محاضرة بعنوان: نظريات التأثير القوي

تُقدم نظرية لولب الصمت، التي طورتها عالمة السياسة الألمانية إليزابيث نويل نيومان عام 1974، مجموعة من الفرضيات الأساسية التي تفسر سلوك الأفراد في التعبير عن آرائهم في ظل الخوف من العزلة الاجتماعية:

1. افتراض الرأي العام المتجانس:

يفترض أن الأفراد يمتلكون تصورات عن الرأي العام السائد حول مختلف القضايا.

ويعتمدون في تقييمهم للرأي العام على مصادر متنوعة، مثل وسائل الإعلام، والأصدقاء، والعائلة.

2. الخوف من العزلة:

يُشكل الخوف من العزلة والرفض الاجتماعي دافعًا رئيسيًا لسلوكيات الأفراد.

إذ يميل الأفراد إلى تجنب التعبير عن آرائهم، لأنهم يعتقدون أنها غير مقبولة من قبل الرأي العام السائد.

3. التأثير التراكمي:

يُؤدي التعبير عن الرأي المخالف للرأي العام المتصور إلى شعور الفرد بالعزلة، بينما يُعزز التعبير عن الرأي السائد شعور الفرد بالقبول والانتماء. ومع مرور الوقت يتراكم تأثير هذه السلوكيات، مما يُؤدي إلى تعزيز هيمنة الرأي السائد وإخفاء الأصوات المُخالفة.

4. دور وسائل الإعلام:

تلعب وسائل الإعلام دورًا هامًا في تشكيل تصورات الأفراد عن الرأي العام. لأن وسائل الإعلام والاتصال تميل في الغالب إلى التركيز على الآراء الأكثر انتشارًا، مما يُعزز الشعور لدى الأفراد بأنهم يمثلون الرأي العام السائد.

5. التأثير على السلوكيات:

تُؤثر نظرية لولب الصمت على سلوكيات الأفراد عند التعبير عن آرائهم بطرق مختلفة، تشمل:

الصمت: قد يختار بعض الأفراد التزام الصمت تجنبًا للعزلة.

التوافق: قد يُعدل بعض الأفراد آرائهم لتتوافق مع الرأي العام السائد.

العزلة: قد ينعزل بعض الأفراد عن مجموعاتهم الاجتماعية التي تُخالف آراءهم.

• صعوبة قياس الرأي العام: إذ أنه من الصعب قياس الرأي العام بشكل دقيق، مما قد يجعل من الصعب اختبار نظرية لولب الصمت بشكل تجريبي.

• تجاهل نظرية لولب الصمت للعوامل الأخرى: لقد تجاهل أصحاب نظرية لولب الصمت العوامل الأخرى التي تؤثر على سلوك الفرد، مثل القيم الشخصية والانتماءات العرقية، الثقافية والدينية.

هذا وقد واجهت نظرية لولب الصمت أيضا بعض الانتقادات في عصر وسائل التواصل الاجتماعي. حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تُتيح مساحات للتعبير عن آراء مُخالفة دون خوف كبير من العزلة.