يتناول مقياس سوسيولوجيا الرابط الاجتماعي 02 للسنة الثالثة علم الاجتماع مجموعة من المحاضرات المتكاملة والتي تنتقل من البسيط الى المركب ومن السهل الى انوع من التعقيد المنهجي والمعرفي، كون هذا السداسي هو اعلان عن تكوين طالب في علم الاجتماع يستطيع فهم قضايا التخصص، مستحضرا مكتسباته القبلية وسنوات من التكوين المنهجي والمعرفي.

واذا كان السداسي الاول من المقياس استهدف تقديما لاعلام علم الاجتماع الكلاسيكي ومقولاتهم ، وتفسيراتهم لقضايا مجتمعاتهم خاصة ما يتقاطع منها مع الرابط الاجتماعي، فان هذه المجموعة من المحاضرات تتناول البعد الحضاري للمجتمعات الانسانية والوصف التاريخي لتطورها، والتفريق الدقيق لميلاد مجتمع الحداثة وخصائصه وكيف حايث علم الاجتماع تلك اللحظات واستمد من الفلسفة الاجتماعية روحه وهويته، ومن التفاعل مع الواقع منهجه وأدواته.

لتنناول علم اجتماع ما بعد الحداثة وتلك الحركة النقدية الدؤوبة التي طالت مجتمع الحداثة والفكر الذي أطرها بمختلف ألوانه، وتعلن عن ميلاد مجتمع جديد ومن ثم علم جديد يدرس المجتمع، وركزنا هنا بالذات على اسهامات ميشال مافيزولي وسوسيولوجيا الحياة اليومية التي تدين التصور التقليدي لعلم الاجتماع، كما سيكون لنا الوقوف على قضايا المجتمع الجزائري التي يعايشها، ونقدم قراءات لمفاهيم تبدوا للطالب أنها عامة لكنها ستغدو عصية على الفهم بمقاربتها باشكاليات الرابط الاجتماعي من قبيل ماهو المجتمع مثلا؟ والمجال العام في المدينة الجزائرية، الحجاب، أهم الدراسات الجزائرية التي تناولت الرابط الاجتماعي.

الطالب سيكون قادرا على فهم التطور التاريخي للفكر الغربي، من العصور التي سيطرت فيها الكنيسة على كافة مناحي الحياة الى يومنا هذا، ويفرّق بين الحداثة والتحديث ويعرف أن الرابط الاجتماعي هو مفهوم اشكالي شكل مدخلا تحليليا مهما، ومن خلال دراسة علم الاجتماع في الجزائر وتطور التاريخي واشكالياته سيعرف الطالب أهمية التخصص الذي يدرسه والوظائف التاريخية التي اضطلع بها، وواقعه الحالي ولماذا هو على هذا الحال.


علم اجتماع المخاطر مقياس اساسي موجه لطلبة السنة الثالثة علم الاجتماع، من خلاله يتمكن الطالب من التعرف على أهمية علم اجتماع المخاطر كمنطلق مفتاحي للتعرف على مجتمع المخاطر،وتعريفه بأبرز النظريات ذات العلاقة التي تفسر ظاهرة المخاطرة،و تمكينه من إدراك المخاطر الاجتماعية والبيئية والاقتصادية التي تطرقت إليها النظريات الاجتماعية ذات العلاقة –أولريش بيك –،وفي الاخير يستنتج الطالب الطرق و آليات التعامل مع المخاطر المتنوعة

المقياس موجه لطلبة السنة الثالثة علم الاجتماع، ضمن مقاييس الوحدة الاستكشافية، يسمح للطالب بالإلمام بالعلاقة

القديمة المتجددة المعاشة في كل المجتمعات البشرية بما فيها الجزائر، انطلاقا من كون:

التنمية موضوع حظي باهتمام الساسة والمخططين والدارسين من مختلف تخصصات العلوم الاجتماعية، باعتباره قضية

تهم كل بلدان العالم، حيث أن دراسة التنمية قد اتخذت مسارات نظرية واميريقية متباينة وفي بعض الأحيان متناقضة،

الأمر الذي يتطلب تحديد معالم الظاهرة وكذا معالم النظريات التي تتناولها لإدراك مدى قدرتها أو فشلها في تحقيق ما

تصبو إليه شعوب العالم من الرقي والتقدم، آخذين بعين الاعتبار الخصوصية التاريخية والسوسيو ثقافية لمجتمعاتنا، تلك

الخصوصية التي طالما أهملتها نظريات التنمية على اختلافها والتي سبق وتطورت من خلال أبنية اجتماعية تختلف عن

أبنية مجتمعاتنا نحن شعوب العالم المتخلف.

ومع بروز مفهوم العولمة بغرض توحيد القيم والتصورات واختراق الحدود وتقليص السيادة الوطنية، أصبح

المال والتكنولوجيا والقوة كلها عوامل موحدة إيذانا بميلاد حضارة واحدة للعالم مما يضفي على العولمة صفة النمطية

الواحدة والأسلوب الواحد والنظرة الواحدة، في عالم في حقيقته يقسم إلى عالمين من حيث درجة القوة والتقدم، عالم

متطور يملك كل مقاليد القوة والتحكم والسيطرة وعالم ضعيف مغلوب على أمره كل ما ينمو فيه هو تخلفه.

وفي ظل هذا الواقع ومن بين أهم إفرازاته في السنوات الأخيرة ظهور مصطلحات، التنمية المستدامة وأهمية

البيئة، هذه الأخيرة التي كان لإغفالها آثار سلبية على كل المستويات والأصعدة، ما أعاق حتى السير الحسن لمختلف

البرامج والاستراتيجيات التنموية وطرح مسألة ضرورة تركيز الجهود على ما يصطلح عليه بالتنمية المستدامة كبديل عن

التنمية ذات المدى المحدود.