الدرس الرابع:
الأهداف التعليمية للدرس:
يستهدف الدرس من خلال هذه المادة التعليمية تحقيق الغايات التالية:
- التعرف على تطور التشريعات الخاصة بالجريمة الالكترونية.
- أن يتعرف الطالب أهمية ومكانة الاعلام والاتصال في التشريعات الوضعية.
- تمكن الطالب من التعرف الإطار التشريعي للإعلام.
تطور التشريعات الخاصة بالجرائم السيبرانية
تعتبر السويد أول دولة تسن تشريعات خاصة بجرائم الحاسب الآلي والانترنت، حيث صدر قانون البيانات السويدي عام (1973م) الذي عالج قضايا الاحتيال عن طريق الحاسب الآلي إضافة إلى شموله فقرات عامة تشمل جرائم الدخول غير المشروع على البيانات الحاسوبية أو تزويرها أو تحويلها أو الحصول غير المشرع عليها .[i]
وتبعت الولايات المتحدة الأمريكية السويد حيث شرعت قانونا خاصة بحماية أنظمة الحاسب الآلي (1976م – 1985م)، وفي عام (1985م) .........
وفي اليابان قوانين خاصة بجرائم الحاسب الآلي والانترنت ونصت تلك القوانين على انه لا يلزم مالك الحاسب الآلي المستخدم في جريمة ما ...
كما يوجد في المجر وبولندا قوانين خاصة بجرائم الحاسب الآلي.
وفي الجزائر تطرق المشرع إلى تجريم الأفعال الماسة بأنظمة الحاسب الآلي وذلك نتيجة تأثره بما أفرزته الثورة المعلوماتية من أشكال جديدة من الإجرام .... قانون بموجب القانون العقوبات رقم 04-15 المؤرخ – في 10 نوفمبر 2004 المتمم لأمر رقم- 66-156 المتضمن قانون العقوبات تحت عنوان المساس بأنظمة المعالجة الآلية للمعطيات ” ويتضمن هذا القسم ثمانية مواد من المادة 394 مكرر إلى 394المادة مكرر7.
وفي عام 2006 أدخل المشرع الجزائري تعديل آخر على قانون العقوبات بموجب قانون- رقم 06-23 المؤرخ في 20 ديسمبر 2006 حيث مس هذا التعديل القسم السابع مكرر والخاص بالجرائم الماسة بأنظمة المعالجة الآلية للمعطيات، وقد تم تشديد العقوبة المقررة لهذه الأفعال فقط دون المساس بالنصوص ....
الإطار التشريعي للإعلام
يلعب الإعلام دورا هاما ومركزيا في حياة جميع الدول والشعوب بحيث يعتبر المسؤول الرئيسي عن نقل الأحداث مباشرة من مصادرها المختلفة وإيصالها إلى الجمهور المتلقي أينما كان،
لذلك فقد أوجدت معظم الدول أطر دستورية وقانونية لحماية مبدأ حرية الإعلام بغية ضمان سياسات إعلامية متنوعة تخدم ديمومة واستقلال هذا المبدأ .
أهمية الإعلام والإتصال:
يقصد
بالإعلام تزويد الناس بالأخبار الصحيحة والمعلومات السليمة والحقائق الثابتة، فالإعلام
بمفهومه البسيط هو نشر الوقائع والآراء والأحداث في صيغ مناسبة، مسموعة أو مرئية
وبواسطة الرموز والوسائل التي يفهمها ويتقبلها الجمهور وهو بذلك يكون أداة الاتصال
الحضارية التي تخدم المجتمع ، والإعلام
غالباَ ما يكون مكفول من قبل دستور الدولة للمواطنين.
مكانة الإعلام في الإسلام:
إن نظرة الإسلام للإعلام أوسع واعمق من غيرها، ذلك ان الشريعة الإسلامية اعتبرت الإعلام أحد الآليات الرئيسية والمهمة في نشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والدعوة إلى الله تعالى، ذلك أن الإسلام نظام متكامل جاء لتنظيم مفاصل الحياة كافة والسلوك الإنساني في أوقات السلم والحرب.
ويجب ان يكون الاعلام يحقق غايته النبيلة ويتحقق ذلك عندما يؤدي رسالته بصدق، وان لا يكون بابا للفتنة، فكان لا بد له من الالتزام بمجموعة من الضوابط والمعايير والقيم التي تحكم أداءه وتصوبه أن ضل الطريق.[viii]
دعا الإسلام في مصدريه الأساسين (القرآن والسنة) إلى استعمال الفكر والعقل في جميع أمور الدنيا والدين،
وقد جاء في آيات القرآن الكريم ما يدعم هذا الاتجاه، حيث دعانا الله عز وجل لإعمال العقل والتفكر والتدبر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن ذلك قول الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}[x] وقوله سبحانه وتعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [xi].
وجاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تكونوا إمعة -أي تقولون: نحن مع الناس في اتجاههم دون تبين الحق- تقولون: أن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا» ومنها: «كلا والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا» -أي تردعونه وتحملونه على الحق وترك الباطل- كما دعا الإسلام أيضاً إلى حرية التعبير عن الرأي، ابتداء أو نقدا بناء، سواء في مجال تلمس الخير والمصلحة والصواب في قضايا الدين، أو من اجل رعاية مصالح المسلمين عامة [xii] .
فالإعلام في ديننا الحنيف ليس مجرد وسيلة أو مهنة بل له اهداف جليلة مرتبطة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعبادة لله ليتحقق صلاح الدنيا والآخرة.