مدخل عام: الإطار النظري والعملي لإدارة الموارد البشرية:
تمهــــــيد
رسّخت الحركة المتنامية والمتسارعة لظاهرة العولمة العديد من المقاربات، وغيرها من المفاهيم التي تهدف إلى ضرورة تسيير المهارات والكفاءات البشرية وفق منظور استراتيجي مستقبلي؛ بغية تكيف وانسجام منظماتها مع معطيات البيئة الداخلية والخارجية المتغيرة باستمرار. هذا التنافس عزّز دور ومسؤولية إدارة الموارد البشرية وكل مسيِّر مسؤول في مثل هذه المنظمات، لذلك أضحت هذه المنظمات تتسابق على استحواذ قوة عمل مؤهلة و ذات مهارات عالية الجودة ومتعددة التخصصات وذات ولاءٍ والتزامٍ؛ بالإضافة لتمتعها بمؤهلات ومستويات تدريبية عالية تنسجم مع الوظائف المتجددة والمتطورة باستمرار.
وبطبيعة الحال، هذا الاتجاه دعم الرؤية التي تؤكد على ضرورة التمكين لوظيفة إدارة الموارد البشرية، وإيلائها المكانة الرائدة من قبل الإدارات المركزية؛ لتحسين أدائها بكفاءة وفعالية عالية. وعليه نهدف ضمن سلسلة محاضرات " إدارة الموارد البشرية " إلى تقصي الإطارها النظري والعملي. إذ نتطرق في البداية بإيجاز إلى المسار التاريخي النظري لإدارة الموارد البشرية، وإطارها المفاهيمي مستنبطين منها دورَ تلك الموارد في خلق القيمة المضافة، لذلك يكون اهتمامنا منصبا حول البحث في وظائف وأهداف وأدوار إدارة الموارد البشرية ثم نستعرض الملامح الرئيسية لرهانات وتحديات إدارة الموارد البشرية في عصر العولمة؛ والتي بدورها فرضت نماذج نظرية ومقاربات ومداخل منهجية عديدة لممارسة هذه الوظائف المتطورة باستمرار. حيث يتم معالجة هذا المحور من خلال ثلاثة مباحث على النحو التالي:
المبحث الأول: المسار التاريخي والنظري لتطوُّر إدارة الموارد البشرية.
المبحث الثاني: الإطار المفاهيمي لإدارة الموارد البشرية.
المبحث الثالث: رهانات وتحديات إدارة الموارد البشرية في عصر العولمة.