المحاضرة العاشرة

مفاهيم ومنهج ونظريات علم اجتماع الفن

  1 - مفاهيم

2 - منهجية علم اجتماع الفن

-3 نظريات اجتماعية في الفن

-         نظرية ابن خلدون

-         نظرية غليلو

-         نظرية اوغست كونت

-         نظرية كارل ماركس

-         نظرية هربرت ارتست كروس

-         نظرية هربرت سبنسر

-         نظرية اميل دوركايم

-         نظرية ارنست فيشر

-         نظرية بيتر سروكن

-         خلاصة

 

 

 

 

أولا : المفاهيم :معن خليل العمر مرجع سابق .ص191

تمثل المفاهيم الركيزة الأساسية في بناء النظرية لأنها تعكس الأوجه المتعددة للظاهرة الاجتماعية – الفنية ،و بالذات عندما تكون النظرية في بداية ميلادها ،حيث تحتاج إلى مفاهيم مجردة بسبب تضمنها صياغات فكرية لملاحظات دقيقة متعلقة بالظاهرة الخاضعة للدراسة ن وهذا لا يتم تحقيقه إلا بوضع سلسلة من المفاهيم الإجرائية لأنها تتمتع بقابلية التوغل إلى جزيئات الظاهرة وهي القابلية لا تتوفر في المفاهيم المجردة لذلك سميت بالإجرائية

أما المجردة ، فإنها تتضمن نصوصا وأفكار مجردة تشير إلى صفات عامة للظاهرة الخاضعة للدراسة لا تعكس زمانا أو مكانا معين ولا ترتبط بأي محيط اجتماعي معين .

وسنعرض بعض المفاهيم المجردة خاصة بعلم الاجتماع الفن ليطلع عليها القارئ،لأنها تمثل خصوصية هذا الحقل السوسيولوجي الذي يختلف بنصوصه ومفاهيمه ومصلحاته عن باقي حقوله مثل علم الإجرام ،علم الاجتماع الحضري أو الريفي أو الأسري أو الطبي أو التربوي ،وهي

1-     الفن : يعني بالمعنى العام جملة من القواعد المتينة لتحصيل غاية معينة جمالا كانت أو خيرا أو منفعة . فإذا كانت هذه هي الغاية تحقيق الجمال سمي الفن بالفن الجميل .وإذا كانت لتحقيق الخير سمي الفن بفن الأخلاق ، وإذا كانت تحقيق المنفعة سمي الفن بالصناعة .

ومعنى ذلك أن الفن مقابل للعلم لان الأخير نظري والأول علمي ومضاد للطبيعة من حيث أن أفعالها لا تصدر عن رؤية وفكر ،والفرق بين الفن والعلم أن غاية الفن تحصيل الجمال على حين أن غاية العلم تحصيل الحقيقة وإذا كانت أحكام الفن إنشائية فان أحكام العلم خبرية او وجودية .

أما الفن بالمعنى الخاص فيطلق على جملة الوسائل التي يستعملها الإنسان لإثارة الشعور بالجمال كالتصوير والنحت والنقش والتزيين والعمارة والشعر والموسيقى وغيرها وتسمى هذه الفنون بالفنون الجميلة .

ومن عادة بعض العلماء أن يقسمها قسمين كبيرين وهما :الفنون التشكيلية كالعمارة والتصوير والنقش والفنون الإيقاعية كالشعر والموسيقى والرقص .

والفرق بين الأولى والثانية ، إن جوهر الأولى هو المكان والسكون على حين أن جوهر الثانية هو الزمان والحركة . وسواء أكان الفن تشكيليا أم إيقاعيا فانه في كلا الحالتين لا يقتصر على المحاكاة الطبيعية بل يبدلها بما يضيفه إليها من اختراعات الخيال ويطلق اصطلاح الفنون الحرة على الفنون السبعة التي كانت تدرس في المعاهد القديمة كالثلاثيات (قواعد اللغة والبلاغة والمنطق )والرباعيات (الحساب والهندسة والفلك والموسيقى) وقد سميت بالفنون الحرة لأنها تعد طلابها للمهن الحرة وكل من مهر في تذوق الجمال أو تحصيله أو ابداعة يسمى فنانا . والفن الملتزم هو الفن الموجه والفن الحر هو الفن المطلوب لذاته وهو ما يطلقون عليه اصطلاح الفن للفن .

2-     الأصالة : فيما يتعلق بالإبداع الفني ،في الواقع ليس ثمة أصالة مطلقة فالذي يصفه الناس بالأصالة والجدة إنما يتضمن عنصرين : تركيب جديد ،ثم عناصر متفرقة ومنعزلة هي محاولات السابقين فيكون هذا التركيب الجديد بمثابة صيغة جديدة تحمل في طياتها العناصر القديمة كما يتحدد وقت ظهور هذا التركيب عن طريق المجتمع فيأتي لكي يشغل فراغا أحس به الجمهور ومن ثم فان الفنان العبقري لا ينشا من تلقاء نفسه ولكن أمل الجماعة وترقبها هو الذي يخلق الفنان كأنه بطل منتظر .

فأصالة الفنان إذن ليست منبثقة عن ذاته بل هي مشروطة بخلفيات اجتماعية وحضارية،لم يكن دوره فيها إلا إعادة التركيب بين بعض عناصر هذه الخلفيات القديمة ولك لحاجة المجتمع لمثل هذا التركيب الجديد ومعنى هذا أن الفنان ليس مخلوقا أصيلا كل الأصالة وكأنما هو موجود ألاهي قد هبط من السماء ، بل هو مخلوق ارضي يعيش في بيئة جمالية ذات صبغة اجتماعية خاصة ويستجيب لطائفة من المنبهات الفنية المعاشة ويتأثر بمجموعة من التيارات الاجتماعية السائدة بحيث انه لو تغيرت بيئته الاجتماعية لترتب على هذا التغير بالضرورة انقلاب هائل في نوع إنتاجه الفني .... ومن هنا فالإبداع الفني كثيرا ما يجيء مشروطا بالكثير من العوامل الحضارية التي تشيع في البيئة الفنية المحيطة بالفنان وحينما ينظر الباحث بعين الاهتمام إلى تلك التأثيرات الحضارية  التي عاناها الفنان ,وحينما يقيم وزنا كبيرا لتلك الأشكال الاجتماعية التي أثرت على حيات الفنان وأعماله الفنية فان إنتاجه عندئذ لن يبدو لنا بصورة سر مغلق لا سبيل إلى فهمه بل سرعان ما يصبح في وسعنا أن ندرجه تحت طراز فني بعينه .

وهكذا نفهم أن الإبداع الفني في إطاره الاجتماعي كثيرا ما يعيننا على إلقاء الأضواء الهامة على طبيعة تلك العملية الإبداعية التي تتخذ صورا مختلفة لأي الفنانين المختلفين. فأصالة الفنان نسبية وليست مطلقة ,وانه لابتكار أعمال فنية جديدة كل الجد بقدر ما ينحصر ابتكاره في التأليف بين أفكار قديمة أو إحداث تعديلات أو تحويرات فيما بينها وما لها في صلة بتراث فني سابق أو فيما وعاء من ظروف اجتماعية محيطة بها لا فان الجديد يأتي به الفنان ضئيل ومحدود بالنسبة إلى ماتسلمه أو تقبله وكثيرا ما تنحصر آصاله الفنان في التوفيق بين عناصر فنية مستعارة من طراز بين معاصرين متنافسين دون أن يكون لدى الفنان نفسه اي عور واضح بتلك العملية  التاليفية التي يقوم بها

3-     الفنان الفرد : هو فرد اجتماعي مشبع بروح الجماعة أو العقل الجمعي وان روح الجماعة هذه هي التي ينبع منها الهامة الفني الذي يستهدف  إشباع حاجات الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه ويتمتع بمقدرة تميزه على الآخرين العاديين على انجاز مطالب الجماعة من الناحية الفنية ويقول فيشر يستطيع الفنان بالمعالجة الأصيلة لموضوع محدد أن يعبر عن فرديته وان يصور في الوقت ذاته العمليات الجديدة التي تجرى داخل المجتمع ومدى قدرته على إبراز المميزات الأساسية لعصره والكشف عن حقائقه الجديدة هو معيار عظمته كفنان .

4-الفن الهمجي : حدد هذا المفهوم –هربرت سبنسر – على انه عرض للمجتمع التبرير الاستبدادي ،فالحكم الاستبدادي يند الفن وسيل للتباهي يلقي بها الرعب في قلوب الناس يوحي بما انفق عليه من مال وبذل فيه من جهد ومن أمثلة ذلك الزخارف المتقنة التي تزين المقابر والمعابد المصرية والأشورية وكذا ثياب الارستقراطية  الحديثة في الشرق وشارات الشرف والسلطان عندهم .وفي أوروبا كانت أسلحة رجال البلاط وأدواتهم ومعداتهم كلها مرصعة ومزدانة بشكل بارع رائع .ولم تبدأ تلك البساطة النسبية التي يتميز بها الفن الصادق الرفيع في أن تظهر نفسها إلا مع اضمحلال الحكم العسكري وما صاحب ذلك من نمو (النظام الصناعي ) واستنكر –سنسر- ما ساد من إحياء لطراز العصور الوسطى على أنها (عودة الى البربرية ) (انتكاس في الذوق)و(ارتداد إلى القبح) ويقول أن البساطة البروتستانتية تحتل محلها في كل مكان البراعة الكاثوليكية في الرسوم الملونة على الجدران وأعمال النحت على المذبح والحاجز المزخرف خلفه والأردية الكهنوتية الثقيلة اللامعة

5-الإبداع الفني : انه خبرة فنية مبتكرة تتبلور بسبب تغييرات اجتماعية متطرفة تحدث داخل المجتمع يستجيب لها الفنان بانفعاله وتأثره بها ،فهي إذن تمثل الترجمة النابضة لأحداث التغيير الاجتماعي حال حدوثه وكأنه المرأة الفنية لما حصل من تغييرات اجتماعية .

6-     المحيط المنفعل أو المهتاج : طرح هذا المفهوم عالم الاجتماع الفرنسي القديم –اميل دور كايم – لبعض المهرجانات التي يشترك فيها الجمهور بكل جوارحه وبعمق نفسي صادق وبكثافة بشرية كبيرة ليعبر عن مواقفه الوجدانية وهذا ما يمنحه أو يكسبه انفعالا عاطفيا واضحا مهتاجا عاكسا رواسب اجتماعية جوهرية في تاريخ حياته .

- 7       الإلهام : ربما يبدأ بفكرة بسيطة ،عابرة لا تلوح لسائر الناس لكنها ولدت في رأس شخص معين ،إلا أنها تحتاج إلى إنبات لتثمر ،والانبات معناه العزم على تناول الفكرة بالرعاية والنماء وبل الجهد لإجراء الدراسة اللازمة  حولها وعدم الاقتناع بالميسور , بل السعي للغوص إلى الأعماق حتى تأتي الفكرة أكلها

وتثمر وتشع على البشر .

8- الذوق : يعني الاستجابة الوجدانية لمؤثرات جمال الخارجية انه اهتزاز الشعور في المواقف التي تكون فيها العلاقات الجمالية على مستوى رفيع فيتحرك لها وجدان الإنسان بالمتعة والارتياح وفي نفس الوقت يعني الذوق استهجان القبح ولفظه والتحرك نحوه لتحويله إلى جمال يمتع الإنسان الذوق يتضمن القبول والنفور والارتياح وعدمه , المتعة والتأفف ,الإقدام والإحجام أي أن الذوق حركة دينامكية فاعلة للتأثير والتأثر بمواقف الحياة التي يلعب الجمال فيها دورا ايجابيا والمواقف التي تثير الذوق وتدعو للممارسة غير قاصرة على مجالات الفنون بأنواعها بل وتدخل فيها كل المواقف الحياة التي يسلك فيها الإنسان ليعيش مواقف ترتبط بالإنسان وأخرى ترتبط بالأشياء وفي كل ما يدخل الجمال يوحل الذوق الذي يبين إلى أي حد هذا الإنسان المهذب .

9- فن الحياة اليومية المفتوح : انه فن يعبر عن إيقاعات الحياة اليومية المتجذرة في البناء الاجتماعي يعكس ببالغ الذروة التأمل الفكري والذوقي والجمالي مصورا نمط العي النبيل في الحياة العلمانية . ظهر هذا الفن في فنون الإمبراطورية الرومانية التي ضمت التماثيل والحياة الواقعية . كذلك ظهر في الرسوم الصينية وفي الفترة الفيكتورية وفي مرحلة حكم ستالين في روسيا .

10- الفن المحفوظ أو فن الأبواب المغلقة : إلي يصور مساحات صغيرة في حياة المجتمع التي تعكس الاستمتاع الجمالي للكهنة والمتعلمين ظهر في مسرحيات عصر النهضة الأوروبية أبان القرون الوسطى وظهر في المجتمع الروماني معرضا الحياة المتوحشة والفاسدة لبعض الشرائح الاجتماعية وكيفية قضاء أوقات فراغها عادة ما يكون هذا الفن محميا ومصانا من قبل الحكام وأصحاب النفوذ والسطوة الدينية والسياسية من الين لهم لغة خاصة بالدفاع عنها .

11- فن معبر عن الثروة والمال : الذي عادة ما يكون على شكل نصب تذكارية مصنوعة من المعادن النفيسة كالذهب أو الفضة وسواهما ومطعم بالأحجار الكريمة يقدم كهدية من الناس إلى رجال الدين أو الحكام كبرهان على ولائهم وإظهار طاعتهم لهم آملين في الحصول على جزاء معطاء وجزيل أو مكافأة أوفر من قبل الآلهة أو الحكام بذات الوقت يعكس هذا الفن الثروة المالية التي يتمتع بها ذلك المجتمع نجد مثل ها الفن في معظم بلدان أمريكا اللاتينية وبالذات البرازيل .

تعليقا على هذا الضرب من الفنون هو انه يعكس طغيان الحاكم وجبروته الي يخلق الفزع والرعب عند رعيته فيقوموا بتقديم مثل هذه الوسائل تعبيرا عن خوفهم منه ومنافقة اجتماعية لكي يتجنبوا بطشه وليس تخليدا لأعماله الإنسانية أو الحضارية ولا حتى إعجابا ب هاو حبهم له ،نجد مثل هذه الحالة في المجتمعات الشرقية وبالذات العربية لكن النصب التذكارية التي تصنع للقادة أو الحكام وفاتهم يمكن أن تكون تخليدا لذكراهم لكن أثناء وجودهم في الحياة وبذخ أموال الشعب الطائل لإقامة نصب لهم فانه لا يعد تخليدا بل برهان على نرجسيتهم وطغيانهم وجبروتهم وضعف الرعية وخنوعها ونفاقها لهم .

أما النصب الدينية التي تقدم للآلهة فإنها تمثل الجهل الفكري والسذاجة الروحية والتخلف الحضاري وعدم عقلانية الناس الين يقدمون النصب ..ففي مرحلة الإصلاح في أوروبا تعترض المصلحون على بهاء ورونق البنايات في أوروبا بالذات على كنيسة سانت بيتر .

12- غاية الفن العقائدية : هو فن يعبر عن مذهب فكري يدافع عن الظواهر الاجتماعية المستلبة أو الظلم أو الفقر ويكشف الواقع المتخفي وراء ستارة براقة زائفة فهو فن  يكافح من اجل العدالة الاجتماعية بين الناس .

13- فن المعارضة الأخلاقية للثقافة والتقليدية : أي الفن الذي يبحث عن تطوير معايير وقيم المجتمع التي لا تساير مع التطورات الزمنية التي تسبب فراغا اجتماعيا داخل الأنساق الاجتماعية وذلك لإنعاش الواقع وعدم تركه دون تدخل لكي تنهيه لصالح التقدم . لكن على الرغم من ها الهدف فقد تم إساءة فهم ها الفن فوصمة البعض بفن الفوضوية الرومانسية والفوضوية الخيالية بسبب موقعها السلبي من الموروث القديم والايجابي من التجديد .

14- التفاعل الاجتماعي المنكمش :استخدمت ها المصطلح في كتابي نظريات معاصرة في علم الاجتماع 1997 ،الذي يعني الاقتضاب أو الإيجاز في الحوار بين الفرد والآخر لتظليله بمعلومات خاطئة أو كاذبة أو مبالغ فيها مما لا يجعل من التفاعل الاجتماعي واضحا أو صادقا او صريحا .

15- التفاعل الاجتماعي الممتد : استخدمت ها المصطلح في كتابي نظريات معاصرة في علم الاجتماع 1997 الذي يعني الانفتاح أو الإفصاح عن خصوصيات وحيثيات الظواهر والمشكلات الاجتماعية وإعطاء معلومات كافية حول موضوع التفاعل وذلك راجع إلى إعجاب المتفاعل بالآخر أو إقراره بتفوقه عليه أو صدق نواياه أو إخلاصه له وانسجامه معه

16- التزويق الاجتماعي أو الماكياج الاجتماعي : استخدمت هذا المصطلح قي كتابي نظريات معاصرة في علم الاجتماع 1997 الذي ينطوي على المبالغة أو الاعتزال أثناء التفاعل ،فإذا كان الفرد يتفاعل مع الآخر المغاير له أو الحذر منه فانه يبالغ في صفاته السلبية ويختزل من صفاته الايجابية او يقلل من أهميتها ( أي صفات الآخر ) إما إذا تفاعل مع الآخر إلي يعده نموذجا مثلا له معجبا به فيبالغ في صفاته الايجابية ويعممها ويكبر في صورته ويختزل من صفاته السلبية او لا يشير اليها أو يبررها أمام الآخر لكي تجذبه نحوه أي أن الآخر يخضع لعملية تزويق اجتماعي من قبل المتفاعل لكي يغذي موقفه من الآخر ويعزز تماثله مع معايير مجتمعه ويحصل على رضا الآخر .

ثانيا منهجية علم اجتماع الفن

لا تختلف مناهج علم الاجتماع عند استخدامها في حقوله الفرعية ،بل يحصل تطوير لها عند تطبيقها على مصادر المعلومات المجمعة بسبب خصوصية المواد الخام التي تستقي من المحيط الاجتماعي ودرجة رقيها على السلم التعليمي (أمي ،متعلم ،خريج جامعة )أو حسب نتاجات الأفراد (المادية والمعنوية )

المناهج البحثية الرئيسية في علم الاجتماع هي : المقارن ، التاريخي ،الإحصائي .وفي هذا الباب سوف نطرح ما قدمه –ريتشارد ولهايم – (عالم اجتماع أمريكي معاصر) ثلاثة تفاسير منهجية في سوسيولوجية الفن هي :

1-       من اجل شرح الحادث (أ) علينا أن نقارنه مع الحادث (ب) المرتبط ب هاو له علاقة معه ،أو أن يكون وجود الحادث (ب) موجودا أو مولدا لوقوع الحادث ( أ) أي إذا كان الحادث (ب) موجودا فان الحادث (أ) يكون موجودا أيضا بسبب العلاقة السببية بينهما . أوضح هذه العلاقة (كورن هاوسر) في نمو الطبقة الاجتماعية في أعمال الفنان (سنكتنتو ) التي أشارت إلى تاثير النخبة المهيمنة على المواقع الاجتماعية والاقتصادية وسبل نموها الطبقي كان تفسير كورن هاوسر لأعمال هذا الفنان مبنيا على توضيح المحي الاجتماعي وأثره على الإنتاج الفني ،فالنمو الطبقي ها يمثل الحادث (أ) وتأثيرات النخبة المهيمنة على المواقع الاجتماعية التي تمثل الحادث (ب) بتعبير آخر ، يمثل تأثير النخبة ( السبب ) ونمو الطبقة ( النتيجة )

2-       الحالة الافتراضية التي تشير إلى أن الحادث (ب) يقترن وقوعه مع وجود الحادث (أ) لكنه لا يتسبب في وقوعه بل هناك أسباب أخرى سببت وجوده مثال ذلك ، يعد الفن التعبيري انعكاسا للظروف الاجتماعية التي وجد فيها ولا علاقة للظروف الاجتماعية التي تسبب أو حدوث ظهور الفن التعبيري ولا تفرض هذه الحالة وجود علاقة مسبقة بين الفن التعبيري والظروف الاجتماعية ، بل يقترن وجوده مع وجود الظروف فقط .

3-       شرح الحادث (أ) سوسيولوجيا من خلال عدة متغيرات متعددة مرة واحدة مثل شرح قصة واحدة أو صورة واحدة من خلال عدة متغيرات تتضمنها إنما لا تسببها ولا تقترب منها بل مرتبطة بها فقط .

هناك آلية منهجية أخرى لمعرفة العلاقة بين التغير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والتطور الفني وضعها – جورج بواكو – وهي ما يأتي البنية الفوقية : تقييم ، الأفكار ، الرموز التعبيرية ،معايير اجتماعية وقانونية وسياسية .

القاعدة : نمط التنظيم الاجتماعي (أشكال البناء الطبقي والمؤسسي) ،المصادر الاجتماعية (الاقتصادية والسكانية والتربوية والثقافية )

يمكن تطبيق تقنية (بواكو ) على المجتمعات التي تتصف بالصفات التالية :

أ‌-         زيادة في المصادر الاجتماعية أو نقصها (أي عدم ثبوت حجمها)

ب‌-     اضطراب وتوتر بين المصادر الاجتماعية ونمط التنظيم الاجتماعي ( الذي يعد مصدرا رئيسيا للتغير الاجتماعي) مثال على ذلك :

 أثرت الحرب العالمية الأولى على ظهور موجات في الأفلام السينمائية ،عكست كل موجة نوعا خاصا من المصادر الاجتماعية لمرحلة تاريخية محددة ونماذج من التنظيمات الاجتماعية والسياسية والمعايير القانونية والتقليدية الفنية للمجتمع إذ ظهر التعبيريون من الألمان –بعد الحرب العالمية الأولى ، والواقعية الحيوية السوفيتية التي ظهرت بعد ثورة 1917 ونشوب الحرب الأهلية ، وظهرت أفلام الواقعية الجديدة الايطالية مباشرة بعد الجرب العالمية الثانية

نستنتج مما تقدم أن الحرب (كمتغير ) عملت على نشوء موجات سينمائية عكست خصوصية تلك الحقبة التاريخية .أي أن الحرب لعبت دورا حاسما في بلورة ظروف أنتجت ما يلي :

أ‌-          الكادر: المتمثل في المخرجين والمصورين والمعدين والممثلين وباقي التقنيين .

ب‌-     مستلزمات المؤسسة الصناعية لإخراج الفيلم .

ج-      نمط تنظيم موجة صناعة الفيلم.

د- المناخ السياسي ، سواءا كان منسجما أو متناقضا –في أفكار وأسلوب الموجة ونمطها .

هذا على صعيد الفن السينمائي ،وإما على صعيد الفن الغنائي والموسيقي والصوري (التصويري )والرسومي (الرسم) والنقشي والازيائي فقد وضع – جورج يوايكو – نموذجا آخر وهو ما يأتي

 

 

 

 

 

 

 

 

       الزبائن                                                                                       الناشرين او الموزعين

                                                            النقد

 

 


                                                      (الظاهرة الفنية)

المؤلف او المفكر او المبدع                                                      المشاهدين او  المستمعين او القراء

3/ج نظريات اجتماعية في الفن  

الفن كأحد نتاج الأفراد التي تعكس أوجه الحياة الاجتماعية ومراحل تطورها ،فقد تم استخدامها من قبل علماء الاجتماع الرواد كمادة معرفية لدراسة التطور الاجتماعي والفكري والذوقي لهم .لذا فهي إحدى الظواهر الاجتماعية السائدة في المجتمع وليس احد مشكلاته ،لم تقف حجر عثرة في تقدمه ولما كان علم الاجتماع يدرس الظواهر الاجتماعية ( والفن احدها ) فقد تناوله إلا انه لم يعطيه اهتماما متكافئا أو متساويا مثلما أعطى تركيزه وولعه وغبطته وشغفه للمشكلات الاجتماعية الدائرة في المجتمع مثل الجريمة والجنوح والانحراف والطلاق والإدمان وذلك راجع لكونه لا يهدد معايير المجتمع ولم يعمل على تحلله أو تقويضه ،بل كان شاهدا عيان على تطوره وتغيره .

مع ذلك فقد ظهرت إرهاصات نظرية في أدبيات رواد علم الاجتماع ، بيد أنها لم تكن متكاملة من البداية ولم يتم اختبارها من قبل علماء اجتماع جاءوا بعد الرواد بل تركت سائبة فلم تظهر نظريات اجتماعية متخصصة في الفن مثلما موجود من نظريات في الجريمة والجنوح والتحضر والأسرة وسواها ،ولم تظهر نظريات قريبة المدى (التي تدرس السلوك الإنساني والحالات الفردية والشللية في المجال الفني ) بل بعيدة المدى أوضحت مراحل تطور الفن – بكافة ألوانه- عبر الزمن مستخدمين المنهج التاريخي في صياغة نظرياتهم .

أما لماذا أدرجنا هذه النظريات في هذا الحقل المعرفي (علم اجتماع الفن ) فان ذالك برجع الى وظائفها المتمثلة في :

-         تحفيز الباحثين في استخدام مؤشرات ودلائل نظرية لدراسة الظواهر والحركات الفنية المعاصرة

-         إثراء البحوث من خلال إرهاصاتها المستقبلية

-         ربط الإنتاج الفني بالإطار النظري وعدم تركه سائبا أولا ،ولرفد المنطلقات النظرية بمستجدات الحياة المعاصرة وما تفرزه من نتاج فني ثانيا .

-         تفسر لنا المراحل التطورية التي مر منها وبها الفن وتكشف لنا مواطن ضعفه وقوته .

بعد هذه الإطلالة النظرية نذهب لطرح المنظرين الرواد وما قدموه لنا في المجال الفني وهي :

1-     نظرية ابن خلدون (1332-1406م)

يرى ابن خلدون الإبداع الفني صفة مكتسبة وليست موروثة عند الفنان إذ يقال في هذا الخصوص والملكة صفة راسخة تحصل عن استعمال ذلك الفعل ونكرره مرة بعد أخرى حتى ترسخ صورته على نسبة الأصل ،تكون الملكة ونقل معاينة وأتم من نقل الخبر والعلم .

ثم وضع ابن خلدون شروطا تهيئ للفنان وضعا نفسيا وجسديا تؤهله لتقديم انطباعه الفني وهي ما يلي :

1-     قناعته بموضوع عمله الفني .

2-     تعلقه النفسي بموضوع عمله الفني.

3-     أن تكون قريحته متنطشة بلذة سارة .

4-     بعد نهوضه من نوم مريح .

5-     جمال مكان عمله .

6-     فراغ معدته من الطعام .

7-     الخلوة . 

حيث ذكر ما يلي : لابد من الخلوة واستعادة المكان المنظور فيه من المياه والأزهار وكذا المسموع لاستنارة القريحة باستجماعها وتنشيطها بملاذ السرور ثم مع هذا كله شرط أن يكون على حمام ونشاط فذلك اجمع له وأنشط للقريحة .وخير الأوقات لذلك أوقات  البكر عند الهبوب من النوم ،وفراغ المعدة ونشاط الفكر وفي هؤلاء الجمام ، ربما قالوا أن من بواعثه العشق والانتشاء .

والملفت للانتباه أن ابن خلدون يرى أن النسق الفني لا يستطيع أن يستقبل بذاته داخل البناء الاجتماعي عن باقي الأنساق الأخرى إلا إذا استغنى صاحب الدولة عن النسق العسكري كنسق معزز ومدعم للنسق السياسي وهذا لا يحصل إلا بعد أن يثبت الحاكم إقدامه في انساق البناء الاجتماعي ، او في حالة ضعفه في سلطته أي في نهاية حكمه،عندئذ يعتمد اعتمادا كاملا على النسق العسكري ويجعل من النسق الفني خادما له ومنفذا لأهدافه السياسية والعسكرية وليس الفنية .

لكن في المرحلة المتوسطة والتي يسميها –ابن خلدون – وسط الدولة ،عندئذ يقوم الحاكم بالاستغناء –نسبيا- عن النسق العسكري بعد ان قام – هذا النسق – بتمهيد أمره وتثبيت أركانه في البناء الاجتماعي ،عنئذ  ،تصبح حاجة الحاكم  إلى المباهاة أمام الدول الأخرى بثمرات ملكه وتكون مراتب الفنانين عالية ومتميزة على السلم (التدرج ) الاجتماعي ويكونوا من أصحاب الثروة والنعمة ومقربين من رجال السلطة ومجالسهم لأنهم (الفنانين) التي يستظهر على تحصيل ثمرات ملكة والمباهاة بأحواله وتثقيف أطرافه .

فقد قال في هذا الخصوص اعلم أن السيف والقلم كلاهما آلة لصاحب الدولة ،يستعين بها على أمره إلا أن الحاجة في أول الأمر إلى السيف ما دام أهلها في تمهيد أمرهم اشد من الحاجة الى العلم ،لان القلم في تلك الحالة خادم فقط ،منفذ للحكم السلطاني ،والسيف شريك في المعونة ،وكذلك في آخر الدولة حيث تضعف عصبيتها .فتحتاج إلى الاستظهار بأرباب السيوف وتقوي الحاجة إليهم في حماية الدولة ،والمدافعة عنها كما كان الشأن في أول الأمر في تمهيدها ،فيكون للسيف مزية على القلم في الحالتين ويكون أرباب السيف حينئذ أوسع جاها وأكثر نعمة واسنى إقطاعا .

وفيما بين هاتين المرحلتين أو ما اسماه ابن خلدون وسط الدولة يستغني عن السيف ليحل مكانه القلم مكانه حيث يكون الاستقرار قد حل محل القلاقل والاضطرابات ولتنتقل الدولة هنا إلى مرحلة جديدة حيث قال وإما في وسط الدولة فيستغني صاحبها بعض الشيء عن السيف لأنه قد تمهد أمره ولم يبق همه إلا في تحصيل ثمرات الملك من الجباية والضبط ومباهاة الدول وتنفيذ الأحكام .

والقلم هو المعين له في ذلك ،فتعظم الحاجة إلى تصريفه وتكون السيوف مهملة في مضاجع إغمادها ،إلا إذا أنابت نائبة أو دعيت إلى سد فرجه وما سوى ذلك فلا حاجة إليها ،فتكون أرباب القلم في هذه الحاجة أوسع جاها وأعلى رتبة وأعظم نعمة وثروة واقرب من السلطان مجلسا وأكثر إليه ترددا وفي خلواته نجيا .

لأنه حينئذ التي بها يستظهر على تحصيل ثمرات ملكه ،والنظر الى أعطافه ،و تثقيف أطرافه والمباهاة بأحواله .

إن سياق الحديث عن نظرية –ابن خلدون –في الفن يلزمني ان لا اغفل بهذا الصدد عن ما تميزه بين نوعين رئيسين من الفنون ،الأولى سماها بالفنون الكمالية والثانية بالفنون الضرورية .

 الاجتماعية وإنها لتقرب حافزا اجتماعيا وعقليا جديدا ولا ينتظر أن يكون هذا وليد الفلسفة التي هبطت إلى العدم ا والى لاشيء( كما يقول كونت) بفضل عزلتها غير العقلانية ولكن حتى في غمرة الفوضى وعدم الاستقرار الفني في أوروبا الحديثة قد تمت أعمال خلافة مثل روايات –سكوت- وربما يشير شكل الأسلوب البطولي (القصة الطويلة) إلى نهج التجديد في الفن عامة .ثم في المرحلة الوضعية حدد-كونت- وظائف الفن أبرزها مساعدته في توجيه ديانة البشرية عن طريق مهرجانات عامة منظمة وستكون البشرية ذاتها موضوع العبادة وبوجه خاص أسمى المنجزات الإنسان في الماضي والحاضر.ولقد كان للفنون فضل في تنميق الديانات الإلهية في الماضي وإضفاء الجاذبية العاطفية عليها ولسوف تكون ديانة الفلسفة الوضعية في حاجة الى الفنون في نفس القدر ,فالفن هو العرض المثالي للحقيقة وهدفه ان يربي فينا حاسة إدراك(الكمال) وحينما يفسر العلم الحقيقة فان الفن يضفي عليها جمالا وبهاء وكلاهما يتطور حيث تبدأ تأملاتهما بالأشياء البسيطة في العالم الخارجي ثم ترتفع تدريجيا إلى الحقائق المعقدة في الطبيعة البشرية. أن الرسالة المميزة للفن هي ينشئ أسمى أنواع الأنماط يحلق ويرتفع التأمل فيها لمشاعرنا وأفكارنا إلى آفاق عالية ولا بد أن يسمو الفن على الواقع حتى يحفزنا إلى إصلاحه , وان الفن ليبدأ للمحاكاة البسيطة ثم يتابع سيره نحو الامتثال نحو التعبير عن هذا الأخير-التعبير-, يستطيع الفنان مع ارتقاء الشكل والأسلوب ان ينقل فكره كاملا وبطريقة فعالة.

 -نظرية فيكو –إيطالي 1668-1744-

تعتبر نظرية فيكو –الفن ظاهرة اجتماعية ينطبق عليه ما ينطبق على المجتمع بشكل عام لذلك فالفن يخضع لنفس القوانين التي يخضع لها المجتمع كله ففي نظره أن المجتمع البشري و كذلك الفن مروا بثلاث مراحل:

الأولى: يسميها مرحلة الآلهة حيث ساد الرعب و الخوف مما دفع الناس إلى تصور الأرواح الخفية و لذلك تشعبت عقلية الإنسان و كذلك الفن بروح  الخرافة و أصبح فنا لاهوتيا أسطوريا في نزعته .

المرحلة الثانية: يسميها بمرحلة الأبطال حيث كان الفن هو الوسيلة لتمجيد الأبطال و أعمال السادة الأحرار و هذا ما نجده في الفن اليوناني هوميروس و الفن الروماني.

المرحلة الثالثة:

يسميها بمرحلة الحرية تسود الحقوق المدنية و السياسية التي تتقدم الفنون في هذا العهد و يصبح الفن هو وسيلة التعبير عن الحياة اليومية.

-نظرية اوكست كونت –فرنسي 1798-1857م

صاحب نظرية مراحل تطور الفكر الإنساني اللاهوتي الميتافيزيقي و الوضعي ففي حديثه عن طور التقديس الأعمى بوصفه أول طور لاهوتي يذكر  كونت أثره في الفنون الجميلة و لم يكن هذا الاثر جافا حيث لا بد ان تروق للخيال عقيدة وهبت الحياة للكون كله و قد نشأت كل الفنون الجميلة في تلك الحقبة و كان الشرك و هو الطور الثاني للمرحلة اللاهوتية مواتيا كذلك للفنون و قد دفع الشرك الخيال و العاطفة فوق العقل و استخدام الفنون ليترجم فلسفته الدينية لجمهور  الناس بشكل حسي و كلما ادخل معبود جديد أضفت عليه الفنون بزة و هيئة و تاريخا فتلا مع وظيفة قاعدة الشرك بتوفيره الظروف المواتية لتقدم الفن على السمو به إلى مكانة عالية .

-نظرية كارل ماكس:1818-1883م

تؤكد نظرية كارل ماكس على دور البيئة –و بخاصة الاجتماعية الاقتصادية في تحديد الخصائص الأساسية في الفن فالتغيرات في البيئة كما هو شأن الثورة التي تعيد توزيع الثروة و السلطة تجنح إلى تبديل أشكال التعبير الثقافي جميعها .

إن طراز الفن و نوعيته في أي زمن لا ترجعان الى أي الهام خارق للطبيعة أو سمو عنصري فطري بل إن الأحوال الاجتماعية تستطيع أن تهيئ للفن موضوعاته و اتجاهاته العامة إلا أن ثمة دوما مجالا فسيحا للتنوع الفردي فان الأحوال الاجتماعية لا تحدد التفاصيل النوعية أو الأساليب الفردية في كل حقبة و ليس في مقدور العوامل الاجتماعية الاقتصادية البحتة أن تتنبأ بالطرق المضبوطة التي  تعالج أو تفسر بها العبقرية الموضوعات العامة و لكن الأحوال الاجتماعية قد تطلق العنان لقوة الخلق و الإبداع و تلهمها و العكس أي أنها تطلقها أو تقضي عليها.

-نظرية ارنست كروس-الماني 1893

-احد علماء الاثنولوجيا –علم الأعراق البشرية و الاجتماع في مدينة فريبورج له مؤلف في بدايات الفن دعا فيه إلى مزيد من الاهتمام بالفن البدائي لا لدوره الهام في التطور الثقافي فحسب و لكن بسبب بساطته النسبية كذلك.

أكد كروس على أن وحدة الفن البدائي ظاهرة تتعارض إلى أقصى حد من  تنوع الشعوب البدائية فالاستراليون و الاسكيمو مختلفون كل الاختلاف و لكن حليهم و زينتهم متشابهة في الغالب .

كذلك في رسوم الصخور عند الاستراليون و عند البوشمن الافريقين رغم الفوارق السلالية و قال إن الطابع المتماثل في الفن البدائي يشير بما لا يدع مجالا للشك إلى سبب متماثل و أن هذا العامل الذي يدعو إلى التوحيد هو طريقة الحصول على الطعام بين الشعوب التي تعيش على الصيد و اعتبر المناخ عاملا ثانويا يؤثر فقط عن طريق أسلوب الإنتاج.

نظرية هربت سبنسر –بريطاني 1820-1903م

رأى سبنسر أن تطور الفنون كان و لابد أن يظل جزءا مكملا لتطور الكون بما في ذلك العقل و المجتمع و الحضارة و استشهد بأمثلة من تاريخ كثير من مختلف الفنون الجميلة و التطبيقية البدائية و الحديثة ليظهر أن نفس النزعات التطورية حدثت فيها .

كما حدثت في ارتقاء الحيوان و النبات و الأشكال الاجتماعية و كان الفن يسير إلى أن يكون أكثر تعقيدا و في عمليته هذه كان على وجه الإجمال يتحسن من حيث نوعيته و كان يتطور و يتقدم جنبا الى جنب مع العلم و التكنولوجيا .

نظرية اميل دوركهايم –فرنسي 1858-1917

قال أن الفن ظاهرة اجتماعية و انه إنتاج نسبي يخضع لظروف الزمان و المكان و هو عمل له أصول خاصة به و له مدارسه و لا يبنى على مخاطر العبقرية الفردية و هو اجتماعي أيضا من ناحية انه يتطلب جمهورا يعجب به و يقدره و على هذا فالفنان في نظر دوركهايم لا يعبر عن الأنا بل عن –النحن- أي عن المجتمع بأسره و لا يتم ذلك عن طريق التأمل الشعوري  بل عن طريق الاختمار اللاشعوري و هو ما يشبه الحمل الفني يصدر عن الإلهام أو الوحي ما داموا لا يملكون بأيديهم خيوط التأثير الاجتماعي التي تكون في الواقع بعيدة الغور متشابكة تماما و معقدة و متداخلة و على الرغم من ان المجتمع هو مصدر الأعمال الفنية إلا أن الأصالة الفنية عند الاجتماعيين هي ان يدخل الفنان على التراث الفني للمجتمع تعديلات و تطورات او تاليفات لم تكن مدركة من قبل و لكنها مع ذلك موجودة في المجتمع و مشتقة من كيانه و ذهب دوركهايم إلى أن الدين كنظام اجتماعي هو الأصل في نشأة الفنون جميعا .

نظرية ارنست فيشر-فرنسي

إن الإنسان يطمع إلى أن يكون أكثر من كيانه الفردي يريد أن يكون أكثر اكتمالا فهو لا يكتفي بان يكون فردا منعزلا بل يسعى إلى الخروج من جزئية حياته الفردية الى كلية يرجوها و يتطلبها إلى كلية تقف فرديته بكل ضيقها حائلا دونها .

انه يسعى إلى عالم أكثر عدلا و اقرب الى العقل و المنطق و هو يثور على اضطراره إلى إفناء عمره داخل حدود حياته وحدها داخل الحدود العابرة العارضة لشخصيته وحدها انه يريد أن يتحدث عن شيء أكثر من مجرد أنا عن شيء خارجي و هو مع ذلك جوهري بالنسبة إليه انه يريد أن يحوي العالم المحيط به و يجعله ملك يده عن طريق العلم و التكنولوجيا يمد هذه الأنا المتطلعة المتشوقة لاحتواء العالم إلى ابعد حدود مجرات السماء و إلى عمق أسرار الذرة كما يربط عن طريق الفن هذه الأنا الضيقة بالكيان المشترك للناس و بذلك يجعل فرديته اجتماعية.

-نظرية بيترم سروكن   من اصل روسي 1889-1968

من المثاليين يؤكد على وجود تناوب بين أساليب الفن التصويرية و المثالية و الحسية و الأسلوب الأول يغلب عليه الدين أما الثاني فانه ديني دنيوي و بطولي أما الثالث فهو دنيوي و شكي.


آخر تعديل: Thursday، 15 October 2020، 10:59 AM