الدرس الأول:
بطاقة تواصل حول مقياس منهجية البحث العلمي – الدرس الأول -
لقب واسم الاستاذ: برابح السعيد
البريد الإلكتروني: said.berrabah@univ-msila.dz
المستوى: السنة أولى ليسانس جذع مشترك
السداسي الثاني
عنوان الدرس: المنهج الوصفي
أهداف الدرس: التعرف على أهمية المنهج الوصفي وتطبيقاته في ميدان العلوم القانونية
المنهج الوصفي |
أولا: مفهوم المنهج الوصفي: للتعرف على ماهية المنهج الوصفي يجب في البداية التطرق إلى تعريف المنهج الوصف، وتوضيح أهم أهدافه وأسسه.
1/ تعريف المنهج الوصفي: الوصف لغة هو نقل صورة العالم الخارجي أو الداخلي من خلال الألفاظ والعبارات، والتشابيه والاستشارات. أما اصطلاحا فهو ذكر خصائص ما هو كائن وتفسيره وتحليله وتحديد الظروف والعلاقات التي تربط الوقائع، وكذلك ذكر الخصائص والممارسات الشائعة والمعتقدات عند الأفراد والجماعات، وظروف تطورها. أو هو رصد حال أي شيء كميا أو كيفيا أو بالأرقام، أو بالجمع بينها، وقد يشمل مقارنة بين الموصوف وغيره.
ظهرت العديد من التعريفات للمنهج الوصفي، فهنالك من يرى بأنه طريقة من طرق التحليل والتفسير بشكل علمي منظم للوصول إلى أهداف محددة الوضعية اجتماعية معينة.
وهناك من يعرفه بأنه طريقة لوصف الظواهر المدروسة وتصويرها كميا عن طريق جمع معلومات مقننة عن المشكلة، وتصنيفها وتحليلها وإخضاعها للدراسة الدقيقة.
كما يعرف بأنه أسلوب من أساليب التحليل المركز على معلومات كافية ودقيقة عن ظاهرة أو موضوع محدد، أو فترة أو فترات زمنية معلومة، وذلك بغية الوصول إلى نتائج علمية، ثم تفسيرها بطريقة موضوعية بما ينسجم مع المعطيات الفعلية للظاهرة.
ويمكن تعريف المنهج الوصفي بأنه مجموعة الإجراءات البحثية المتكاملة في وصف الظواهر اعتمادا على جملة من الحقائق والبيانات وتصنيفها ومعالجتها وتحليلها تحليلا كافيا ودقيقة لاستخلاص نتائج وتعميمات عن الظاهرة المدروسة.
2/ أهداف المنهج الوصفي: يهدف المنهج الوصفي إلى تحقيق ما يلي:
- جمع معلومات حقيقية، مفصلة حول ظاهرة معينة.
- تحديد المشكلات الموجودة، أو توضيح بعض المظاهر.
- تحديد رد فعل الأفراد اتجاه مشكلة معينة.
- إجراء مقارنات مع الظواهر الأخرى، أو بين حال الظاهرة في أوقات متباينة.
- إيجاد العلاقة بين الظواهر.
- إيجاد الحلول اللازمة.
3/ أسس المنهج الوصفي: يقوم المنهج الوصفي على التجريد والتعميم.
١/ التجريد: هو عملية عزل وانتقاء الظاهرة والمشكلة من الكل لتظهر على نحو أوضح، والتجريد عمل علمي أساسي في المنهج الوصفي.
٢/ التعميم: ويقصد به أن النتائج المتحصل عليها تكون قابلة التعميم على باقي الظواهر والوقائع، وبالتالي إمكانية التنبؤ بحركة الظواهر والتحكم فيها، بالتعميم نصل بما استقرأناه إلى ما لم نستقرأه.
ثانيا: مراحل وخطوات المنهج الوصفي: يقوم المنهج الوصفي على مرحلتين أساسيتين، هما مرحلة الاستكشاف والصياغة، ومرحلة التشخيص والوصف المتعمق:
١/ مرحلة الاستكشاف والصياغة: وترتكز على ثلاث خطوات هي استطلاع مجال البحث، وتحديد المفاهيم الأولية، وجمع المعلومات والمادة العلمية حول الموضوع محل الوصفي.
٢/ مرحلة التشخيص والوصف المتعمق: وذلك بتحديد الخصائص المختلفة للظاهرة، ثم وضع توصيف دقيق لجوانب الموضوع بما يسمح بالتشخيص الدقيق له دون الانطلاق من فروض مسبقة.
عموما تتمثل خطوات المنهج الوصفي في ما يلي:
الشعور بمشكلة، تحديد المشكلة، وضع الفروض، اختيار العينة، تحديد أدوات البحث، جمع المعلومات بطريقة منظمة ودقيقة، استخلاص النتائج وتنظيمها وتصنيفها، تحليل النتائج وتفسيرها، استخلاص التعميمات.
ثالثا: تطبيقات المنهج الوصفي في العلوم القانونية والإدارية: للمنهج الوصفي تطبيق واسع في مجال المسوح الاجتماعية اللازمة لتطوير المنظومة القانونية، ودراسات المؤسسات العقابية، وإجراء التحقيقات للكشف عن أسباب النزاعات القانونية، وكذا دراسة تطور ونمو الظواهر القانونية وعلاقتها بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، غير أنه ( المنهج الوصفي) لا يكفي لوحده في إجراء الدراسات القانونية كلها لتعدد مجالاتها وخصائص هذه المجالات، ومع ذلك يفيد في ما يلي:
١/ المشرع:المنهج الوصفي يصف الواقع كما هو، ولأن العلوم القانونية ليست مجرد وصف الوقائع، وإنما تقوم على الوصف من أجل بناء قاعدة قانونية ضابطة ومنظمة لسلوك الأفراد، وبالتالي فهو ممهد لصياغة القانون ، وفي هذه النقطة بالذات يحتاجه المشرع.
٢/ القاضي: يطبقه القاضي من خلال وصف الدليل والوقائع وملابسات القضية تمهيدا لتكييف النص القانوني المناسب، وبالتالي إصدار الأحكام القضائية.
٣/ الفقيه والباحث: يمكن للفقيه والباحث اعتماد المنهج الوصفي، ولكن ينعكس ذلك على البحث من حيث المعلومات فيصبح بحثا شكليا ( وصفيا) وليس موضوعيا.