاص الايبستيمولوجيا.
كلمة ايبستيولوجيا في اصلها اليوناني تعني المعرفة او العلم، ولوغوس تعني خطاب عقلاني، وبدمج الجذرين اللغويين تصبح تعني خطاب عقلاني حول المعرفة او العلم.
لذلك فهي ليست علما وانما هي عملية تفكير حول العلم ومعايير ، او هي نظرية حول العلم ، المعرفة العلمية.[1]
فالتوظيف الأول لهذا المفهوم كان بتسمية فلسفة العلم او ما سماه " لالاند" بالدراسة النقدية للعلوم، أي دراسة نقدية لمبادئ العلوم ولفروضها ونتائجها بقصد تحديد أصلها المنطقي وليس السيكولوجي وبيان قيمتها وحصيلتها الموضوعية(الجابري ص18).
الابستيمولوجيا هي المبحث الاخير للفلسفة، بعد مبحث الانطولوجيا الذي يهتم بالوجود والماهية، ثم مبحث الاكسيولوجيا الذي يهتم بدراسة القيم والجمال، لتصل الفلسفة الى التخصص في فلسفة نتائج العلم، لتصبح بذلك تهتم بالدراسة النقدية للمعرفة العلمية.
ويمكن تحديد الحدود المفاهيمية للايبستيمولوجيا كما يلي:[2]
1- الغنوسولوجيا la gnoseologie:
ترتبط أكثر بنظريات المعرفة العامة (النظرية العامة للمعرفة)، وخاصة المعارف التي توصف على أنها معارف غير علمية (معارف غيبة وميتافيزيقية).
2- الابيستيمولوجيا épistémologie:
ترتبط اكثر بالمعرفة العلمية، اي انها تختص بدراسة نوع واحد من المعارف وهو المعارف العلمية التي خضعت لعمليات البرهنة والتبرير.
3- الميتودولوجيا méthodologie:
تشير في العموم الى نظرية تطبيقية للبحث العلمي وللمناهج المستعملة في مختلف التخصصات.
وحسب التوجهات الحديثة في تعريف الايبستيمولوجيا يفضل الجميع ربطها بالمعرفة العلمية فقط ، فتصبح بذلك مجال بحثي يهتم بدراسة النظريات والمعارف العلمية فقط، في حين ان الغنوسولوجيا تهتم بدراسة المعارف كلها سواء كانت علمية او غير علمية.
ويمكن تسجيل استنتاجين من تعريف الايبستيمولوجيا:
- الايبستيمولوجيا هي خطاب حول العلم discoure sur la science ، اي انها لا تسبق العلم وانما تأتي بعده.
- الايبستيمولوجيا هي خطاب نقدي حول المعرفة العلمية، اي حول كيفية تشكلها وتتطورها.
ولذلك يجب على طلبة الايبستيمولوجيا التحكم في تعريف العلم والمعرفة العلمية باعتبارهما يمثلان موضوع الايبستيمولوجيا. ونشير أيضا الى ضرورة التمييز مفاهيميا بين ما هو معرفة علمية وما هو معرفة غير علمية.
وبهذا يصبح هناك مجالين او اهتمامين للايبستيمولوجيا:
- جانب وصفي aspect descriptif: ويجيب هذا الجانب على سؤال ما هي البنية والحركية الداخلية لمجال او حقل علمي معين؟.
- جانب معياري aspect normatif: ويهتم هذا الجانب بتعريف ما هو العلم، او تحديد حقل ما هو علم ويجيب هنا على سؤال: ما هو العلم او متى نكون بصدد حقل علمي؟.
وتستعين الايبستيمولوجيا بمنهجين اساسيين:
- La méthode synchronique: وهو منهج مباشر لا يربط المعرفة بتطورها التاريخي وانما يدرسها في لحظتها الحالية من خلال دراسة محتواها ومناهجها، وهذا ما يسمى بالمنهج المباشر او التحليل المباشر analyse direct.
- La méthode diachronique: وهو منهج يربط تحليل الاختصاصات العلمية بتاريخ تطورها ابتداء من ميلادها ثم تطورها وتحولها الى نظريات علمية، وهو بهذا عبارة عن تحليل جينيتيكي analyse génétique مقابل للتحليل المباشر في المنهج الاول، وهذا التوجه يطرح سؤال التطور العلمي. او ما سمته الاعمال الكبرى بتاريخ العلوم وهنا ندرس:
*تاريخ التخصصات العلمية.
*تاريخ النماذج والنظريات.
*فهم التخصصات في وضعها التطوري، وكذا تحليل التطور العلمي. وهنا نستعين بمثل هذه الاسئلة: هل هناك تطور علمي؟ وما هو مسار تطور العلوم؟، وهذا التوجه يقع وراء ظهور المقاربات الكبرى التي اهتمت بتطور العلوم خاصة نظرية كارل بوبر، ونظرية التطور العلمي لتوماس كوهن، وونظرية البرامج البحثية لايمر لاكاتوس.
بقي ان نشير الى ان الايبستيمولوجيا تهتم ايضا بسوسيولوجيا العلومsociologie des sciences ، اي التفاعل بين العلم والمجتمع وهنا نجد سؤالين اساسيين:
- كيف يمكن للعلم ان يؤثر على النظام السياسي والاقتصادي لمجتمع ما، وكذا على تطور الفكر الفلسفي والديني والادبي؟
- ما هي الاكراهات السوسيولوجية /الاجتماعية التي يمارسها المجتمع والتي تؤثر على تطور علم او نظرية علمية معينة؟، وما هي الاراء الفلسفية والدينية والسياسية للباحثين التي لها تاثير على تطور ومضمون النظريات العلمية ؟.
الدرس الثاني : الأسئلة التي تطرحها الايبستيمولوجيا:
تطرح الايبستيمولوجيا العديد من الأسئلة، وهذه الأسئلة هي التي ترسم حدود اختصاص الايبستيمولوجي وكذا حدود ملاحظته العلمية:
- أول سؤال تحاول الايبستيمولوجيا الإجابة عليه هو سؤال ما هو العلم؟ وما الذي يميز معرفة معينة على غيرها؟ وكيف نعرفها ونحدد مضامينها؟
- كيف تشكل العلم؟ وما هو تأثير العوامل التكنولوجية، الاجتماعية، الفلسفية والدينية على تطور المعرفة العلمية؟.
- ما هو منهج العمل والتفكير المستعمل في بناء العلم والنظريات العلمية؟
- كيف نحاجج على مصداقية وقيمة علم معين، اي كيف نتحقق من مصداقية النظرية العلمية؟.
وانطلاقا من هذه الأسئلة يمكن تحديد وظائف الايبستيمولوجيا فيمايلي:[3]
- الايبستيمولوجيا في الأساس هي نوع من الشك المنهجي يمارس على المعارف العلمية للتحقق من مساراتها وبناءاتها وبالتالي الوقوف على الشوائب غير العلمية التي خالطت تطورها.
- ومن خلال التركيز على طبيعة المعرفة العلمية ومجالها وافتراضاتها السابقة يمكن الفصل في مدى مصداقية وتحيز المعارف .
- تبني مداخل الشك من اجل الوصول الى الجودة المعرفية التي تصمد امام النقد.
- شرح وتفسير كيف تمت معرفة ما نعرفه الآن وكيف وصلت إلينا معارفنا.
ولذلك تعتبر الايبستيمولوجيا علم وسيلة خادم للعلم حسب مقولة "شاتالان"، وهي حسب "دانسي" علم لدراسة وتبرير المعرفة، وبهذا تبحث في العلاقة بين الدليل والنظرية اي في تبريرات النظريات العلمية .
استراتيجيات التوجه الايبستيمولوجي:
- كيفية الشك لدحض الشك، اي تفسير كيف تم الوصول الى معرفة ما نعرفه من حقائق وهل هي فعلا حقائق؟.
- البحث فيما قبل النموذج المعرفي، اي البحث في الفرضيات التي بنيت عليها الحقيقة وما هو غير حقيقي، وما هي القيمة وما هي الحقيقة وهل يمكن الفصل بينهما؟.
- اشكالية العلاقة بين الادراك/المعرفة/التجربة الانسانية من جهة وبين العالم او موضوعات الواقع من جهة اخرى....الذات والموضوع.
- ما هي العلاقة بين افكارنا المسبقة وبين ما يمكن ان نكتسبه من معارف. Sagout p27
-
-
-
-