مع تعقد الوظائف في عصرنا الحالي زادت أهمية التّكوين، فعندما كانت الوظائف بسيطة ولاتتطلب مهارات عالية، لم يكن هناك حاجة كبيرة لرفع أو تعديل مهارات العاملين. ولكن التّغيرات السّريعة التي حدثت في السنوات الأخيرة خلقت ضغوطا متزايدةعلى المنظمات لكي تتكيف مع هذه التّغيرات في السلع والخدمات التي تنتجها، وفي الطريقة المستخدمة في انتاج وتوزيع هذه المنتجات وفي انواع المهارات الضرورية للقيام بهذه الوظائف.لذا اصبح تكوين العمال ليس عملية اختيارية بل نشاطا رئيسيا يجب ان تمارسه المنظمة وتخصص له الموارد اللازمة إذا أرادت الابقاء على قوى عاملة منتجة لذلك فإن التّكوين وهندسته هي جزء من تخطيط وهندسة الموارد البشرية بصفة عامة.ويمكن النظر إلى هندسة التّكوين على أنها الدراسة الشاملة لمشروع تكوين من جميع جوانبه التقنية والمالية والبشرية، لهذا الغرض ورغبة مني في تقديم إضافة بادرت إلى اخراج المحاضرات المقدمة لطلبة السنة الثانية ماستر تخصص علم النفس العمل والتنظيم وتسيير الموارد البشرية في شكل دعامة بيداغوجية (support pédagogique)ليستفيد منها أكبر عدد ممكن من الطلبة الذين يدرسون هذا المقياس في مختلف التخصصات وكذا المسؤولين في الإدارات والمؤسسات الاقتصادية الذين لهم علاقة مباشرة  بتسيير المستخدمينla formation du personnel))

وقد احتوت هذه المطبوعة على أربعة عشر محاضرة (وهذا كما ينص عليه القانون الأساسي08- 130 الخاص الذي يحدد مهام الأستاذ الجامعي) مقسمة على محورين أساسيين هما:

المحور الأول: هندسة التّكوين، المحور الثاني: بناء البرامج التدريبية

هذا وقد تضمن المحور الأول الخاص بهندسة التّكوين خمسة محاضرات مقسمة كالتالي:

المحاضرة الأولى تم فيها التطرق إلى مفهوم هندسة التّكوين ومختلف المفاهيم المتعلقة بها مثل: المنهاج، البرنامج وكذا العوامل المؤثرة في بناء البرامج والمناهج.

أما المحاضرة الثانية والتي كانت بعنوان: تطور هندسة البرامج التّكوينية فقد تم فيها عرض لتطور هندسة البرامج التّكوينية من خلال الاتجاهيين التقليدي والاتجاه الحديث وهذا انطلاقا من اربعة ابعاد اساسية هي: الأهداف التّكوينية، محتوى التّكوين، استراتيجيات التّكوين وأخيرا تقييم التّكوين.

وحملت المحاضرة الثالثة عنوان الاحتياجات التّكوينية Besoins de formationوفيها تطرقت إلى مفهوم الاحتياجات التّكوينية (التدريبية)، مؤشرات احتياجات العاملين للتكوين، طرق تحديد الاحتياجات التّكوينية

أما المحاضرة الرابعة فتم تناول التّكوين المهني: تعريفه، مكانة جهاز التّكوين المهني في النسق التربوي، جوانب العلاقة بين التّكوين وبعض المفاهيم الاخرى.

 وتم تخصيصالمحاضرة الخامسة لأهداف التّكوين المهني الاقتصادية والاجتماعية، اقسام التّكوين، انماط التّكوين.

أما المحور الثاني لهذه المطبوعة فقد تم افراده لبناء البرامج التّكوينية conceptiondes programmes de formationوقد تضمن تسعة محاضرات كانت كالتالي:

المحاضرتين السادسة والسابعة تم فيها تناول بعض النماذج في بناء البرامج التّكوينية مثل: نموذج تايلور R.Taylor ونموذج هيلدا تاباHilda Taba وكذا نموذجي جانييه  وبريقسgagné et Briggs ونموذج دينوL.D’Hainault

أما المحاضرة الثامنة والتاسعة من هذه المطبوعة فقد تم تخصيصهما لمراحل بناء برنامج تكويني حيث تم التطرق في الجزء الأول إلى فلسفة البرنامجوكذا الاهداف العامة للبرنامج، أما في الجزء الثاني فقد تم التطرق إلى كيفية تحديد الأهداف التّكوينية الخاصة (السلوكية)للبرنامج، خصائص الفئة المستهدفة من البرنامج ( المتكونين) وكذا الأسلوب المتبع في بناء البرنامج.

وتضمنت المحاضرة العاشرةالجزء الثالث لبناء برنامج تكويني والمتمثل في محتوى البرنامج وأنشطته، طرق واستراتيجيات تقديم انشطة البرنامج وكذاتقييم البرنامج.

أما المحاضرة الحادية عشر فقد خصصت لعرض نموذج تطبيقي لكيفية بناء برنامج تكويني في جزئه الاول ثم تناولت المحاضرة الثانية عشر الجزء الثاني للنموذج المعروض في كيفية بناء برنامج تكويني.

وتضمنت المحاضرة الثالثة عشر عرض نموذج مقترح لدليل تطبيق برنامج تكويني وهذا من منطلق أن دليل تطبيق برنامج تكويني يمثل دفتر أعباء  cahier de charges)( ينبغي أن يتقيد به المكون أثناء تطبيق البرنامج.

وتناولت المحاضرة الرابعة عشر في هذه المطبوعة البيداغوجية بعض المصطلحات في هندسة التّكوين وبناء البرامج التدريبية باللغات: العربية، الفرنسية والانجليزية.

تجدر الاشارة في الأخير إلى أن هذه المطبوعة البيداغوجية قابلة للتعديل والتغيير في كل مرة حسب المستجدات في ميدان هندسة التّكوين وبناء البرامج التدريبية وكذا رأي السادة الخبراء بعد تقييمها.


يعتبر مقياس إدارة المخاطـر النفسية والإجتماعية في بيئة العمل من أهم المقاييس لعلم النفس العمل والتنظيم، حيث يستهدف حماية ووقاية العاملين في بيئة عملهم، ويحرص على راحتهم وكرامتهم، وتهيئة جميع الظروف المادية والتقنية والفنية والنفسية والإجتماعية، وكذا الكشف عن أفضل الظروف الإنسانية للعمل وحل المشكلات الصناعية والمهنية حلا علميا، بهدف تحقيق الرضا وكذا الرفع من الكفاية الإنتاجية للعاملين، وهذا بتدخل إدارة المنظمة لأجل التسيير والسهر على تطبيق التشريعات والقوانين وتنفيذ برامج إدارة المخاطر والأزمات داخل المنظمة وخارجها.

مادة موجهة لطلبة السنة الثانية ماستر ارشاد وتوجيه