التعريف بالمطبوعة
لقد ظهرت الجهود النظرية المختلفة في مختلف الأزمنة لتبرز أهمية المنهج المقارنة في دراسة العلوم الاجتماعية والإنسانية كمنهج تحليلي يحاول فهم وتفسير وتحليل الظواهر ، وعلى غرار تلك الظواهر كان للمنهج المقارن الدور المتميز والهام في دراسة الظواهر السياسية وبالخصوص ظاهرة السياسة الخارجية خاصة في منتصف تسعينيات القرن العشرين على يد منظري المدرسة السلوكية هذه الأخيرة التي كانت تحاول إعطاء مستوى تحليلي مغاير عن تلك الاستبصارت النظرية الأخرى والتي في اعتقادهم أخفقت بل ووقعت في مشكل مستوى التحليل ومتغيراته ، حيث انطلقت من تحليلات كلية وجزئية أو وسطية وركزت على متغير واحد يؤثر في السلوك الخارجي للدول وأهملت باقي مستويات ومتغيرات التحليل الضرورية بغية الوصول إلى تحليل وتفسير موضوعي للظواهر الخاصة بالسياسة الخارجية ،هذه الأخيرة المتميزة بالتطور التغير والتعقيد ، وبالنتيجة فإن تلك المقاربات النظرية لم ولن تصل إلى نتائج علمية موضوعية ، وبالتالي قدرتها التفسيرية التحليلية للسلوك الخارجي للوحدات الدولية ضئيلة وقاصرة .
لذلك سنحاول استعراض أهمية المنهج المقارن في دراسة الظواهر السياسية وخاصة السياسة الخارجية من خلال دراسة هذه الأخيرة في إطارها النظري والمفاهيمي ، ثم يبن أهمية المنهج المقارن كمنهج تحليلي لدراسة الظاهر الاجتماعية والإنسانية من خلال دراسة نشأة وتطور المقاربة المقارنة وأهميته في الدراسات السياسية ، ثم نتابع بالتحليل المستفيض تطور تلك المقاربة في دراسة السلوك الخارجي للدول وأهدافها العلمية المختلفة إن على المستوى الواقع الدولي قديما وحديثا من خلال النماذج النظرية التي قدمها المنظرون في هذا المجال لإسقاطها على السلوك الخارجي لبعض الدول وفق مجموعة من المتغيرات والمستويات التحليلية التي من شأنها فهم وتفسير التغير الحاصل في سلوك الدول الخارجي .
لذلك اعتمدنا في هذا العمل الأكاديمي على خطة متكونة من المحاور التالية :
المحور الأول : السياسة الخارجية دراسة في المفهوم والموضوع
المحور الثاني : أهمية المنهج المقارن في الدراسات السياسية .
المحور الثالث :السياسة الخارجية المقارنة – دراسة في المفهوم والأهداف والنماذج-.