مخطط الموضوع

  • الدرس الاول

    • نطاق حماية حق المؤلف :

      1_المصنف:

      إن عبارة مصنف وردة في المادتين 3 و 4 من الأمر 03/05 وهي تعني كل إبتكار فكر أصلي فالملاحظ أنه لا يوجد تعريف صريح للمصنف ولم يتم وضع معيار لتمييزه أو تحديد في القوانين المقارنة .

      ويتبين من خلال الفقرة الثانية من المادة3 أن المصنف حتى يكون جديرا بالحماية يجب أن يستوفي شرط الإبداع أو خاصية الابتكار التي تعتبر مناط الحماية التي منحها المشرع .

      والواقع أن المصنف عملية معقدة يمر بعدة مراحل حتى تكتمل عناصره الأساسية ويمكن تقسيم هذه المراحل إلى أربعة:

      أ_مرحلة التصور أو ميلاد الفكرة:وهي مرحلة تكون محلا للتأمل أو الدراسة وتسمى الفكرة العامة المجردة وهي تشكل العنصر الأساسي التي ينطلق منها مشروع المصنف والمادة الأولية التي يقوم عليها موضوع المصنف والملاحظ أن مرحلة ميلاد الفكرة تتم كلية بين المرء وذاته دون أن ينتج عنها أي ُأثر خارجي.

      ب_مرحلة رسوخ الفكرة واستقرارها:هذه المرحلة تعتبر امتداد للمرحلة الأولى أي تأييد الفكرة وتأكيده فالمؤلف يتناول أفكاره بالدراسة والتحليل والتقييم حتى يقتنع بها نهائيا وتصبح قابلة للتصميم وتتم هذه المرحلة كسابقتها بين الشخص وذاته دون أثر خارجي لها.

      ج_مرحلة تصميم وتنفيذ المصنف:فالتصميم هو الجمع والربط بين الأفكار وتركيبها وإعطائها وجهة معينة ووضعها في إطار محدد قصد إخراجها إلى حيز الوجود وبذلك يدخل المصنف مرحلة التنفيذ التي يقصد بها إنشاء أو وضع أو ترتيب أثر مادي خارج الكيان الذاتي لشخص المؤلف ويطل على هذه المرحلة التعبير الشكلي أو الركن الشكلي أو الشكل الخارجي للمصنف والذي يأخذ صورا متعددة كالتعبير بالكتابة بالنسبة للمصنف الأدبي والتعبير بالصوت بالنسبة للمصنف الموسيقي.

      ه_مرحلة نشر المصنف وتداوله من طرف الجمهور

      2_أنواع المصنفات المشمولة بالحماية:

      نصت المادة 4 من الأمر 03/05 المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بأنه"تعتبر على الخصوص كمصنفات أدبية أو فنية محمية ما يأتي: " أ_المصنفات الأدبية المكتوبة مثل................".

      من خلال نص المادة فإن الحماية القانونية تمتد لتشمل جميع المصنفات على إختلاف أنواعها من أدبية وعلمية وفنية غير أنه توجد مصنفات محمية بحق المؤلف لأنها إنتاج أصلي وهي ما يطلق عليها مصنفات أصلية وهناك مصنفات محمية بنصوص قانونية وهي ما يطلق عليها المصنفات المشتقة وذلك دون المساس بحقوق صاحب الإنتاج الأصلي وهناك المصنفات المجاورة.

       

       _المصنفات الأصلية:

      هي المصنفات التي تتمتع بحماية القوانين الوطنية لحقوق المؤلف وحماية الإتفاقيات الدولية وتمنح حماية المصنفات على أساس التعبير الأدبي أو الفني أو غيرها فالتعبير وحده يتمتع بالحماية دون الفكرة وتشمل المصنفات الأصلية مجالات واسعة فقد أوردت المادة 4 أمثلة على المصنفات الأدبية والفنية على سبيل المثال لا الحصر.

      1_المصنفات الأدبية المكتوبة :تتمتع هذه المصنفات بحماية واسعة جدا ويظهر ذلك من خلال المادة 4 السالفة الذكر التي تنص على أمثلة من المصنفات الأدبية التي تتمتع بالحماية القانونية وقائمة المصنفات فيها غير محدودة.

      فالمصنفات الأدبية المكتوبة المحمية بحق المؤلف هي المحاولات الأدبية والبحوث العلمية والتقنية والروايات والقصص والقصائد الشعرية ومصنفات برامج الحاسوب فالمشرع لم يفرق بين المؤلفات الخيالية أي القصصية والمؤلفات العلمية مهما كانت وعلى ذلك تكون النصوص القانونية قابلة للتطبيق على كل المؤلفات المكتوبة أو المقالات التحليلية المنشورة في الجرائد أو الرسائل أو المنشورات.

      وتجدر الإشارة أن القوانين والتنظيمات والقرارات والعقود الإدارية الصادرة عن مؤسسات الدولة والجماعات المحلية وكذا الأحكام القضائية والترجمة الأصلية لهذه النصوص لا تتمتع بالحماية القانونية لأن السلطات العمومية التي تصدر هذه الوثائق في إطار وظيفتها الرسمية لا تحمل صفة المؤلف.

      2_المصنفات الشفوية :المصنف الشفوي مثله مثل المصنف المكتوب يتطلب جهدا ذهنيا ويظهر الأصالة إما في التركيب أي الإخراج وإما في التعبير وعلى هذا الأساس فغن الحماية القانونية الخاصة بحقوق المؤلف قابلة للتطبيق على المحاضرات والخطب وباقي المصنفات التي تماثلها وتتميز المصنفات الشفوية بأنها يتم وصفها والكشف عنها بالكلمة فلا تكون مكتوبة وقد أشارت إلى هذا النوع من المصنفات المادة 4 من الأمر03/05 "والمصنفات الشفوية مثل المحاضرات والخطب والمواعظ وباقي المصنفات التي تماثلها "ولم يميز المشرع الجزائري على غرار التشريع الفرنسي بين المحاضرات والخطب التي يلقيها مواطن عادي والتي يلقيها رجل سياسي فالخطاب الذي يلقيه أي مسؤول سياسي لا يصبح ملكا للجميع فالمنطق يقضي بحفظ حقوق المعني بالأمر ويجب بناء على نفس الأساس حماية المرافعات التي يلقيها المحامي لأنها تتوفر على عنصر الإبداع ونتيجة عمله الشخصي.

      عنوان المحاضرة الثانية: المصنفات الفنية:

      المصنفات الفنية تتميز بأنها غالبا ما يتجه تأثيرها إلى الحس والشعور أو الوجدان فهي تتميز عن المصنفات الأدبية والعلمية التي يتجه تأثيرها على العقل فهي تخاطب تفكير الإنسان وعلى هذا الأساس فغن المصنفات الفنية تختلف عن المصنفات الأدبية أو العلمية من حيث وسيلة التعبير عنها ومن حيث دو المؤلف في إبداعها وتنفيذها.

      وقد نصت المادة 4من الأمر03/05 على المصنفات الفنية في الفقرات :ب،ج،د،ه، و،ح، ط.

      _المصنفات الموسيقية.

      _مصنفات المسرح.

      _المصنفات السينمائية.

      1_المصنفات الموسيقية:يتكون كل عمل موسيقي من العناصر الثلاثة الأتية:اللحن والإنسجام والتالف والإيقاع ويعتبر المصنف الموسيقي محميا كحق مؤلف إذا إتسم بالإبداع وهو نوعان موسيقى مغناة وموسيقى صامتة أي بدون كلمات فاللحن يعرف بأنه عدد متغير من الأصوات المتتالية الي تكون الموضوع فاللحن يعتبر الأساس الذي يتكون منه المصنف الموسيقي ويترتب على ذلك أن كل إستعمال للحن من طرف الغير بصفة كلية أو جزئية يعتبر تقليدا يعاقب عليه القانون أما التالف فهو التنسيق الذي ينتج عن صدور متتالي لعدة أصوات أي مايسمى بالتوافقات أما الإيقاع فلا يتمتع بحق المؤلف إلا إذا تم ضمه إلى النغم أو اللحن.

      2_المصنفات المسرحية:يقصد بها مصنفات المسرح والمصنفات الدرامية والدرامية الموسيقية والإيقاعية(تشكيلية من الحركات المعدة للرقص) و التمثليات الإيمائية ويقصد بها تمثيل أو أداء قطع موسيقية عاطفية أو عن عمل مثير يعبر عنه بالإيماء أو بالإشارة والحركة والمحاكاة دون النطق بأي كلمة.

      3_المصنفات السينمائية والمصنفات السمعية البصرية:يعرف المصنف السينمائي بأنه مجموعة من اللقطات أو المشاهد المسجلة بصورة متتالية على مادة حساسة مصحوبة عادة بالصوت ومعدة خصيصا للعرض ويعتبر الشكل التقليدي للمصنف السينمائي الفيلم الذي يعرض على الشاشة سواء في قاعة السينما أو في التلفزة وعلى هذا الأساس فإن المصنفات السينمائية تتمتع بالحماية سواء كانت مصحوبة بأصوات أو بدونها كما أشارت إليه المادة 4 من الأمر 03/05.

      أما عبارة المصنفات السمعية البصرية الأخرى في تنصرف إلى نوع من المصنفات التي يتم تسجيلها على أشرطة فيديو وتبث على الجمهور بواسطة الآلات خاصة يضاف إليها المصنفات الإذاعية التي يبدعها مؤلف مصنف أدبي أو موسيقي بغرض البث الإذاعي السمعي.

      أما المصنفات التشكيلية فهي تلك المصنفات المشكلة من المواد الأولية أو أكثر كالحجر ،الطين،الخشب،النحاس في صورة بواسطة النحت أو الحفر أو النقش أو التشكيل وذلك الأعمال التشكيلية الخاصة بالجغرافيا والهندسة المعمارية والعلوم.

      أما مصنفات الفنون التطبيقية هي الأعمال التي تتم بواسطتها تطبيق الفنون الجميلة المختلفة تطبيقا عمليا على شئ مجسم كأعمال الخزف وصياغة الذهب والفضة والأواني النحاسية المنقوشة وتتميز المصنفات التصويرية أو الفوتوغرافية على أنها فنون حديثة العهد فهي لا تعتمد على المجهود الذهني للإنسان وحده بل تلعب الآلة دورا رئيسيا في إنتاج الصورة وقد ذهب الفقه إلى منح الحماية للصورة الفوتوغرافية التي تكون ذات طابع فني تعطي قيمة للصورة الملتقطة بحيث تكون الآلة عاملا مساعدا في نقل الصورة ومن ثم الأخذ بعين الاعتبار صور المحترفين دون الهواة.

      عنوان المحاضرة الثالث: المصنفات المشتقة:

      المصنف المشتق هو مصنف يتم إبداعه استنادا إلى مصنف أخر سابق وتظهر أصالة المصنف المشتق إما في التركيب أو التعبير أو في كليهما معا وقد حددت المادة 5من الأمر 03/05 أنواع المصنفات المشتقة حيث نصت على مايلي :"..تكفل الحماية لمؤلف المصنفات المشتقة دون المساس بحقوق مؤلفي المصنفات الأصلية."

      فالمصنف المشتق يتطلب القيام بإعادة صياغة أو إقتباس أو تحويل المصنف الموجود كما يتطلب هذا النوع من المصنفات الحصول على ترخيص من مؤلف المصنفات الأصلية السابقة بغرض إنتاج المصنف المشتق دون الإخلال بحقوق المؤلف التي يتمتع بها صاحب المصنف الأصلي .

      1_أعمال الترجمة:

      تعتبر الترجمة عملا فكريا لأنها تتوفر على الأصالة نظرا للعمل الذهني الشخصي الذي قام به المترجم في التعبير لأن الترجمة من لغة معينة إلى أخرى ليست عملا سهلا ومن المتفق عليه أنه يجب على المترجم أن يختار المصطلح المناسب والعبارة المناسبة دون أن يغير فحوى المصنف الأصلي وعلى هذا الأساس يرجع حق المؤلف في التأليف المترجم أو المكيف لصاحب الترجمة مع مراعاة حقوق المؤلف الأصلي وبالأخص الحق المعنوي.

      2_أعمال الإقتباس:

      فالمقصود بأعمال الإقتباس المأخوذ من إنتاج أصلي لنقله إلى نوع أخر كتحويل قصة أو رواية إلى مسرحية أو فيلم سينمائي أو في بعض الأحيان إنجاز مسرحية مستمدة من مسرحية سابقة الوجود وتشترط هذه الأعمال إذن صاحب المصنف الأصلي

      بينما يختلف الأمر بالنسبة مثلا للمراجعات التحريرية حيث لا يوجد تغيير في النوع بين المصنفات الأصلية والمصنفات المشتقة منها بعد إعادة تحريرها أو مناقشتها ولا يستفيد الإقتباس من الحماية القانونية الخاصة بحق المؤلف إلا إذا وافق المؤلف الأصلي.

      ومن المعلوم أن بعض المؤلفات تحتاج إلى إضافات أو تغييرات مع مرور الزمن فتتمتع بالحماية القانونية المراجعات التحريرية وباقي التحويرات أي التغييرات التي تقع على المصنفات الأدبية والفنية وهكذا يمكن مراجعة المصنف الأصلي ليصبح مطابقا للمعلومات العصرية دون تغيير في محتواه كما يمكن تعديله بإضافة أفكار في بعض الأحيان معارضة لكن بذكر المؤلف الأصلي.

      3_التوزيعات والتغييرات الموسيقية:فالتوزيعات تعني تكييف إنتاج موسيقي مخصص للألة الموسيقية حتي تصبح منسجمة مع آلة موسيقية أخرى غير مستعملة في الإنتاج الأصلي أما التغييرات الموسقية فيقصد بها تغيير قطعة موسيقية سابقة أو قديمة عن طريق تعديل بعض العناصر المكونة لها كالإيقاع والإنسجام من أجل إخراج قطعة موسيقية جديدة مختلفة عن القطعة الأصلية لكن مشتقة منها.

      4_المجموعات والمختارات من المصنفات :يقصد بها التي تنجز عن طريق إختيار وترتيب المواد فالمؤلف لا يغير من التعبير ولكن يجري الإختيار ضمن عدة مصنفات أو ضمن مؤلفات كاتب واحد مثل مختارات الشعر.

      _حماية عنوان المصنف:

      عنوان المصنف هو جزء من المصنف يجب حمايته بحق المؤلف فالمصنف يتميز عن غيره من خلال عنوانه وتعترف قوانين حق المؤلف والاتفاقيات الدولية بحماية عنوان المصنف كحق مؤلف إذا كان هذا العنوان متميزا بطابع الأصالة والإبتكار وقد نصت المادة 6 من الأمر 03/05"يحظى عنوان المصنف إذا إتسم بالأصلية بالحماية الممنوحة للمصنف ذاته".


    • فتحت: Sunday، 19 March 2023، 12:00 AM
      تستحق: Sunday، 26 March 2023، 12:00 AM
    • فتحت: Sunday، 19 March 2023، 12:00 AM
      تستحق: Sunday، 26 March 2023، 12:00 AM
    • -عرف المشرع الجزائري المصنف بأنه إنتاج ذهني في صورة مادية.

      2-المصنفات التي كفلها المشرع بحماية حق المؤلف هي التي نصت عليها المادة 4 من الأمر المتعلق بحقوق المؤلف بصفة نهائية.

      3-يعتبر المصنف الأدبي المكتوب مصنف أصلي محمي بحق المؤلف مثل الروايات ، القصص ، أعمال الترجمة ، أعمال الاقتباس.

      4-يعتبر المصنف الشفوي مصنف مشتق من مصنف سابق.