للذين يدعون ان العقل هو المصر الوحيد للاخلاق، وان كل الاحكام القيمية على سلوك الافراد لا بد ان تكون نابعة من العقل وحده، بهذا التقرير لا نريد أن نحط من قدر العقل ولا أن نقلل من منزلته فهو من أعظم نعم الله على الناس، غير اننا لا يجب ان نغفل قدرات الافراد وفروقاتهم العقلية، وقد تبين قصور العقل عن إدراك بعض ما يحيط به ويدور في فلكه، فكيف يصح بعد هذا أن يكون العقل هو مقياس للأخلاق ؟ فالخلاصة أن العقل كما هو الحال في العرف لا يصلح وحده لأن يكون مصدرا للأخلاق ولا مقياسا لها، ولا حكما عليها .
III- مصدر الاخلاق :
1- المذهب الاول:ي
رى أصحاب هذا المذهب أن المجتمع بأعرافه وعاداته هو مصدر الأخلاق ومقياسها. والعرف مجموعة من العادات التي درج الناس عليها جيلا بعد جيل في مجتمع ما، ورأوا ضرورة احترامها وأن تقوم الحياة على أساسها ومن خالفها يعاقب . غير أن الاعراف كثيرا ما يتم نقدها واتهامها خلقيا كاعراف الجاهلية في وأد البنات.
2- المذهب الثاني :
3- المذهب الثالث :
يرى أصحاب هذا المذهب أن الضمير البشري هو مصدر الأخلاق ، والمقصود بالضمير القوة
الخفية النابعة من نفس الانسان ، فتوضح له طريق الخير وتدفعه إلى سلوكه وتبين له سبيل الشر وتحذره منه، ويشعر الانسان براحة في طاعة هذه القوة الخفية وبتأنيب عند عصيانها .
ولكن هل يصلح الضمير مصدرا للأخلاق ومقياسا لها ؟
إن المتأمل في أحكام الضمائر يجدها غير ثابتة ، بل هي متغيرة مختلفة بحسب الزمان والمكان،
فالضمير في أوروبا غيره في أواسط إفريقيا والبلدان الاسلامية.
4- المذهب الرابع:وذهبت طائفة أخرى إلى أن مقياس الأخلاق وميزانها يرجع إلى اللذة والمنفعة، فما يحقق اللذة
المادية يكون خيرا وما يحقق ألم ا مادي ا وضرر ا يكون شر ا يجب تجنبه والبعد عنه، فالفضيلة تدور مع اللذة والمنفعة وجود ا وعدم ا . ومن تأمل هذا المذهب بواقعية ونظر ثاقب رأى أنه أشبع جانب الحس والمادة وأغفل الجانب الروحي والمعنوي في الانسان ، وهو جانب له أثره وله أهميته في حياة الفرد وفي كيان الاسرة ونظام المجتمع.
ويمكننا القول : إن المنهج الرباني الأخلاقي الذي جاء به الاسلام الذي يمثل المذهب الخامس هو الاصلح مطلقا ليكون أساس ا للأخلاق ومعيارا تُقاس به السلوكيات وتحتكم إليه.