: يستهدف محتوى الدروس الموجهة لمقياس الاقتصاد السياسي من الناحية العلمية توضيح وابراز  أهمية الاقتصاد السياسي ودوره في تطوير حياة الإنسان والمجتمع وذلك عبر:

- دراسة القوانين التي تضبط العلاقات بين الناس أثناء انتاج الثروة المادية وكذا شروط تطورها وتبادلها على مر التاريخ وفق دراسة متكاملة لعمليات الانتاج والتبادل والتوزيع والاستهلاك في المجتمع (الهيكل الاقتصادي)

- يقوم الاقتصاد السياسي بالتحليل الاقتصادي للهيكل الاقتصادي للمجتمع وتمفصلات عناصره وتداخلها ببعضها البعض كظواهر اقتصادية لتجاوزها في دراسة أشكالها الاجتماعية المختلفة أي تحليل مجمل العلاقات المتولدة عنها

- يفرض الهيكل الاقتصادي على الدارس الاقتصادي مشكلات أو أسئلة معينة يكون محورها الوقائع الاقتصادية ومجالها الواقع الاجتماعي وانعكاسها في الوعي والفكر لديه.

لهذه الأسباب جاءت الدراسات المفصلة في الاقتصاد السياسي لكل مرحلة تاريخية فهناك الاقتصاد السياسي للمراحل السابقة للرأسمالية أو الأنظمة الاقتصادية الحديثة والاقتصاد السياسي لما بعدها وكل منها يدرس موضوعات العناصر المشكلة للهيكل الاقتصادي.

اننا ندرس الاقتصاد لأنه هناك قضايا إقتصادية كثيرة تحتل في عالم اليوم مركز الصدارة في تفكير الإنسان وحياته فالفرد في المجتمع الحديث الآن يعلم جيداً أن التطورات الإقتصادية بأشكالها المتعددة وجوانبها المتشعبة لها تأثير كبير على رفاهيته المادية. فهناك مشاكل عديدة تعاني منها إقتصاديات السوق كأرتفاع الأسعار (التضخم) وارتفاع نسبة البطالة تدريجيا وتلوث البيئة. كما ان الدول النامية فهي تعاني من مشاكل عديدة مثل:

- إرتفاع المديونية الخارجية للعديد من الدول، وزيادة التبعية للعالم الخارجي، مما يؤثر على تلك الدول. التضخم،  البطالة والفقر،  مشاكل الحضر و الريف ، تلوث البيئة.

- اتخاذ القرارات المصيرية المناسبة على المستوى الوطني و القومي و الدولي. و بشكل عام تعاني معظم البلدان النامية من تدهور الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية وحتى الأوضاع الإدارية نتيجة لسوء استغلال الموارد الطبيعية والبشرية وسوء إدارة الموارد.

من كل ما سبق يتبين انه يوجد هدفان لعلم الاقتصاد:

أولاً: الهدف الأساسي:وهو علاج المشكلة الإقتصادية، ويتم هذا عن طريق تحديد عناصر المشكلة الإقتصادية وتتمثل بالآتي:

-       تحديد إحتياجات أفراد المجتمع من السلع والخدمات الضرورية، لإشباع حاجات جميع أفراد المجتمع ورغباتهم، علما بأن حاجات أفراد المجتمع ورغباتهم غير محدودة ودائما تكون طموحة، لكن الذى يتحكم في إشباع حاجات أفراد المجتمع و رغباتهم هي الموارد المتاحة و المحدودة في الدولة.

-       تحديد كمية الإنتاج ونوعيته. ويقصد بالكمية هنا الطاقة الإنتاجية المطلوب إنتاجها من السلعة لإشباع حاجات أفراد المجتمع و رغباتهم. أما النوعية فهي مرتبطة بجودة الإنتاج و التي تساعد على بيع كميات كبيرة مقارنة بالسلعة متدنية النوعية و الجودة.

-       تنظيم العملية الإنتاجية، وهذا يتطلب:

أ‌)         تحديد الجهة التي تقوم بالعملية الإنتاجية، و المبنية على دراسات للسوق من عرض و طلب وذلك من أجل مستقبل أفضل لتلك السلعة، ومن أجل ضمان تسويق السلعة و عدم هدر مصاريف انتاج السلعة.

ب‌)   تحديد أسلوب الإنتاج، بما يكفل إستخدام و إستغلال عناصر الإنتاج إستغلال أمثل

-       تحديد كيفية توزيع الناتج على أفراد المجتمع بما يكفل عدالة التوزيع.

-       تحديد معدل مرتفع للنمو الإقتصادي(الزيادة في الناتج القومي) بما يكفل مواكبة الزيادة المستمرة في عدد السكان.

-       الإستغلال الأمثل للموارد الطبيعية المتاحة متطلب ضروري وأساسي من أجل إشباع حاجات أفراد المجتمع ورغباتهم وخاصة إذا كان هناك زيادة مستمرة في عدد السكان.

 ثانيا:الهدف الثانوي: ويعتبر الوسيلة لتحقيق الهدف الأساسي، كالقضاء على الفقر و الحد من البطالة وتحسين أسلوب الإنتاج، وتحسين مستوى المعيشة وتحقيق الرفاهية الإقتصادية لأفراد المجتمع و الدولة.



إن دراسة تاريخ الحضارات البشرية بمنهج علمي موضوعي بعيد عن الذاتية والتحيز، سيوصلنا لا محالة إلى اكتشاف القيمة العظيمة للحضارة العربية الإسلامية، كحضارة متفوقة متكاملة متميزة عن غيرها من الحضارات، وهي في الحقيقة لم تأخذ حضها من الاهتمام والتوثيق والكتابة على الأقل من طرف المسلمين أنفسهم، حيث نجد أنفسنا في مقاعد الدراسة نسمع كثيرا عن مآثر وانجازات الحضارتين الإغريقية والرومانية في حين لا نسمع الكثير عن الحضارة العربية الإسلامية، مما يجعلنا نعتقد بأن انجازات الحضارة الإسلامية محدودة جدا، غير أن الحقيقة غير ذلك تماما فانجازات المسلمين في مختلف العلوم عظيمة جدا، ويكفي أن عمرها كان يقارب ثلاثة عشر قرنا وهو ما لم تصله معظم الحضارات، فالحضارة الإسلامية كانت نورا ساطعا في ظلمات العصور الوسطى، حيث كانت أعظم حضارة في تهذيب الأخلاق وتنظيم العلاقات الإنسانية وتصحيح المفاهيم والعادات الخاطئة ونشر العدل ونور العلم، وكانت عظيمة حتى في انجازاتها المادية في مجالات الزراعة والتجارة والعمران وغيرها. وسنتعرف على هذه الحضارة العظيمة وانجازاتها من خلال سبع محاضرات.