المحاضرة السادسة:

1- الوظائف الاجتماعية للفن:

لا تعني الوظائف الاجتماعية بالنتاج النمطية أو النسقية أو البنيوية بل ماذا يقدما او يعطي الفن للأفراد و للمجتمع على السواء على الصعيد النفسي و الثقافي و العلائقي-الاجتماعي و ليس ما يساهم في بلورة نمط جديد للنسق الفني أو ما يعزز النسق لصالح  البناء الاجتماعي

بتعبير اصطلاحي لا يمثل الفن هنا نسقا بنائيا بل نشاطا حسيا له إيجابيات نفسية و اجتماعية و ثقافية مرتبطا مع المرحلة التطورية التي يمر منها أو يعيش فيها المجتمع طالما لا يمثل الفن حاجة أساسية ملحة تساعد الفرد في كفاحه من اجل البقاء على الحياة أي لا يمكن عده مثل ما نعد الحاجة البايلوجية .

و أول من استعمل مفهوم الوظيفة الاجتماعية في حقل علم الاجتماع هو –ماير توين-التي حددها على أنها –التجمع العام للناس  بينما حددها ماكس فيبر على أنها التعبير عن المهنة التي تشير إلى نموذج التخصص المهني للشخص أي تحديد تنظيمي بنائي بعدها استخدمها كارل مانهايم ليعني بها أن لكل حقيقة اجتماعية وظيفية زمانية و مكانية فمعدل الولادات له وظيفة المكانة الاقتصادية ثم استعملها ريد فيلد براون ليعبر عن مفهوم الحاجة و درجة مساهمتها في المحافظة على مناشطة الحيوية مثل العقوبة القانونية على سلوك المجرم أو مراسيم دفن الميت.

كذلك استعملها مالينوفسكي عالم إنسان قديم بشكل مختلف عن استعمال براون-الذي استخدمها من خلال مساهمة الجزء بالكل –الجزء يعني عنده وحدة ثقافية أو اجتماعية و مدى مساهمة الجزء بالتكامل الثقافي من خلال علاقته المتبادلة مع الكل بينما استعملها روبرت مرتن على أنها الآثار الموضوعية للحدث الاجتماعي و مالها من قدرة في تكيف الناس لمستجدات الحدث.

ونجد هربرت سبنسر وجد مصادر الأحاسيس أو المشاعر الجمالية أن الفن و التمثيل لهما نفس الوظيفة على الرغم من إنهما لا يمثلا ضرورة جوهرية لبقاء الجسد بل إنهما موجودتان لغايتهما الفنية و ليس الجسدية و يرى أيضا أن التمثيل و الرياضة يمثلان أفعالا حقيقية إنما ذات مناشط لا فائدة لها أساسا و إنهما يشيعان أنفسهما بأنفسهما بيد أن انعكاسهما الأعلى يتحقق من قبل الفنون الجميلة

2-التفكير في الفن سوسيولوجيا:ديفيد انغليز.2007.ص5

تحيط سوسيولوجيا الفن بالعديد من المواضيع و المسائل المتباينة بدءا من التحليلات المحدودة النطاق مثل دراسة كيف ينتج أو يمارس أولئك الأفراد الذين يطلق عليهم فنانون إبداعاتهم الفنية وصولا إلى التحليلات الكبرى واسعة النطاق كالتفكير في مكانة الفن في البناء العام للمجتمعات الحديثة و قد حول علماء الاجتماع و غيرهم ممن يتبنون الأفكار السوسيولوجية اهتماماتهم إلى العديد من المسائل ذات الصلة بالأمور الفنية.

حيث يميل علماء الاجتماع إلى انه ليس لأي قطعة خصائص فنية ذاتية و من ثم يميل علماء الاجتماع إلى الاعتقاد أن الطبيعة الفنية لأي عمل فني ليست طبيعة ذاتية و دائمة لتلك القطعة بل هي صفة توسم بها من قبل بعض الجماعات المعنية بالشأن الفني هم أفراد المجموعة الاجتماعية الذين تعزز اهتماماتهم عند تعريف تلك القطعة بأنها عمل فني قد تكون وصف الأشياء بهذه الطريقة من دون قصد أو وعي تماما مع ذلك هناك فكرة مركزية في اغلب أشكال سوسيولوجيا الفن إلا و هي أن صفة فن لا تكون محايدة أبدا فبعض الجماعات الاجتماعية تتخذ على الدوام موقفا تكسب منه بطريقة أو أخرى عند وصف قطعة معينة بكونها فنا أو العكس.بمعنى تميل  وجهة النظر السوسيولوجية إلى اعتبار الفن مكبلا بالسياسة و مصطلح السياسة يستخدم هنا بأوسع معانيه بحيث يشير إلى أشكال الصراع و النضال بين الجماعات الاجتماعية المختلفة.

  3-الجدل حول الفنان:

كما أن الفن مصطلح حديث أي التصنيف الغربي الذي يضيفه أشخاص أو جماعات اجتماعية معينة على أشياء معينة كذلك مصطلح فنان حديث بالقدر نفسه أي التصنيف الذي قد يسبغ أو لا يسبغ على أناس معينين و من شأن تصنيف الشخص كفنان في مجتمعنا إضفاء عدد من المميزات عليه مثل نوع معين من السلطة و المكانة و ربما الثروة أيضا .

و يذهب علماء الاجتماع إلى انه من غير الملائم تعميم فكرة فنان بمعنى فرد منشغل بالأنشطة الإبداعية لإنتاج قطعة فنية على كل المجتمعات هذا لان فكرة الفنان الفرد المنعزل هي فكرة غربية حديثة نسبيا ظهرت أول مرة في بواكير العصر الحديث وليام 1981 .

لذا ففردية الفكرة الغربية الحديثة عن الفنان تعني أن المصطلح لا يمكن تطبيقه مباشرة على المجتمعات الأخرى .


Last modified: Thursday, 15 October 2020, 10:56 AM