تمهيد

  • رغم أن فكرة القضاء الإداري تعود في الأصل الى نظام قضاء المظالم الذي عرفته الحضارة الاسلامية، والقائم على فكرة وجود رقابة قضائية متميزة عن القضاء العادي، تفرض على الولاة ورحال الدولة، وذوي السلطة، الا أن كثير من الفقهاء يرجعون أصل القضاء الإداري كنظام بصورته الحديثة الى فرنسا التي يعتبرونها مهد القضاء الإداري ورائدة القضاء المزدوج، ومنها انتشر  هذا النموذج في الدول الأخرى، ولذلك اصبح يطلق عليه "النظام اللاتيني أو الفرنسي".
  • وقد كان للأفكار التي جاءت بها الثورة الفرنسية في 1789 وبصفة خاصة مبدأ الفصل بين السلطات  الدور البارز في بلورة مبادئ القضاء الاداري والتأسيس لمبدأ الازدواجية القضائية، غير ان ذلك لم يتم بصفة مباشرة بل مر بعدة مراحل .
  • يمكننا التمييز بين ثلاث مراحل رئيسية مرت بها عملية تكوين القضاء الإداري في فرنسا:
- في عام 1790 كانت وظيفة العدالة الإدارية بيد الإدارة وحدها  وهي مرحلة الإدارة القاضية.
- في العام الثامن للثورة، شهد النظام القضائي الفرنسي بداية تكون جنين العدالة الإدارية التي كانت تعمل على أساس مبدأ العدالة المحجوزة أو القضاء المحجوز.
- أخيرًا ، منذ عام 1872 ، أكدت العدالة الإدارية نفسها من خلال الاعتراف بميزتها المتمثلة في وجود سلطة حقيقية للحكم: هذه عدالة مفوضة
لقد أكملت 0% من الدرس
0%