عندما يكون للمستثمر محفظته يقوم بتقييم كفاءتها على ضوء النتائج المحصل عليها، والتغيرات الحاصلة في وضعية المستثمر. فيجب على المستثمر أن يخلو بنفسه ويفكر في هذه القواعد جيدا، وأن يسأل نفسه: هل بمقدوره أن يقوم بإدارة محفظة أوراقه المالية الخاصة بنفسه وتحقيق الأرباح التي يتمناها.
قد يظن الكثير من المتعاملين في سوق الأوراق المالية بأنهم يستطيعون إدارة محافظهم بأنفسهم، وأن العوائد التي يحققونها كبيرة وممتازة. ولكن السؤال المهم هنا هو ما هو المقياس الذي قاس به المستثمرون أداء محافظهم.
فتحقيق نسبة من الأرباح الإيجابية في مجال إدارة المحافظ ليس بالمقياس المهم لوحده، إذ أن هناك عدة مقاييس يجب أخذها في عين الاعتبار. والمقياس الأول المهم في هذا المجال هو:
-         القيمة المضافة: ويعني هذا المقياس أنه يجب الحصول على عائد يفوق المؤشر الإرشادي للمحفظة التي يستثمر فيها. والمؤشر الإرشادي هو مقياس لأداء جميع الأوراق المالية التي يمكن الاستثمار فيها، فمثلا لو أن المستثمر يستثمر في الأوراق المالية الجزائرية، فالمؤشر الإرشادي له هو مؤشر "تداول لجميع الأوراق المالية في بورصة الجزائر، وإذا كان يستثمر في قطاع البنوك فقط، فالمؤشر الإرشادي المرتبط به هو مؤشر "تداول لقطاع البنوك" وهكذا.
هذا يعني مثلا أنه لو حقق مستثمر ما في الأوراق المالية الجزائرية عائداً نسبته 45% خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2018، فأداءه للوهلة الأولى يعتبر ممتازاً، إلا أن هذا الرأي يعتبر متسرعا وخاليا من التحليل، وذلك إذا عرفنا أن المؤشر الإرشادي (مؤشر تداول لجميع الأوراق المالية) ارتفع بنسبة 60% خلال الفترة ذاتها، مما يعني أن أداء هذا المستثمر كان سيئا لأنه أقل من أداء السوق بنسبة 15%، مما يعني أن القيمة المضافة لمحفظة هذا المستثمر هي (-15%) أي سلبي بنسبة 15%. والعكس صحيح أيضا. فلو أن مستثمرا تعرض لخسارة نسبتها 10% في إحدى السنوات فهذا لا يعني أن أداءه كان سيئا، فإذا كان السوق انخفض بنسبة أكبر، 20% مثلا، فهذا يعني أن هذا المستثمر استطاع تقليص الخسائر، والقيمة المضافة في هذه الحالة هي (+10%)أي إيجابي بنسبة 10%.
أما المقياس الآخر الذي يجب قياس الأداء به فهو مقارنة أداء المحفظة التي يديرها بأداء الصناديق الأخرى المنافسة والتي تعمل في النشاط ذاته. علما بأن بيانات هذه الصناديق متوفرة ومعلنة، والمطلوب هنا هو القيام بحساب عائد المحافظ خلال السنوات الخمس الماضية ومقارنتها بأداء الصناديق المنافسة الموجودة في السوق المالية على سبيل المثال.


Last modified: Saturday, 5 December 2020, 9:11 PM