المحاضرة الأولى:

-مدخل مفاهيمي لعلم الاجتماع الفن.

  -تمهيد-

   1-نشأة الفن .

  2-تاريخ سوسيولوجيا الفن

3-مفهوم الفن و علاقته بالتخصصات الأخرى

-4- المفهوم الاجتماعي  للفن.

تمهيد:

من تقاليد و أعراف علم الاجتماع البحثية و الاستقصائية الاهتمام بتطور المجتمع الإنساني و ثقافته و مشكلاته الاجتماعية كالجريمة و الجنوح و الانحراف و الطلاق و التشرد و الحروب و الكوارث و الطبقات الاجتماعية و سواها.

بيد انه لم يول أهمية تذكر الى العطاء و الإنتاج الفني و الجمالي لشريحة المثقفين بل أهملها و يرى عملها ما هو ترفا يعكس الرفاهية و اللهو في أوقات الفراغ.

إنما مع تطور المجتمعات من المرحلة الريفية و تحولها الى المرحلة الحضرية و الصناعية و بروز طراز بارز بجانب طراز الحياة الحضرية يمثل جادة في طريق عيش  أهل الحضر و هي  جمالية التأنق و النزوق و التركيز على المظاهر الخارجية في الملبس و الهيئة المرئية للإنسان و في أثاث المنزل و طراز بنائه و نموذجه و استخدام هذه المظاهر الأنيقة و الزاهية لعكس المستوى الاقتصادي و المكانة الطبقية و الاجتماعية في المجتمع المحلي و العام و بسبب طغيان المجهول بين أبناء الحضر و عدم معرفة كل منهم لخلفية الآخر الاجتماعية و الاقتصادية و إزاء هذه الضبابية الاجتماعية فان  المظهر الخارجي للحضري يشير الى دلالات   ثقافية و ذوقية و طبقية.

هذه الحالة لم تكن سائدة في المجتمع الريفي بسبب الحضور المعلومي بين الناس إذ الكل يعرف الكل عن خلفياته الاجتماعية و الاقتصادية و الدينية و العرقية و لان الناس في الريف تكون حياتهم بعيدة عن التكلف و التظاهر و التأنق الفائق لأنه يتعامل مع الآخرين من خلال خلفيته الاجتماعية  فضلا عن ذلك أن المواقع الحضرية في التنظيمات الديوانية –البيروقراطية – تتطلب الجاذبية الخارجية في الملبس و التجميل و التأنق لكسب ود و ثقة المراجعين و المقابلين له بل تتطلب التأنق في اختيار العبارات و الكلمات الرقيقة و الشفافة و الجميلة و اللطيفة. علاوة على التنوع و التبدل المتطلب من الحياة الحضرية إذ يستلزم تبديل رونق و تصميم و تزويق أثاث المنزل و ملابس الناس ديكورات المحلات بشكل دوري و مستمر كأحد متطلبات الحياة الحضرية لكي تحيا و تنتعش من اجل استمرار بقائها في المدينة و مجاراة نشاطاتها المتنوعة و المختلفة.

بالإضافة إلى العمل المرهق و الرتيب في الحياة اليومية الحضرية الذي يقتضي الراحة و استخدام وسائل ترويحية و مسلية و لإرخاء أعصاب الإنسان الحضري  لذا فان الحياة العصرية الحضرية تحتاج إلى تحديد  الأوقات بشكل أسبوعي و شهري و فصلي و سنوي للترويح النفسي و الجسدي كالرحلات و الذهاب إلى دور السينما أو مشاهدة عروض الأزياء أو زيارة المسرح أو صلات الموسيقى أو الرواق الفنية أو سماع موسيقى من أشرطة أو الذهاب إلى الأسواق المركزية للتسوق لما هو مطروح من موضات جديدة في الملابس أو الماكياج و باقي وسائل الأناقة الشخصية و المنزلية.

مقدمة:

كما أن التطورات الفنية سبقت تغير و تقدم السلوكية الاجتماعية و المجاملات الاجتماعية و الآداب العامة علما بان الفن يعد نتاجا فكريا و حسيا معنويا  إلا انه سبق التقدم في تركيبة الثقافة الاجتماعية و هذا يخالف ما طرحه عالم الاجتماع الأمريكي الحديث  وليم أوكبرن  في نظرية التخلف الثقافي التي  مفادها أن الجانب المادي للثقافة يتغير بشكل أسرع من تغير الجانب أو الجزء المعنوي لها.

بيد إننا نرى أن الفن يمثل الجانب المعنوي لكن مع ذلك فانه يتغير أسرع من الجانب لمادي للثقافة و يساعده على تطوير الابتكارات المادية – التكنولوجية لتصنيع الثقافة الفنية –سينما فيديو مسلسلات و تقنيات تصويرية و إنارة و أشعة ليزر و حاسوب جميعها دخلت في  خدمة الفن لكي يحقق أهدافه الفنية.

كما أن الأفكار الفنية المبدعة ساهمت في تطوير وسائل الفن التصويرية و الصوتية التمثيلية  و هذا يعني إن الجانب المعنوي أسرع من الجانب المادي أي نقيض ما طرحه وليم اوكبرن في موضوع التخلف الثقافي بتعبير آخر يبقى التخلف الثقافي قائما إنما معادلته تختلف أي أن الجانب المعنوي يتغير أسرع من الجانب المادي فيتولد التخلف الثقافي و هذه وجهة نظر.

و القيم الاجتماعية العربية التي تؤكد على الحياء و الكرم قد أثرت على الطراز الأزياء في الملبس و صور البناء تصميم المنازل و هندستها فالغرف يجب أن تكون واسعة المساحة و ان تكون هناك غرف خاصة باستقبال الضيوف  و أخرى لنومهم فضلا عن مفاضلة العربي للملابس المحتشمة و هذا يشير الى ان المعتقدات الاجتماعية تؤثر على طرز الأبنية و التنظيمات الاجتماعية و أصناف المجلات و الكتب انها في  الحقيقة تمثل أجزاء في الأوجه المادية للثقافة و بالوقت ذاته فان الأفكار الأخلاقية و الجمالية تتحول الى مبادئ اجتماعية في أشكال البناء  و الموسيقى و الفن و الأدب.

و جميع ذلك يمثل الأوجه المادية للجوهر المعنوي في الثقافة هذا ما أوضحه عالم الاجتماع الروسي الأصل الأمريكي الإقامة بيترم سروكن  و في نظر  سروكن أيضا أن كل ثقافة لها قيما غائية تمثل أهداف الثقافة و قيما تساعد الثقافة على الوصول إلى القيم الغائية.

فقيم الفن الغائية تتمثل في جماليته و تمثل قيم الفن الوسيلة في الفرشاة و الألوان و اللوحات الخشبية و الأدوات الموسيقية.

لذا فان مجالات البحث و الاستقصاء في عطاء و انتاجات الشريحة الفنية من المثقفين مازال بكرا و خصبا و بالذات في المجتمع العربي لأنه غني بهذا الإنتاج بيد انه مهمل من قبل الباحثين الاجتماعيين و تحليله تاريخيا أو تراثيا و جغرافيا مكانيا و ثقافيا و نفسيا و جيليا و حقليا في حقل علم الاجتماع مثل علم الاجتماع وقت الفراغ و علم الاجتماع الاتصالات و علم اجتماع الحرف و لارتباطه بالحركات الفكرية مثل الواقعية و الرمزية و الطبيعية ...الخ.

كما أن الفن و الأدب موضوع صالح للفكر الإنساني الذي أراد لعالم الاجتماع أن يكون مثال -الإنسان المستقيم لأنه في حد ذاته موضوع يعطي قيمة و يحظى سلفا باهتمام القانعين بالقيم المستقرة و هذا مايجعل منهما موضوعا غير صالح في نظر عالم الاجتماع الذي يسعى قبل كل شيء لا إلى –الكلام عن الفن- بل الى إنتاج سوسيولوجيا علمية صحيحة لا تتهاون مع شروطها الخاصة حول المواصفات التي يجب توفرها في موضوع دراستها فهذا الموضوع اذ يبدي أحيانا ما يكفي لتسويغ أهمية دراسة ما فانه أفضى إلى دراسات كثيرة لم يكن هناك مبرر لخلودها سوى أهميتها الوثائقية لتاريخ العلوم الاجتماعية .-(ناتالي اينيك.20.11 .ص.   22

1تاريخ سوسيولوجيا الفن:

لم يول مؤسسو سوسيولوجيا سوى حيزا هامشيا للمسالة الجمالية فلم يتناول اميل دوركايم 1912مثلا مسألة الفن إلا انه يشكل في نظره نقلة للعلاقة بالدين و يرجع ماكس فيبر في نص كتبه حول الموسيقى و نشر بعد وفاته اختلاف الأساليب و الفروق بينهما إلى تاريخ صيرورة العقلنة و المصادر التقنية مرسيا بذلك أسس سوسيولوجيا التقنيات الموسيقية.

وحده جورج سيمل في العصر نفسه دفع حدود البحث قليلا إلى الأمام فقد يعي في كتاباته عن رمبرانت و مايكل انجلو و رودان إلى تبيان التكييف للفن و بخاصة في علاقاته مع المسيحية و إظهار اثر النظرة إلى العالم رؤية العالم على الأعمال الفنية و قد ابرز على نحو خاص الانسجام بين الميل الفني إلى الأشكال المتناظرة و المتناسقة و أشكال الحكم الاستبدادية و المجتمعات الاشتراكية في حين انه ربط بين الفردية و الأشكال الليبرالية للدولة و الأشكال الفنية المتنافرة. –ناتالي اينك .مرجع سابق .ص30

و من بين علماء الاجتماع الاكثرهم انصرافا لدراسة الفن هو أقربهم ما يمكن تسميته بالتاريخ الثقافي .

و كان التاريخ الثقافي ماثلا إذا في أساس نشوء سوسيولوجيا الفن ظهر هذا التيار منذ القرن التاسع عشر و كان جاكوب بوركهارت يرى أن في ذلك من المنحى السياسي و الثقافي  ما يساوي أو يفوق مافيه من فن بكل معنى الكلمة و يرى في كتابه  حضارة النهضة في إيطاليا.

أما مؤرخو الفن الانجليز أمثال جون روسكن و بخاصة وليام موريس فقد اهتموا بالوظائف الاجتماعية للفن و بالفنون التطبيقية و في فرنسا سعى غوستاف لانسون 1904 القريب من دوركهايم الى إعطاء التاريخ الأدبي وجهة سوسيولوجية مدافعا عن مقاربة تجريبية انطلاقا من وقائع بدلا من التوليفات النظرية المجردة  و الواسعة.

أما في القرن العشرين فقد عرف التاريخ الثقافي للفن تطورات مذهلة بخاصة في المانيا و النمسا في فترة ما بين الحربين العالميتين.

فيى عام 1926 صدر كتاب بعنوان à la renaissance   le Génie Histoire d’une notion de l’antiquité

للمؤرخ الناشئ ادغار زيلسل يصور فيه على مدى قرون من الزمن حركة انتقال فكرة العبقرية بين ميادين الإبداع و الاكتشاف المختلفة –شعراء و مصورون و نحاتون و علماء و مخترعون و مكتشفون و رحالة و يبين كيف أن القيمة الممنوحة أساسا للعمل الفني تتجه لان تنسب إلى شخص الفنان المبدع و كيف أن الرغبة بإحراز الشهرة و المجد .

لذا لم يكن يجرى البحث عن الذين يعلنون أو يقرون بأنهم يعملون في سوسيولوجيا الفن في ميدان السوسيولوجيا نفسه و لا في ميدان تاريخ الثقافة فسوسيولوجيا الفن ولدت على يد مختصين بالجماليات و تاريخ الفن و كانوا منهمكين بالسعي إلى إجراء قطيعة واضحة مع التركيز التقليدي على ثنائية فنانين/أعمال فنية بإدخالهم مصطلحا ثالثا في دراسات الفن هو المجتمع و قد ظهرت نتيجة هذا الجهد آفاق جديدة انبثق عنها اختصاص علمي جديد غير أن هناك أساليب كثيرة لاختبار الاحتمالات المستجدة .

إن الاهتمام بالفن و المجتمع شكل لحظة البداية لتأسيس سوسيولوجيا الفن بالقياس إلى الجماليات التقليدية أما بالقياس إلى التطورات التي حققها هذا الاختصاص فانه يبدو لنا اليوم عائدا لاتجاه تقادم يستحسن أن نطلق عليه تسمية –الجماليات السوسيولوجية  و هذا الاهتمام الشديد بالصلة بين الفن و المجتمع برز في علم الجمال و في الفلسفة في آن واحد خلال  النصف الأول من القرن الماضي في الفكر الماركسي و في فكر مؤرخي الفن غير التقليديين قبيل الحرب العالمية الثانية و بعدها.

2-مفهوم الفن:صبا قيس الياسري.2011ص68

ورد الفن في معجم الفلسفة على انه يطلق على ما يساوي الصنعة أو انه تعبير خارجي عما يحدث في النفس من بواعث و تأثرات  بواسطة الخطوط أو الألوان أو الحركات أو الأصوات أو الألفاظ.

 تعنى كلمة الفن مجمل الوسائل و المبادئ التي يقوم الإنسان بواسطتها بإنجاز عمل يعبر عن مشاعره و أفكاره فالعمل الفني تجسيد لفكرة ما بأحد الأشكال التعبيرية.

أما في الموسوعة البريطانية فيعرف الفن على انه استخدام التصور و المهارة لخلق نتاجات جمالية أو صياغة تجارب شعورية أو تهيئة مناخات  تتميز بحس جمالي.

 و تعرفه موسوعة اينكارتا بأنه نتاج النشاط البشري الإبداعي الذي يستخدم الوسائل المادية و غير المادية للتعبير عن الأفكار و العواطف و المشاعر الإنسانية.

و يوضح الأديب الروسي تولستوى المبادئ الأولية لفلسفة جمالية اجتماعية كانت و لا تزال إحدى الركائز الأساسية لتفسير مفهوم الفن فقد ركز تولستوى على مجادلة معظم النظريات الفلسفية الجمالية التي كانت سائدة لذلك و التي تعود تاريخ نشأتها إلى ما بين القرنيين الثامن عشر و التاسع عشر و التي يتشكل قوامها في صياغة فحوى الفن على مبادئ غارقة في المثالية و مفاهيم شديدة النسبية مثل الحقيقة و الجودة و الحسن.

أما الفن من المنظور الإسلامي ليس بالضرورة أن يكون ذلك الفن الذي يدور حول الإسلام بل هو الذي يرسم صورة الوجود من زاوية التصور الإسلامي لهذا الوجود و الفن الإسلامي هو الفن الذي يعبر عن العقيدة و من الأمور المسلم بها.

إن الإسلام يركز على ارتباط الفن بالأخلاق الحميدة و هو بذلك يسمو بالإنسان مشاعر و سلوكا إذن فالفن في كل الأحوال نتاج لكل إبداع إنساني و أحد ألوان الثقافة التي تم اكتشافها أو الاستدلال عليها قبل التاريخ و يمثل عملا إبداعيا يعتمد على مهارة المبدع و قد يكون محصلة لفكرة فردية أو من خلال فكرة جماعية و هو بهذا التصور عبارة عن محاولات تقوم على التعبير عن مكونات المبدع لتجسيد المشاعر الإنسانية  ذلك أن رسالة الفن تكمن في منحه الإنسان إحساسه المباشر بطبيعته الاجتماعية.

  .           3-المفهوم الاجتماعي للفن: معن خليل العمر.2000.ص87

الفلاسفة سبقوا علماء الاجتماع في تحديدهم لمفهوم الفن بسبب حداثة الأخير علم الاجتماع على الساحة المعرفية فمثلا ذكر الفيلسوف اليوناني أرسطو أن الإبداع الفني ينبعث من الدوافع الذاتية المتمثلة في  التوق الشديد و الرغبة الملحة للتعبير العاطفي..

في  الواقع هذا تحديد أولى لان كل فرد يمتلك دوافع تتطلب التعبير عنها  تخرج بصورة معاناة على شكل غناء أو رسم أو شعر أو موسيقى أو كتابة قصة أو مقالة أو تمثيل مسرحي أو سينمائي و سواها.

هذا على صعيد الفنان كفرد أما على صعيد  إبداعه كفنان يقول أرسطو أن أساس شكل كل فن يبدأ من التقليد أو المحاكاة للواقع الذي يحمل مرآة الطبيعة  البشرية فضلا عن ميل الإنسان نحو التمتع و التلذذ و الانبساط في التقليد آو الاقتداء الذي هو مفقود عند الحيوانات الدنيا لان الإنسان يستطيع عرض أو إظهار دوافعه التعبيرية المقلدة للطبيعة أو للظاهرة الاجتماعية.

و منه لان الخبرة الداخلية الذاتية تكون أساسا محركا للإبداع أكثر من الخبرة الخارجية في نظر أرسطو و نفهم أيضا أن هدف الفنان لا يذهب إلى تزويق مايراه أو يسمعه أو يريده للحدث أو للظاهرة بل التعبير عنه وجدانيا أولا و ربطها بمحيطها لتبدو على شكل صورة متوحدة و ليست متجزئة أو مشوشة.

و قد أضاف أرسطو إلى ما تقدم أن وظيفة الفن في هذا الضرب ما هي إلا وسيلة تطهيرية للعواطف و المشاعر التي يتم بواسطتها التخلص من عقدة نفسية يحصل من خلالها إفساح المجال للتعبير عن  طبيعتها تعبيرا كاملا. فضلا عن تنقية الذات و عدم السماح لتراكم العواطف المكبوتة التي تراكمت تحت تأثير ضغوط و قيود اجتماعية عندئذ تظهر هذه العواطف على شكل إبداع بناء و ليس مقوض أو هدام.

بتعبير آخر يكون الفن أحد الأساليب المقبولة اجتماعيا و ثقافيا للتعبير الذاتي المنبعث من الإثارة الواقعية لا الزائفة

أما الفيلسوف كانت فقد حدد الفن على أنه يمثل الخبرة الحسية المتكونة من تعاون الأحاسيس المستخدمة على شكل إدراك للزمان و المكان مبلورة معرفة فائقة و دقيقة بالموضوع المحسوس التي تقوم بدور الإحاطة بالحوافز و المنبهات تثير  أذاننا و تذوق لساننا و تحسسنا بدرجة الحرارة من خلال بشرتنا و برؤية الضوء بأعيننا و الإحساس بالأشياء الجميلة بواسطة مشاعرنا

و ينطلق كانت في تحديده للفن من الخبرة الحسية و ليس من الدوافع الذاتية المعبرة عن التعبير العاطفي و هذا أول فرق قائم بين تحديد كل من كانت و أرسطو و قد أوضح ميلا لإنسان لتقليد و محاكاة الموضوع المحسوس و هذه فقرة لم يتطرق إليها كانت فضلا عن عدم تناوله موضوع ميل الإنسان في إظهار دوافعه المقلدة في تعبيرها في  هذه الميزة اختلف كانت عن أرسطو بشكل واضح لكنه لم يقم بعقد مقارنة بين أحاسيس الحيوان الراقي و الإنسان .بينما انطلق الفيلسوف شوبنهاور في تحديده للفن من خلال مقارنته مع العلم حيث قال إن –الفن أشمل من العلم على الرغم من تقدمه و تراكم جهوده و تقصياته الحذرة و المحترسة و الدقيقة و مع ذلك فان الفن بمقدوره أن يصل إلى هدفه مباشرة بواسطة الحدس عن رموز الأشياء و هذا يتطلب من الفنان أن يكون عبقريا و نابغا بينما يتطلب من العالم أن يكون ذكيا فقط.

Last modified: Thursday, 15 October 2020, 10:53 AM