2. الأساس النظري لنظرية الغرس الثقافي
1.2. فرضيات النظرية
1. التأثير القوي والتراكمي:
يُفترض أن التعرض المتكرر لمحتوى وسائل الإعلام، وخاصةً التلفزيون، يُؤدي إلى تأثير تراكمي على المُشاهدين. بمعنى آخر، كلما زاد وقت مشاهدة التلفزيون، زاد احتمال تأثر المُشاهدين برسائله ومعاييره الثقافية.
2. التقارب في التصورات:
تُشير النظرية إلى أن المُشاهدين الذين يُكثرون من مشاهدة التلفزيون يميلون إلى تطوير تصورات متشابهة حول العالم الحقيقي، تتوافق مع الصور والقيم المُقدمة في محتوى التلفزيون. مما ينتج عن ذلك تقارب في الثقافة والمعتقدات بين المُشاهدين، الأمر الذي قد يؤدي إلى التقليل من التنوع الفكري ويُعزز النظرة الموحدة للواقع.
3. تأثير الصور النمطية:
تُؤكد نظرية الغرس الثقافي على دور الصور النمطية في محتوى وسائل الإعلام، وكيفية تأثيرها على المُشاهدين. فعندما يتعرض المُشاهدون لصور نمطية مُتكررة عن مجموعات معينة، قد يُصبحون أكثر ميلاً لتطبيق هذه الصور النمطية على أفراد تلك المجموعات في الواقع الحقيقي.
4. غياب الوعي:
تفترض النظرية أن تأثير نظرية الغرس الثقافي غالباً ما يكون غير واعٍ، بمعنى أن المُشاهدين قد لا يُدركون التأثير الذي يُمارسه محتوى وسائل الإعلام على أفكارهم ومعتقداتهم. ذلك لأن عملية الغرس الثقافي تُحدث تدريجياً وبشكل مُتكرر، ممّا يجعلها مُندمجة في إدراك المُشاهدين للواقع دون ملاحظة.
5. التأثير على مختلف الفئات:
تُشير نظرية الغرس الثقافي إلى أن تأثيرها لا يقتصر على فئة عمرية أو اجتماعية مُحددة، بل يُمكن أن يُؤثر على جميع المُشاهدين، بغض النظر عن خصائصهم. لكن ومع ذلك قد يكون تأثيرها أكثر وضوحاً على الفئات الأكثر عرضةً للتأثير من وسائل الإعلام، مثل الأطفال والمراهقين.
2.2. النقد الموجه لنظرية الغرس الثقافي
واجهت نظرية الغرس الثقافي العديد من الانتقادات منذ نشأتها. وتشمل بعض الانتقادات الرئيسية ما يلي:
1. تجاهل العوامل الفردية:
تُركز النظرية بشكل كبير على تأثير التعرض للتلفزيون، بينما تتجاهل إلى حد كبير العوامل الفردية التي قد تؤثر على كيفية تفسير المشاهدين للمحتوى التلفزيوني. على سبيل المثال، قد يكون لدى الأشخاص ذوي الخلفيات الثقافية أو الاجتماعية المختلفة تفسيرات مختلفة لنفس المحتوى التلفزيوني.
2. افتراض التأثير السلبي:
تفترض النظرية أن تأثير التلفزيون سلبي بشكل عام، وأن التعرض المتزايد يؤدي إلى نظرة مشابهة للواقع. وهذا الافتراض يتجاهل إمكانية أن يكون للتلفزيون أيضًا له تأثيرات إيجابية، مثل توفير التعليم والتثقيف وزيادة الوعي بالقضايا الاجتماعية.
3. تجاهل الاختيارات الفردية:
لا تأخذ النظرية في الاعتبار الاختيارات الفردية للمشاهدين. يفترض أن المشاهدين سلبيون ويتأثرون ببساطة بالمحتوى الذي يشاهدونه. بينما في الواقع قد يكون لدى المشاهدين قدر كبير من التحكم في كيفية تفاعلهم مع التلفزيون، مثل اختيار ما يشاهدونه من برامج
4. صعوبة قياس التأثير:
من الصعب قياس تأثير التلفزيون على مفاهيم المشاهدين للواقع بشكل مباشر. غالبًا ما تعتمد الدراسات على استطلاعات الرأي والتقارير الذاتية، والتي قد تكون عرضة للتحيز.
5. التركيز على التلفزيون فقط:
تركز النظرية بشكل أساسي على تأثير التلفزيون، بينما تتجاهل التأثيرات المحتملة لوسائل الإعلام الأخرى والتي قد قد تكون لها تأثيرات مماثلة أو حتى أكبر على مفاهيم الناس للواقع.
6. عدم وجود نموذج متماسك:
تفتقر نظرية الغرس الثقافي إلى نموذج متماسك لتفسير كيفية تأثير التلفزيون على مفاهيم المشاهدين للواقع. هذا يجعل من الصعب اختبار النظرية وتطوير تنبؤات محددة.
7. تجاهل الاختلافات الثقافية:
تفترض النظرية تأثيرًا عالميًا للتلفزيون، بينما تتجاهل الاختلافات الثقافية في كيفية استهلاك الناس للتلفزيون وتفسيره. مما يجعل تأثيرات التلفزيون تختلف على مفاهيم المشاهدين للواقع اعتمادًا على ثقافتهم وخبراتهم.
3.2. الفرق بين نظرية بوابة الصمت ونظرية الغرس التقافي
1. نظرية لولب الصمت:
• تُركز نظرية لولب الصمت على تأثير الخوف من العزلة الاجتماعية على سلوكيات التعبير عن الرأي.
• تفترض نظرية لولب الصمت أن الناس يميلون إلى التكتم على آرائهم إذا اعتقدوا أنها غير شائعة أو غير مقبولة من قبل المجتمع المحيط بهم.
• تُشير نظرية لولب الصمت إلى أن هذا السلوك يؤدي إلى تعزيز الصمت حول تلك الآراء، مما يخلق دورة تغذية راجعة تُعزز هيمنة الآراء السائدة.
2. نظرية الغرس الثقافي:
• تُركز نظرية الغرس الثقافي على تأثير التعرض المتكرر لرسائل وسائل الإعلام على معتقدات الأفراد وسلوكياتهم.
• تفترض نظرية الغرس الثقافي أن الناس يتأثرون بمرور الوقت بالرسائل المتكررة التي يتعرضون لها، حتى لو لم يكونوا واعين بذلك.
• تُشير نظرية الغرس الثقافي إلى أن هذا التأثير يمكن أن يكون هامًا خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا المعقدة أو المثيرة للجدل التي ليس لدى الناس معلومات كافية لتكوين آراءهم الخاصة عنها.