·      مفهوم النظرية الاقتصادية وفروعها:

يهتم التحليل الاقتصادي بتحليل الظواهر الاقتصادية لمعرفة مختلف العوامل المؤثرة عليها ومحاولة التنبؤ بسلوكها؛ تنقسم الظواهر الاقتصادية إلى ظواهر كلية وظواهر جزئية، نظرا لخصوصية كل نوع من النوعين ولتسهيل عملية الدراسة والتحليل، فقد نشأ فرعين من فروع علم الاقتصاد لكل واحد منهما موضوع خاص به هما: التحليل الجزئي والتحليل الكلي، وسيكون هذا الأخير موضوع هذه المحاضرة.

 تعريف النظرية الاقتصادية: تعرف النظرية بصفة عامة على أنها مجموعة من الأفكار (ملاحظات + مفاهيم + فرضيات + تحاليل + نتائج) المتناسقة لتفسير ظاهرة معينة. تقسم إلى نوعين نظرية تفسر الواقع(تحليل-) ونظرية تنظر للمستقبل(تنبؤ-تصور)

أما النظرية الاقتصادية فهي: مجموعة من الأفكار (ملاحظات + مفاهيم + فرضيات + نتائج) المتناسقة التي تفسر ظاهرة(تضخم/كساد) او سلوك (استهلاك/انتاج) اقتصادي معين.

فروعها: تتفرع النظرية الاقتصادية إلى فرعين هما:

النظرية الاقتصادية الجزئية: تهتم بدراسة السلوك الاقتصادي للوحدات الاقتصادية الجزئية (الفرد والمؤسسة) حيث يقوم هذا التحليل على مبدأ تعظيم المنفعة والمتمثلة في تعظيم الربح بالنسبة للمؤسسة وتعظيم الاشباع بالنسبة للفرد، فالاقتصاد الجزئي يبحث في أربعة مواضيع أساسية:

 سلوك المستهلك: من خلال تعظيم الاشباع انطلاقا من قيد الدخل: أي الانفاق الأمثل للدخل؛

 سلوك المنتج: من خلال تعظيم الأرباح انطلاقا من قيد التكلفة: أي تعظيم الأرباح وتقيل التكاليف؛

 سلوك السوق: وهو الإطار الذي يتفاعل فيه سلوك المستهلك مع سلوك المنتج والتعرف على الوضعيات المختلفة التي يكون عليها هذا السوق، والبحث في الأسباب التي تحقق وضع المنافسة التامة في السوق؛

 السعر: حيث تهتم بطرق تحديده في السوق والبحث عن الوصول إلى السعر التوازني والمتمثل في السعر الذي يجعل كلا من المنتجين والمستهلكين في حالة تعظيم المنفعة

النظرية الاقتصادية الكلية: هي فرع من فروع علم الاقتصاد تهتم بدراسة سلوك الوحدات الاقتصادية الكلية. أو هي: النظرية التي تبحث في سلوك الاعوان الاقتصاديين –على المستوى الكلي- وتحليل مختلف التفاعلات الناجمة عن هذا السلوك وتأثيرها على النشاط الاقتصادي، لمعرفة وضع وحالة الاقتصاد الوطني للبحث عن الاختلالات التي يعاني منها وايجاد الحلول المناسبة لها. 

·       النشاط الاقتصادي ومكوناته: يهتم الاقتصاد الكلي بدراسة الأنشطة الاقتصادية والمتمثلة في الإنتاج والاستهلاك والتوزيع والاستثمار والادخار وغيرها لكن على المستوى الكلي أي على مستوى الدولة ككل، وذلك بهدف قياس حجم الاقتصاد الكلي (الوطني) ومعرفه وضعيته واتجاهه (نمو-ركود).

·       التفاعلات ما بين الاعوان الاقتصاديين: يمارس الأنشطة الاقتصادية سابقة الذكر عدة أطراف وجهات، يتم تجميعهم في شكل أربع مجموعات أساسية تعرف بالقطاعات الاقتصادية أو الاعوان الاقتصاديون، حيث أن كل قطاع يضم مجموعة متجانسة تمارس نفس النشاط الاقتصادي، يدرس الاقتصاد الكلي مختلف التفاعلات التي تحصل ما بين هذه القطاعات.

·       المشكلات الاقتصادية الكلية: تعترض النشاط الاقتصادي تقلبات واضطرابات ينجم عنها عدة مشكلات اقتصادية كالبطالة والتضخم والكساد والانكماش والفقر وغيرها، يهتم الاقتصاد الكلي بالبحث عن العوامل والأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه المشكلات، لتأثيرها المباشر على حياة الافراد.

·       السياسة الاقتصادية: الهدف من دراسة المشكلات الاقتصادية هو البحث عن الحلول وكيفية معالجتها، باعتبار أن هذه المشكلات ذات طابع كلي، فإن الدولة هي الجهة المسؤولة عن التعامل معها، حيث تعتمد الدولة على عدة إجراءات وأساليب وأدوات وسياسات تعرف بالسياسة الاقتصادية –سيتم التطرق لها بالتفصيل لاحقا

·      تطور النظرية الاقتصادية الكلية:

التحليل الاقتصادي الكلي في ظل المدرسة الكلاسيكية: لم يهتم نسبيا الكلاسيك بالتحليل الكلي بل ركز تحليلهم على التحليل الجزئي، وذلك راجع إلى عدم تناسب فرضيات ومبادئ هذه المدرسة مع النظرية الاقتصادية الكلية خاصة فيما يتعلق بالافتراضات الاتية:

·       النظرة الحيادية لدور الدولة في الحياة الاقتصادية، فلا يمكن تصور وجود تحليل اقتصادي كلي مع تغييب دور الدولة باعتبارها قطاعا مركزيا في الاقتصاد الكلي؛

·       التوازن على المستوى الجزئي (سبب) يؤدي إلى التوازن على المستوى الكلي (نتيجة)، وبالتالي البحث في الأسباب عن طريق النظرية الاقتصادية الجزئية؛

·       التوازن يحدث عن طريق ألية السوق من خلال السعر-قانون ساي للمنافذ (كل عرض يخلق طلبا مساويا له) - فلا داعي للبحث عن أسباب المشكلات الاقتصادية وعلاجها.

سالمدرسة الكينزية كمؤسس للاقتصاد الكلي

ظهور واستمرار ازمة الكساد ( )1933-1929وعجز السوق عن إعادة التوازن، أدى إلى ظهور تيار فكري اقتصادي جديد، يرفض فكرة مرونة الأسعار وقدرة السوق على ضبط الاقتصاد، وان العرض يخلق الطلب، بل على النقيض من ذلك: الطلب هو الذي يوجد العرض (الاهتمام المتغيرات الكلية: بالطلب الكلي

ومحدداته-الطلب الفعال، النشاط الاق)، ويجب تدخل الدولة لعلاج اختلال الاقتصاد من خلال السياسة الاقتصادية (السياسة المالية-الانفاق الحكومي-الضريبة-التوازن الكلي-الاستثمار...،.) نجاح النظرية الكينزية في اخراج الاقتصاد الأمريكي من الركود (تطبيق برنامج كينز- -New Dealمن طرف الرئيس الأمريكي ) ،))Rooseveltإلى جانب المكانة الإدارية والعلمية لكينز (مدرس بجامعة /Cambridgeمستشار الخزينة والبنك المركزي البريطاني، مالك شركة للاستثمار في البورصة-حقق أرباحا كبيرة-) سمحت بانتشار هذه النظرية ومنه تطور التحليل الاقتصادي الكلي وهيمن على السياسات الاقتصادية لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية

 

المصدر: زين الدين حماشي، مطبوعة في الاقتصاد الكلي، مطبوعة بيداغوجية موجهة لطلبة السنة الثانية جذع مشترك قسم، كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، جامعة سطيف –1، السنة الجامعية: 2022-2021


Last modified: Thursday, 29 February 2024, 10:45 AM