المدرب و الطب الرياضي
من أجل الوصول إلى أعلى مستوى تسمح به قدرات اللاعب من الناحية المهارية و البدنية و بأقل
إصابات ممكنة، يجب على المدربين الإلمام الكافي بأسس و مبادئ الطب الرياضي، هذا الاحتياج أصبح ملحا في الدول النامية أكثر منه في الدول المتقدمة، و ذلك بسبب قلة وجود الأطباء المتخصصين في هذا المجال.
في هذا المقال سوف نتناول فيه بالشرح الجوانب المختلفة لعلوم الطب الرياضي الذي يجب أن تتوافر في أي برنامج تعليمي لإعداد المدربين مع التركيز على أهمية العمل الجماعي ما بين الأطباء، و أخصائي العلاج الطبيعي و المدربين لصالح رفع مستوى كفاءة اللاعب.
فدور المدرب الآن الإلمام بالمعلومات الأساسية في كل علوم الطب الرياضي وعليه طرح التساؤل التالي:
لماذا يجب على المدرب أن يلم بعلوم الطب الرياضي؟
للإجابة على هذا السؤال نلاحظ أن أغلب الخبرات تؤيد أن المدرب الذي يلم بالمعلومات الأساسية في مجال الطب الرياضي يصبح قادرا على:
1- فهم المشاكل المحيطة باللاعب، بعضها إن لم يكن أغلبها لها ارتباط بالناحية الطبية هذا يجعل المدرب
قادرا على اتخاذ الإجراءات الضرورية و الصحية. و في تجنب أي تدهور للحالة الصحية للاعب، مما سوف يساعد حتما على زيادة و تدعيم العلاقة ما بين المدرب و اللاعب، و على هذا النقيض نجد أن المدرب غير الملم بعلوم الطب الرياضي من المحتمل أن يدفع اللاعب إلى أكثر من حدوده و قدراته، مما يؤدي إلى نتائج سلبية و عكسية.
2- اتخاذ قرار تحويل اللاعب إلى الطبيب المتخصص في الوقت المناسب.
3- تقديم المساعدة الضرورية في حالة عدم تواجد أحد أفراد الفريق الطبي.
و من الملاحظ أنه يمكن التغلب على نسبة كبيرة من المشاكل التي تواجه الرياضي أثناء التدريب عن طريق شخصا مؤهل ملما بالمعلومات الطبية الأساسية دون الحاجة الماسة إلى تدخل الطبيب المستمر فإذا تم إعداد المدرب في هذه الناحية فسيكون بلا شك قادرا على أداء هذا الدور بنجاح.
4- مساعدة الطبيب و أخصائي العلاج الطبيعي في وضع و إعداد البرنامج التأهيلي المناسب للرياضي.
5- تقديم الإسعافات الأولية بطريقة صحيحة و سليمة.
6- فهم النواحي الميكانيكية التي تؤدي إلى حدوث الإصابة بغرض المساعدة في الوقاية من حدوثها.
7- إكتشاف الأخطاء الفنية بسهولة و تقديم النصيحة المناسبة حتى يتجنب اللاعب خطر الإصابة.
8- التشاور مع اللاعب في كل الأوقات بخصوص تأثير التدريب على الصحة و الأداء.
و قد تبنى هذا الاتجاه المؤتمر الطبي الذي عقده الاتحاد الدولي لألعاب القوى في مسكني في عام 1983، حيث أشار على أهمية إعداد المدرب الدور المناسب حتى في التشخيص و علاج الإصابات الرياضية، و خاصة في الدول النامية التي تستطيع أن توفر العدد الكافي من الأطباء و المتخصصين، مع التركيز على العمل الجماعي ما بين المدرب، و الطبيب، و الرياضي، كما أشاروا إلى الدور البارز الذي يؤديه المدرب في المراحل المتأخرة من العلاج بالإشراف على التدريبات التي توصف لتأهيل الإصابة و التي تحافظ على لياقة اللاعب و تقويم الإصابات المختلفة.