المحاضرة الثانية:

أولا: مفاهيم إدارة الجودة الشاملة في الجامعة:

يعتبر مفهوم إدارة الجودة الشاملة من المفاهيم الحديثة في الإدارة، والهدف منها هو تحسين الأداء  وتطويره بصورة دائمة من خلال استجابة المنظمة لمتطلبات العميل، وتتضمن الجودة الخامة الأصلية أو النوعية الجيدة، وتركز على الكيف؛ أي كيفية صنع المنتج، وليس على الكم الذي يعني عدد القطع المنتجة خلال مدة معينة ( مجد فرارجة، 2016،موقع الكتروني).

أما في قطاع التعليم العالي تعددت الاجتهادات في تحديد مفهوم الجودة في النظام التعليمي وعناصره ومعاييره، حيث يرى أن إدارة الجودة في الجامعة هي " عملية إدارية إستراتيجية مرتكزة إلى جملة قيم تستمد فعاليتها من المعطيات التي تحقق الاستخدام الأنجع لقدرات المتعلمين،ومواهبهم بشكل إبداعي يحقق التطوير ً المستمر للمؤسسة التعليمية.  مما

 ويعرفها البروفسور "غراهام غيبس هي كل ما يؤدي إلى تطوير القدرات الفكرية والخيالية عند الطلاب وتحسين مستوى الفهم والاستيعاب لديهم ومهاراتهم في حل القضايا والمسائل، وقدراتهم على توصيل المعلومة بشكل فعال.  ( عصام نوفل و عبد الجواد، 2000،ص18)

  وتعرف أيضا بأنها “عبارة عن أسلوب متكامل يطبق في جميع فروع ومستويات الجامعة ليوفر للأفراد وفرق العمل الفرصة لإرضاء الطلاب والمستفيدين من التعليم والبحث العلمي، أو فعالية تحقيق أفضل خدمات تعليمية وبحثية بأكفأ الأساليب وأقل تكلفة وأعلى جودة ممكنة ( فريد النجار، 2000،ص07)

وفقا لهذه التعريفات نجد أن إدارة الجودة الشاملة في التعليم تسعى لتحقيق التفاعل الجيد بين مدخلات العملية التكوينية من مناهج وآليات وطلاب وأساتذة البرامج،والعمليات الإدارية،عمليات التقويم بشكل يصل إلى تحقيق أعلى مستويات الجودة التي تأتي في صلب اهتمامات الجميع لإستراتيجية فعالة ومعايير متكاملة.  

كما تعرف ﺇﺩﺍﺭﺓ الجودة ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ في التعليم الجامعي بأنها: ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ أسلوب ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ يطبق في جميع فروع ومستويات الجامعية ليوفر ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭﻓﺮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ لإرضاء الطلاب والمستفيدين من التعليم والبحث العلمي.  ﺃﻭ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ تحقيق أفضل خدمات تعليمية وبحثية ﺑﺄﻛﻔﺄ الأساليب ﻭﺃﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﻭﺃﻋﻠﻰ جودة ممكنة  (مريم محمد الشرقاوي ، 2003،ص81)

  وتعد إدارة الجودة الشاملة في التعليم الجامعي ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻺدارة تمثل ﻋﻤﻠﻴﺔ طويلة المدى تركز على إحداث عدة تغيرات في المؤسسة، بهدف تجميع هذه المتغيرات الصغيرة خلال فترة زمنية معينة حتى تحدث تأثيرات عميقة في المؤسسة، كما أنها تعد عملية تحسين وتطوير مستمرة في جميع جوانب المؤسسة            (كاظم خضر محمود ، 2000،ص36)

ثانيا: أهداف الجودة في التعليم الجامعي:

  تعد الجودة في التعليم الجامعي إحدى الوسائل تحسين وتطوير نوعية التعليم والنهوض بمستواه، حيث تسعى إليه المؤسسات في عصر العولمة الذي يمكن وصفه بأنه عصر الجودة، إذ لم تعد الجودة حلما بل أصبحت ضرورة ملحة تمليها التغييرات المتسارعة التي يشهدها قطاع التعليم الجامعي في جميع أنحاء العالم، وتفرضها متطلبات الحياة المعاصر

        لذا أصبح تحديد مفهوم الجودة في التعليم الجامعي بالجزائر تحديا كبير لأنه يتطلب النظر إليه بطريقة أكثر شمولية ويتوافق مع متطلبات وتوقعات كل الأعضاء المشكلة لهذه المنظومة والمتمثلة في: الطلبة، أعضاء هيئة التدريسية، أرباب العمل. وعليه يمكن تلخيص أهداف الجودة في التعليم الجامعي في النقاط التالية:

التأكد من أن الجودة وإتقان العمل وحسن إدارته مبدأ إسلامي والأخذ به واجب ديني وجب التمسك به

تطوير إستراتيجية محددة لإدارة الجودة الشاملة في النظام الجامعي مع تحديد أهداف واضحة بعيدة المدى.

الدعم المطلق والمستمر من قبل الإدارة الجامعية العليا لتطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في الجامعة.

بناء نظام اتصال فعال يعتمد على التغذية المرجعية.

دعم العمل الجماعي بين أعضاء هيئة التدريس في مختلف كليات الجامعة.

اعتماد برامج تطويرية وتنموية فعالة لكافة العاملين في الجامعة وبمختلف تخصصاتهم ومهاراتهم.

إنشاء اتحاد ما بين الجامعة وبين منظمات الأعمال والتجارة المحلية لغرض التعاون المشترك في تحسين جودة الخريجين والعملية التعليمية   (خليف الطراونة ، 2010،ص05)

ثالثا: مبررات تطبيق إدارة الجودة الشاملة في الجامعة: (عدنان الأحمد ، 2004،ص38) 

-الزيادة المتتالية والمستمرة في إعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم العالي

-الحاجة إلى تحقيق أداء عالي في العملية التكوينية التعلمية

-امتداد الحاجة للاستمرار في التعليم بتحصيل المعرفة إلى ما بعد التدرج

-ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتأثيرها على العملية التكوينية 

-الاستمرار في تقديم الخدمة التعليمية بأسلوب لا يحقق الطموحات

-المنافسة الشديدة بين المؤسسات التعليمية

-ضرورة ترشيد الإنفاق ووضع أولويات له والمسؤولية الاجتماعية اتجاه المجتمع

رابعا: مبادئ ومعايير إدارة الجودة الشاملة في الجامعة:  (محمد علي شهيب و آخرون ، موقع الكتروني)  

إن مبادئ إدارة الجودة الشاملة في الجامعة التي تسعى لتحقيقها يمكن استخلاصها من خلال

المعايير التي حاول العديد من الباحثين وضعها،أمثال" ديمنج وبالديريج"

كما قامت أغلب الاتجاهات الحديثة بوضع معايير تعمل على قياس إدارة الجودة في الجامعة بنظرة واسعة لتشمل كل الخصائص الاتجاهية والمعرفية والمهارية والسلوكية للخريجين ولكل العناصر المعنية بتقديم الخدمة التعليمية، وقد قامت وزارة التعليم العالي البريطانية عام 1992 بتشكيل لجنة دائمة لتقييم جودة تلك العناصر على مستوى الدرجة الجامعية الأولى في الجامعات البريطانية،وعام 1995 أنشأت مجلس أعلى لتقييم جودة الدراسة في مرحلة الدراسات العليا في الجامعات الأمريكية، ولقد اتفقت اللجنتان على المعايير الواجب إتباعها لتقييم جودة كالأتي

في المنهج العلمي من حيث تناسب مع قدرة استيعاب الطالب

المرجع العلمي من حيث درجة مستوى العلمي و الموثوقية

أعضاء هيئة التدريس من حيث مستوى التعليمي و الالتزام بالمنهج

وأسلوب التقييم                                       

خامسا: متطلبات إدارة الجودة الشاملة في الجامعة  :   

إن تبني نظام إدارة الجودة الشاملة في الجامعة يستلزم تحقيق أكبر قدر من التعاون في كافة عناصرها،

مما قد يسمح التزاما تنظيميا وتطبيقيا،ويمكن التعبير عن تكامل هذه الرؤية التي تحقق الانسجام من خلال المتطلبات التالية

وجب فرض مقاييس مضبوطة لانتقاء الطلبة وتوجيهم في تخصصات تناسب قدراتهم مع توزيعهم حسب عدد الأساتذة من أجل أن تتاح لهم فرص المناقشة والحوار،ويستطيع الأستاذ متابعتهم

إعداد هيئة التدريس إعداد بيداغوجيا لا يشمل فقط معرفة المواد الدراسية،بل يتعداها لإتقان

طرق إيصالها للمتعلم وأساليب التقويم

 لذلك فمهمة الأستاذ لا يجب أن تقتصر على إيصال المعلومة فحسب، ٕوإنما في زرع الشعور بالمسؤولية والجدية لدى الطالب

العمل على تكامل مضامين البرامج والمناهج لخطط التنمية، ٕوإعطاء قيمة للشهادة الممنوحة للطالب، وذلك بمشاركة كافة عناصر العملية التكوينية في تصميمها

توفير الإمكانيات المادية المناسبة فيما يخص الورش والمخابر ووسائل العمل المختلفة،وتوفير الإعتماد المالي لتشجيع مشاركة الأساتذة في الأنشطة العلمية والثقافية

استقلالية الكلية وتحررها من الضغوط البيروقراطية والمركزية الخانقة،التي تكبل حركتها وتغرقها في المشاكل وتبعدها عن النشاط العلمي الإبداعي،وهنا تبرز القيادة الإدارية الفعالة والتي

تتحكم في أساليب التسيير الحديث  (الهلالي الشربيني ، موقع الكتروني ص12 و13)

سادسا: تطبيق إدارة الجودة في الجامعات الغربية:

قامت العديد من الدول المتقدمة والنامية بتطبيق إدارة الجودة الشاملة في مؤسساتها التعليمية المدرسية والتعليم العالي، وسنقتصر (في هذه الدراسة) علي تجارب دولتين من الدول المتقدمة اللتين تعتبران من أكثر الدول نموا وتطورا في كافة المجالات ثم دولة من الدول النامية في مجال التعليم العالي حاولت اللحاق بالركب والتطوير


Modifié le: jeudi 15 octobre 2020, 10:24