محاضرة بعنوان: نظريات التأثير القوي

1. نظرة عامة حول نظرية الغرس الثقافي

الغرس الثقافي

1.1. ظهور نظرية الغرس الثقافي وتطورها

ظهرت نظرية الغرس الثقافي لأول مرة في ستينيات القرن الماضي على يد العالم الأمريكي "جورج جيربنر" وزملائه. حيث سعى جيربنر لفهم تأثير التلفزيون على المجتمع الأمريكي، خاصة بعد انتشاره الواسع في خمسينات القرن الماضي. وقد أجرى جيربنر وزملاؤه العديد من الدراسات لاختبار نظرية الغرس الثقافي. وقد ركزت هذه الدراسات على تحليل محتوى البرامج التلفزيونية وتأثيرها على تصورات المشاهدين، والتي كانت من نتائجها:

• زيادة العنف: ربطت الدراسات التي أجراها "جورج جيربنر" وزملائه بين مشاهدة البرامج العنيفة وزيادة السلوك العدواني لدى المشاهدين.

• تغيير الصورة النمطية: ربطت الدراسات بين مشاهدة البرامج التي تعكس صورًا نمطية معينة (مثل صور المشاهير) وزيادة هذه الصور النمطية في تصورات المشاهدين.

• التأثير على القيم: ربطت الدراسات بين مشاهدة البرامج التي تُروج لقيم معينة (مثل المادية) وزيادة تبني هذه القيم من قبل المشاهدين.

2.1. تطبيق نظرية الغرس الثقافي في عصر الأنترنت

تُواجه نظرية الغرس الثقافي، التي طورها جورج جيربنر في الخمسينيات من القرن الماضي، تحديات جديدة في عصر الإنترنت. حيث كان تركيز جيربنر على تأثير التلفزيون، إذ يتطلب الأمر فهم تأثير وسائل الإعلام الجديدة مثل: مواقع التواصل الاجتماعي، ومحركات البحث، ومنصات البث. وفيما يلي بعض الأمثلة على كيفية تطبيقها:

• دراسات تأثير التعرض لمحتوى عنيف على الإنترنت على السلوك العدواني.

• تحليل كيف تُشكل الصور النمطية الجنسانية على وسائل التواصل الاجتماعي مفاهيم الهوية الذاتية.

• فهم تأثير الدعاية السياسية على الرأي العام عبر الإنترنت.

ومن المهم ملاحظة أن نظرية الغرس الثقافي ليست حتمية. فالأفراد لديهم القدرة على مقاومة الرسائل الإعلامية وانتقادها. ومع ذلك، لا تزال النظرية توفر إطارًا مفيدًا لفهم كيفية تأثير وسائل الإعلام على أفكارنا وسلوكياتنا.

بالإضافة إلى ذلك فقد ظهرت نظريات جديدة تكمل نظرية الغرس الثقافي، مثل: نظرية البناء الاجتماعي للمعرفة، ونظرية التأثير الاجتماعي، والتي تُقدم رؤى إضافية حول كيفية تفاعل الناس مع المعلومات في عصر الإنترنت.

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبعتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)