مقدمة

تمثل الدولة العنصر الأساسي في تركيب المجتمع الدولي المعاصر المؤلف بالدرجة الأولى من دول ذات سيادة، وقبل ان نتناول اركان الدولة يجب ان نشير الى تعريف الدولة، حيث يرى الليبراليون بان الدولة عبارة عن مجموعة بشرية مستقرة على اقيم معيين تتبع نظاما يهدف الى الصالح العام لها سلطة مزودة بصلاحيات الاكراه، اما عند الماركسيين فهي ذلك التنظيم الذي انشأته الطبقة المسيطرة وهذا التنظيم حسبهم لا يعمل سوى على ترجمة تلك السيطرة والتعبير عن تلك الطبقة، أما فقهاء الإسلام فالدولة هي تلك الامة التي تؤمن بالعقيدة والشريعة وتقطن ارضا وتخضع لسلطة سياسية عليا وتطبق احكام الشريعة الاسلامية. ومهما اختلفت التعاريف الواردة حول الدولة لأنها ظاهرة جد معقدة، إلا ان الاجماع يوشك ان يكون بان الدولة مجموعة من الناس مستقرة على اقليم معين تحت سلطة منظمة، ومن خلال هذه التعريف يمكن ان نستشف بان للدولة ثلاثة اركان وهي: الشعب الاقليم والسلطة السياسية. تشكل الدولة ابرز ظاهرة في الحياة الاجتماعية، فهي عبارة عن مؤسسة سياسية ذات سلطة ملزمة في إقليم معية على الشعب المكون لها، فما قمنا بصدد ذكره يمثل أركان الدولة فلا تقوم أي دولة إلا بها، إضافة إلى ذلك فلكل دولة خصائص تميزها عن باقي الدول الأخرى، ولقد كتب في ذلك أو في هذا الموضوع الكثير نظرا لأهميته.