Topic outline

  • بطاقة فنية للمقياس

  • أهداف المقياس

    •  

      ــ تناول أهم المفاهيم المحورية حول كل من  العلم، البحث العلمي، المنهج، التقنيات .... لاعتماد سيرورة بحث منهجية.

      ــ الاشارة الى أهم التقنيات المعتمدة في جمع ومعالجة المعطيات الميدانية.

      ــ التحكم في الاجراءات المنهجية لمعالجة البحوث الأكاديمية.

  • المحاضرة الأولى

    • المحاضرة الأولى

      تعريف البحث العلمي وخصائصه

      مقدمة

      كثيرا ما نسمع عبارة البحث العلمي دون أن ندرك معناها الحقيقي، خاصة أن طلبة الجامعات في مختلف التخصصات يقومون خلال مسارهم الدراسي بالعديد من البحوث (بالخصوص في الأعمال الموجهة)، لذلك وجب علينا طرح إشكالية مفهوم البحث العلمي.

       

      المبحث الأول: تعريف البحث العلمي

      يقصد بالبحث عملية التقصي وبذل مجهود فكري من أجل الإجابة على إشكال ما، أو هو مجموعة النشاطات الفكرية التي يبذلها الإنسان بغرض الوصول إلى المعرفة.

      أما العلم فهو أسلوب منهجي يقوم ببناء المعرفة في شكل فرضيات وتفسيرات قابلة للاختبار والتجربة.

      بالتالي فإن تعريف البحث العلمي هو: التقصي المنظم باتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية بقصد التأكد من صحتها وتعديلها بالتغيير أو الإضافة.

      أو هو: نشاط علمي منظم وطريقة في التفكير وأسلوب للنظر في الوقائع سعيا لكشف الحقائق، بالاعتماد على مناهج موضوعية من أجل معرفة العلاقة بين الحقائق، واستخلاص المبادئ العامة والقوانين العامة التفسيرية.

      كما عرف أيضا بأنه أداة لتحليل المعلومات المتعلقة بظاهرة ما بهدف الوصول إلى الحقيقة.

      المبحث الثاني: خصائص البحث العلمي

      يتميز البحث العلمي بمجموعة من الخصائص نلخصها فيما يلي:

      - البحث العلمي بحث منظم ومضبوط: فالبحث العلمي لا يتم اعتباطيا بل وفق إجراءات معينة.

      - البحث العلمي بحث نظري تطبيقي: فالبحث العلمي يبدأ من إشكالية ومجموعة من الفرضيات التي يجب تجربتها واختبارها للوصول إلى الإجابة.

      - البحث العلمي يتسم بالموضوعية: حيث يجب الابتعاد عن الذاتية والانحياز عند القيام بالبحث العلمي.

      - البحث العلمي بحث دقيق: يكون البحث العلمي دقيقا من حيث العبارات والألفاظ لا غموض فيه، حتى في الحالات التي لا يصل فيها البحث إلى نتيجة قاطعة فإن الباحث يبرز الاحتمالات بوضوح.

      - البحث العلمي بحث تفسيري: حيث يسعى البحث العلمي إلى تفسير الظواهر للوصول إلى وضع قوانين ونظريات علمية.

      - البحث العلمي يسعى إلى تعميم المعلومات: وهذا لتسهيل المعلومات على المخاطبين بالبحث العلمي.

      - البحث العلمي يسعى إلى التنبؤ: فلا يقف البحث العلمي عند الفرضيات ووضع النظريات بل يتعداه إلى تفسيرها والسعي إلى وضع قوانين ثابتة قابلة للتطبيق في وضعيات أخرى.

       
















  • المحاضرة الثانية

    • المحاضرة الثانية

      أنواع البحث العلمي وأهميته

      المبحث الأول : أنواع البحث العلمي

      البحوث العلمية حسب الغرض

      ·         أ- البحث العلمي النظري: يكون أكثر في المواضيع العلمية الأدبية والاجتماعية في العلوم الإنسانية كالأدب والتاريخ والفلسفة والقانون... إلخ.

      ·         ب- البحث العلمي التجريبي (التطبيقي): وهو تطبيق النتائج المتوصل إليها في البحوث العلمية النظرية وتعتمد هذه البحوث العلمية على المنهج التجريبي القائم على وضع الفرضيات والتحقق منها بالتجربة والملاحظة.

       البحوث العلمية حسب النطاق

      ·         أ- البحث العلمي الأساسي: الهدف من هذا النوع من البحوث هو الوصول إلى نتائج عامة في تخصص معين ويتسم باتساع مجال الدراسة وكون الغاية من ورائها هو الحصول على المعرفة بحد ذاتها.

      ·         ب- البحث العلمي العملي: عكس البحث العلمي الأساسي يهدف البحث العلمي العملي إلى محاولة الوصول على حل لمشكلة محددة في الزمان والمكان. ويمكن الاستعانة بالبحث العلمي الأساسي كأساس نظري للقيام ببحث علمي تطبيقي. 

      البحوث العلمية حسب التخصص ــ حسب الدرجة العلمية ــ

      ·         أ- البحث التدريبي: هو البحث الذي يقوم به الطلبة في الجامعات والمعاهد خلال مسارهم الدراسي بغرض تدريبهم على البحث العلمي، وتكون المواضيع فيها من اقتراح الأستاذ ويقوم هذا الأخير بتصحيح البحوث التي يقوم بها طلبته تحت إشرافه.

      ·         ب- بحث التخرج: بحث التخرج هو البحث الذي يقوم به الطالب للحصول على شهادة الليسانس في الجامعات.

      ·         ج- بحث الماستر: يعتبر هذا البحث أعلى درجة من بحث التخرج غرضه تحسين المعارف وتوسيعها واختبار قدرة الطالب على القيام بالبحث العلمي مع احترام المنهجية العلمية.

      ·         د- بحث الماجستير: بحث يقوم به طلبة الماجستير في النظام الكلاسيكي يعتبر كتحضير للطالب الباحث لأطروحة الدكتوراه، وهو بحث طويل نسبيا يحاول الطالب فيه التطرق إلى مواضيع جديدة لم يتم البحث فيها من قبل لدراستها دراسة علمية.

      ·         هـ- أطروحة الدكتوراه: هو بحث علمي عالي المستوى يقوم به طالب باحث في مجال معين، يختار فيه موضوعا أصيلا لم يسبق دراسته، للحصول على نتائج علمية تخدم التخصص، ويتم مناقشته أمام لجنة مختصة من الأساتذة.

      ·         و- المقالة: بحث قصير يتناول فيه الباحث بالدراسة موضوعا معينا بصفة عامة أو التدقيق في جزئية معينة، حيث لا تتراوح عدد صفحات هذا النوع من البحوث من 10 إلى 30 صفحة أو أكثر.

      المبحث الثاني: أهمية البحث العلمي

      ·         تتمثل أهمية البحث العلمي وبصفة خاصة البحث العلمي القانوني في الوصول إلى الحقيقة وتفسير الظواهر والحصول على أفضل الحلول للإشكالات القانونية.

      أما بالنسبة للطالب في الحقوق فأهمية البحث العلمي تتجلي فيما يلي:

      ·         - تلقين الطالب أسس المنهجية العلمية في طرح الإشكالات القانونية بهدف الوصول إلى نتيجة.

      ·         - تعليم الطالب كيفية البحث عن المعلومات من مختلف المصادر والمراجع.

      ·         - تعويد الطالب على ترتيب المعلومات المتحصل عليها ترتيبا منهجيا، وتنظيم أفكاره بغرض عرضها بشكل واضح ومنطقي.

      ·         - تدريب الطالب على الأسلوب القانوني في الكتابة، والقائم على الدقة والاختصار والتحليل.

      ·         - ترسيخ فكرة الأمانة العلمية والبعد كل البعد عن السرقة العلمية.

      خاتمة

      نستنتج مما سبق أن البحث العلمي هو أداة أو وسيلة لتحليل المعلومات والمعارف المتعلقة بموضوع ما أو ظاهرة معينة بهدف فهمها والوصول إلى الحقيقة. ويتميز البحث العلمي على اختلاف أنواعه بخصائص عديدة تميزه عن غيره من المفاهيم.

       

       

       


  • المحاضرة الثالثة

    • المحاضرة الثالثة

      أدوات البحث العلمي (الاستبانة، المقابلة، الملاحظة، الاختبار)

      تُعد أدوات البحث العلمي هي السُبل التي يلجأ إليها الباحث العلمي، وهذا للعمل على جمع البيانات التي يحتاجون إليها بطريقة علمية صحيحة، من شأنها توفير الاستفادة اللازمة من إجراء البحوث العلمية؛ ويمكن تعريف أدوات البحث العلمي بأنها عدد من الآليات التي يتبعها الباحثون لجمع وحصر المعلومات التي يحتاجون إليها لبناء دراستهم، وتتنوع أدوات البحث العلمي، تبعًا لتنوع أنواع الموضوعات العلمية التي يتناولها البحث العلمي، ومن الضروري أن يطلع الباحث عليها، ويكون ملمًا بها ليتمكن من تحديد أفضلها وأكثرها مناسبة وتحقيقًا لمطالبه من البحث العلمي الذي يجريه؛ وفيما يلي نستعرض معًا الأدوات المستخدمة في جمع البيانات في البحث العلمي.

      المبحث الأول: أدوات البحث العلمي

      تتنوع أدوات البحث العلمي تبعًا لتنوع وتباين الأبحاث العلمية ذاتها، وطبيعة الموضوعات والمجالات التي تتناولها، ومن أشهر أدوات البحث العلمي ...

      1-الملاحظة:

      هي واحدة من أكثر الآليات المتبعة قدمًا لجمع البيانات، وتقوم على أساس المراقبة الظاهرة، أو السلوكيات التي تخضع للبحوث وتتناولها الدراسات، ومتابعتها والنظر في توجهاتها، وهذا عن طريق أساليب علمية صحيحة، للتوصل إلى الروابط التي  تجمع كل تلك المتغيرات، والعمل على إيجاد تفسير مناسب لها، والتنبؤ بما قد تسببه مستقبلًا، ومحاولة السيطرة على اتجاهاتها بنا يخدم البشرية.

      2-الاستبيان/ الاستبانة:

      هو أحد أدوات جمع البيانات للبحث العلمي، ويتمثل في استمارة تشتمل عدد من الأسئلة، والتي تخضع لترتيب محدد، وقد يتوافر لتلك الأسئلة عدد من الخيارات التي يجب على أفراد عينة الدراسة (المبحوثين) الاختيار فيما بينها، وقد يُضاف إلى تلك الخيارات إمكانية وضع الرأي الخاص بالمبحوث مع اختياره، أو تفسير لما فضل هذا الخيار، كما أنه قد لا تتوافر تلك الخيارات أساسًا، وتترك الحرية كاملة للمبحوثين للتعبير عن آرائهم؛ ويوزع عدد من الاستبيانات على أفراد مجتمع الدراسة، وتمثل الاستبانات الصالحة للاستخدام العدد الفعلي لأفراد عينة الدراسة.

      3-المقابلة:

      هي الآلية التي يستخدمها الباحث لجمع البيانات في البحث العلمي، وهذا في حالة حاجته إلى بيانات تتخطى في طبيعتها الإطار النظري، حيث تتمثل المقابلة في نقاش يدور بين الباحث وأفراد عينة الدراسة، ويقوم الباحث بتوجيه هذا النقاش للحصول على آراء أفراد عينة الدراسة في المتغيرات التي يسعى لقياسها، وتتميز المقابلات في أنها لا توفر مجرد إجابة للباحث فقط، بل توفر له كذلك الاستجابات كاملة لأفراد العينة من إيماءات بالرأس، أو حركات بالجسد، من شأنها التعبير بدقة أكبر عن استجابات أفراد عينة الدراسة.

      4-الاختبارات:

      الاختبار هو أداة جمع البيانات للبحث العلمي، والتي تتمثل في عدد من المثيرات، والتي يحتمل أن تأخذ شكل التساؤلات أو الصور والأشكال والرسومات، والتي يعمل الباحث على تجهيزيها ليتمكن من خلالها من قياس سلوكيات محددة، أو انتشار ظاهرة ما، أو حتى تواجدها أو معاناة أفراد ما منها، وهذا على كلا الصعيدين الكمي والكيفي، ولكي يحقق الاختبار نجاحًا من الضروري أن يتصف بالصدق والثبات، والموضوعية، وهو ما يمكن التأكد منه من خلال عدد من الإجراءات الإحصائية، وهذا لضمان توفيره ذات النتائج لأفراد العينة أنفسهم، بغض النظر عن اختلاف الظروف المحيطة بهم.

      كيف يمكن إعداد أحد أدوات البحث العلمي؟

      يتبع الباحث العلمي عدد من الخطوات التي من شأنها مساعدته في بناء أداته للبحث العلمي، وتتمثل تلك الخطوات في:

      1-تحديد الغرض الأساسي من أداة البحث العلمي المراد بنائها.

      2-الاتفاق على عدد محدد من الفقرات أو الأسئلة كحد أدنى لفقرات الأداة.

      3-صياغة الفقرات أو الأسئلة الخاصة بالأداة.

      4-عرض الأداة على متخصصين في المجال محل الدراسة.

      5-إجراء التعديلات المقترحة من قبل المتخصصين.

      6-طرح الأداة على أفراد عينة الدراسة في صورتها النهائية.

      ما الأساس الذي يستند إليه الباحث في اختياره لأداة بحث علمي محددة دونًا عن غيرها؟

      يوجد عدد من الأمور التي ينبغي أن يتلفت لها الباحث، وهذا لكي يتمكن من الاختيار السليم لأداة جمع البيانات، والتي تتناسب مع طبيعة البحث العلمي الذي يجريه، ومن أهم تلك الأمور أن يكن ملمًا تمامًا بكافة الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية الخاصة بكل أداة، بالإضافة إلى تولية عنصر الزمن أهمية كبيرة، فبعض الأدوات تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين، وهو ما قد لا يتوافر للباحث كثيرًا، هذا بالإضافة إلى طبيعة الدراسة ذاتها وطبيعة الأداة التي تتوافق معها، ويمكن للباحث الاستعانة بالمشرف الخاص به كذلك في حال لم يتمكن من اختيار أداة وحده.

      المبحث الثاني: مجالات استخدام أدوات البحث العلمي

      في حقيقة الأمر لا يوجد ما يمنع استخدام أي أداة بحثية في مجال محدد، إلا أن هناك أداة بحثية يمكنها أن تكون أكثر فعالية في مجال ما عن غيرها، فعلى سبيل المثال تلجأ الدراسات الإنسانية في الغالب إلى استخدام الاستبيان أو المقابلات دونًا عن غيرها من أدوات البحث العلمي لأنها أكثر فعالية نسبةً لطبيعة تلك البحوث، بينما على صعيد الدراسات الإنسانية التجريبية عادةً ما تكون الأشرطة السمعية والبصرية والاختبارات والملاحظة أكثر استخدامًا عن دونها، لقدرتها على توفير معلومات أكثر دقة تبعًا لتوافقها مع طبيعة هذا النوع من الأبحاث العلمية.

      المبحث الثالث: أهمية أدوات البحث العلمي

        تتمتع أدوات البحث العلمي بأهمية تنبع في الأساس من الوظيفة التي تؤديها، فهي تعمل على جمع وتوفير البيانات والمعلومات التي يستند الباحث إليها في دراسته، والتي من شأنها توفير ما يلزم له ليتمكن من تكوين وجهة نظر على أسس علمية صحيحة عن الظاهرة محل الدراسة، وتتمثل أهمية أدوات البحث العلمي في:

      1-توفر معلومات تتمتع بدرجة من الحداثة للباحث، الأمر الذي يمهد له السبيل لتكوين إجابات وافية للتساؤلات التي طرحتها دراسته.

      2-إثراء الدراسة العلمية، والعمل على تسليط الضوء على الأمر التي اعتراها الغموض علميًا، ومن المحتمل أن تكون المعلومات التي توفرها أدوات الدراسة للباحث أكثر ثراءً من سابقتها.

      3-تُساهم في تقديم بيانات منطقية مقنعة للقارئ، وتعمل على توفير فوائد على الصعيد العلمي والمعرفي للباحث المقبل على إعداد أبحاث مستقبلًا تتعلق موضوعاتها بموضوع دراسة الباحث الحالية.

      4-توفر صورة نهائية لنتائج البحث للباحث العلمي، الأمر الذي يساهم في توفير حلول منطقية ناتجة عن اطلاع علمي دقيق للمشكلة البحثية.












  • المحاضرة الرابعة

    • المحاضرة الرابعة

      مراحل إعداد البحث العلمي 1

      لكي يكون البحث العلمي بحثا منظما ومضبوطا لابد من اتباع مراحل معينة في انجازه، وهذه المراحل تشترك فيها كل أنواع البحوث مما اختلفت مواضيعها وهذه المراحل يمكن إجمالها فيما يلي: مرحلة اختيار الموضوع، مرحلة جمع الوثائق والمعلومات، مرحلة القراءة، مرحلة تقسيم الموضوع، مرحلة تدوين المعلومات، ومرحلة الكتابة.

      المبحث الأول: مرحلة اختيار الموضوع.

      هي أول مرحلة تواجه الباحث، والمتمثلة في اختيار موضوع مناسب من الناحية الموضوعية والذاتية، وعلى هذا الأساس غالبا ما يتريث الباحث في هذه المرحلة لكي لا يقع في مشكلة تغيير الموضوع في المستقبل. ويجب أن يطرح موضوع البحث اشكاليات حقيقية تستدعي البحث فيها، ولهذا فإن هذه المرحلة يتم فيها تحديد إشكالية البحث. وعليه سنتناول خلال هذا المطلب فرعين، الفرع الأول نخصصه لعوامل اختيار الموضوع والفرع الثاني نتناول فيه طرق صياغة مشكلة البحث.

      المطلب الأول: عوامل اختيار الموضوع.

      هناك عوامل ذاتية تتعلق بشخص الباحث وهناك عوامل موضوعية تتعلق بطبيعة البحث.

      الفرع الأول: عوامل اختيار الموضوع المرتبطة بشخص الباحث.

      هناك عدة عوامل تجعل الباحث يميل لاختيار موضوع  ما دون غيره من الموضوعات، وهي تتمثل في:

      1) الرغبة النفسية وهي أول ما يشد الباحث نحو موضوع معين للدراسة والتعمق والتخصص فيه، مما يخلق نوعا من الانشداد النفسي والوجداني بينه وبين موضوع البحث، مما قد يذلل الصعاب التي قد تواجه الباحث والارهاق الجسماني تحوله الرغبة إلى مجرد متعة وهواية.

      2)  القدرات الشخصية للباحث وهي من بين ما يجب على الباحث مراعاته عند اختيار الموضوع والمتمثلة في:

      ـ القدرات العقلية وهي تتمثل في قدرة الباحث في تناول جميع جوانب الموضوع بكل موضوعية واقتدار، والتحكم في شتى العلوم المكملة للبحث مما يتطلب الصراحة مع النفس.

      ـ القدرات الجسمانية وهي ضرورة سلامة الباحث من أي إعاقة تحد من قدرة الباحث على مواكبة البحث، وأن لا يكلف نفسه ما لا تطيق.

      ـ الحالة الاجتماعية والمالية للباحث، حيث هناك بعض البحوث تتطلب مصاريف كثيرة وقد تتطلب تنقل الباحث حتى إلى الخارج، فإذا كان متكفلا بعائلة فهذا لا يسمح له بالتنقل بحرية والغياب عن البيت.

      ـ إتقان اللغات الأجنبية وهي التي تمكن الباحث من الاطلاع على الدراسات والمراجع باللغات الأجنبية، خصوصا الدراسات المقارنة.

      3) التخصص العلمي بحيث يجب أن يكون الموضوع المختار يدخل من بين اختصاصات الباحث وتخصصه العلمي سواء كان الخصص العام أو الخاص ومثال ذلك فالباحث المتخصص في القانون يجب عليه أن يراعي تخصصه الفرعي أي قانون عام أو قانون خاص، وإذا كان قانون خاص فيحدد التخصص الفرعي المدني أو التجاري.

      4) التخصص المهني حيث من المرغوب فيه أن يواصل الباحث في نفس تخصصه المهني بحيث توفر له الوظيفة الامكانيات الضرورية للبحث وكذلك يستفيد من الترقية المهنية من خلال رفع مستواه العلمي.

      الفرع الثاني: عوامل اختيار الموضوع المرتبطة بطبيعة البحث.

      من بين العوامل المؤثرة على اختيار الموضوع والمرتبطة بطبيعة البحث نجد ما يلي:

      1) المدة المحددة لإنجاز البحوث العلمية وهي المدة الضرورية لإنجاز البحث والمحددة من قبل الجهات الوصية على الدراسات المتخصصة، وعليه فعلى الباحث أن يختار الموضوعات التي تتناسب والمدة الممنوحة له لإنجاز البحث. أو قد تسحب منه الرخصة المحددة للتأهيل.

      2)  القيمة العلمية لموضوع البحث العلمي، المطلوب في البحث أن يكون مبتكرا يمكن من الكشف عن حقائق جديدة أو على الأقل يدعم المعلومات السابقة بحيث تصبح أكثر نقاءا ووضوحا.

      3) الدرجة العلمية المتحصل عليها بالبحث، وهي إما أن تكون درجة الماجستير أو الدكتوراه أو من أجل ترقية مهنية، مما يدفع بالباحث إلى اختيار موضوع دون غيره بما يتناسب والدرجة التي يصبوا الوصول إليها.

      4) مراجع البحث ومصادره تعتبر عاملا هاما في اختيار موضوع البحث بحيث كلما تعددت وتنوعت المراجع كلما كان البحث ثريا وغنيا بالمعلومات. وبالمقابل كلما كانت المراجع قليلة كلما كان البحث غير موثوق في نتائجه، ويقلل من قيمته العلمية.

      المطلب الثاني: صياغة مشكلة البحث.

      تعد معايير اختيار الموضوع هي نفسها معايير اختيار مشكلة البحث، وذلك لأن البحث العلمي ما هو إلا إجابة عن مشكلة ما. ولتحديد المشكلة يتوجب التقيد بالقواعد التالية:

      ـ يجب أن تكون مشكلة البحث خاصة وغير غامضة.

      ـ يجب أن تصاغ المشكلة بصورة واضحة.

      ـ يجب توضيح المصطلحات المستخدمة في صياغة المشكلة، تجنبا للبس أوالغموض.

      عادة يقوم الباحث باختيار الموضوع ثم يحدد المشكلة التي يطرحها ذلك الموضوع، ولكن قد يحدث بعد البحث في الموضوع والتعمق فيه أن تظهر للباحث إشكاليات آخرى تحتاج إلى معالجة مما قد يدفع به إلى صياغة الإشكالية أو تغييرها كليا.

      المبحث الثاني: مرحلة جمع الوثائق والمعلومات.

      بعد اختيار الموضوع وصياغة مشكلته، تبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة جمع الوثائق والمعلومات المتعلقة بالبحث، خلال هذا المطلب سنتناول في الفرع الأول تحديد معنى الوثائق وأنواعها، وفي الفرع الثاني علمية التوثيق.

      المطلب الأول: تحديد معنى الوثائق وأنواعها.

      الوثائق العلمية هي كل المراجع والمصادر التي تحتوي على معلومات ومعارف لها صلة بموضوع البحث، وقد تكون مخطوطة أو مطبوعة أومسموعة أو مرئية. ولمعرفة المعنى الدقيق للوثائق يجب التمييز بين نوعين هما المصادر والمراجع.

      الفرع الأول: المصادر أو المصادر الأصلية.

      هناك عدة تعريفات للمصادر من بينها:( الوثائق والدراسات الأولى المنقولة بالرواية أو مكتوبة بيد مؤلفين ثقات اسهموا في تطوير العلم.). ومصادر البحث عامل هام في تحديد قيمته العلمية، ومن بين الوثائق التي تعتبر المصادر الأصلية للبحوث العلمية القانونية :

      ـ المواثيق الوطنية والدولية ـ المذكرات الإيضاحية للقوانين ومحاضر اجتماعات الهئات التشريعية ـ الأوامر والقوانين والنصوص التنظيمية ـ الدساتير ـ المؤتمرات والاتفاقيات الدولية ـ الأحكام والقرارات القضائية ـ المقابلات الشخصية ـ الاحصائيات الرسمية ـ التصريحات الرسمية للشخصيات الأفلام الوثائقية والشهدات الحية ذات الآثارالقانونية.

      الفرع الثاني: المراجع أو المصادر الثانوية.

      وتسمى أيضا بالمصادر غير الأصلية وهي التي تعتمد في مادتها العلمية على المصادر الأصلية فتتعرض لها بالتحليل والنقد والتعليق والتلخيص. وقد يكون المرجع كتابا أومقالا أو رسائل لنيل الدرجات العلمية.

      المطلب الثاني: عملية التوثيق.

      أهم ما تثيره مسألة التوثيق هوتعريفه وبيان أهميته وكذا كيفية تسجيل المعلومات الموثقة.

      الفرع الأول: تعريف التوثيق وأهميته.

      التوثيق أو الببليوغرافيا كلمة مأخوذة من اليونانية وتعني كتابة الكتب. وهي تعني في الوقت الحاضر إعداد قوائم الكتب ومعرفة مؤلفيها وموضوعاتها وكافة بيانات النشر، وهذه العملية يقوم بها الباحث بعدما يطلع على قوائم المصادر والمراجع الموجودة بالمكتبات والمراكز العلمية.

      الفرع الثاني: كيفية تسجيل المعلومات الببليوغرافية.

      يتعين على البحث أن يدون أسماء المصادر ومؤلفيها وبيانات النشر في البداية ويكون التدوين في بطاقات، تخصص كل بطاقة لمصدر واحد لكي يسهل الرجوع إليها. ويمكن للباحث أن يتبع الطرق الخاصة بكتابة البطاقات للمصادر التالية: الكتب، الموسوعات، الدوريات، المخطوطات، الرسائل الجامعية، الوثائق الرسمية، الأشرطة المصورة، المصادر القانونية، برامج التلفزيون، المقابلات.

      أولا: الكتب. يجب أن تتضمن البطاقة المخصصة لكتب البيانات التالية: رقم الكتاب ومكان وجوده توضع على الجانب الأيمن من البطاقة، ثم اسم المؤلف ولقبه وإذا كان للكتاب عدة مؤلفين فيتم ذكرهم بالترتيب بحسب ورودهم في الكتاب، ثم عنوان الكتاب والجزء ورقم الطبعة إن وجدت ثم دار ومدينة ودولة وسنة النشر.

      نموذج لبطاقة مخصصة لكتاب.

      25436

      المكتبة الوطنية بالحامة

                                 د. عمار عوابدي

            مناهج البحث العلمي وتطبيقاتها في ميدان العلوم القانونية والإدارية

                                       الطبعةالخامسة

                              ديوان المطبوعات الجامعية،2005

       

      ثانيا: الموسوعات.

       تذكر البيانات التالية: عنوان الموسوعة تحته خط عدد الطبعة ثم عنوان المقال بين قوسين ثم إسم المؤلف ثم بيانات النشر.

      ثالثا: الدوريات.

      وهي مطبوعات تصدر دوريا وتدون بالشكل التالي: اسم الكاتب ثم عنوان المقال ثم عنوان المجلة ثم رقم العدد وتاريخ إصدار المجلة وتعيين رقم الصفحة أو الصفحات المخصصة للمقال.

      رابعا: المخطوطات.

      وتدون بشأنها البيانات التالية: اسم المؤلف ثم عنوان المخطوطة بين قوسين وموضوع المخطوطة ثم تاريخ النسخ ثم اسم البلد الذي توجد به ثم اسم المجموعة التي تنسب إليها ورقمها ثم وصفها إن كانت أصلية أو مصورة.

      خامسا:الرسائل الجامعية.

      يدون بشأنا البيانات التالية: اسم المؤلف ثم عنوان الرسالة بين قوسين ثم نوع البحث واسم الكلية واسم الجامعة التي قدمت بها وتاريخ المناقشة تذكر السنة فقط.

      سادسا: الوثائق الحكومية.

      وتدون بياناتها بالشكل التالي: اسم الدولة ثم السلطة التي أصدرت الوثيقة ونوع الوثيقة وكذا بيانات النشر.

      سابعا: النصوص القانونية والتنظيمية.

      وتتضمن: اسم الدولة واسم السلطة ونوع القانون ثم رقم القانون وتاريخ صدوره ثم عدد الجريدة الرسمية وتاريخ صدورها بين قوسين وأرقام الصفحات.

      ثامنا: الأحكام والقرارات القضائية.

      وتتضمن بطاقتها البيانات التالية: عنوان القضية ويذكر الحروف الأولى من اسم المدعي والمدعى عليه ثم اسم المحكمة أو المجلس واسم البلد ثم رقم القضية والتاريخ بين قوسين.

      تاسعا: الأحاديث وبرامج التلفزيون.

      ويذكر بشأنها البيانات التالية: اسم المتحدث عنوان الحديث بين قوسين ثم اسم القناة واسم البلد والتاريخ.

      عاشرا: المقابلات الشخصية.

      ويذكر بشأنها: موضوع المقابلة يوضع تحته خط ثم نقطة اسم الشخص الذي أجريت معه المقابلة وصفته ثم مكان وتاريخ إجرائها.

       

       

       

       

       

       

       

       

       


  • المحاضرة الخامسة

    • المحاضرة الخامسة

      مراحل إعداد البحث العلمي 2

       

      المبحث الثالث: مرحلة القراءة

      هي من أهم مراحل إعداد البحث العلمي وهي عمل منظم يفرض طرقا وأساليب محددة يجب التقيد بها . وعليه سنتطرق من خلال الفروع التالية إلى أنواع وشروط ونتائج القراءة.

      المطلب الأول: أنواع القراءة

      وتنقسم بحسب المدة التي تستقرقها ودرجة عمقها إلى:

      الفرع الأول: القراءة الاستطلاعية

      وتسمى كذلك القراءة السريعة وهي تهدف إلى تقييم المصادر من حيث درجة ارتباطها بموضوع البحث، وكذا من حيث قيمتها العلمية، وأيضا الاطلاع عن بيانات التأليف وجدة الموضوع ونوع الدراسة. وهذه القراءة يجب أن لا تأخذ وقتا طويلا.

      الفرع الثاني: القراءة العادية

      بعدما يحدد الباحث من خلال القراءة الاستطلاعية المصادر التي يجب التعمق فيها بالقراءة والتفكير، فإنه ينتقل إلى نوع آخر من القراءة أكثر تركيزا على الموضوعات التي تم اختيارها، ويقوم بتسجيل كل المعلومات الهامة في بطاقات والقيام بعملبات الاقتباس اللازمة.

      الفرع الثالث: القراءة العميقة

      هناك بعض الوثائق تحتاج إلى قراءة عميقة ومركزة لأنها ذات قيمة علمية كبيرة، ولها صلة وطيدة بموضوع البحث تتطلب التحليل والتفكير المركز.

      المطلب الثاني : شروط القراءة

      يجب أن تتوفر في القراءة الشروط التالية:

      ـ أن تكون القراءة شاملة لكافة المصادر المرتبطة بالموضوع.

      ـ يجب أن تكون القراءة منظمة ومرتبة.

      ـ يجب أن يكون الباحث قادرا على الفهم والنقد.

      ـ يجب اختيار الوقت المناسب للقراءة، والمكان المناسب لها.

      المطلب الثالث: النتائج التي تحققها القراءة

      تستهدف عملية القراءة تحقيق النتائج التالية:

      ـ فهم الموضوع والتعمق فيه والإلمام بجميع جوانبه، وكذا اكتساب حقائق ومعلومات وأفكار جديدة.

      ـ اكتساب الباحث للأسلوب العلمي، وكذا التحكم في اللغة الفنية الملائمة لتخصص الباحث.

      ـ اكتساب الباحث مهارة التقسيم والموازنة شكلا وموضوعا من خلال حطة البحث.

      ـ اكتساب الباحث الشجاعة الأدبية، مما يؤهله إلى إبداء رأييه في مختلف مسائل الخلاف التي يعالجها البحث من خلال النقد والتعقيب.