يعتبر التغير الاجتماعي من أهم موضوعات علم الاجتماع الحديث، الذي يقترن بالتغيرات والتحولات البنيوية التي تحدث في جميع المجتمعات. فالتغير هو سنة الحياة وهو قانون طبيعي واجتماعي يتحكم في جميع أوجه وعناصر الحياة المادية والمعنوية حسب الزمان والمكان، بالرغم من أن العناصر المادية لأي حضارة هي أسرع في درجة التغير من العناصر المعنوية، وكذلك على المستوى الشخصي والثقافي والاجتماعي، حيث لا يوجد شيء ثابت ومستقر، فكل مجتمع يتغير ويتبدل من شكل إلى آخر، حتى المجتمعات التقليدية قد تغيرت وتطورت ولو نسبياً.
ويشمل التغير الاجتماعي، مجمل التغيرات والتحولات والتبادلات البنيوية التي تحدث في المجتمع والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، وذلك بسبب عوامل عديدة تتراكم حتى يصل المجتمع إلى درجة من التجمع الحضري الذي يعمل على هدم ما هو قديم وبناء جديد مكانه عن طريق نمو الإمكانات والطاقات والقدرات العلمية والتكنولوجية في داخله، لأن كل نظام اجتماعي يحمل في داخله بذور تغيره.
ومن الصعب تعريف التغير الاجتماعي، لأن كل شيء في حياتنا عرضة للتغير المستمر وعلى الدوام، فكل يوم في حياتنا هو يوم جديد، وكل لحظة تمثل حدثاً مستجداً في العمر، وعلى حد تعبير الفيلسوف اليوناني (قليطس) فإن المرء لا يستحم في النهر مرتين، لأن النهر يتغير بجريان الماء فيه، مثلما يتغير الشخص فور إحساسه أو ملامسته لماء النهر، ورغم دقة هذه الملاحظة وصدقها الواقعي فإننا نميل في العادة إلى إسباغ طابع الثبات والديمومة، ولو لفترات محددة على أنفسنا وعلى ما حولنا، ورغم ما يحدث من وجوه التغير سواء كانت طفيفة أو كبيرة، فإننا نظل نعتقد أن للنهر شكلاً ثابتاً، وأن للإنسان ولشخصيته ملامح تبقى على حالها دون تغيير .

آخر تعديل: Saturday، 13 February 2021، 6:00 PM