مقدمة
النسيان مشكلة يعاني منها عامة الناس، لكنها تختلف في شدتها ودرجة تأثيرها من فرد لآخر باختلاف الأسباب المؤدية لها، الأمر الذي يشكل عائقا للفرد سواء كان ذلك على المستوى الشخصي أو الاجتماعي أو المهني أو التعليمي... لذا حاول العديد من العلماء وضع استراتيجيات وآليات تمكن الأفراد من عملية التذكر مستندين في ذلك على مفاهيم الذاكرة ونظرياتها.
ولعل من أوائل الدراسات التي تناولت موضع النسيان هي دراسات "ابنغهاوس" الذي وجد في دراساته أن النسيان يكون سريعا بعد التعلم مباشرة، إذ أن أكبر كمية نسيان تكون أول تسع ساعات بعد تخزين المعلومات وتحديدا في الساعة الأولى. وأجريت العديد من الدراسات فيها بعد وكانت نتائجها متفقة مع النتائج التي توصل غليها ابنغهاوس.
وكلما زاد طول الفترة الزمنية كانت المعلومة أو الخبرة أكبر عرضة للنسيان ( وذلك مالم تتدخل عوام أخرى كالتكرار مثلا)، ولا يحدث النسيان بطريقة فجائية، ولا بطريقة تنازلية متسقة بل يسير تبعا لمنحني خاص يدعي منحني النسيان. وحاول إبنغهاوس علم النفس الألماني في مطلع القرن العشرين أن يحدد معدل النسيان برسمه لهذا المنحني (محمد بن حمزة السليماني، 1433هـ، 60).
