III- أهداف العلم:
III- 1- التفسير:
التفسير عملية عقلية تستهدف كشف العلاقات التي تقوم بين الظواهر وتعليلها، وذلك عن طريق فهم أسبابها وإدراك الارتباطات الموجودة بين الظواهر المراد تفسيرها وكذا الظروف المرتبطة بها. فمثلا عندما يبحث العالم عن سبب ظاهرة التبخر فيجده مرتبطة بارتفاع درجة الحرارة التي تعمل على تغيير مركبات الماء، فيقوم بتفسير الظاهرة على أساس هذا الارتفاع في درجة الحرارة ...الخ، مثال: عند البحث في اسباب الثورات نجد أنها ترتبط بالفقر والتضييق على الحريات
وفي ذات السياق يرى فيبر أن كل علم إنساني يعمل بواسطة التفسير وقوام هذا التفسير الطريقة المخصصة لإفهامنا معنى نشاط أو ظاهرة ما ومدلول مختلف العناصر بالنسبة إلى بعضها البعض، أي أن التفسير عند فيبر يؤدي إلى الفهم والفهم يؤدي إلى الاستيعاب، ومنه اطلق على سوسيولوجيا ماكس فيبر بـ(السوسيولوجيا الفهمية)
III-2- التنبؤ:لا يكتف العلم بتفسير الظواهر بل يتجاوزه إلى التنبؤ وتعميم النتائج في المستقبل، وهنا يأخذ التنبؤ معنى انطباق المبادئ او القواعد العامة التي تم التوصل إليها على حالات أخرى مشابهة، ففي مثالتنا السابق عند تفسير تبخر الماء بارتفاع درجة الحرارة فإن العملية البحثية تنتهي إلى نتائج وقوانين يمكن تعميمها والتنبؤ بها على جميع السوائل من نفس النوع وهي أن ارتفاع درجة الحرارة تؤدي بالضرورة إلى التبخر. وان الفقر و والتضييق على الحريات يؤدي بالضرورة إلى قيام الثورة في أي دولة وأي مجتمع
وللتنبؤ وظيفة مهمة وهي تطوير المعرفة العلمية ويساعد على التحقق من صحة النتائج والمعلومات، فان صدقت صحة التنبؤ صدقت صحة المعلومات و القوانين.
III-3- الضبط والتحكم:يهدف العلم إلى ضبط الظواهر و السيطرة عليها بعد معرفة أسبابها، و نعني بالضبط والتحكم هنا بالسيطرة على العوامل الأساسية المرتبطة بالظاهرة ما سواء بإتمامها أو منع وقوعها أصلا، وهذا الهدف من الأهداف الأصيلة والمهمة بالنسبة للإنسان الذي يسعى الى التحكم في الظواهر الطبيعية كالزلازل والبراكين والأمراض وغيرها أو الاجتماعية كالجريمة والعنف و الفقر والبطالة وغيرها، ولا يتأتى له ذلك إلا من خلال تفسير الظاهرة والتنبؤ بها زمنها التحكم فيها، وفي المثال السابق يمكن للباحث الذي يتحكم في ظاهرة التبخر من خلال التحكم في درجات الحرارة، كما يمكنه التحكم في الثورات من خلال خفض معدلات الفقر وإرساء الديموقراطية وحرية التعبير.